|
مع تعليقات القراء المحترمين 2/2
ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 3015 - 2010 / 5 / 26 - 13:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مع تعليقات القراء المحترمين 2/2 ضياء الشكرجي [email protected] www.nasmaa.com في هذه الحلقة (الثانية والأخيرة) أواصل إجاباتي على الأعزاء الذين علقوا على مقالاتي الأخيرة في الفكر السياسي، فأتناول التعليقات على مقاتي «العلمانية والدين» و«مقولات فيها نظر»، بعدما تناولت في الحلقة الأولى التعليقات على مقالتي «فلسفتي في الوطنية والإنسانية» و«فلسفتي في الحرية والمسؤولية». ولكن قبل هذا أحب أن أسجل شكري ومحبتي لكل الذين علقوا على الحلقة الأولى من «مع تعليقات القراء المحترمين»، وأخص بالذكر العزيز السيد جاسم الزيرجاوي، والأعزاء السادة سامر عنكاوي، وعلي عجيل منهل، ومحمد علي محيي الدين، وأوروك، وبالنسبة لتعليق العزيز أوروك أقول له إن ما ذهبت إليه في سؤالك صحيح، وللموضوع تفاصيل يمكن أن أن نتحاور فيها بشكل خاص على الإيميل الشخصي. 26/05/2010 ثالثا: التعليقات على مقالة «العلمانية والدين» كتب السيد السومري : «إلى حضرة الأستاذ الفاضل ضياء الشكرجي .. سلام عليك يوم ولدت، ويوم خرجت من الإسلاموية السياسية، وسلام عليك يوم تعلمنت. أحب أشاركك في الرأي، اللبرالية: كلمة لاتينية، اشتقت من كلمة Liber، التي تعني الحُر، وغير المقيد بقيود، وغير الملتزم بأي التزام، فـ ليبر: الحر، واللبرالية: الحرية المطلقة، غير المقيدة بقيود. ويعرفها اللبراليون الناطقون بالعربية بقولهم (حركة وعي اجتماعي سياسي داخل المجتمع، تهدف إلى تحرير الإنسان فردا وجماعة، من قيود السلطة في السياسة والاقتصاد والثقافة). إذن كلمة اللبرالية: كلمة لاتينية تهدف إلى تحقيق التحرر من القيود كلها، وكثر استعمال الكلمة في أورپا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، وهما قرنا الصراع بين الكنيسة (السلطة الكهنوتية) والعلوم المادية والمكتشفات العلمية. فقد كانت الكنيسة تطارد علماء المادة ومكتشفي خصائصها، في كل بقاع أورپا، ولم تكن تسمح لأحد بالخروج عن منهجها، فحين أتى ڠاليلو وزميلاه بنظرية كروية الأرض بالأدلة والبراهين المادية، قامت قيامة الكنيسة، وطاردت الثلاثة، فمنهم من فَرَّ، ومنهم من آثرالسلامة ورجع عن النتيجة. عواد». فأعلق بأني مثله أؤمن ألاّ حق لأحد تقييد حرية أحد، إلا ما تفرضه مبادئ الحرية، بمعى ألاّ حرية لمن يعتدي على حريات الآخرين، أو ينتقص من مبادئ الديمقراطية، ومبادئ حقوق الإنسان، وإلا فلا حق لأحد في أن يتدخل في الشأن الشخصي لأي إنسان. رابعا: التعليقات على مقالة «مقولات فيها نظر» هنا نلتقي ثانية مع السيد العزيز سامر عنكاوي، إذ يعلق بـ«إضافة» كالآتي: «إذا تسمح لي بأن أقول أنه من الضروي، وحتما يجب إجراء مراجعة لمقولات سائدة، وإن كانت مقدسة، ففي المراجعة فائدة ولا ضرر ما دام العقل في تطور، ولا داعي لإعادة النظر إذا توقف العقل أو راوح في مكانه أو تقهقر. علينا دراسة تداعيات أي مقولة من الناحية النفسية والاجتماعية، وأدعو من هذا المنبر الحر إلى تشكيل لجنة من متخصصين في علم النفس والاجتماع والفقه والتشريع والاقتصاد والسياسة وغير المختصين لاستطاعتهم طرح آراء حرة غير مقولبة باختصاص، وجميع المثقفين لدراسة أي مثل أو مقولة، وبيان أضرارها النفسية والمجتمعية، وأورد مثلا (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)، وهذه قدرية مرفوضة ودعوى للكسل وخمول العقل وتعطيل التفكير والتدبير، لأننا مهما فكرنا وعملنا لن يتغير شيء، والمكتوب سلفا مقدّر لا مهرب منه». وهنا أقول إني أتفق مع ما أورده الأستاذ سامر، ولكن علينا أن نميز بين إعادة النظر في نص ما، وبين تصحيح فهم سائد عن مقولة ما، قد تكون صحيحة من زاوية فهم آخر، كما يجب التمييز بين التدين الشعبي وبين الفكر الديني، أقولها ليس دفاعا عن الفكر الديني، وإنما هي المو ضوعية التي تتطلب إنصاف حتى الخصم الفكري، مع العلم أني أعتبر كل الفكر الديني بشريا ونسبيا، حتى لو افترضنا أو