هل يمكن ان يكون نصير الجادرجي مرشح التسوية لرئاسة وزراء العراق ؟!

عبد الجبار منديل

الحوار المتمدن-العدد: 3016 - 2010 / 5 / 27 - 22:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

العملية السياسية العراقية دخلت في نفق مسدود يصعب الخروج منه . وكل الاطراف المشاركة في العملية السياسية ساهمت بشكل او بآخر في الوصول الى هذه النتيجة .



في العملية السياسية حاليا تشنج وتوتر واحتقان والالحاح في هذا الاتجاه ليس في مصلحة الديمقراطية في العراق . كما ان اصرار كل طرف من الاطراف السياسية على موقفه هو ايغال في هذا النهج غير السليم وزيادة في تفاقم المشكلة وتضخمها بدلا من المساهمة في الحل .



نصير الجادرجي يحمل تراث الوسطية والوطنية العراقية على مدى ثمانين عاما ابتداء من جعفر ابو الثمن وياسين الهاشمي وانتهاء بعبد الكريم قاسم وكامل الجادرجي وتوفيق منير وكامل قزانجي وعبد الفتاح ابراهيم . وهو ايضا عضو في الائتلاف الوطني .



قد يقال عن الجادرجي انه لا يمتلك خبرة كافية لمثل هذا المنصب ... ولكن كم من المسؤولين الحاليين جميعا كان قد تبوأ موقعا حكوميا مرموقا قبل 2003ـ04ـ09؟!!



قد يكون الحزب الوطني الديمقراطي حزبا صغيرا ـ ولكنه كان دائما يمثل الاستقامة والحرص على مباديء الديمقراطية والاعتدال والوسطية وعدم التورط في اي نشاط سياسي مشبوه . وقد حافظ على نزاهته وتراثه الليبرالي النقي طيلة عهود الانقلابات العسكرية والتقلبات السياسية .



ان وصول اي شخص من الوجوه المطروحة حاليا في الساحة السياسية الى منصب رئيس الوزراء هو امر يكاد يكون شبه مستحيل بعد ان احرقوا بعضهم البعض سياسيا كما احرقهم سلوكهم المتقلب والاساليب الملتوية التي استعملها البعض منهم في عيون العراقيين لذلك فأن ترشيح الجادرجي لهذا المنصب سوف يكون خرقا لكل التوقعات التي يتحفز الجميع لرفضها . فوزارة تكنوقراط يرأسها الجادرجي قد تكون افضل طريقة للخروج من الازمة



ربما يكون الحزب السياسي الذي يستند اليه الجادرجي حزبا ضعيفا مع انه جزء من الائتلاف الوطني . وقد يكون غير قادر على مواجهة الجهات المتخندقة والمتربصة . ولكننا نعتقد ان قوته في ضعفه وسوف يكون في مصلحة الجميع ان يحافظوا على هذا الوجود الهش والعراقي الصميم الذي يحمل تراث حزب عريق ينتمي الى بغداد التي يجب ان يلتقي عندها الجميع لانها الرمز للعراق الواحد الموحد.

#عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات