أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عماد علي - هناك شيء اعمق و اهم من اللغة باعتبارها كلمات و جمل














المزيد.....

هناك شيء اعمق و اهم من اللغة باعتبارها كلمات و جمل


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3018 - 2010 / 5 / 29 - 00:08
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


بعيدا عن الخيال و ابعادها الواسعة، و بعد التغييرات المختلفة التي طرات على كافة نواحي الحياة و تقاربت المجتمعات و ترسخت مباديء العولمة بشكل كبير من جوانب عدة، يتبادر الى اذهان العديد منا سؤال منطقي و هو، هل من الممكن ان تتكلم شعوب العالم كافة بلغة واحدة يوما في المستقبل، و عند تقاربهم معيشيا فثقافيا كان ام اجتماعيا او اقتصاديا ،و بعد انقراض العديد من اللغات غير المؤثرة و الفاقدة لمقومات البقاء نتوقع توحيد اللغات، هذا عدا ما موجود من اللغات العالمية الموحدة من الموسيقى و اللوحات التشكيلية و مضامينها المتوحدة منذ نشوئها .
و بعيدا عن الكلمات و الجمل و الاعراب و البلاغة و الحصانة التي تتمتع بها اللغة العربية لاعتبارات عدة، فانها في تغيير منظور ايضا. عندما يقرا اي منا نصا وفق ما يحمل هو و اللغة المكتوبة و صاحب الكتابة من الخلفية الثقافية و المعلومات التي تتوفر فيه و ما يملكه القاريء ايضا، يتاثر و يفكر بمضمون ما يراه و يفهم ما يعنيه و يقصده الكاتب بشكل نسبي دائما، و انا اعتقد لا يوجد قاريء يفهم ما يقصده الكاتب بشكل مطلق ابدا مهما كانت الكتابة بسيطة، اما الاهم عندي هو اثارة عقل القاريء و فكره و عقليته و رج ما يخزنه من المعلومات و توجيهه بهدف و الغرض المقصود الذي يمكن ان يعكف هو عليه ان اراد هو و بشكل ذاتي و مغاير لما اكتسبه لنقله الى قاريء او سامع اخرباية وسيلة كانت، هذا هو الهدف الاهم في اثارة الابداع و المغزى من القراءة اكثر من اكتساب المعلومات الموجودة في النص ، و هذا ما يدعو الى اتساع التفكير و تغيير النظرات و الاخلاقيات و توجهات المتلقي بعد كسبه للمواد و جمعه للمعلومات و فهمه لجوهر النصوص و تلاقحه مع الموجود المتراكم لديه من قبل، و من ثم محاولة نقله الى الاخر ان اراد في ظروف و زمان اخر مما يحصل عليه التغيير بحكم الفرق بين عقلية الناقل ومضمون المنقول و المكتسب و ما اضيف اليه و نتج عنه ، و ربما اصبح الاحسن و اثر على الاخر بشكل افضل، هذا طبعا ينطبق على المواد الادبية و الانسانية بعيدا شيئاما عن المواضيع العلمية المثبتة التي لا تقبل التوسع و الاضافة و النقص.
عندما يكتب اي منا بلغة معينة بغض النظر عن لغته الام ، انه يطرح موضوع و له هدف ، و الاهم عند الكثيرين ما وراء الاحرف و الكلمات و الجمل المترتبة و الاهم منها شكلا و جوهرا هو نشر الثقافة و العلم و المعرفة و عند تزاوجها مع الاخرى بعيدا عن الاخطاء الشكلية التي ربما تحصل لاي نص مهما بلغ الكاتب من العلم و المعلومات و كان متقنا للغة التي يكتب بها و يجيد الطريقة للدخول في تفاصيلها، الا ان ماوراء الكتابة هو الاهم و بالاخص في الوقت الذي يتوجه العالم نحو الانسانية في التفكير و التوحد و الاقتراب من البعض و يسيطر الانتاج و العمل و الابداع على اللغة و النظريات الادبية ، و لن تكون ثقافة المجتمع بلغته المكتوبة و مميزاته و ما وراء هذه اللغة من التاريخ، و انما المضمون هو الذي يفرض نفسه و ما لديهم من المميزات الخاصة ربما تتهمش و من ثم تتحلل بتقادم الزمن ، و هذا ما يخص المجتمعات العالمية في هذا الوقت و ليس النص من حيث الشكل و الاعراب و البلاغة و النسق اللغوي، و الا لما استطاع اي كاتب عربي ان يكتب باللغة الانكليزية و الفرنسية خاصة .
