|
هيمنة الإسلاميين على الإسلام الأوربي
دانيال بايبس
الحوار المتمدن-العدد: 3016 - 2010 / 5 / 27 - 16:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كانت تفجيرات السابع من تموز في لندن، والتي راح ضحيتها 52 قتيلاً مدنيا و جرح 700، محفزاً للسلطات البريطانية للعمل مع المسلمين لتفادي العنف في المستقبل. ولكن الذي حدث أن السلطات تركت جانباً المسلمين المناهضين للعنف و توجهت صوب الإسلاميين الساعين الى توطيد العمل بالشريعة في القضاء الأوربي. كانت غاية السلطات يومها أن ينجح الاسلاميون في إقناع بقية المسلمين بالتعبير عن كرهم للغرب بصورة مشروعة دون اللجوء إلى العنف. وكان على رأس المقربين المفكر الإسلامي طارق رمضان(ولادة 1962)، والذي مدته هيئة الشرطة البريطانية المركزية بمساعدة مادية لحضور أحد المؤتمرات، وعينه توني بلير أحد المسؤولين لمجموعة عمل لمكافحة التطرف. ربما يتساءل البعض إن خطوة توني بلير أصلية وذكية، ولكن الحقيقة عكس ذلك، فحكومات الغرب تحالفت مع الإسلاميين منذ عدة عقود، و بالأ حرى مع عائلة رمضان بالذات.
في عام 1953 إستضاف الرئيس الأمريكي، دوايت أيزنهاور، مجموعة من المسلمين الأجانب، ومنهم سيد رمضان(1926-1995)، وكان يومها زعيم الأخوان المسلمين.، وهو والد طارق رمضان. كان هدف اللقاء جمع الصفوف ضد الاتحاد ألسوفيتي، وبعد ذلك تم إدراج سيد رمضان على لائحة مرتبات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. أشار تالكوت سيلي، الدبلوماسي الأمريكي وقتها، بأن الإسلام سيلقي بوزنه المضاد للشيوعية. كذلك تشير الوثائق الرسمية الى أن مؤسس حركة الأخوان المسلمين، السيد حسن البنا(1906-1949)، تلقى مساعدات من المانيا النازية وكانت له لقاءات عدة في القاهرة مع دبلوماسيين أمريكيين كان لديهم انطباع حسن حول الحركة و أهدافها. يقال كذلك أن البريطانيين بدورهم عرضوا مساعدات مادية على حسن البنا وحركته. بإختصار، فان الحكومات الغربية لها تاريخ حافل بدعم الحركات الإسلامية المتطرفة: العمل معهم وإسنادهم.
صدر كتاب للأستاذ آين جونسون، الحائز على جائزة بولتزر الصحفية، يستعرض فيه بدراسة تحقيقية، دراما اتصالات الغرب مع الإسلاميين بعنوان: (( جامع في ميونيخ، النازيون، وكالة المخابرات الأمريكية، ونهوض حركة الأخوان المسلمين في الغرب. ))
يبدأ جونسون بدراسة جهود النازيين لتجنيد المسلمين من سجناء الحرب السوفيت، والذين كانوا من أشد المواطنين عداءاً لستالين. وفعلاً تم تجنيد ما بين 150,0000 و 300,000 منهم، ومعظمهم من أصول تركية، للقتال ضمن قوات المحور أيام الحرب العالمية الثانية تحت قيادة نازي مفكر يدعى جيرهارد فون موندي، و صاحب هذا النجاح وجود إعلام نازي موجه نحو العرب.
استمرت جهود فون مندي بعد هزيمة ألمانيا في 1945 في العمل مع المسلمين لمواجهة الشيوعية، ولكن جهودهم القتالية كانت مخيبة للأمل. فعلى سبيل المثال، فإن أحد القياديين المسلمين، الذي كان يعمل كإمام في أحد فرق البوليس النازي الخاص، لم يتوانى في التعامل مع الشيوعيين للقضاء على انتفاضة وارشو في بولندا عام 1944. لكن الذي تبين بعدها أن الإسلاميين اثبتوا جدارتهم في التحديات السياسية والدينية كما يبين وصف جونسون التالي: " يرتدون البدلات المناسبة، حاصلين على شهادات جامعية، ولديهم القابلية على طرح مطالبهم بقناعة يتقبلها السياسي المقابل". إن هذه الدراسة توضح التطور التدريجي، الذي بدأ في ميونيخ، لتجنيد المسلمين الى قيام حركات الإسلاميين في الغرب في يومنا هذا. ومع مرور الأيام تشهد الخمسينيات تأهيل وتغير النازيين وقيام منظمات ترعاها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وإزدواجية الطموحات ألسوفيتية ألأمريكية.
توضح هذه الدراسة إن أمريكا إغتصبت شبكة فون مندي وسلمتها الى سيد رمضان. كان زخم الدعم الأمريكي للإخوان المسلمين يزداد في وقت تزايدت فيه هجرة المسلمين لأوربا، مما أدى الى توسيع نشاطهم في السبعينيات. إن هيمنة الإسلاميين على مسلمي أوربا كانت له قوة دفع نازية ثم أميركية، بدأت بعملية باربوسا (غزو ألمانيا للاتحاد ألسوفيتي)، ولا شك أن هتلر و بطانته لم يخطر ببالهم أنهم وضعوا حجر الأساس في ما يعرف اليوم بِ ( يوروأرابيا) ( مصطلح جديد يطلق على القلق ألأوربي من ألتكاثر ألإسلامي في أوربا). إن ألدعم ألأمريكي للإسلاميين تحت راية الأخوان ألمسلمين لا جدوى فيه، ودروس ألتاريخ لا مفر من استيعابها.
http://ar.danielpipes.org/article/8420 المصنف الإنجليزي الأصلي: How Islamists Came to Dominate European Islam ترجمة: د. سداد جواد ألتميمي
#دانيال_بايبس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلمانية التركية في مأزق
-
لم الوقوف بجانب وايلدرز
-
الإقتصاد الإسلامي: ما الذي يعنيه؟
المزيد.....
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|