أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ذياب مهدي محسن - النــص و التـنـاص ونـعال أبــو تــحسـين















المزيد.....

النــص و التـنـاص ونـعال أبــو تــحسـين


ذياب مهدي محسن

الحوار المتمدن-العدد: 918 - 2004 / 8 / 7 - 10:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من نافذة القول المتسعة ونافلة اللغة البحر أن مشهد أبو تحسين في 9/4/3004 كان نص…؟ أن جماليات النطق والمنطق والتمنطق تجسدت في هذا النص المشهد . قيل في أروقة الأمم المتحدة أن الصراع القادم سيكون صراعاً لغوياً بين نص قديم ونص حديث (( أقصد لغة )) وكيفيته ؟ بالتأويل أم بالتفسير وما بينهما الشرح ؟ لكن التناص فيه نوع من الإبداع ومن الممكن أن يكون بذرة متجددة من ذلك الصراع وإذا كان الصراع القادم هو صراع لغات ، الأمم تضمحل واحدة وتموت أخرى للأصلح الجديد وقد يندثر كثير منها مستقبلاً لذلك يشبه البعض اندثار لغة ما بسقوط قنبلة نووية مدمرة وأن اختفاء اللغات هو فقدان الكثير من الثقافات والأفكار والمنجزات الحضارية على مدى واسع وهكذا سقط الصنم وتولدت لغة جديدة لغة جديدة أسمها نعال أبو تحسين شاع استعمالها في الخطاب الحضاري الجديد أنه إبداع عراقي نص وتناص فالصورة تعبير لغوي فالنص مهما كان نوعه شكل / جسد / لوحة /مسرح ، وكافة صنوف الأدب والفن أنه نص وفي نفس الوقت ربما يكون انعكاس متناص مع فكرة أخرى أو قول مشابه متجدد بالبناء والاختزال أو ضغط الحوار ومن القصور بالرؤيا القول (( توالد الخواطر )) أو الصدفة …..؟
ولآن اللغة ليست وسيلة إبلاغ فقط بل هي وعاء للفكر وآلة له فالإنسان لا يستطيع أن يفكر بشيء لا يحتويه لغته ( ولقد جسدها هذا القول نعال أبو تحسين ) لذلك حاولت دراسات كثيرة معرفة عقلية الشعوب من خلال تحليلها للغة وتراكيبها فنحن لا نستطيع أن نعرف طائفة ما كيف تفكر للمستقبل ما لم نعرف طبيعة وتركيب صيغ المستقبل في لغتها ولا نستطيع فهم نظام التفكير لها ألا من خلال النظام اللغوي وكانت معرفتنا بنهاية النظام المباد الدكتاتوري ولغته ولكنته المعقوفة من خلال تفكير (أبو تحسين) وكيفية التعامل المعرفي مع هكذا نظام مجرم للجرذ صدام بواسطة (نعاله) فهو أي أبو تحسين يدعو لمن يحب بما يتمناه ويفكر فيه وهكذا كانت عباراته وصوته يتردد في الإعلام العربي والعالمي كثيراً وخاصة في (( دول الطوق )) للعراق الجريح وهي درس لها في نفس الوقت أنه تناص عن نص القمع والجريمة والاضطهاد معكوساً في ( نعال أبو تحسين ) وعندما نقرأ هذا النص يبدو ضرورياً لامناص منه لرؤية ما أو تحليل لواقع متمايز يخرج بالعقل من دوامة العنف والذهول وتبادل الاتهام وصولاً شاطئ الآمان… عاصفة من التغيير تأتي من الخارج وبإيجاز شديد تأكل الداخل الاجتماعي وعفونته وأنا نيته ليمضي بعد هذا كل شيء والقائد الضرورة الجرذي نحو مصير مأزوم مشؤوم وهكذا يتناص المصير الدكتاتوري مع الأسبق منه في الجرم ـ نيرون روما ـ الحجاج ـ و هتلر ـ وباستسلام وخنوع مطلق على درب الكارثة والموت المجان بعد هذا يمر كل يوم ليسجل ظاهرة تلاشي لبقايا وجود منصهر وتفجر بركان وتحول لامعقول … عاصفة جاءت بالموت لنظام سياسي قرأنا وجربنا الكثير منه .. وعنه في مدارس جمهورية الخوف والحرب والسرية والرذيلة السياسية في نظرية البعث لكن وجه آخر لهذه العاصفة كان يتضمن ولادة قسرية مخاض لحرية مازال الكثيرون من الناس غير ذي قدرة على التصديق أو الفهم الصحيح لها ومنها نعال أبو تحسين لقد ذهبت عاصفة التاسع من نيسان من العام الماضي بكل شيء مع الريح وجاءت بأطياف مجتمع جديد في طور التشكيل والتكوين لكن ما أخذته الريح ليس كل شيء فما زالت اليوم أشياء وموجودات فقدت شرعيتها ومبرراتها تقاوم الموت والأفول دونما جدوى؟ وثمة خيوط جدلية نشدها إلى اكتمال المعجزة في بناء مجتمع مدني بسواعد شعب مغرق بهواجس و انشغالات وقواعد للبناء سومرية … بابلية … ما حدث في 9/4/2003 كان انقلابا تاريخياً كما كانت ثورة 14/تموز/1958 الخالدة … كان موتاً بمعاني مختلفة لكل قطاعات ومفاصل الجسد العراقي التقليدي ـ اجتماعيا ـ موتاً للجسد القبلي المتآكل لكن في وجه آخر له ـ تحريراً أو إطلاقا للروح العراقية الأصيلة المسكونة بحضارة آسره منذُ قرون لا حصر لها فبمقدار ما كان موتاً للقبيلة والطائفة والوهم وأعلان نهاية المتآكل.
من كان تحريراً للآمال الكبيرة لبقايا شعب لم يرضى بخيانة وطن أسطوري وطن ظل أسير لعنة القومية وسيف القبيلة ووحشية الصحراء وكانت صرخة أبو تحسين تناص حقيقي لصوت الشعب العراقي وطن ظل لعقود أسير انقلابات فاشستية وغزو صحراء أبلغ أبن خلدون منذُ قرون خطرها دون جدوى … ثم مات لكننا فقراء هذا الوطن الغني بكل معايير الغنى والتفاصيل كان يملئ سماء عقولنا كابوس شبح الدكتاتورية المقيت والملعونة أصابت الجميع بلعنة السقوط وعار القبول بالأمر الواقع والعلة حتى التغزل بها ومعاكستها كانت صورة أبو تحسين كما نقلتها فضائيات الدنيا وهكذا علينا أن نعترف بالنص (( نعال أبو تحسين )) والتناص اللغة الجديدة التي نستعملها في خطابنا كما أستعملها في رسالته الموجه إلى صاحب برنامج مشبوه في ( الجزيرة الوبائية ) فيصل القاسم البر فسفور السومري عبد الإله الصائغ أبن سيد الشجر العراق علينا أن نعترف أولاً بهذا المشهد على أنه ضرورة وحتمية تاريخية وليس مجرد عرض مسرحي أو شعور موهوم بمؤامرة تاريخية ضد العروبة والقومية أو أصنام الشرق إنما علينا قراءة هذا النص (( المشهد )) بعلانية وجرءة وتحدي وليس بقدرية ما أو ضعف وأن نشارك في دفن الدكتاتورية في قبرها الأخير.
وكل ما كان سبباً في خلقها ـ أنا نيتنا ـ ضعفنا ـ جبروتنا ـ أسطورة القائد الملهم بطل التحرير القومي ـ وكل ما يحن فينا لها أو يتشبه بها وما ينقض فينا غريزة التقدم إلى الأمام ولا مناص من ذلك إذا شئنا أن نؤمن بإمكانية ولادة مجتمع مدني حقيقي بديل لمجتمع أفل نجمه وذهب مع الريح كل شيء فيه سوى ذبذبات ارتجاج وامتزاج صوت أبو تحسين في المشهد ارتداد ضربات نعاله مع كبت قلوب شعبنا العراقي خارجاً وداخلاً متناص معه بشكل رائع والتأكيد على أن عملية خلق المجتمع البديل المجتمع المدني تقع كمسؤولية تاريخية على عاتق أجيال جردت من حقها في الحياة ومن حقها في كل شيء طوال عقود اضطهدت وتعرضت إلى أشكال من الظلم حتى بدأ وكأن عاصفة نيسان لم تكن ألا محاكاة وتلمس وتناص لحجم مرارة هذا الجيل جازمة في وجه من وجوهها حقهم في الحياة الحرة الكريمة ومن أجل وطن حر وشعب أكثر سعادة.