قرات العديد من الانتقادات اللغوية لكتاباتي المتواضعة السابقة من قبل القراء الاعزاء ، و كانت بناءة مما شجعتني كثيرا و دعتني ان اتلقاها بتلهف و استفد منها قبل ان اقول رايي في بعض منها التي تخص الغة بذاتها من حيث اللغة و الاعراب و ليس المضمون، و كما لا اهتم بها انا سوى كنت متقصدا فيها اوحصل عن خطا و الكل يخطا، مع شكري المسبق للمنتقدين الا انني فرحت لان المتتبعين ركزوا في قراءة ما اكتب و سوف يتاثرون بجوهره و بنسب معينة بمجرد قرائته مهما كانت ارائهم و مواقفهم المسبقة ، و هنا ايضا اود ان اوجه انظار المنتقدين الى افكار و عقلية و اراء و مواقف و نظرة الدكتور البديع علي الوردي في هذا المضمار و لعل كتابه اسطورة الادب الرفيع خير مثال لمن يهتم بالمضمون و الجوهر قبل و اكثر من الحواشي و المظهر ، ويركز على ما ابدع به من ازالة العقدة من الخوف من الاخطاء الاعرابية و ما يشكل سدا منيعا امام العديد من المثقفين في طرح نتاجاتهم و ابداعاتهم .
انني شخصيا اؤمن بشكل مطلق فيما يعتقده معلمنا الكبير، و لم اهتم يوما فيما لو اخطات في تاء التانيث و او ياء التذكير ان كانت الجملة و الكلمات معبرة عن المغزى المقصود، و لست هنا في انتقادي للغة العربية و منشاها و ماورائها و تعقيداتها، و على الاقل فيما انا لي النذر اليسير من المعلومات عليها و تعمقت قليلا في خلفيتها و مكان نشؤها. و اود الذكر ان العديد من اللغات العالم لا تفرق بين الذكر و الانثى و مطبقة للمساواة في اللغة ايضا قبل الكائن البشري و المهم جدا قراءة هذه التفصيلات من الناحية الانسانية لنقل الخلفية الثقافية لما وراء اللغة كما هو حال اللغة الكوردية التي هي لغة امي و هي من اهم محاسنها .
الشيء المهم الاخر و كما يتوجه اليه العالم في كافة المجالات و ستتاثر اللغة به هو التسهيل و فك العقدات وازالة الصعوبات في كافة المجالات و هو الاهم الذي يفيد الانسان و ان اعتمده حتى في معيشة حياته الخاصة، و ليس الاهتمام بحرف و كلمة اهتمت بها قبيلة و فرضتها على لغة من جراء سيطرتها على الحياة العامة في حينه و ما يجب ان تبقى في مكانها المعين دون حراك ولو في النطق و ان جاءت خطئا اصلا او من منطلق فكر ضيق و توجه مشبوه و مشوه و عصبي و عنصري و تتقاطع مع الاهداف الكبرى و الثقافات و النظرات العالمية الى الحياة التي هي الاهم من كسرة و فتحة و ضمة و شدة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الم نحتاج الى الحوارات بعيدا عن السياسة في هذه المرحلة ؟
- متى نقطع دابر الانحناء امام الكاريزما
- من يقف ضد تأليه القيادات الجديدة في العراق؟
- لم نلمس الردود الفعل الاقوى ازاء ما تعرضت اليه كوردستان ايرا ...
- اين وصلت حركة الخضر الايرانية؟
- هل من المعقول ان تبدا و تنتهي الاحتجاجات العفوية بامر خاص
- هل حقا لا يريد الشعب الكوردستاني ممارسة حقه في تقرير المصير
- اسرع انجاز سياسي في تاريخ العراق الحديث !!
- مقومات بقاء فاعلية الايديولوجيا او استنفاذها
- هل يتجه العراق الى الحداثة في التعامل مع الواقع الجديد ؟
- هل بالامكان توفير فرص العمل لكافة العراقيين ؟
- تسييس الفعاليات المدنية لمصلحة من ؟
- ما التيار الفكري المناسب لهذه المرحلة في الشرق الاوسط
- منع الانتقاد هو الخطوة الاولى نحو الدكتاتورية
- لم يدان تطاول تركيا و ايران على اقليم كوردستان!!
- الاغتيالات ما بين الاخلاق السياسي و التحزب
- موقف المثقفين من الخروقات لحقوق الانسان في كوردستان
- قلنا فلتكن كوردستان بوابة للحرية و الديموقراطية!
- لماذا يُستهدف الصحفيين في اقليم كوردستان ؟
- المطلوب هو الفعل و ليس الفتاوى والوعاظات و الشعارات


المزيد.....




- تحديث مباشر.. تطورات ضربات الهند داخل باكستان ورد الأخيرة
- الهند تختار اسما بدلالة دينية لضربتها ضد باكستان.. إليكم معن ...
- قطر.. حمد بن جاسم يعلق على هدنة أمريكا والحوثي وضربات إسرائي ...
- الداخلية السعودية تنفذ 3 إعدامات بـ3 قضايا وتكشف تفاصيل
- عاصفة رملية ضخمة تغطي أجزاء من السعودية بالغبار وتحجب الرؤية ...
- اكتشاف أوجه تشابه جديدة بين المريخ والأرض
- في أي عمر تتدهور لياقتنا البدنية؟
- الكشف عن تفاصيل إحباط الاستخبارات التركية مخططا للموساد في ل ...
- تأثير إيجابي لموت المرجان على ظاهرة الاحتباس الحراري!.. بيان ...
- حاملة الطائرات الأمريكية -كارل فينسون- تدخل بحر العرب


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عماد علي - هناك شيء اعمق و اهم من اللغة باعتبارها كلمات و جمل