|
إلى كل الصحراويين والمغاربة:الصحراء وفلسطين ليستا لعبة ورق
بوجمع خرج
الحوار المتمدن-العدد: 3017 - 2010 / 5 / 28 - 12:35
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
1- دبلوماسيات القرابين كما لو أن قضية الصحراء صارت موسمية مرتبطة بفترة دبلوماسية. و كلما دارت السنة التسايسية التي يؤرخ لها بمزاجية آلهة أولامب العولمة نتقدم لهم في طقوس أممية وقد اعددنا القرابين حسب اعتقادنا نحن السذج لنهديها دماء أطفالنا هنا وهناك من الغرب الإسلامي إلى شرقه وفيها من الصحراء أطفال هنا عندنا نحن المرابطين بالمجال دماء نظيفة وطاهرة على اختلاف أعمارهم تستنزف في ما لحقهم وأسرهم من تهميش داخل مجالهم وقد اعتقدوا أنهم باستقبالهم لإخوانهم من ما بعد الأطلس شمالا (حتى أتفادى كلمة مغرب) أنهم كما تغنوا بهم:" الصحراوي تحت الخيمة جاتو بيعة مغربية ..." وطبعا ما جادت به التعابير الجميلة كصلة الرحم بإخواننا بالجنوب ... الشيء نفسه يحدث هنالك وراء الجدار الذي سمي امنيا لا يسمح بالتواصل مع ما في تعبيرية "أهالينا" علاقة بأغنية "يا أهل العيون يا أهالينا إنا قادمون منتصرين " سوى بمكبر الصوت كما في الجولان استعارة في طائرة أممية تتنقل بنهما برزخ جدار امني... حيث هنالك أطفال ليس لهم غير حبات الرمال هي التي ترى فيهم كما الناقة "باو" التي مات ابنها في بداية مشوار الحياة يقدمون قرابينا للحصول على أطباق أممية سميت المجلس الأعلى للاجئين ليسقيهم السيد انتونيو كيتريس ما لديه كما قال "ليس لنا سوى الأسبرين" وهكذا تنتهي المأساة الدموية في سادية التمتع بانتصار وهمي يغنيه كل فريق لتعبئة شعوب لا حول لها ولا قوة بحيث الأول يكرر" ... ططا طاي طاي ... بضمان حق تقرير المصير... " والثاني يجتر طاي طاي ططا... بضمان السيادة المغربية.... الحكم الذاتي " بعد اختتام الطقس الموسمي في إحدى قصور الجنة بالأمم المتحدة داخل المعبد الكبير الذي تشرف عليه اللجنة الرابعة ومجلس الأمن في فرحة اعضائه بما يقدم لهم من دماء في إفطار لقاء العيد والتي هي عبارة عن أموال طائلة للشعوب المعنية تقدم دون استشارتهم لشراء أصوات عدد منهم في خدمة آلهة الأولمب العولمية أصحاب حق الفيتو وكل ولونه فإذا كان المطلب يعني هذا الفريق يظهر "فيتو" لصالح الفريق الآخر وهكذا منذ غير بعيد فقط على الأقل بداية المينورسو بصحرائنا العظيمة التي تستحق أغنية "يا ونييي مزيآآآآن ذي الصآآحرا يا وني...." وبصوت مريم منت الحسن. وهكذا تمدد الفترة بعد إشباع الرغبة الدموية من ستة أشهر إلى سنة بحكم أن الآلهة اختزنت من دماء القرابين ما يليق بها – استعارة- لعيدي البوريم وعيد الفصح الدبلوماسي القادمين. وعلى ذكر هذه لنقل أنه الشيء نفسه في فلسطين بحيث طفلان يقدمان قرابينا احدهما في غزة والآخر في الجهة الأخرى وكل وآلهته وثالثهم له الله في ما يقع داخل المجال الذي سمي إسرائيل في مراسيم منها الأممية ومنها الرباعي ... واد أقول "المجال" بدل دولة إسرائيل فذلك لأني لازلت لم اعترف بها إلى أن تقام دولة فلسطين وعاصمتها القدس - وفي ذاكرتي الشهيد ياسر عرفات رحمه الله في "شاء من شاء وأبى من أبى واللي موش عاجبو بيشرب البحر ا...." ورفيقه الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله في سلام الشجعان. وللصحراويين الغيورين الثوريين ارجوا عدم انفعال في ذكري للحسن الثاني فقط أن لله ما لله ولقيصر ما لقيصر وفي هذا أذكركم أن السيد رئيس جبهه تحرير الساقية الحمراء وواد الذهب محمد عبد العزيز قال بعد موت هذا الملك الكبير كلاما عاقلا وخكيما "إنه خسارة للصحراء" ما عدا أن يفهم منه استصغارا للملك محمد السادس الذي أؤكد لكم على أنه يريد حلا للإشكالية وسأعود لهذه لاحقا. كنت قلت " لازلت لم اعترف بها إلى أن تقام دولة فلسطين وعاصمتها القدس..." لربما دخلت في حدود دائرة ما يدور في الأنفس الصحراوية . فهل نقول بأننا هنا في "مجال يسمى المغرب ولا نقول الدولة المغربية" إلى أن تقام دولة الصحراء وعاصمتها العيون شاء من شاء واللي ما عاجبو حال إيسَيَك بالرملة ؟ وكأني سمعت أحد الشيوخ هنالك وراء الحزام الأمني المتفجر يقول " يا للي لا يربيك....". وداخل الحزام اسمع احد الغيورين الوطنيين يقولون" هاذ الانفصالي خاصو شي طريحة " و من الوحدويين الذين أدركوا أن الصحراء ليست لا لهم ولا لأبنائهم ولا حتى للشعب المغربي ومؤسساته ولكنها لمستنزفي الوضع من أثرياء الحرب ومستنزفي الدبلوماسية ووصوليين وانبطاحيين لحكامة بالصحراء تقصي وتحاصر الشرفاء بعجرفة أو بمنهجية... سمعتهم في صوت خافت يقولون " يارب أحفظوا من والي ساو" 2-السادية المشتركة أمميا لعلي إذن بهذا أصل إلى السادية التي يشتركها جميع الأطراف المعنية بالصحراء التي لها سلطة القرار. إنهم أناس يتمتعون بمعانات الشعوب المغاربية وطبعا ليس هذا من باب البكاء ولا من باب الدعوة الرومانسية إلى ثورة قد ننتظر لها قرنا آخر أو أكثر أو ننتظر لحظة ما كالمعجزة في ميثولوجيا البطولة ... ولكن لأن نقف أمام هذه البانوراما التي نحن بها جميعا وقد وجدنا أنفسنا فيها كما تغنتها جيل جيلالة المغربية "أعلاه أنا يوم جيت لدنيا كان لي شوار..." . هي هكذا المعطيات الواقعية التي تحكم دينامية الحكامة الدولية شاء من شاء ... فهل ننتظر "كودو" لأن يأتينا بالحل. لكن أخشى أن يقع لنا ما وقع للمغني "جاك بغيل" في أغنيته "مادلين" وهي حبيبته التي انتظرها من الصباح بباقة ورود دون أن يمل رغم تهاطل الأمطار ومرور الوقت طيلة النهار إلى أن تقدم الوقت ليلا ليجد نفسه أمام ورود ذبلت وملابس بللتها مياه المطر في صورة بائسة دون أن تأتي "مادلين". وعموما قد لا ألوم أحدا بحيث أن البوليزاريو بما يرمز له من ضمير شعب صحراوي آمن بقضية اعترفت له بها المحكمة الدولية بلاهاي بل أكدتها له في حق شرعي يخول له حق تقرير المصير… والمملكة المغربية اعترفت لها المحكمة ذاتها بحق سياسي و به هي الآن تدبر المجال إداري وكل هذا كان قد طرأ في وضعية دولية مغايرة إطلاقا لما هي عليه اليوم بحيث تجاوز الإيديولوجيات إلى مجتمع السوق والليبرالية والديمقراطية والحقوقية تحت غطاء لبركماتية التي هي القيمة المحددة للعلاقات.