مكارم ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3017 - 2010 / 5 / 28 - 19:52
المحور:
المجتمع المدني
في تاريخ 21 ايار مايو 2010 كتبت مقالة بعنوان" الشخصية العراقية بين علي الوردي ومكارم ابراهيم" وكانت ردود افعال بعض العراقيين عنيفة جدا ومبالغ فيها بمجرد ان قرؤا عنوان المقالة فانهالوا علي بالتنكيل والغضب الشديد ومنهم من اتهمني بانه لاعلاقة لي بالبحث العلمي ونصحني بالتوقف عن الكتابة والعمل في دكاكين بيع الخضر ومنهم من اتهمني بخطائي الفادح في التعميم على كل العراقيين رغم انني في الجزء الثالث من مقالتي ذكرت اني وبغرض الحفاظ على موضوعية البحث لن اعمم البحث على كل العراقيين في حين ان الدكتور علي الوردي في كتابه "دراسة في طبيعة المجتمع العراقي" المؤلف من 388 صفحة لاحظ انه يذكر طوال الوقت كلمة الشعب العراقي ولم يقول بعض افراد الشعب العراقي.
يقول علي الوردي "ان الشعب العراقي واقع بين نظامين مختلفين من القيم الاجتماعية قيم البداوة الاتية اليه من الصحراء المجاورة وقيم الحضارةالمنبعثة من تراثه الحضاري القديم" ص14
و يقول علي الوردي ص 385" ان الشعب العراقي منشق على نفسه وفيه من الصراع القبلي والطائفي والقومي اكثر مما في اي شعب عربي اخر"
كما ان بعض العراقييون اتهموني بانني رغم حصولي على البكالوريوس في التمريض وبالكيمياء الحيوية والمختبرات الكيميائية الا ان هذا لايعني انني افهم بالبحوث العلمية وتحليل النصوص التي كتبها الباحثين امثال الدكتور علي الوردي لذلك ساحاول هنا ان اوضح وباختصار شديد مقدار معرفتي في البحث العلمي وكيفية تحليل نص البحث العلمي كالنص الذي تناوله الدكتور علي الوردي والذي استخدمته انا كمرجع في مقالتي.
تقسم الدراسات والبحوث الى نوعين, بحث نوعي وبحث كمي. ويختلف البحث النوعي عن البحث الكمي في المراجع والبيانات التي تستخدم. فالبحث النوعي يستخدم عادة البيانات على شكل نص وتكون العلاقة بين الباحث والافراد المشاركون علاقة قريبة.اماالبحث الكمي يستخدم البيانات بشكل أرقام وتكون العلاقة بين الباحث والافراد المشاركون علاقة ضعيفة جدا او معدومة . واختيار نوع البيانات يعتمد على المشكلة المطروحة للدراسة التي يتعين توضيحها للقراء.
وترتبط الدراسة النوعية تقليديا بأبحاث العلوم الإنسانية ، ويركز البحث على فهم وتفسير المفاهيم البشرية والخبرات الفردية ، والآراء حول العالم والحياة الخ.
واهم طرق البحث النوعي في هذه الدراسات تعتمد على جمع البيانات من خلال مايلي ,اما اجراء مقابلات مع الناس ,او تسجيل فيديو ,او استخدام التسجيلات الصوتية ,او من خلال المراقبة لتصرفاتهم عن قرب وتسجيل الملاحظات كما فعلت انا في مقالتي للمقارنة مع ما توصل له الدكتور الوردي..
ويجوز للباحث بعد ان جمع هذه البيانات ان يقوم بتفسير البيانات المادية مستعينا بمصادر مرجعية على سبيل المثال مصادر كتب اكاديمية, اونظريات, اوالأفكار والمفاهيم النظرية كما فعلت انا حيث استخدمت الفرضية او نعتبرها ربما نظريةالوردي في الشخصية العراقية . وبغض النظر عن طريقة البحث العلمي المستخدمة فان وجهة نظر الباحث او تاويله للامور ستكون واضحة بشكل كبير للقارئ.وذلك باعتبار ان الباحث كان اداة فعالة في هذا البحث العلمي.وتحليلات الباحث تعتبر هنا تحليلات فردية لانه يتدخل فيها تصوراته المسبقة بدون ادنى شك. لذلك فمن الضروري في مثل هذه البحوث النوعية أن لا يتم تقييم النتائج وفقا لنفس معايير البحث الكمي.
