نور الدين بدران
الحوار المتمدن-العدد: 919 - 2004 / 8 / 8 - 12:45
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
يتعرض الدكتور عارف دليلة المعتقل منذ 3 سنوات تقريبا في سجن عدرا التابع لأجهزة الأمن السياسي في سوريا الى أزمة قلبية أدت الى اضطراب في نظم القلب ونقص حاد في التروية وإذا لم تتم معالجته فهو معرض لأسوأ الإحتمالات ومنها الموت.
لقد طلبت السلطات من أهل الدكتور المعتقل إقناعه بالموافقة على قبول العلاج لكنه حتى الان يرفض علاجه كسجين.
لم تعد صناعة الموت تقتصر على الأنظمة المستبدة والعصابات الخارجة من كهوف ما قبل التاريخ ومغاور لم تصلها شمس الحضارة ولم يعد انتاج ثقافته برسم كتبة تلك الأنظمة وملحقاتها بل بتنا نشاهد كل يوم روافد لذلك المستنقع المتمادي في الاتساع.
ثمة منافسة بين تلك الروافد (المسماة معارضة) للمزاودة بتنويع ثقافة الموت تحت تسميات مختلفة الألوان.
هناك أمثلة كثيرة على المساهمات اليسارية في هذه الثقافة ومنها تلك التي تؤيد موقف الدكتور عارف على رفض العلاج والخلفية خلفيات معظمها ذو جذور سيكولوجية بائسة يلخصها منطق: زؤان المعارضة ولا قمح السلطة والنكاية رأس الحكمة .
من البدهي أن اعتقال الدكتور عارف أو أي مثقف أو صاحب رأي هو أمر مدان بلا تحفظ في نظر أي إنسان متحضر وهو نقطة سوداء في سجل المسؤولين عنه.
من البدهي أيضا أن المكان اللائق بأستاذ جامعي مرموق كالدكتور عارف هو الجامعة أو مراكز البحث والتخطيط وأن يكون حرا معافى.
إن الحياة وكما هي في الطبيعة السيدة يجب أن تكون في الفكر والثقافة والسياسة وجميع هذه في خدمتها وليس العكس كما تروج ثقافة الموت بأية حلة ايديولوجية تمظهرت.
إن الأصوات التي تمجد الموت كبطولة...كموقف... تنسى وليس كلها عن حسن نية... أنها بقسط ما تشارك في الجريمة وهي مسؤولة عنها بهذا القدر أو ذاك.
وووووووأخيرا... يجول في ذهني سؤال يحيرني فعلا: هذه الأجهزة ذات الخبرة الهائلة متى كانت تنتظر رأي معتقل لديها في أي أمر؟ أم أن وراء القصة قراءات يصعب على من لم يبلغوا سن الرشد.... تهجئتها؟.
#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