أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - جهاد نصره - شيوعيو الوقت الضائع














المزيد.....

شيوعيو الوقت الضائع


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 919 - 2004 / 8 / 8 - 12:41
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


لم يسئ أحد إلى ماركس وفكره بقدر ما أساء إليه شيوعيو الصدفة والقنزحة النخبوية الانتجلسنية المتسكعين في زواريب تشظيات الحزب الشيوعي السوري المتتالية وأيضاً الشيوعيين السوريين المولودين في منظمات أخرى أي في غير حاضنة الحزب التاريخي العرمرم مع احترامنا الشديد للتضحيات الجسيمة التي قدمها الشباب بمصداقية عالية والعذابات المريرة التي عاشوها والنتائج البائسة التي وصلوا إليها لكن دروب العمل السياسي في بلدان الأنظمة الديكتاتورية هي هكذا قي كل مكان من المعمورة..! ويبقى المهم في أن لا تذهب تلك التضحيات (بالكامل) هدراً على يد أقلية القنزحيين الانتلجنسيين المغرمين بالشهرة والأضواء- وما أكثرهم- في مثل حالتهم في الجمهورية السورية..والمؤسف أنه حصل فمن بين مئات بل آلاف المناضلين لا يعرف الناس غير بضعة أسماء احتكروا الأضواء ووسائلها وملحقاتها ولم يحدث أن أحال قيادي انتلجنسيٌ واحدٌ وسيلة شهرة جاءت إليه لتسأله أو تحتفي به إلى غيره من رفاق الأمس الذين ظلوا جنوداً مجهولين إلا من قبل أقربائهم ووسطهم الاجتماعي الضيق حتى مسألة ندب واحد من أولئك الجنود المجهولين كي يضع اسم الحزب على بيان من تلك البيانات الخلبية التي اشتهرت بها أحزاب المعارضة لم يحدث أن التفت إليها أحد من القادة الاستثنائيين العظام الذين وحدهم من يجب أن تتكحل أوراق البيانات تلك بتواقيعهم وهكذا لم يبق أمام أغلبية الشباب سوى أن يحيلوا أنفسهم إلى التقاعد المبكر من العمل السياسي وحتى من الاهتمام بالشأن العام كليةً الأمر الذي حصل فعلاً لكن بعد أن افترستهم الأمراض النفسية والجسدية المختلفة وأيضاً بعد أن تلاشت الحياة العائلية عند عددٍ كبير منهم من جراء الإقامة المطولة في سجون الشرف القومي العروبي ومن جراء أسباب عديدة أخرى..ولكن يبقى السؤال المركزي: هل استطاع من بقي تحت الأضواء على تواضعها وبالرغم من التجربة الغنية والمكلفة التي مروا بها هل استطاعوا تقديم نماذج ماركسية حقيقية في التفكير والتحليل وبخاصة أن الذي حدث في ساحة الشيوعية العالمية يدفع باتجاه ضرورة وجود مثل هذه النماذج المفقودة في ساحة الفكر الماركسي العربي وفي غير مكان وبخاصة بعد عشرات السنين من هيمنة الأصولية الشيوعية ..؟ بالعودة إلى أدبيات ومراجعات الفصائل تلك أو ما تبقى منها إذا أردنا الدقة يتبين المرء ببساطة أن أغلبية الذين استمروا في النشاط السياسي على محدوديته لم يتغيروا قيد أنملة لا في الفكر، ولا في السياسة، ولا في التنظيم تماماً مثل جميع الأصوليين القوميين والإسلاميين.. ومقولة العمل السياسي العلني التي ظهرت في الساحة السورية لم تكن نتيجة تحول في المفاهيم عند العاملين في حقل السياسة بل جاءت كمحصلة للتغير الذي حصل في رأس هرم السلطة بوفاة الرئيس الأسد وحلول ابنه الشاب مكانه الأمر الذي ترتب عليه حدوث اختراقات ملموسة