ويرتبط تفسيرو مصداقية تحليل النص بصحة الطريقة التي اعتمد فيها الباحث في الحصول على البيانات ومعالجتها وتحويلها من آراء الاشخاص الى نتائج نهائية. يقول البروفيسور في علم النفس والتربية النرويجي شتاينر كفالة بان تفسيرات الباحث يجب ان تكون منطقية ومرتبطة بالحجج المقنعة اي تعتمد على منطقية النظرية فلايمكن قياس النتائج بارقام لان البحث هنا يعتمد على تجارب الفرد وعلاقته بالمجتمع والافراد وهي امور لا يمكن قياسها بالارقام .
اما النوع الثاني من الدراسات فهي الدراسات الكمية وهي ترتبط تقليديا بالعلوم الطبيعية وليست الانسانية وبالتالي يمكن قياس نتائجها على شكل ارقام.ونتائجها محايدة وموضوعية وهي تسعى للبحث عن الحقيقة الموضوعية للانسان وحل مشكلاته باستخدام طرق منهجية معينة و تعتمد على نماذج وتصاميم معينة تعتمد على اختيار النظرية التي يراد البحث فيها للوصول الى نتائج علمية جديدة. وتكون تحت شروط تجريبية مختبرية سريرية اي يتم اختيار مجموعتين مجموعة عادية عشوائية ومجموعة المراقبة للمقارنة والنتائج تحول الى ارقام وعدد احصائي ويمكن تعميم النتائج اذا كان عدد المشاركين في الاختبار كبير بعد الغاء الاخطاء وللوثوق بمصداقية النتائج يتم اذا حصلنا على نفس النتائج في حال تكرار التجارب المختبرية عدة مرات على المشاركين.
وبناءا على ماتقدم نلاحظ انني في الواقع استخدمت البحث النوعي وليس الكمي في مقالتي لانني تناولت جزء من العلوم الانسانية لانني تناولت دراسة الاخلاق والمفاهيم لدى الافراد العراقيين في البيئة الدنماركية مقارنة مع النتائج التي توصل لها عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي .واعتمدث في بحثي على المراقبة في تصرفات العراقيين وهي طريقة البحث النوعي وليس الكمي اما المرجع الذي استخدمته كان النتائج التي توصل لها عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي في كتابه " دراسة في طبيعة المجتمع العراقي".
وعندما يكتب الكاتب مقالة فلايستطيع ان يرضي جميع الناس فلابد من وجود فئة غاضبة تحاول ايجاد الثغرات بهدف تثبيط معنويات الكاتب لكن بالمقابل وجود فئة اخرى متقبلة للفكرة التي طرحها الكاتب وتنتقد الكاتب بشكل عقلاني وبناء.
رحم الله الدكتور علي الوردي فقد قال في كتابه ص371
"يريدون من كل باحث ان يجاريهم في تطرفهم وان ينظر في الحقيقة كما ينظرون اذا ايدهم الباحث في ذلك اعتبروه "منصفا" واحترموه اما اذا خالفهم فانهم يغضبون منه ويشتموه وربما اعتدوا عليه"
مكارم ابراهيم
28 /ايار مايو /2010
بعض المصادر التي قراتها اثناء الدراسة تخص دراسة البحوث العلمية.
" دراسة في طبيعة المجتمع العراقي".للدكتور علي الوردي 388 صفحة
Birkler, Jakob: Videnskabsteori - En Grundbog, 2005, 1. udgave, Munksgaard Danmark.
Brodtkorp: Sociologi og socialantropologi - Mellem Mennesker Og Samfund, 2006, 1. udgave, Munksgaard Danmark.
Abraham H. Maslow (1943). "A Theory of human motivation." In.: Jay M. Shafritz & J. Steven Ott (eds.): Classiccs of Organisation Theory. Fifth Edition. Olando: Harcourt Publ. 2001. Pg. 167-178.
Donald A. Schön: "Udvikling af ekspertise gennem refleksion-i-handling". I: Knud Illeris (Red.): Tekster om læring. Roskilde Universitetsforlag 2000. 254-269.
Gadamer, Hans-Georg; Sandhed og metode 2. Udgave, 521 sider, Academica 2007, Omslag: Dansk Medie Design, Oversat af: Arne Jørgensen
Sigmund Freud (1932): "Den psykiske personligheds bestanddele." I:Psykoanalyse. Nye
forelæsninger. Hans Reitzels Forlag 1973. 50-67.
Rienecker, Jørgensen, Stray: Den gode opgave - Arbejdsprocesser Og Kvalitetskriterier I Opgaver På Humaniora, 2005, 3. Udgave
#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