جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3017 - 2010 / 5 / 28 - 22:31
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كثيرة هي الكتابات عن الموت رغم كونه من المواضيع التي نتجنب التكلم عنها و لكني اتطرق اليه هنا من زاوية اخرى. لا تستطيع الاديان ان تبرهن فيما اذا كانت هناك حياة بعد الموت و لا يستطيع العلم اثبات العكس بل ليست هناك فائدة من هذه المناقشات العقيمة لانها لا تؤدي الى نتيجة. لا استطيع الا ان اقول ربما و اترك الباب مفتوحا لجميع الاحتمالات.
هناك مثل الماني يقول (ليس للقميص الاخير جيوب) المقصود بالقميص الاخير لباس الموت اي ان الانسان لاينفعه المال عندما يموت لانه لا يستطيع ان يملأ جيوبه به ليأخذه معه الى القبر و بالتالي لا يحتاج الى جيوب. كلما تقدمت حضارة كلما تحولت الكهولة و الشيخوخة والموت الى مشكلة و عبء لان الكاهل انسان مستهلك غير منتج يستطيع ان يترك البيت و ينتقل الى دار العجزة مقابل اجرة شهرية عالية او يطالب بحقه في الموت ليموت موتا محترما. ولكن الموت يكلف مبالغ عالية لدرجة تقوم بعض الناس بتدخيرها لتغطية نفقات تدفينها و ايجار مساحة القبر لمدة 30 سنة على الاكثر. كما وليس هناك احتكاك بالميت كثيرا مثلما نجده في بعض المجتمعات النامية او كما كان في الماضي. يؤكل هذا الامر لشركة الدفن التي ترتب جميع المراسيم بشكل روتيني مهني.
الموت افضل من العيش عند الالم و المرض الدائمي اذا هرم شخص او اصاب بامراض خبيثة و ليس هناك امل لعلاجه رغم اننا جميعنا نخاف من الموت سواء كنا فدائيين او ارهابيين , ثورييين او رجعيين, تستطيع ان تسميهم كما تشاء لان الموت مصير مجهول للجميع. كلنا نموت رغم اننا لانتفق على: ماهو الموت؟. لا يستطيع الانسان تخيل اليوم الذي يطفأ فيه شمعة حياته من خلال نظرة داخلية في داخل جسمه و لكنه يستطيع ان يتصور نفسه خارج جسمه الميت.
السؤال عن الحياة بعد الموت اذن ثنائي الابعاد يشير الى الجسد و الروح. اذا كانت هذه الثنائية صحيحة يمكن لنا ان نتصور حياة بعد الموت عندما تترك الروح الجسد عند موت الجسد. و لكن اذا تركت الروح الجسد فانها ليست قادرة على العيش كالسابق في جسم ذو حواس . اذا كانت ثنائية الجسد والروح على خطأ وانها كلها عمليات كيمياوية تحدث في الدماغ فقط فان الانسان ينتهي بموت الجسد اي لا توجد حياة بعد الموت.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