أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بكر عبدالحق - مساهمة في طريق وحدة اليسار في فلسطين














المزيد.....


مساهمة في طريق وحدة اليسار في فلسطين


بكر عبدالحق

الحوار المتمدن-العدد: 3017 - 2010 / 5 / 28 - 22:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم تعد الاحزاب ذات التاريخ اليساري عنوان يجذب الاشخاص ذوي التوجهات اليسارية. اعني بالاحزاب ذات التاريخ اليساري اي الاحزاب التي كانت تحمل برامج يسارية تقدمية لم تستطع ان تجددها لتواكب العصر وتتحدى قوى الظلام والرجعية ومن ثم تراجعت. ثم ذابت في المؤسسات التي خلقتها لتكون رافد جماهيري لها واذرع عمل داخل المجتمع. فاصبحت المؤسسات والرواتب هي الجاذب الوحيد للشباب العاطلين عن العمل القادرين على الكلام دون الرغبة في فعل اي شيء لتغيير المجتمع. التاريخ اليساري للاحزاب لا يعطيها صفة اليساري، فاليسار يصبح محافظ اذا لم يجدد برنامجه بشكل دائم، فاليسار تغيير. الشعارات التي كانت تعتبر تقدمية يسارية في الخمسينات لم تعد كذلك الان.
تقوقع اليسار الفلسطيني فترة المد الاسلامي وأغلق على نفسه داخل قوقعته حتى إختنق، من في الداخل يعون أن القوقعة فارغة ومنهم من يريد إيهام من في الخارج أن القوقعة مازال بها رمق. يتكلمون عن الاوزان و الأعداد و كأن لهم وزن في الشارع وكان لهم عدد في صندوق الاقتراع. الشرعية التي كانت في الماضي لم تعد تجدي اليوم، تاريخ الحزب الطليعي المناضل لا يعطيه الشرعية اليوم، عليه ان يجدد شرعيته لكي تلتف حوله الجماهير. على الاحزاب اليسارية ان تقود المجتمع نحو التحرير و التغيير عليها ان تثبت وجودها في شارع النضال لكي تكسب الجماهير و تكسب اصواتهم في الانتخابات.
المجتمع الفلسطيني مبتور بحاجة الى يسار. بحاجة الى من يقود التغيير في المجتمع. بحاجة الى من يدافع عن مصالح الطبقات الفقيرة والمقموعين والمقهورين داخل المجتمع. بحاجة الى من يرفع راية الحرية، المساواة والعدالة الاجتماعية. كلنا نرى ان المجتمع يتجه نحو الليبرالية الامريكية التابعة المقلدة للغرب من جهة والى الاصولية المتطرفة بانواعها ومنها من تدعو الشباب لترك الدنيا ليعملوا لاخرتهم ومنهم من ينقطع عن الحياة العصرية ليعيش في ماض عفى عليه الزمن، و منهم من يكفر و يحلل سفك الدماء. كلنا نرى مظاهر الامركة والعولمة ما بعد المد الاصولي، تاتي على ارضية تخلوا من اليسار الفاعل و بزمن بدأت فيه الجماهير رفض المد الاصولي. ليس سرا ان امريكا و الغرب الاستعماري بشكل عام يشن حرب من نوع جديد يسميها هو نفسه الحرب اللينة حيث يستخدم بها القوة اللينة soft power بدل القوة العسكرية. تتمثل تلك الفعاليات بامور معلنة مكشوفة من قبيل النوادي و الجمعيات و البنية التحتية، و اخرى شبه سرية من خلال تأهيل كوادر منتقاة بعناية لتكون قيادات في المستقبل القريب او البعيد.



* بين الامريكان والحركات الاصولية!*
هذا من جهة ومن جهة اخرى نرى مظاهر التخلف تطغى على حياة الناس. فظاهرة ترييف المدينة تشارك بها القوى ذات الماضي اليساري و الحاضر القبلي والغيبي في احيان كثيرة. تغيب عنا مشاهد النشاطات والفعاليات اليومية وكل المظاهر الثقافية التي كنا نراها في الماضي. لم يعد هناك اغان تقدمية او مسارح تقدمية او مهرجانات او اعمال تطوعية كلها اندثرت. في احلك ايام النضال الفلسطيني كانت الفعاليات الثقافية تؤكد على و جود الشعب الفلسطيني و تواكب نضاله من اجل التحرر. كانت تبدع في استخدام التراث لتقديمه بشكل تقدمي يؤكد على حق الشعب في الحياة ومقاومة الاحتلال. الحركة المسرحية على سبيل المثال منقسمة اليوم بين ما يموله الامريكان وبين الحركات الاصولية، و تغيب عن المشهد الاحزاب ذات التاريخ اليساري.
نحن بحاجة الى يسار تقدمي جديد متجدد، يخلو من كل مظاهر التخلف كالقبلية و غيرها، يسار يستفيد من تاريخ اليسار الفلسطيني دون ان يكون اسيراً لهذا التاريخ. يطرح البعض فكرة وحدة اليسار للخروج من المأزق. كيف لهذه الاحزاب الضعيفة ان تتوحد وهي لم تدرك اسباب ضعفها بعد! ربما علينا ان نحترق لكي نتجدد، ربما علينا ان نموت كي نولد من جديد، ربما علينا ان نهدم لكي نبني من جديد. نحن الان امام مسؤولية تاريخية، ان لم نقم بدورنا في تجديد اليسار لن يرحمنا التاريخ ولن ترحمنا الاجيال القادمة ولن نرحم انفسنا حينما ندرك ان الاوان قد فات و ان فرص تقدم قد ضاعت من بين ايدينا و ان علينا مضاعفة الجهد كي ننقذ مجتمعنا من براثن الاستعمار والرجعية المتجددة المتطورة.
من يمكنه ان يطور برنامج اليسار و ان يبني يسارا جديدا؟ لا احد سوى طليعة من الشباب الواعي المثقف، مبتعد عن الاسترزاق والفردية. نحن بحاجة الى وحدة اليساريين المؤمنين باليسار كطريق لتطوير المجتمع والانعتاق من الاحتلال و الرجعية و التخلف واعتبره امر ثانوي وحدة الاحزاب ذات التاريخ اليساري بكل ما فيها من معوقات تقدم، الا اذا استطاعت ان تجدد نفسها و تتحول الى يسار حقيقي.



#بكر_عبدالحق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في طريق وحدة اليسار في فلسطين


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بكر عبدالحق - مساهمة في طريق وحدة اليسار في فلسطين