|
لنتعلم من أخطائنا .. ونبني وحدتنا الوطنية
جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 919 - 2004 / 8 / 8 - 12:45
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لنتعلم من أخطائنا ... ونبني وحدتنا الوطنية جريس الهامس : ليس جديدا تشويه الرأي الاّخر وإعدامه أو نفيه الى صحراء ( الربذة ) أو حرق كتبه ومكتباته وتكفيره .أو تعليقه على أبواب دمشق وبغداد والقاهرة ..بعد تقطيع أوصاله وفقأ عيونه واستباحة حرماته أو اغتياله بالسم الممزوج بالعسل .طيلة تاريخنا نحن العرب .خدمة للسلطان الطاغية وطبقات اللصوص والقتلة وقادة الجند والولاة والسماسرة المحيطة به .ليبقى كرسي الخلافة سليما معافى يستمد وجوده من السماء ( يهب الملك لمن يشاء ,, يعز من يشاء ويذل من يشاء ) أو من الدولار ورضا ( العم سام ) في عصرنا . . ليكتب التاريخ في قصور الطغاة القدامى والجدد على أنغام ( لايصيبكم إلا ماكتب الله لكم – وأطيعوا الله وأولي الأمر منكم ..) هذا هو واقعنا الفريد في التاريخ – مع استثناءات قصيرة جدا – منذ أربعة عشر قرنا ونيف ....رعية تفرض عليها الطاعة يهش لها الراعي أو ( القائد الضرورة أو بطل التحرير الفذ والعبقري أو حامي البوابة الشرقية أو محرر الجولان ...الخ ) بعصا الفريق أو المهيب الركن . ولولم يوْد صاحب اللقب الخدمة الإلزامية..كما هو وضع الوريث السوري .... هكذا يسير القطيع مطيعا حلوبا يلطم ويذرف الدموع على جلاّده الراحل ويصفّق للوريث الجديد . يسير خلف رنين أجراس ( الكراريز ) جمع كرّاز وهو صاحب أطول قرون يتقدم القطيع . أما المتمردون الخارجون عن السيطرة والرتل المطيع . فهم كالخوارج أو القرامطة والمعتزلة وزنج البصرة أو الغفاري وإبن رشد والمعري وغيلان الدمشقي وشمعلة التغلبي ( شاعر تغلب الشهير . أطعمه الوليد بن عبد الملك لحمه وقطع أوصاله وهو في مجلس مجونه بين الجواري والغلمان لأنه رفض تغيير معتقده الديني ._ ) وقسّام الحارثي العامل الفقير الذي حرّر دمشق من حكم الفاطميين . وعبد الرحمن الكواكبي . والقائمة تزداد طولا حتى يومنا هذا . اتهم فيها جميع أحرار الأمة بالشعوبية والكفر والزندقة قديما وبخرق الدستور وزرع الفتنة .. حديثا وبقي معاوية وابوالعباس السفّاح والمتوكل والحجّاج وأحفادهم في قصورهم بين الجواري والغلمان وجيوش اللصوص والبصّاصين بخير . تحرسهم فتاوى أبي هريرة ( الأمي ) وابن العباس وصولا الى إبن تيمية وغيرهم من جيش الذقون والعمائم والكروش العامرة ؟ .. هذا شأن طغاة اليوم وأكثر بكثير . دون أن يخرج من بيننا قرمطي واحد شاهرا سيفه . مع استثناءات شيوعية صغيرة في العراق ودمشق . كان مصيرها الإبادة على أيدي عملاء الدولتين الكبيرتين اّنذاك ..... كلنا حاربنا الطغاة بالكلمة وتعرضنا لما تعرضنا له وإن كنت لاأعتقد بجدوى هذه الطريقة مع الأنظمة الفاشية وخصوصا النظام الأسدي المبرمج أمريكيا . إضافة لتركيبته الطائفية من سائق الدبابة الى الجنرال وتسليط جيش مخابرات يتجاوز تعدادة المليونين يستنزف ستين بالمئة من موازنة الدولة على الأقل . وامتداداته الطائفية الى لبنان ونظام الملالي في طهران . أعطت الأحزاب السورية المعارضة رغم أخطائها كل ماتملك من أعمار مناضلاتها ومناضليها وتضحياتهم لتحريرالقطيع والوطن من الهراوة والكراريز التي أكلت الأخضر واليابس ورغم كل أمراضها وتشرذمها وتنازلاتها المجّانيةأمام النظام الفاشي ...