|
الكتابة على مواقع شبكات الانترنيت
عصام البغدادي
الحوار المتمدن-العدد: 918 - 2004 / 8 / 7 - 10:46
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
نشرت صحيفة الزمان يوم 7 تموز الماضى مقالة لكاتب عراقي خريج كلية الاداب –قسم الصحافة ، مرت المقالة مرور الكرام على كافة مدراء المواقع العراقية دونما ان يكلف احد منهم نفسه الرد عليها ، وهذا يثبت ان كل واحد منهم يعيش على كوكب مختلف عن الذى يعيش عليه الاخر بالرغم انهم الاكثر قابلية على التواصل فيما بينهم . و يبدو بل يقينا ان كاتب المقالة المذكورة اغفل متعمدا الكثير من الحقائق الموضوعية بشان مواقع النشر العراقية وبشان الكتاب الذين اسماهم (بالكتبة) استصغارا لهم، مصيبة العراقيين ان راكب الباص العمومي حالما يمتلك سيارة خاصة به حتى يشرع بالتضايق من الباص العمومي ويشتم سائقه لأتفه الاسباب وهذا هو احد الامراض النفسية للعراقيين وهو التعالي ونسيان واقع الماضى بعدما يتغير الحال حتى ولو قليلا وصدق المثل الشعبي الذى يوصف هذه الحال " بعد ماصار باظفاره طحين " ، وهذا سلوك الكثير ايضا من البعض ممن كانوا يكتبون على شبكة الانترنيت ثم وجودا لهم ملاجىء صغيرة في زوايا بعض الصحف اذ وجدت نفسها في حاجة لبعضهم وكذلك صدق المثل الشعبي على وصف هؤلاء البعض فهو يقول ( من ندرة الخيل وضعوا السروج على الكلاب) ، هنا لا اعني ابدا شتم الكاتب صاحب المقالة ، فهو لم يكلف نفسه حتى بكلمة شكر واحدة للمواقع العراقية ومدرائها ، وهذا سلوك العراقي الغير موضوعي ، لانه بالضبط يجهل حجم معاناة الذين اقاموا تلك المواقع وسهروا على ديمومتها وصرفوا من كدهم عليها وقدموا خدمة متوازنة للجميع على اختلاف مستواهم وخلفياتهم كانت السبب في ظهور اسماء يشهد لها ، والكتابة على الانترنيت لا تحتاج الى الفن الابداعي الذى يتحدث عنه الكاتب بقدر حاجتها للمصداقية وتقديم الفائدة الموضوعية وتوخى القاء الضوء على الحقائق المغفلة او المطمورة عمدا تحت اجنحة خفافيش الليل او مكاتب ومدراء الاعلام والتحرير البيروقراطيين ، او عندما تحتاج الحقائق الى الكشف السريع وعلى صيغة كاتبها مهما كانت تلك الصيغة .
الكتابة على شبكة الانترنيت تعتمد ضمير الكاتب الحي لانها كتابة موثقة يمكن الرجوع اليها بسهولة وليست كما في زاوية من جريدة سرعان ما يتم الانتهاء من قرائتها وقد تستخدم لتظيف زجاج النوافذ او كمنديل ورقي لتنظيف مؤخرات الاطفال، حيث تذهب المقالة الابداعية للجحيم .
