|
بداة خارج العصر
محسن ظافرغريب
الحوار المتمدن-العدد: 3019 - 2010 / 5 / 30 - 00:04
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
بداة خارج العصر، جبناء لم يغادروا عصبيتهم الجهلاء، آل صباح على أطراف بؤرة الحضارة جنوبا أنموذجا، ودعاة يعشون و لا يعيشون مع الإشعاع رهن المحبسين؛ عمى (السبع العجاف) و (المنطقة الخضراء) من حرة الدنيا "بغداد" التي هتف صحفيوها أمس أيضا لزميلهم زرادشت الذي تكلم أخيرا، بما لا يضحك (الآغا الضحاك) ولا يسر مسرور الملا في محافظات الوطن الشمالية الثلاث، وسفير العراق "سيامند بناء"، بعد نصف عقد امتداد الزمن الردىء وإعادة تأهيل وترميم السفارة ودار السكن!، غادر "لاهاي" أمس دون أن يشعرنا فيها بتغيير حدث هناك في العراق القريب - الحاضر، البعيد المغيب خلف خيوط مشرق الشمس، المختطف من بداة ثم دعاة، لإعادة تأهيل وترميم روح العراقي في غربة جيل ضاع مع زهرة العمر/ "مر" - بفتح وضم الميم - من ذاك الزمن كما ضاعت على مضض وامتعاض ممض وهي عصية الدمع "كاظمة" ، "كويت" الجون جنوبي سنجق ولايتي بصرة العراقية - العثمانية، بندقية العرب و هبة شط العرب، درة خليج خنازير العرب وقاعدة طوب ثم صواريخ لعبة الأمم للإحتلالين الأنجلو أميركي مطلع القرنين الماضي والحالي!.
أمس بذات نفسه 28 أيار - ماي 2010م، تأبى بداوة التتار المغول إلا أن تفارق أهلها وأصلها شبه جزيرة الأناضول، بتلاقح حضارة اسطنبول ـ قسطنطينية، بحوار مدنية أبو الأتراك أتاتورك العلمانية الأثرية، مع الجارة الشمالية المسلمة العزيزة "تركيا" اليوم والعدالة والتنمية، التي دون تطلعها لنصفها الأوربي؛ ألف مسيح يصلب، ودم ألف زرادشت يسفك، وفم ألف ألف أعجم يكتم و بالرصاص يلقم. أقول و قد تكامنت إلى الدغل قبرة مسكينة ضيمت كما ضمت كويت، مهيضة الجناح في غربتها، كسيرة طرف تقلبه و لا حمي ولاحمى، بالقرب مني ناحت؛ لأضحك مأسورا منها وتبكي طليقة!، أقول أمس وفي "بغداد" مناحة (زرادشت) المثقف، كان المؤتمر الثقافي العالمي لدنيا التركTdkk.
كلمات باقيات صالحات بثلاث لغات التركية والإنجليزية والروسية، مهرجان الثقافة والحضارة والمعاصرة الذي أقيم من قبل معهد البحوث للدراسات، حضره أبناء المدنية واليوم، حضرته وفود من الأقطار العربية منها من مصر أحمد سامي عيدي - طالب دكتوراه في "باكو"، ومن العراق الأستاذ جوبان خضر و أحمد يولجو و محمد مهدي بيات. ألقى الأخير بحثا بعنوان آراء جديده حول الشاعر فضولي البغدادي -مسقط رأسه وعائلته - ، وزعت شهادات تقديريه للمشاركين. حقا انه كان مهرجانا يسر الناظرين و وجوه المشاركين الناضرة، وينور العقول ويزيد الثقافة ويجددها ويجمع العلماء والمختصين في مجلس واحد من جميع أصقاء الدنيا، ما أحوجنا نحن في عصرنا هذا إلى مثل هذه المهرجانات الثقافيه، كي يتعرف عن قرب بعضنا بعضا، فصالا وشعوبا وقبائلا، أكرمهم عند شعوبهم أوعاهم أوعية وقلوبا. وان الفضائية التركية TRT كانت تنقل الوقائع طيلة أيام المؤتمر على الهواء مباشرة.
