أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مسعود عكو - في ذكرى مجازر الأرمن.. عندما يكتب الموت رسالة الحياة














المزيد.....

في ذكرى مجازر الأرمن.. عندما يكتب الموت رسالة الحياة


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 3016 - 2010 / 5 / 27 - 21:52
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تسعة عقود ونصف مرت، على أكبر وأبشع جريمة تاريخية ارتكبت بحق الشعب الأرمني، عندما بدأت السلطات العثمانية بذبح وقتل ما يقارب مليوناً ونصف المليون أرمني وسرياني، في عام 1915، دون أن تأخذ قلوبهم شفقة أو رحمة، بالأطفال والنساء وكبار العمر، لم تستثن آلة القتل العثمانية الطاغية ذلك الوقت، أي كبير أو صغير، بل أبادت شعباً عن بكرة أبيه، وخلفت تراثاً من القتل والفتك، ما تزال آثاره شاهدة إلى يومنا هذا.

تسعة عقود ونصف مرت، وما تزال الجراح غير مندملة، نزيف مستمر بالألم والدم، طاعنون في السن الأن يتذكرون هول وإرهاب قتلة، وآلام وآهات مرت عليها سنون كثيرة، كانوا أطفالاً بالأمس واليوم يقصون روايات وقصص الموت لأحفادهم، إنهم يتذكرون الآهات كلما خرج زفير واستنشق شهيق.

تسعة عقود ونصف مرت، وما يزال أحفاد العثمانيين وأبناءهم يتنكرون لجرائهم التي ارتكبوها بحق شعب كان فقط مختلفاً معه بالدين والعرق، إبادة جماعية ارتكبت بحق أمة كاملة، اجبروا الناس على قتلهم علهم يفوزون بالجنة وبأربعين حورية. فأية جنة تحتضن قاتلاً؟ قاتل جعل من الدين مطية لأطماعه القومية الطورانية.

لقد كان قرار مجلس النواب الأمريكي في اعتبار مقتل أكثر من مليون ونصف المليون أرمني إبان الحرب العالمية الأولى على يد الدولة العثمانية، لطمة قوية في وجه الطورانية التركية الحاكمة، تلك التي تتبرأ من هذه الجريمة البشعة، وتدين قرار مجلس النواب الأمريكي وتقول بأنها لم ترتكبها. بالرغم من كل الثبوتيات التاريخية، والشواهد الكثيرة على ذلك.

وما كان قرار البرلمان السويدي، اعتبار مجازر الأرمن على أنها إبادة جماعية، إلا ضربة أخرى للعثمانيين الجدد، ويمهد الطريق لأن تتحول هذه القضية إلى قضية رأي عام، علها تأخذ منحىً دولياً لاعتبار تلك المجازر إبادة جماعية بحق الأرمن. تجبر الحكومة التركية الاعتراف بها والاعتذار عنها علناً، وتعويض ضحاياها.

كان تصرفاً ملفتاً للنظر وربما نبيلاً من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، عندما انفعل وترك إحدى منصات منتدى دافوس الصيف الماضي، احتجاجاً على حرب إسرائيل الأخيرة على قطاع غزة الفلسطيني، ولكن أن يصر أردوغان وحكومة بلاده على عدم الاعتراف بمجازر ارتكبت بحق الشعوب والأقليات القومية التي تعيش في تركيا، حيث نالت هذه القوميات أكثر بكثير مما ناله الفلسطينيون من إسرائيل. تناقض ما بعده تناقض.

كان حرياً بأردوغان وكل حكومته وعلى رأسها الرئيس التركي عبد الله غل، أن يقفوا موقف رجولة أمام التاريخ، ويعترفوا بإبادة شعب بأكمله، ويعتذروا عما اقترفه أجدادهم العثمانيون بحق الشعب الأرمني والكردي والسرياني على مر السنين. وإلا تبق كل تلك المواقف سياسية لكسب فائدة معينة، وليس حباً أو ألماً على الشعب الفلسطيني وغيره من الشعوب التي ترى الحكومة التركية نفسها، مسؤولة أمامها بحسها الإسلامي ونفسها العثماني الطامح إلى إعادة مجد إمبراطورية، كانت من أظلم وأكثر الدكتاتوريات دموية على وجه البسيطة.

تسعة عقود ونصف مرت، وما يزال آرام تيكران وكره بيت خاجو يغنيان عن الحب والحياة، وما تزال سيفان مليئة بالطيب والأمل، ما يزال آرارات شامخاً عالياً، تشرق من خلفه شمس الحياة الجديدة، تطير أسراب الحمام من حول أشجار ييريفان وتكبت على أوراق الزهور والورود أغنية العشق ورسالة الحياة.

تسعة عقود ونصف مرت، وما تزال أفئدة مليئة بالحزن تكتب رسالة للسماء، أعين بكت دماً ودمعاً، آلام تأبى النسيان وتنخر الذاكرة حتى انتهاء الحياة. لكن يبق الشعب الأرمني حياً ومفعماً بالأمل، سيحول كل آلامه آمالاً، يحكي قصة حياته للحياة التي تتجدد دائماً مع كل ربيع، إن الشعب الأرمني العظيم جعل من الموت حياة، ومن الحياة روضة أمل، ما زال هناك أرمني يعزف لحن الخلود، ويكتب للموت رسالة الحياة.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمات حقوق الإنسان في سورية.. تمييز أم إهمال في جريمة الرقة ...
- واقتلوا الأكراد حيث وجدتموهم
- آذار ديلان.. أعراس الربيع
- في يومك يا حواء.. أحلام وآلام ورسالة عشق وهيام
- آناهيتا.. رسالة المطر للعشاق
- الكلامُ في سُكرِ السرابِ
- ميلاد مجيد يا أنور البني
- في شأن محاكمة رجال القانون وحماة العدالة
- تركيا والمواجهة الكردية المفتوحة
- هل تتجه تركيا لحل القضية الكردية؟
- في شأن الحب والموسيقى وأحلام كثيرة
- عندما تبث سانا أخبارها بالتركية
- كم الأفواه.. تراجيديا يومية في سورية
- هل يطلق سراح رياض سيف لأسباب إنسانية؟
- عندما تودع أغنية.. إلى آرام تيكران
- الحب في زمن الأنفلونزا
- الرحيل إلى ضفة الألم ... إلى فارس مراد
- عندما تَعشق سلمى.. تُقتل
- النوفرة
- الثورة على الثورة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مسعود عكو - في ذكرى مجازر الأرمن.. عندما يكتب الموت رسالة الحياة