وفي هذه فكما هي الصحراء كذلك القضية الفلسطينية بحيث أن أسباب الصراع هي ذاتها بين الشرق والغرب ليس هذا من باب تشبيه المغرب بإسرائيل في الوضعية الإشكالية ولكن اقصدها لتوحيد الوعي حول طبيعة الإشكالية كونها تتجاوز الذات لعلنا ننظر جميعا إلى الشطرنج الدولي بالمنطق القادر على إدراك المتغيرات الهندسية في الاستراتيجيات الدولية وبكفاءة تدبير هذه الأزمة الإشكالية في ضل هذه المتغيرات التي أمثلها بخطوط حمراء لأشعة ليزرية تتقاطع في جميع الاتجاهات وتتحرك دائريا كما هي الالكترونات والتي لا يجب ان يلامسها من يبحث عن الحل علما أن هذا الحل موجود. وعلاقة بهذا اعتقد ان الفريقين المعنيين بالصحراء مباشرة مهما اختلفنا حول لون القطع الشطرنجية -علما أن السوداء تعني الدفاع - عليهم أن يؤمنوا بان المسالة تحتاج إلى تعادل ابيض يبقى فيه الانتصار في الأسلوب الذي عليه أن يحرر الشعوب المغاربية من أمازيغيين وعرب وبقايا القضية الفلسطينية. إن المبادرة الأممية تستحق التقدير والاحترام ولكن المشكلة تتوقف على حسن النوايا لأن هذه لها علاقة بفلسفة سياسية وان هي قائمة في ظل الخيارات الليبيرالية لكنها كما هي الديمقراطية تبقى غير مفعلة في مجالاتنا بما يليق والمفهوم في غايته النبيلة والشريفة بدليل أن الديمقراطية في مجالاتنا تكرس الأوضاع المستنزفة للمؤسسات بحكم أن الإجراءات الانتخابية غير ملائمة كما أنه يلاحظ خلل في التوظيف السليم لأدوات الديمقراطية وان صحيح أن معيار الإتقان حاصل شكليا بحيث أن الرشاوى والاحتيال على لوائح الانتخابات والصفة الناخبة المهنية تفعل بطريقة ليس فيها ولو حتى شطب من مؤشرات الملاحظة والمتابعة والتقييم... وأكيد أيضا أن مبادرة الحكم الذاتي كمفهوم تستحق الاحترام لما فيها من ديمقراطية وحقوقية وهو الشيء نفسه بالنسبة للمقترح البوليزاريو في تقديم كل المقترحات للشعب الصحراوي ليختار بحرية ما يشاء ولكن المشكلة هي أن هذا الحكم الذاتي لا يرقى إلى طبيعة الوضعية ولو انه اعتمد المرجعيات الدولية نظرا لخصوصية الإشكالية الصحراوية كما أن التشبث بالحق ألأممي في تقرير المصير يبقى من قبيل المثالية ذلك أنه حتى على مستوى تحديد الهوية بالمعايير المنهاستية بقيت الأمور عالقة في حيصبيص المينورسو نظرا لوجود هفوات وثقب متعددة تضيع إمكانية الإحاطة المضبوطة. لذلك لا اعتقد أن لوم فرنسا في ما قامت به من " فيتو" سيقدم أو يؤخر الأمور وليس فيه أكثر من نقلات شطرنجية فارغة ذلك أن العلاقات الفرنسية المغربية بل وحتى الأمريكية المغربية هي أولا علاقة تاريخية عميقة فيها نسبة الصداقة كبيرة جدا أضف إلى ذلك أن البعثة الأممية "المينورسو" لها قانون أساسي تم إخراجه بمعايير على قدر مهمتها بغض النظر عن الجدل الذي عرفه المجلس في ما هل هي بحجم مراقبة حقوق الإنسان أم لا. و للربط ببداية هذا المقال إن هذه المجادلة هي غاية القرابين في تجديد لعبة الورق الدبلوماسي او البوكير لاجل الانتصارات الافتراضية اللائقة بشعوب البطولات الميثولوجية حيث البطل الرئيس يتحول إلى ملك في الجمهورية ا, ملك في الجمعية أو في التعاونية ...