من دواعي الفخر والإعتزاز والسرور أن يكون "محمد مهدي بيات" من ضمن المدعوين إلى المؤتمر الثقافي العالمي لدنيا الترك Tdkk)) التركيه لجامعة إيجه في تركيا للفترة من 19 - 25 من شهر نيسان 2010م، في مصيف (جشمه)، على بعد 70كم عن مدينة "أزمير"، في فندق "ألتون يونس" المطل على بحر إيجه، وقد شارك بهذا المؤتمر علماء وباحثون من إثنتين وأربعين دولة، وقريء نحو 440 بحثا من مختلف دول العالم، منها اليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأميركا والصين وروسيا وإيطاليا والنمسا وسويسرا وهولندا وبلغاريا وبولونيا وأوكراينا والهند والإسلامية الإيرانية والعراق ومصر والأرناؤوط ومقدونيا واليونان وسيبيريا وسولوفاكيا وكوسوفا ولتوانيا ومولدافيا وأرمينيا وجورجيا، والدول الناطقه باللغة التركيه، منها: آذربيجان و قرغيزيا و تركمانستان و قازاخستان و تاتار ستان و أوزبكستان و قره جاي بالقار و هاكاسيا و قبرص و باشقورت و جوفاس و آلتاي و توفا وأغاسكا، وغيرها من دول العالم ، رغم فوران بركان "إيسلندا" الذي حال دون وصول بعضهم إلا بعد أيام من بدء المؤتمر!.
افتتح المؤتمر من قبل مستشار رئيس "الجمهوريه التركية" (الجارة الحليفة وصمام أمان العراق ومنبع رافديه) السيد "عبدالله كول"، ثم عزف النشيد الوطني التركي، فقرأ المؤتمرون نشيد الإستقلال وقوفا، ثم ارتقى المنصة الأستاذ د. فكرت توركمن، رئيس المعهد ورئيس المؤتمر، وألقى كلمته محييا فيها المشاركين مع عرض نبذة عن تاريخ المعهد وكيفية الدراسة فيه، ودوره في إغناء الثقافة التركيه وما قام من إنجازات في سبيل العلم والمعرفة، الذي تخرج فيه الآلاف من الطلاب، بعضهم يحمل الآن درجة الأستاذية، ثم ألقى الأستاذ د. شكري خلوق آق آلين، رئيس المجمع اللغوي التركي، كلمته، معربا فيها عن دور المجمع في إقامة مثل هذه المؤتمرات. ثم جاء دور رئيسة جامعة إيجه، السيدة الأستاذة د. جان دكر يلماز وألقت كلمتها، تقطر كلها رقة، مربية، وبحنان أمومة، وبعدها ألقى رئيس بلدية أزمير السيد عزيز قوجا أوغلو و السيد جاهد كراج محافظ أزمير كلمتهما، وفي الأخير تحدث السيد ممثل رئيس الجمهوريه عن مشاكل الدراسات التركيه في تركيا.
وبعد انتهاء المراسيم ألقى الأستاذ د. يوسف خلاج أوغلو رئيس مؤسسة التاريخ التركي السابق بحثا قيما عن قبيلة أوغوز (الغز) التركيه ومما ذكر ان قبيلة بيات، هي غصن من شجرة أوغوز تنتمي إلى عشيرة طي من الطي التركية.
وفي نفس اليوم أقيمت أمسية أدبية باسم( مصاحبة أدبية)، شارك فيها الكاتب المعروف أورهان قره ولي صاحب المؤلفات المعروفه من تركيا وقد تحدث عن ذكرياته ولقاءه مع مؤسس تركيا الحديثه مصطفى كمال أتا تورك، في المرحلة الإبتدائية، وأسمع الحاضرين قصيدة قرأها في عهده بحضرته، ثم تحدث آنار رسول رضا من آذربيجان عن أدب والده الشاعر المعروف رسول رضا، و أطرب الحاضرين بقصيدة لوالده عنوانها (جنار)، وبعد ذلك جاء دور محمد مهدي بيات من العراق حيث تحدث عن (الإعلام التركماني ودوره في إغناء الثقافة العراقيه)، مختتما حديثه بقصيدة للشاعر العراقي "فضولي البغدادي"، كما تحدث كل من هؤلاء الباحثين عن الأدب التركي في مناطقهم، أدار الندوه بلباقة تامه الأستاذ د. ئوجل أوغوز.
وفي اليوم الثاني بدأت فعاليات المؤتمر في خمس قاعات وهي قاعة مناص وده ده قورقوت ومختوم قولي وكاشغرلي محمود وقوتلو ألب، وخصصت كل قاعة لموضوع، مثلا قاعة مناص للمواضيع العامه، و ده ده قورقوت للتراث الشعبي، و مختوم قولي لأدب دنيا الترك، ومحمود الكاشغري للغة واللهجات التركيه، وقوتلو ألب للفن والتاريخ، وقرأ في كل يوم في كل قاعة نحو 24 محاضره وكان مجموع المحاضرات التي القيت في يوم واحد نحو 120 محاضره، وبطلب من الشاعر التركمانستاني المعروف (أوراز دوردو) أقيم مهرجان شعري في قاعة محمود الكاشغري شارك فيه خمس شعراء: من توركمانستان أوراز دوردي ياغمور، و من تركيا بيرام دوربيلمز، و من قره جاي بالقار يوروزلان بولات، و من تاتا رستان نور محمد حسام، ومن العراق محمد مهدي بيات. أدار المهرجان الكاتب القدير الصحافي المعروف أورهان قره ولي، و من الجدير بالذكر ان الشاعر "محمد بيات" ألقى قصيدة بعنوان "أتيمي كمله ديم توركستانا دوغرو"، "جعل عنوانها "تورك دنياسي"، والجميل ان طيفا جميلا من أبناء توركستان كان حاضرا في القاعه، كما قرأ بعض الخوريات التركمانيه نالت إعجاب الجميع.