يرجع الكاتب ظهور العدد الكبيير من الكتاب الى سببين اولهما الفوضى واخرهما الخواء ، وهذا الراي يبدو ساذجا الى حد الغباء والعمى ، فالمعروف ان صحافة المعارضة والمواقع التى تكاثرت بعد ظهور مواقع المعارضة كانت نتاج مرحلة صعبة في تاريخ الاعلام العراقي ، وكان لابد لها ان تستقطب كل الاقلام حيث يتساقط الضعفاء ويستمر الجادون والموضوعيون والمواظبون ، وهم كتاب لم تكن لهم احلام بان يكونوا يوما رؤوساء تحرير صحف ، أو اشباه صحف فهل يحلم بذلك طبيب في الستين من العمر او باحث في السبعين يواصل عطائه عبر شبكة الانترنيت ؟
ويدعو الكاتب الى اعتماد تنظيم وترتيب للنشر على الانترنيت وحصر الكتابة بالكتاب المتمكنين والمحترفين ( يعنى على كتاب الانترنيت الانسحاب لصالح حفنة من كتاب الصحافة، فهم لايريدون السماح للعكس ان يحصل ، بدلا من ان تتبنى الصحافة فتح ذراعيها واستقطاب أصحاب الكتابات الجادة والثمينة ) ويركز الكاتب لا على جودة الافكار وجديدها مما ينشر في الانترنيت بل على الاخطاء اللغوية والاملائية !! وهذا نص مايقوله ((لهذا، أقترح علي مشرفي المواقع الناجحة الإهتمام بجودة الكتابة وعدم تمرير الكتابات الهشة بحجة حرية الرأي والتعبير، ولكوني من المتطلعين لمثل هذا المبدأ والشعار إلا انني في نفس الوقت لا أضع الصالح والطالح في سلة واحدة وانما أميل الي الصالح من إمكانية وجودة لغته وإسلوبه وثراء فكرته وطرحه، وأنحي الطالح الذي تخيّم عليه رداءة وركاكة اللغة والإسلوب، وبغض النظر عن الرأي الذي أتبناه أو أخالفه، لأن من متطلبات وشروط النشر أن تكون الكتابة بمستوي النشر المطلوب ، ان إستحقاق النشر يتطلب الإسلوب الجذاب الي جانب الفكرة الثرية وان وجود خلل في أحد الجانبين يجعل من تلك الكتابة بعيدة عن النشر، إذ ان الإسلوب يظل مطلوبا ، ومع هذا فأنا لاأنكر وجود كتابات غنية وكتاب جيدين في مواقع الإنترنت الناجحة، لكن من الواضح ان هؤلاء في الغالب من الكتاب المحترفين في الصحافة المقروءة. ". وحتى في سطره الاخير فهو لايعترف بالكتابات الناجحة ويصر ان اغلب تلك الكتابات الناجحة هي من الكتاب المحترفين في الصحافة المقروءة !! فهل كان الباحث حامد الحمداني ، او الدكتور اسعد الخفاجي او كاظم المقدادي ، او الدكتور عبد الخالق حسين ، او اسماء عديدة اخرى برزت في كتاباتها الجادة هم من محترفي الصحافة المقروءة؟؟ ان صدور مثل هذه الاراء من كاتب لاتزال مقالاته الاولى معلقة على صفحات المواقع العراقية ، انما تعنى محاولة تحجيم رجعية تحاول اخضاع كتابات الانترنيت ووضعهم تحت سقوف ثقيلة من البيروقراطية والوصاية والتعالى . ان وجود كم هائل من كتابات الانترنيت لايشكل الا ظاهرة طبيعية سببها القمع الطويل للراي الاخر لمدة خمسين عاما الماضية ونشوء اعلام الدولة او الاعلام الحزبي الضيق الذى لا يتقبل نشر الاراء المغايرة التى تعارض مفاهيمه. نتفق ان الكم الهائل يتدفق مثل سيل عارم عندما ينكسر السد فاسحا المجال للمياه المحصورة خلفه بالتدفق ، ونتفق ان هذا السيل سوف ينتهى أجله عندما يصبح الوضع طبيعيا ويتفرد الكتاب المختصين والمخلصين باداء ادوارهم الطبيعية وممارسة حقوقهم في الكتابة الايجابية لكشف الحقائق وتنوير الراي العام ومن دون سلسة الاجراءات القمعية ، عندما نصل هذا الوضع فسوف ينسحب ويتلاشى العديد من كتابات الانترنيت وسنجد ان مستقبل الكتابة سيكون في مواقع تخصيصية جادة وكفوءة ، اعنى ان تظهر انذاك مواقع تهتم بالشؤون التاريخية ، الاجتماعية ، الادبية ، الرياضية ، الاقتصادية ، العلمية ..وغيرها وعلى ايادى مشرفين اكفاء.
