أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أكرم البني - وأبى هذا الفارس أن يترجل!!















المزيد.....

وأبى هذا الفارس أن يترجل!!


أكرم البني

الحوار المتمدن-العدد: 193 - 2002 / 7 / 18 - 07:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

أخبار الشرق - 17 تموز 2002

أخيراً، صدر الحكم بحق رياض الترك، عامين ونصف العام من السجن، مع التجريد من الحقوق المدنية.

حكم الرجل، لأن روحه لم تهدأ أبداً، وقلبه ما زال يخفق توقاً للحرية ولحياة كريمة، دون أن تشفع له شيخوخته وأمراضه المزمنة، أو السبعة عشر عاماً التي أمضاها وحيدا في سجنه الانفرادي، أو إحساسه المفعم حباً ومسئوليةً تجاه شعبه ووطنه.

أخيراً، أعيد المارد إلى مصباحه السحري، لاعتدائه على الدستور، وإثارة العصيان المسلح، ونشر الأخبار الكاذبة .. بينما يتابع "المعنيون بالأمر" مهماتهم في إزالة ركام الدمار الذي خلفه هذا الاعتداء، ومحاصرة بؤر العصيان المسلح التي أثارها، وإطفاء نار الطائفية والصراعات المذهبية التي استعرت، وأيضاً ما زال هناك الكثير من الجد والعمل كي يتم القضاء نهائياً على الشائعات والأخبار الكاذبة التي أطلقها لإضعاف روح الأمة وهي في أتون حربها الضروس!!

وأن تسمع قرار الحكم وحيثياته، ترتد مشدوهاً كمن صعقه تيار كهربائي، ولا تحتاج إلى كبير عناء كي تكتشف أنه حكم جائر انسانياً وقانونياً، يطيح أرضاً بحرية الرأي والتعبير وبمشروعية بناء أي شكل من أشكال المعارضة، كما يكسر عنوة رغبة مناضل ديمقراطي دأب على التضحية بذاته وكل ما يملك في سبيل حرية الإنسان وسعادته، وأبدى احتراماً عالياً للرأي الآخر وحقوق الإنسان وتخطياً للحسابات الصغيرة والآفاق الضيقة. إنه حكم، أشبه ما يكون برسالة موجهة لكل دعاة الإصلاح والتغيير الديمقراطي في سورية بأن يتحسسوا رؤوسهم جيداً، وبأن أحد منهم لن ينجو أبداً، وإن تأخر دوره بعض الوقت.

ومن كل ما جرى يعتصر قلبك ألم وقهر لا يعرفان حدوداً، وأنت تلحظ الأعداء الحقيقيين للدستور، والساخرين من الحق والقانون، ومن نخروا عميقاً في المجتمع، فساداً وتخريباً، يسرحون ويمرحون على هواهم. ورياض الترك سجين ومجرد من الحقوق المدنية، وهو من دفع جل حياته ثمناً للحرية، ومن داس على جراحه وآلامه ودعا إلى طي صفحة الماضي وتناسي مآسيها، وإلى مصالحة وطنية ودور للجميع في مواجهة التحديات والتعديات الكبيرة على حاضر سورية ومستقبلها.

ففي أي سبيل نمضي، والى أين تقودنا هذه الطريق؟!

وإلى متى تبقى لغة القسر والقوة، اللغة السائدة في حياتنا وعلاقاتنا، فلا نعترف ونسلم بحق الآخر في إبداء رأيه ومعارضة ما يراه من مثالب وأخطاء، وأنه معني، مثله مثل الأخرين، بحاضر هذا الوطن ومستقبله؟!

أما آن الأوان، أن يعي الجميع حقيقة، أن رياض الترك بين أهله وناسه، هو وطن أقوى وأشد مناعة، في زمني الحرب والسلم على حد سواء. وأن الاعتقال السياسي، وقهر الرأي الآخر، يصبح، يوماً بعد يوم، من مخلفات الأزمنة الغابرة ومن سمات المجتمعات الضعيفة والهزيلة. وأن الإنسان الحر لا المقيد الذليل، هو الأزكى والأوفى تضحيةً في سبيل تطور المجتمع وازدهاره.

وأن تلك اليد البيضاء الناعمة، لهذا العجوز الشامخ الأبي، التي لوحت للجموع أمام مبنى المحكمة، هي يد خير ومحبة، وهي بارقة خلاص من مخاض الحرية الصعب والعسير.

وأن تلك الجموع التي صفقت لرياض الترك طويلاً، وكابدت الزجر والردع، وأيضاً الحرمان من وداع فارسها إلى سجنه، هي وعد عطاء، وأمل بوطن حر مزدهر ومنيع.

ولعل الوقت لن يطول على "علاء الدين" ليجد "مصباحه السحري"، ويطلق "المارد" من جديد!!

__________ 

* كاتب سوري، سجين سياسي سابق - دمشق



#أكرم_البني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية: حملة مكافحة الفساد .. إلى أين؟!
- التغيير في سورية: ثمة ما يمكن للديمقراطيين فعله! !


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أكرم البني - وأبى هذا الفارس أن يترجل!!