وفي كل ليلة كانت هناك فعاليات فنيه وغنائيه شاركت فيها فرقة أزمير للموسيقى التركيه الشعبيه، كما أحيت فرقة الساز الشعبيه (عاشقلار) ليلة غنائية جميله، وفي اليوم الأخير من المؤتمر أقيم حفل الختام حيث تقدم رئيس المؤتمر الأستاذ د. فكرت توركمن وألقى كلمة ثم دعى إلى المنصة الأساتيذ الذين أسهموا في إنجاح المؤتمر، و ألقى كل واحد منهم كلمة موجزه عن المؤتمر ثم دعا رئيس المؤتمر ممثلي الدول المشاركه إلى المنصه وأعلامهم ترف في القاعه، منها علم العراق، حيث تحدث كل منهم نبذة تعريفيه عن بلدانهم ثم جلس ممثلو الدول في المكان المخصص لهم على المسرح، وقد مثل العراق د. جوبان أولو خان، وأجمل ما في ذاك المكان، ممثل أوزبكستان قد أخلع عليه رئيس المؤتمر بالزي الشعبي الأوزبكي المتمثل بعباءة سوداء اللون و مزركشة بالطغرة الذهبيه وقبعة باللون الأسود ثم دعي الطلاب الذين تخرجوا في المعهد ليمثلوا أمام المؤتمرين، ثم التقطت الصور التذكاريه، وفي الليلة الأخيره شنفت آذان الجميع الفنانة الآذرية المعروفة (آذرين) باغانيها الحماسيه منها(جربنري قاره دنيز باقين توركون بايراغينا)، وأغرب ما بين الضيوف أستاذا آذريا اسمه تاريخ، هو أستاذ متخصص في علم التاريخ، كما أحيت الفنانه السمرقنديه دلفوزه ليلة طشقنديه جميله من أوزبكستان.
لقد خصص يوما للذهاب إلى مصيف "الا جا تي" السياحي، ويوما لجولة بحرية في بحر إيجه دامت أكثر من ثلاث ساعات، وحضر لهذا المهرجان متخصصون من كافة أنحاء العالم ناهيك عن الباحثين الأتراك الذبن جاؤا من جميع أرجاء "تركيا"، و أفعمت القاعة درسا وبحوثا وفيهم علماء معروفين أمثال الأساتيذ الدكاتره: شكري خلوق آق آلين، و يوسف خلاج أوغلو، و زكي قايماز، وفكرت توركمن، وصباحت دنيزو شريف يالجين قايا، ونائل طان وتاج سر وشيماء كونكور، وهذه الأخيره نشرت كتاب "جنينة السعداء" للشاعر فضولي البغدادي في تركيا، وأحمد بيجان، وأينور قوجاق، و علي قافقاسيالي، وجيحون وداد أويغور، و علي أرول ومن آذربيجان أنار رسول رضا وواقف سلطانلي وكامل ولي ناريمان، ومثلهم المئات سوى أمثال: (مسرور مسعود)، وأمثاله الذين سوف يلتحق بهما، الفارين (الضاري) و د. عدنان (أبو سدارة فيصلية)، الذين عبرا في مؤتمر سبق بتركيا، بعيدا عن الأدب، عن طائفية عثمنليبعثية طورانية عرقية غير عراقية البتة!.
#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا عودة مع الدعوة
-
وضع المسيحيين في العراق
-
وزالثقافة العراقية دِعاية مضادة
-
مذكرات مؤجلة Twain
-
رئاسة مجلس وزراء لا رئيس وزراء
-
أعوام المالكي الخاوية
-
تعصب لا صدفة
-
إحتلال لا لبننة
-
الذاكرة العراقية
-
هل تنجح العطار مع ما أفسده الدهر؟!
-
مثال وقدرالمرأة
-
رسوم متحركة لأطفال العراق
-
قبل الأوان هل ورحل
-
وهابي مداهن وداعية مهادن
-
صحافي شهيد وصحافة شاهدة
-
لماذا نتحمل الإحتلال؟!
-
لانثق بالإحتلال والموساد
-
داعية مداهن مهادن
-
عالمية المحلية
-
سيناريو B
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|