رغم كل ذلك أعطت هذه الأحزاب رموزا وطنية لم تعد ملك أحزابها .بل هي ملك للشعب كله دون تقديس أو طمس للاخطاء الفردية أو الحزبية . لمتابعة مسيرة النضال لتحرير الوطن من نظام القتلة واللصوص التابع لأمريكا التي أوصلته الى السلطة والقادرة على انهائه بعد انتهاء مهمته أو الخروج على طاعتها كما حدث في العراق . وعبر مسيرة هذه الأحزاب الإصلاحية عموما أعطت رموزا وطنية نعتز بها دون تقديس كما قلت سابقا . ومن أبرز هذه الرموز على سبيل المثال لاالحصر : أكرم الحوراني ورفاقة الذين رفضوا التعاون مع النظام رياض الترك ورفاقه . فاتح جاموس ورفاقه . عبد المجيد منجونة ومحمد الجرّاح وحبيب عيسى ورفاقهم الدكتورالبطل عارف دليلة . يوسف زعيّن ونور الين الأتاسي وابراهيم ماخوس ورفاقهم . عماد شيحا ورفاقه. رياض سيف وأكثم نعيسة وأنور البني والقائمة طويلة فاليعذرنا القارئ الكريم . ورغم كل الأخطاء والسلبيات لا يستطيع أي وطني صادق إلا الإنحناء إحتراما لتضحياتهم في مواجهة أعتى نظام في العالم المعاصر . وفي رأيي المتواضع : إنني أنحني إحتراما لأي مواطن سوري يأكل خبزه من عرق جبينه لم يلوثيديه بالفساد والرشوة والإعتداء على الاّخرين , ورفض مخطط الترهيب والترغيب وشراء الضمائر السائد في .. مفاصل الدولة التي لم تعد دولة و والمجتمع المهشم – إلى أشلاء مجتمع – بعد كل هذا يحق لنا أن نسأل : لمصلحة من هذا الهجوم الظالم على المناضل الكبير رياض الترك ؟ وفي طاحونة من يصب تزوير أقوال المناضل أكثم نعيسه وتشويه مواقفه الوطنية ؟ ولمصلحة من تشويه المعارضة السورية كلها ؟ مذا تريدون من المناضل الترك وهوإبن الثالثة والسبعين الذي يتقدم الصفوف في أية مواجهة مع النظام كان اّخرها تجمع ( ساحة عرنوس ) في يوم السجين السياسي السوري مع مجموعة من المناضلين ... والمناضلات قمعت بوحشية تعرض فيها مع رفاقه للطرد من الساحة والإهانة كما اعتدي إنكشاريو النظام بالضرب على الكاتبة حسيبة عبد الرحمن بعد اغتيالهم نخوة المعتصم – كما يقال – أين كانوا هؤلاء الذين يتهمون رياض بالديكتاتورية – لماذا لم يشاركوا في أي نضال أو موقف ضد النظام ليؤكدوا أنهم الأفضل والأجدر لقيادة المعارضة الساحة مفتوحة أمام الجميع , والذين يأخذون عليه قوله : ( لن يناضل إلا تحت راية الشيوعية ) مذا يريدون منه أن يناضل تحت راية بوش ..؟ لكل إنسان الحق في النقد الشريف دون حمل خناجر التجريح التي لا نعرف من وراء بعضها على الأقل بحسن نية أو سؤ نية . كتبت صفحات طويلة لنقد أمراض جميع الدكاكين الحزبية الي تجاوزها الزمن , واقترحت .. اغلاقها والنزول الى الشارع والتعلم من أطفال الشعب الفلسطيني والكردي , وخصوصا التجمع الوطني الذي ترحم على الطاغية عند وفاته وخدع نفسه وخدع الاّخرين بما سمي ( خطاب القسم ) عوضا عن النزول الى الشارع أوحتى إصدار بيان ضد تحويل الجمهورية الى ملكية وراثية في مسرحية التوريث التي أشرفت عليها ( مادلين أولبرايت ) بسلاسة – كما أعلنت - الى جانب تسليم اّخر تنظيم سرّي الى أجهزة القمع لإثبات حسن النية كما أعلن . أي تسليم هذا التجمع البائس كل أوراقه إلى أجهزة القمع بهذه البساطة . وهذا فريد م، نوعة في تاريخ المعارضات في العالم . دون أن يتنازل النظام عن حرف في خطابه السياسي أويغلق مخفرا واحدا من أجهزة قمعه ...