اتفق فقط مع كاتب المقالة ان البعض من اصحاب المواقع اطلق على نفسه : الاعلامي فلان بن علان ، وهو لايمت باي صلة للاعلام ابدا ، بل ان احدهم يدعى ذلك وهو غير حاصل حتى على الشهادة الابتدائية !! وهذا الادعاءات ينبغى ان يكف عنها من يحاول اكتساب الشهرة من خلال موقع ما، بل ان البعض منهم لا يجد في نفسه الشجاعة على كتابة سيرته الذاتية للتعريف بخلفيته الثقافية ، لكي لا نعرف صلته بالاعلام وكيف اباح لنفسه اطلاق صفة الاعلامي على ذاته!! والحق كل الحق ان يقدموا لنا تعريفا بانفسهم قبل ان يطلبوا من كتاب مواقعهم تعريف انفسهم . فلماذا هذا الاصرار على عدم قيامهم بتعريف انفسهم في مواقعهم ، فهل لايزالون يخافون اجهزة صدام المخابراتية ؟ مع ان البعض منهم مرتبط سياسيا بتنظيمات معروفة تموله ماديا ؟؟ ولا ينطبق على بعضهم سوى توصيف واحد هو : مدير الموقع لكي يكونوا منصفين وواقعيين مع انفسهم ومع من يشاركهم المواقع سواءا بالكتابة او القراءة. وعلى سبيل المثال لا الحصر لم اقرا يوما ان الاخ رزكار عقراوي حاول ان يقدم لنا نفسه اعلاميا متجاوزا اختصاصه في علم الكومبيوتر ، مع ان موقع الحوار المتمدن من انجح المواقع العراقية فنيا ، بعكس شخص اخر مصر على توصيف نفسه بالاعلامي ، مجرد ان بعض الصحف الكويتية نشرت له بضع مقالات دون المستوى الذى يكلف قارى جيد نفسه مشقة اتمام قراءتها وعليه دعا لتاسيس رابطة للكتاب العراقيين المغتربين!! وادلى بدلوه في الكتابة عن عهد عبد الكريم قاسم علما بانه ولد بعد رحيل الزعيم!!
#عصام_البغدادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمريكا ومبدأ : المال والرجال
-
العراق: شركة الولايات المتحدة وعملائها
-
أم فراس
-
عودة المجلــة العلميـــة العراقيــة للصدور على شبكة الانترني
...
-
كيفية التعامل مع المصاببن بالايدز
-
شهر تموز- الشهر الميلادي السابع
-
تايلاند والايدز-ج2- المرض واسبابه
-
تايلاند والايدز-ج1- نظرةعامة للمرض
-
أكاذيب ايران النووية-ج4-المستقبل
-
أكاذيب ايران النووية-ج3-الواقع الحالي
-
العلاقات الجنسية الشاذة – ج 10- قصص من الواقع
-
أكاذيب ايران النووية-ج2- المنشآت
-
أكاذيب ايران النووية-ج1-الطموحات
-
العلاقات الجنسية الشاذة – ج 9- الوعي بأهمية الثقافة الجنسية
-
محنة العلم والمتعلمين في العراق
-
العلاقات الجنسية الشاذة – ج 8- التحرش الجنسي بالطفل داخل الأ
...
-
من نوري الباشا الى القائد صدام : انا في انتظارك
-
العلاقات الجنسية الشاذة – ج 7- المفاهيم الغربية
-
العلاقات الجنسية الشاذة – ج6 – أسباب الشذوذ
-
العلاقات الجنسية الشاذة – ج5- مفهوم الديانة المسيحية
المزيد.....
-
مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
-
السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون-
...
-
مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله
...
-
اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب
...
-
محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
-
مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
-
من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
-
خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال
...
-
هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
-
قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|