#ذياب_مهدي_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة البخاري على حرائر الباري
- سبعة ايام من عمري لذكرى ميلادك كفاح
- حبيبتي ثورة وعيد ميلادها14تموز
- زفرات حب
- تجيئين....شعلة وجلنار
- لأننا مخيرين مما هو متاحٌ لنا ....
- العقل هو الطريق
- عَوْ
- تعالوا نصحوا تعالوا للسلام يا عبد المنعم يا بن الفراتين
- هكذا تتأكد دكتاتورية النص
- فكرة الثورة واسـتقامة الحكم عند الغزالي
- بطاقة حب للمرأة
- من أجل بناء دولة ديموقراطية فدرالية عراق جديد
- عـبـد الـكـريــم كــل القـلـوب تـهـواك في الذكرى 41 على استش ...
- الشورى مفهوم شمولي رأسمالي
- عراق جديد عن الحداثة وإشكاليتها وأفكار أخرى
- ابو صابر ....والعراق الجديد
- دكتاتورية النص وديمقراطية التأويل
- هي قديستي فلا تظلم يا مجلس الحكم
- هل للعولمة مستقبل في العراق ؟


المزيد.....




- رقم قياسي جديد في عيد الشكر: كيف تستعد إدارة أمن النقل الأمي ...
- ألمانيا – اتهام أربعة أشخاص بالانتماء لحماس والتحضير لهجمات ...
- غزة.. مياه البحر والأمطار تغرق الخيام
- وزير سعودي يعلن توجه بلاده لدخول مجال صناعة هياكل الطائرات
- الأعرجي ينفي نقل السفير الأذربيجاني رسائل من إسرائيل إلى الع ...
- إيلون ماسك: طائرات إف- 35 فاشلة ولا يستعين بها سوى الحمقى
- وزراء دفاع أوروبيون يتفقون على مواصلة دعم صناعة الدفاع في أو ...
- -خلّفت دمارا هائلا-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهداف قاعدة حيف ...
- السفارة الروسية في لندن: بريطانيا كثفت حملتها المناهضة لروسي ...
- العنف ضد المرأة..أي دواء لهذا الداء؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ذياب مهدي محسن - النــص و التـنـاص ونـعال أبــو تــحسـين