الخ 3-الحقوقية ليست جوكيرا في لعبة الورق السياسي وفي سياق احترام حقوق الإنسان فهناك اشارة واضحة من طرف السيد بان كي مون الذي أكد أنه سيسعى جاهدا من خلال مبعوثه الخاص كريستوفر روس للسير في طريق حوار بناء بين طرفي الصراع برعاية المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة وهذا في حد ذاته يعتبر مكسبا رسميا فلماذا إذن إسقاط اللوم على صديق يساند صديقه في الشدة وطبعا أعني فرنسا إن لم يكن التعبئة العاطفية التي يشترك فيها الجميع وكل وشوكته الرنانة في سامفونيات آلهة الأولمب العولمي بحيث أن المغرب ذاته يسقط اللوم على الجزائريين الذين يساندون أصدقائهم الصحراويين في الشدة ...؟ أيضا هناك إشارة حقوقية أخرى لدى المغرب ولو حتى في نسبيتها فإنها تبقى دالة على اعتراف المملكة المغربية بأخطائها والتي يشملها عنوان "سنوات الرصاص" وقد تولاها مناضل رحمه الله اسمه "بنزكري" وفي هذا الصدد يتبين أن المسألة تعني أكثر ساكنة الأطلس ولكن ليس هذا من باب الانحساز فالثورات الانقلابية العسكرية هي أطلسية. و أعود للملك محمد السادس لأؤكد على أنه فعلا يريد حلا لمشاكل لا فقط الصحراء بل أيضا الأطلس والريف وعلاوة على هذا هناك مشاكل أخرى لا تنقص حجما واذكر مسألة الحقوقية الوجودية والوجدانية ثقافة وهوية وانتماءا للحسانيين والأمازيغيين. وإذ أخصص بالذكر هذا فلأني أريد أن أثير الانتباه إلى أن استفحال الوضع الحقوقي حاليا منذ 1999 ليس من أمر الدولة العلوية وليس من أمر وزراء الداخلية ابتداء من السيد شكيب بنموسى بل وليس حتى من بعض الضباط على مستوى المدن ولدينا في هذا أمثلة في مدينة كلميم في ما هو أمني ولخديجة موثيق رمز البوليزاريو بوادنون شهادة في حق الضابط الأمني الزهري مثلا وآخرون يحترمون وينفذون مفهوم الإدارة الجديدة. أ- تجربة حقيقية استسمحكم في هذه فقط حتى اتيح للقارئ إمكانية تقييم هذه المداخلة بما يليق بها من حجم خبراتي ولو أني أضمر أكثر من ما أبرز. لقد رفضت أول دعوة وجهها لي الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله مكتوبة بخط يده بسبب الصحراء وفي هذا كلام اتركه للملك محمد السادس يفنده أو العكس ... ثم واجهت السيد ايخلي هنا ولد الرشيد في شأن إشكالية الصحراء أمام الرأي العام رسميا بكلميم وذلك ببديل سميته باللاتينية «Auto- libertas- nomos » وواجهت صديق الملك السيد فؤاد علي الهمة ومعه الدكتور بيد الله بمدينة العيون رسميا وكذلك الدبلوماسية المغربية وطالبتهم جميعا بمقابلة تحدي عبر الشاشة سواء المغربية أو الدولية العربية ومعهم في ذلك كل من يريد دعمهم واعتقد حسب خديجة موثيق أن هذه الدعوة التي نشرتها الأسبوع الصحافي وهيسبريس وعدد من الصحف تم توزيعها بالمخيمات بتندوف وحينما زارنا الملك محمد السادس مرتين بمدينة كلميم أبعدت عن مقابلته. وعلاقة بهذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل المخابرات تقوم بواجبها ابتداء من أول محطة في المدينة إلى أعلى الإدارة دون تحريف ودون تحوير للحقائق مرورا من السيد أرسلان والقسم المكلف بالمسألة الصحراوية على المستوى المركزي ؟ ولعل المثير في هذا السياق هو أن السيد عبد العزيز رئيس جبهة البوليزاريو لما علم عني من خلال خديجة موثيق بما حملته معها من أعداد لمجلة أصدرها عصاميا تحت عنوان "أقلام الحرية" أبدى استعداده لمقابلتي وقال على أنه مستعد لذلك في الحين أني هنا بكلميم محاصر على جميع الواجهات ولكني لم أتبدل تبديلا مؤمنا بأنه منذ بوجميع لناس الغيوان رحمه الله ومعه العربي باطمة وشهداء المجال المغاربي وكذلك منذ الشهيد لولي ورفاقه أن القضية قضية كل الشرفاء المغاربة والصحراويين معا وان المسألة مسالة مؤسسات ومسألة دستور ومسالة احترام الثقافات أكثر من ما هي مسالة مجالات ذلك أن الفضاء الشمال إفريقي يتميز بالطبيعة الفاصلة بين الفضاءات الجغرافية. فجبال الأطلس رسموا طبيعيا حدودا بين المجال الصحراوي ومجال البحر الأبيض المتوسط كان يلزم قرون من المد البشري ليكتمل التواصل الذي تم هنا على أساس ديني مؤسساتيا منذ المرابطين الذين أسسوا العملة المغاربية الأولى ورفعوا الراية الأولى بالجهة الكبرى التي تشمل الأندلس ونشروا المذهب المالكي بل حتى الخط الذي كتب به القرآن في موريثانيا وفي المغرب وفي الصحراء الغربية هو خط أندلسي وهم أيضا من أطلق كلمة "المخزن". فالحسن الثاني حيتنا قال إذا الصحراء مغربية فإن المغرب صحراوي. إن الساكنة الدرعية أصلا هي من سلالة الساكنة الأصلية للصحراء التي أسست حضارة العهد الحجري الجديد إنهم من الطوارق... لا أريد بهذا سردا تاريخيا ولكن حتى نقف جميعا على حقيقة تداخل التاريخ والحضارة والتجانس الحاصل بين ساكنة هذه الفضاءت. وطعا ليس هذا من باب العودة إلى الوراء لتبرير مغربية او لا مغربية الصحراء لأن هذا كلام فارغ رجعي متزمت وساذج الوجودية ذلك أن الصحراء هي أولا وقبل كل شيء مجال نشأت فيه وتآلفت وتمأسست ثقافة اسمها الحسانية وهي ثقافة ليست بالشوفينية ولا بالمتمركزة في ذاتاها إنها الثقافة البيضانية التي تشمل الحساني والصونيكي والبولي وزندري وكلاوي والطوارقي صاحب "تامشاقت" الذي هو الساكن الأول المنحدر من سلالة إنسان العهد الحجري الجديد قبل وصول برابرة الأطلس فأما المغاربة فلقد وصلوا الصحراء عبر قوافل التجارة وليس عبر نظام سياسي وكان القاسم المشترك في ما بينهم هو الدين وطبعا حينما ظهرت أشكال الدولة بمفهومها الحالي الغرب كان من الطبيعي أن ظهرت النزعة المجالية والثقافية كردود أفعال لإثبات الذات ولكن لا يليق بنا كقوة إسلامية أن نغرق في نرجسياتنا إلى حدود التفكك الذي لن يخدم أحدا في المنطقة المغاربية علما أن الثوار المغاربيين حينها كان زمن الثورة في الخمسينيات والستينيات كانوا يسعون إلى تحقيق جهة مغاربية ولكنهم أفشلوا ولا أقول فشلوا لسبب بسيط هو أنهم لم ينطلقوا من الفكر المغاربي الذي عرف تمزقات منذ قرون . هذا التمزق هو الذي جعل المستعمرين يرسون بمراكبهم الهيمناتية ليس على المجال ولكن على مستوى التنظيم والهيكلة والتثقيف السياسي والعلمي والاقتصادي والمؤسسي الذي أصبح جزءا واقعا وحقيقيا في ما يسمى دولة المغرب ودولة الجزائر ودولة موريثانيا....