في طرائق وممارسات الأجهزة الأمنية وتراجع طابعها العنفي الذي طبعها على مدى ثلاثة عقود وبأحجام وأنواع يندى له الجبين الإنساني ومن ثم وصول موجة عالية من القيم الحقوق إنسانية مترافقة مع حراك محلي ودولي لمنظمات حقوق الإنسان هذا من جهة ومن جهة أخرى بسبب انسداد أفق وفشل تام لتجارب العمل السري في الداخل السوري وبخاصة أن ما استجد على ساحة التجاذبات السياسية الإقليمية والدولية لم يكن في صالح كل أنواع وأشكال العمل السياسي السري سلمياً كان أم ميليشياوياً والذي حدث أنه بفعل التربية السابقة في مدرسة العمل السري وتغلب ثقافته لم يستطع أحد تفعيل أي شكل من أشكال الحراك العلني الذي بدأ بداية خجولة مترددة بالرغم من الظروف المستجدة في ساحة السلطة وأجهزتها الأمنية والتأثير الكبير لدور العامل الخارجي الذي اضطر السلطة مرغمة لتقنين ممارساتها القمعية وبالرغم من حماوة وسخونة الأوضاع التي سببتها الحرب في العراق والسقوط المدوي لنظام حكم استبدادي من طراز بعث قومي اسلاموي فإن التجربة المحدودة لم تصل إلى أية نتائج يبنى عليها وهكذا ظلَّت الغالبية من العاملين في المنظمات شبه الوهمية والأحزاب الورقية أسرى العقل الماضوي والرؤى المنقرضة والأحلام المكسورة مع نبرة تضج بادعاء البحث والتنقيب والمراجعة لتجديد الخطاب وتطوير البنى التنظيمية وغير ذلك من تخرصات نظرية محضة..!
لقد أصبح بالإمكان القول إن الداخل السوري يتطلب كيما تستقيم أوضاعه المذرية عقلاً سياسياً منفتحاً جديداً لا يتكئ على ما هو ماضي ولا تحتكره مرجعية بعينها بل تكون مرجعيته المستقبل وحده ويترتب على ذلك أن يكون التعامل مع الراهن مستنداً إلى الرؤية المستقبلية ومتكئاً على مختلف المعارف والتجارب الإنسانية..! ذاك المستقبل المتمثل والمهضوم بكل أبعاده ومناحيه بالضرورة والوسائل المتاحة في هذا القرن المدهش بإنجازاته في حقل الاتصالات والمعلومات يوفر إمكانية تواصل وتفاعل المعارف والبرامج والخبرات الإنسانية و يفسح المجال بكل رحابة لأن يبدأ الجديد يطل برأسه في كل مكان والذي ينظر بعمق في الداخل السوري يمكنه رؤية ما هو قادم بكل وضوح والمؤسف أن ما هو قادم ليس مدار بحث جدي ومسؤول حتى هذه اللحظة بالرغم من السواد الذي يكلل اللوحة هذا السواد الذي تدلل عليه احباطات وانكسارات وتشاؤم الجميع من دون استثناء ..!



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غربلة المقدسات -13- دور السماء والطاعة العجب
- الأكراد في سورية
- حسون القومية في الشام
- غربلة المقدسات -12- بين إساف ونائلة وما ورثه الدين الجديد
- غربلة المقدسات: تساؤلات مشروعة
- الفرجة بالمجان
- غربلة المقدسات -11-
- من أجل حفنة من الدنانير
- غربلة المقدسات - توضيح لا بد منه
- غربلة المقدسات -10-
- خامس المستحيلات
- غربلة المقدسات-9-
- غربلة المقدسات-8-
- غربلة المقدسات -7-
- رجل الدولة
- غربلة المقدسات -6-
- الأيهم صالح شكراً ...ولكن
- الجزء الأخير من مذكرات المفرج عنه أبو يسار دريوسي
- غربلة المقدسات -5-
- وهل ينهض الموتى..؟


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - جهاد نصره - شيوعيو الوقت الضائع