كماقلت في الماضي القريب : إن هذة التنازلات الغير مبدئية والزحف وراء سراب المصالحة والإصلاح الكاذب هي التي حوّلت النظام من نمر ورقي إلى نمر حقيقي أكثر وحشية وجشعا لضحايا جديدة . ورفض موقع الرأي التابع للمكتب السياسي نشر أي مقال لي وحتى النداءات الإنسانية لإطلاق سراح أقدم معتقلين سياسيين في العالم ( عماد شيحة – فراس مراد – هيثم النعال ) رفض نشرها كما تجاهلتها جميع الدكاكين الأخرى ..كما انتقدت المواقف السلبية والخاطئة من قضية شعبنا الكردي العادلة . والوضع الجديد في العراق ..أماالعلاقة مع النظام العراقي لم تكن قرارا فرديا .بل قرارا من قيادة المكتب السياسي كلها, ولا تختلف عن علاقة أحزاب المعارضة العراقية مع النظام الأسدي . أما الخطأ والصواب في هذا الموقف تقرره ظروف الزمان والمكان والواقع الموضوعي لكلا النظامين الفاشيين التوأمين وواقع المعارضة المريضة ..وإذا جاز لنا الحكم على المواقف السياسية .. التي تخدم بقاء النظامين أو التحرر منهما ..؟؟؟؟ رغم كل هذه اللوحة السريرية لاأقبل أسلوب التجريح والتهشيم ضد أي مناضل ما زال يقول لا لا لهذا النظام وأقول ما قاله الشهيد صلاح جديد في رسالته من السحن لإبنته : كلنا مذلون مهانون ما دام هذا النظام قائما ..والى الذين يهشمون نضالات شعبنا بحسن نية أو سوء نية ( لئلا يبقىللمواطن السوري شارة ) كما يقول إخوتنا العراقيين . وتبقى الشارة للطغاة فقط أقول : قد تنخفض النسور إلى مستوى طيران الدجاج , ولكن لايستطيع الدجاج أبدا التحليق الى قمم النسور.... لنتعلّم جميعا من أخطائنا ونوحد صفوفنا بعيدا عن المهاترات حول برنامج وطني ديمقراطي عملي يقبله شعبنا لانتزاع فجر الخلاص الوطني وبناء دولة القانون الجمهورية الديمقراطية من بين فكي الظلام الذي طال واستشرى .... المحامي : جريس الهامس -
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
للذكرى والتاريخ .. بين ديكتاتورين : أديب الشيشكلي .. وحافظ ا
...
-
للذكرى والتاريخ .... بين ديكتاتورين : أديب الشيشكلي .. وحافظ
...
-
للذكرى والتاريخ – بين ديكتا تورين : أديب الشيشكلي .... و حاف
...
-
للذكرى : بين د يكتاتورين .. أديب الشيشكلي , وحافظ الأسد - ال
...
-
للذكرى .. بين ديكتاتوريين أديب الشيشكلي .. وحافظ الأسد
-
دعوة الى مناظرة علنية مع روْوس النظام السوري
-
فرج الله الحلو المدرسة الوطنية والثورية التي أضاعها المزيفون
...
-
الحشود والتهديدات التركية بين الأمس واليوم 1957-1998
-
القضية الكردية وحق الثورة
-
رأيي في الحوار المتمدن.... الحوار المتمدن ( سلماس ) الصحراء
...
-
في ذ كرى كارثة إغتصاب جولاننا عام 1967
-
كلمةعلى جرح الردّة في سورية الضحية
-
جذور القضية الكردية في سورية
-
نداء الى اصحاب الضمائر الحرّة في العالم لإنقاذ حياة أقدم معت
...
-
في ذكرى الجلاء :أين أضحى إستقلال سورية ولبنان ؟
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|