الخ وبقيت الصحراء في هذا المد لن أقول الاستعماري ولكن الحضاري الجديد الصحراء الغربية في فراغ بركماتي. ولكن طبعا لا أعني هنا "الأرض الفارغة" أو terra nulus بل هي أرض الصحراويين الذين كانوا يحكمون أنفسهم بأرقى الأنظمة السياسية وأكثرها تحررا وهو النظام الذي يسمى بنظام الفوضى السياسية أو le système anarchique وإن صحيح ليس لها بنيات تحتية تعني بالنظام السياسي بمفهومه الغربي كما هو اليوم موحد حوله في الأمم المتحدة. فهل تصل بنا السادية إلى مستوى أننا تجعلها الحجرة التي يطبق عليها مثل شعبي صيني جاء فيه " لا يمكن المشي بالنجوم في الأعين وحجرة في الحداء" أي ان نقرر إعاقة أنفسنا وإعاقة تحرر شعوبنا وإعاقة الاتحاد المغاربي الذي سينشط الاتحاد الإفريقي وسيحد من الهجرة وسيؤثر على المنظومة الدولية بكاملها. فحتى موقعنا المغاربي جغارفيا مركزي أوروبيا وشرقيا وغربيا. وعليه اعتقد اننا مطالبين في كيفية جعل هذه الحجرة حجرة أساس لبناء اتحاد مغاربي يليق باستمرارية التاريخ الذي توقف هنالك بغرناطة وباشبيليا وبمالي وبالسنغال ... أن الدول الإفريقية جنوبنا في حاجة إلينا أكثر مما هم في حاجة لأوروبا إن لهم حق علينا في صلة الرحم الحضاري والتدايني الذي ربطهم بنا. إننا هكذا لا نشرفهم ولا نشرف ضمير ارثنا. ومنه أدعوكم للاستماع إلى أغنية لمشاهب المغاربة "نهزوه بالعار ونفدو أقطارنا ونؤدو الوصية..." ب- المؤامرة الداخلية على الصحراويين هي مؤامرة على الملك لقد تساءلت من داخل ساحة النضال والمواجهة هل الملك محمد السادس يتهرب من الحل؟ فكيف له أن يطالب بجرأة الرأي وقد عبر عنها رسميا ولكن القضية كلها تكمن في هذه الآلة التي ورثها. لاحظوا معي في المملكة المغربية يوجد إنسان من أكثرهم عالميا ثقافة في الحفريات الدينية وهو السيد عبد الحميد العوني احد أقلام الأسبوع الصحافي ويصدر له كتيب كل شهر وفي أقوى المواضيع بما فيها عن الصحراء وبكل نزاهة واحترام لشخصه المثقف (علما أني اختلف معه في مفهوم الانفصال بحكم أني لا اعتبر هذه الصفة تليق البوليزاريو كجبهة تحرير ولها مشروع دستور دولة) أقول على أنه الأولى بالاستشارة في تدبير الملف الفلسطيني علما أني أدرى بخطة إعادة بناء لبنان وسلام أسلو حتى من السيد الشاذلي بنجديد الرئيس السابق للجزائر الذي كان قد استدعاه الحسن الثاني ومعه الملك السعودي الراحل لتفعيل تلك الخطة وهناك أشخاص عديدين مثله في كل الميادين التي تعني بالحياة السياسية وتدبير الشأن العام بالمملكة المغربية... ولكن المشكلة كما ذكرت تكمن في الآلة المخزنية والاقتصادية التي ورثها الملك محمد السادس الذي هو في حقيقته إنسان بريء في وجوده وله إرادة حقيقية لتغيير المملكة من داخل المؤسسات بتوظيف و خلق أدوات مؤسسية. ولتأكيد هذه الحقيقة فداخليا هناك الاشتراكيون الذين هم اليوم يؤكدونها باشتغالهم معه مؤسساتيا -باستثناء النهج الديمقراطي- وهم ليسوا أغبياء أو سذج أو كما يراج بالشعباوية أو أنهم يكفيهم وصول الكراسي المرصعة.... ولكنهم لديهم وعي عميق وان صحيح أنهم ارتكبوا أخطاء متعددة. إنه الشيء نفسه بالنسبة لما هو خارجي فالملك يريد حلا للصحراء فعليا ولكن هل هو يعلم أن الأستاذ بوجمع خرج يتحدى صديقه فؤاد الهمة والدبلوماسية المغربية وايخليهنا ولد الرشيد وبيد الله في شان الصحراء ببديل للإشكالية؟
لا أريد الدفاع عن الملك فانا لم أخشى حتى والده رحمه الله ولكن أريد أن أقول شيئا حقيقيا إن المؤامرة على الصحراء تأتي من ما هو خارج عن سلطات الملك بحكم أن الملك مقيد بمهنة الملك. إن المؤامرة تأتي من عدد من المخلصين له. إنها ليست خيانة بالمفهوم الدستوري ولكنها من جهة هي سرقة ثقة الملك من طرف المخلصين له ومن جهة أخرى إنها في استضعاف لبعض من المخلصين.... و من جهة ثالثة إنها من سرقة ثقة المواطنين في سذاجة المنتخبين الذين يفرزون أناسا ينبطحون بسهولة لمن يستنزفون خيرات الصحراء بل كانت تضمن لهم النجاح بتسخير أدوات السلطة الإدارية. ولعل الأخطر هو أن هذه قد يشارك فيها أناس خارج المغرب و لن أقول الدولة الفرنسية أو الاسبانية او الروسية أو .... ولكن أناس من فرنسا و من اسبانيا ومن ..... ومن..... يتاجرون مع الذين لهم معامل عائمة في البحار ولعل حادثة سيدي افني فيها ما يعني بسرقة الملك والشعب... كذلك الشيء نفسه في ثروات معدنية نفيسة جدا كالاورانيوم الصحراوي الذي لا ينافسه سوى النيجيري أيضا هناك أناس يتاجرون في شيء أكبر من كل ميزانية الدول العظمى المهتمة بالبحوث الفضائية كالنيازك الثمينة لأنها ستوفر لهذه الدول كم من رحلة وكم قمرا اصطناعيا وكم من أموال.... بحيث يجدونها هنا بالصحراء ويحملونها سرا دون علم الشعب لمختبراتهم وقد يدهشون باستنتاجاتهم العلمية المجتمع العلمي ومنه استغلالهم ودولهم في التسايس والدبلوماسيات... الخ بل حتى الفضاء الصحراوي يستغل في أنواع التهريب... ولأجل فسحة أذكركم أنه صحيح أن أغنية "ما غلى ذي الصحرا " هي أغنية عميقة وكم يزيدها عمقا صوت مريم منت الحسان 4- خلاصة وأعود لأربط بالعنوان بحيث أنه حينما سألني الحسن الثاني عن لبنان وفلسطين كنت أجبته أنهما ظلا لبعضهما في القضية وأكيد أن إبعاد إسرائيل عن لبنان هو مقرون بإفراغها ثقافيا ولا يهم تطورها اقتصاديا والصحراء ظل لصراع الشرق والغرب في استغرابنا عن ارثنا الثقافي والحضاري لأننا نشكل خطورة ريادية على المستوى المتوسطي بالنسبة للاستقرار الاقتصادي الأوروبي لذلك كتبت الصحراء وفلسطين ليستا لعبة ورق لأنه بملاحظة بسيطة يتبين أن في الشرق فلسطين وفي الجهة المغاربية هناك الصحراء أي هناك محاصرة هندسية للمجال من الغرب العربي إلى شرقه فقط أن الصحراء يتيمة لأن الجهة المغاربية ينقصها لبنان في الإنتاج الفكري لذلك كلما تولاها امميا جديدا إلا وانتهى بإبعادها سنة بعد جولات معينة- كما رمزت لذلك في جمعهم ما يكفي من هدايا القرابين- لأن أناسها لن يشقونه فكريا ولا يخشى أنهم سيحرجونه من هذا الباب ولعله بيت القصيد. فالحل ليس عند الأمم المتحدة وليس وليس في الحقوقية كما يعتقد ولو حتى تحترم حقوق الإنسان بسذاجة لأن المغرب لن يتنازل عن حق خولته له الأمم المتحدة وبالتالي إذا تجاوز الأمر حدوده في خلق فوضى فستتدخل الآلة المخزنية لتأتي على الأخضر واليابس كما كان حينها البصري الوزير الراحل رحمه الله بحجج قد تكون ولو حتى مفبركة.... الخ. إن حل الصحراء إذن في الفكر والتفكير حيث عجزنا جميعا المغرب والجزائر والبوليزاريو لنتوجه إلى فرنسا واسبانيا وأمريكا هؤلاء سيتخلصون منها بضعها على طاولة الأمم المتحدة التي بدورها وجدت منفذا في اقتراحها للأطراف المعنية أن تجد حلا مقبولا من الطرفين وهوالذي ستتمحور حوله كل الدبلوماسيات الدولية. وللعبرة هل لا نتساءل لماذا الأوروبيون استطاعوا حل المشاكل المعقدة في دول البلقان بعد تفكك الاتحاد السوفياتي ولكنهم لم يجدوا حلا للصحراء؟ إن المسألة بسيطة هو أنهم لديهم فكر ويؤمنون بالفكر وبالبحث العلمي وبالدراسات في الحين أننا نحن نحاصر أهل الفكر فحتى السيد المهدي المنجرا يمنع من إلقاء المحاضرات... ومطرب الحي بقي قائما في رجعية تفكيرنا الذي لم يعد سوى شكلا في عقولنا التي صارت بدورها متحفا تعلق فيها كل مصطلحات العلم والفلسفة والأدب والفن ولكنها محنطة تجميلية ليس إلا. لذلك ادعوكم جميعا للاستماع إلى فريق لمشاهب المغربي في أغنية "ثور على نفسك" لأنه مبدئيا لا احد غيرنا سيحل مشكلتنا خاصة وان العالم في حاجة إلى ثرواتنا البحرية والفلاحية والغازية والنفطية و عقولنا البشرية التي لا يمكنها إلا أن تهاجرنا كأدمغة إلى حيث تكرم في ضل ما يفعل في مجالاتنا من ظلم الأهالي في بلدان وان استقلت لا زالت بذوق اختث من الاستعمار لأن ظلم ذوي القربى يبغض القلوب في مفارقة التداين بحيث أننا نتوجه يوم الجمعة إلى المساجد بهذه القلوب ... وعليه لنطالب جميعا بخلق مجلسين استشاريين أحدهما ملكي بالمغرب والآخر صحراوي بتندوف يتقدم إليهما من له فكرة أو مشروع لحل المشكلة تجاوزا للحكم الذاتي ولتقرير المصير ليفرزا خلية استشارية ولا عيب أن يضاف إليها ملاحظون من الاتحاد الإفريقي. *ملاحظة: سيرسل المقاتل إلى جريدة المستقبل الصحراوية بتندوف * بوجمع خرج/ باحث
#بوجمع_خرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تقليدانية مراكز تكوين في التجميل بمفردات الإصلاح وانفصالية ع
...
-
إلى المجلس العلمي المغربي: إذا اليوم التنصير فربما غدا نقل ل
...
-
عن الكفايات بالمغرب: بين السياسي و التعليمي أزمة أم *مأزمة(1
...
-
نداء الإصلاح التعليمي موجه للمجلس الأعلى للتعليم
-
تحرير الرياضيات من الاستغبائية التقناوية
-
مصوغة تكوين المدرسين وسذاجة التصور
-
الصحراء من وادنون: ليثها ثورة أرفع بها راية حكم تحرري جديد
-
للإدماجية: التعليم العالي في الماقبل مدرسي...
-
لأجلك يا قدس:هل أعود لجاهليتي؟
-
القدس دوما في عربية الأمانة المعروضة
-
إلى السيد وزير التعليم و...أزمة التعليم بالمغرب: التشكيل يعي
...
-
لجمالية المتمدنين شكرا جميلا بأكثر من ألوان الطيف
-
عن طبيعة النشأة وداروينية التطور -التقدمية كتفكير مستقبلي في
...
-
التقدمية كتفكير مستقبلي في الحاضر المستدام(الحلقة 2):التقدمي
...
-
التقدمية كتفكير مستقبلي في الحاضر المستدام
-
عن الصحراء: لا قيمة للظهائر الملكية
-
الحل الفلسطيني في تضاد الأطراف
-
قراءة في بيداغوجيا الإدماج بالمغرب:نها أشبه بحكاية أشيل الذي
...
-
رسالتين مفتوحتين إلى ملك المغرب ورئيس جبهة البوليزاريو
-
المأسسة بالمغرب:هل سذاجة اقتصاداوية أوحكاماتية؟
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|