تبين لنا إلهية الدين. فهناك مثلا فيما يتعلق بهذا النص القرآني من العقليين من علماء الكلام والتفسير من المسلمين من يرفض تفسير هذا النص بمعنى الاستسلام للقدر، بقدر ما يعني أن على الإنسان أن يوفر كل مستلزمات تحقيق الأهداف وجلب المنافع له وللمجتمع، وكذلك درء الأضرار، لكنه إذا ما وفر كل المستلزمات، وهيأ كل الشروط لقضية ما، ثم جاءت النتيجة على غير ما خطط وأراد، لغياب إحدى حيثيات الموضوع، فلا بد من القبول بالأمر الواقع والتعامل معه على نحو يخرج به بأفضل النتائج الممكنة، هذا بالمعنى المادي العام، وبالمعنى الإيماني العرفاني، يكون ذلك على نحو التسليم لإرادة الله والرضا بما قضى وقدر، ولكن دون تبرئة نفسه من مسؤولية ما حصل له، بل بإعادة النظر وإعادة حساباته، ليتجنب مستقبلا ما وقع فيه، إضافة إلى التفكير والتخطيط للخروج مما حدث له. هذا بالنسبة للمؤمن بالله غير القدري بالمعنى السلبي، أما بالنسبة للعقلاني من غير الإلهيين، فهو يتعامل على نحو مقارب، ولكن دون استحضار فكرة الإرادة الإلهية، بل عبر التعامل الواقعي ولكن غير المستسلم مع الوقائع. أما السيدة نسرين السامرائي، فقد علقت بقولها: «الأستاذ ضياء: ألا يمكن مراجعة، أو بالأصح التراجع، عن مقولة (المرأة ناقصة عقل ودين؟». فأقول لها إن أي نص أو فهم لنص ينتقص من إنسانية المرأة ومن مساواتها المطلقة بالرجل، فهو ما يتعارض مع الفكر الليبرالي، بل مع جوهر الإيمان بالله، لأنه يمتنع على عدل الله أن يجعل المرأة كإنسان في منزلة دون منزلة الرجل، إن في التشريع، أو التقييم، أو الكرامة، أو في كل الحقوق المدنية من إرث وحق في الطلاق والمشاركة المتكافئة في إدارة شؤون الأسرة، أو غيرها، فهي من غير شك متساوية كليا بالرجل، ولكن الناس قد يتفاضلون رجالا أو نساءً ذهنيا أو ثقافة أو أخلاقا أو إنسانية أو حكمة وعقلانية أو عطاءً، وهذا لا علاقة له لا بالجنس ولا اللون ولا العنصر ولا أي شيء آخر. ومن ينتقص من شأن المرأة شيئا كمرأة فهو ليس من العقلانية ولا من الإنسانية ولا من القيم الإلهية في شيء. أما السيد عواد السومري فيعلق تحت عنوان «المقدس»، فيقول: «الأستاذ الفاضل .. لا يوجد شيء مقدس بقدر قدسية الإنسان نفسه، أما الأمور الأخرى فهي من خيال الإنسان نفسه، أوجدها ليقدسها. وهل تعتقد أن الأنبياء معصومون من الخطأ، على سبيل المثال ... يوسف و ... داوود ... أما من (تعلم لغة قوم ...) فأنا قبل أيام تناقشت مع أحد المتأسلمين فقلت له فلنقل تعلم علمهم وثقافتهم بدل الشر والحرب، لأنه من ديدن المسلمين واحتلالهم لبلدان الغير؟ بالنسبة للأخت السامرائي هذه المقولة من الرجال اللذين يحملون عقد من النساء لفشلهم في علاقاتهم وما شاكل، ذلك النساء اليوم هن العالمات والمفكرات، والعلم يؤكد ذلك، وهذه المقولات ضد المرأة هي موجودة في العالم المتخلف الإسلامي والعربي. عواد». فله الشكر على ما أبدى من آراء، لكني أعلق على نقطة واحدة، وهو إني عندما تكلمت عما أسميته من المقدس من النصوص، ذكرت «... ربما سيُشكَل عليّ، إذ سأذكر فيما أذكر نصوصا مقدسة أو مفترضة القداسة، وهنا لا بد من التنبيه بأني لا أقصد تخطيء القائل، بقدر ما أبين إشكالي على الفهم الذي نتناول به ذلك النص، أو المناسبات التي نستخدمه فيها.» فأنا ذكرت إن النصوص التي أعنيها إما مقدسة وإما مفترضة القداسة، أي إنها مقدسة عند من يؤمن بقداستها، ثم من أجل ألا يقال لي إنك تتجرأ فتخطّئ نبيا أو إماما معصوما، بينت أن «... لا بد من التنبيه بأني لا أقصد تخطيء القائل، بقدر ما أبين إشكالي على الفهم الذي نتناول به ذلك النص، أو المناسبات التي نستخدمه فيها.»، دون أن يعني هذا عدم إمكانية تخطيء القائل، إذا ثبت أن القول صادر منه فعلا، وأنه عناه بالمعنى الذي نشكل عليه، ولا يمكن تأويله إلى معنى آخر مقبول، فيكون موضع رفض ونقد وتخطيء من غير أدنى شك. وإذا تكلمنا أحيانا ببعض الحذر، فالسبب واضح ومعلوم. ومن هنا أعتذر من السيدة نسرين لعدم إجابتي على ما أوردته في تعليق لاحق، فلعلي أستطيع أن أبين وجهة نظري في مناسبة أخرى، وإذا أحبت فلتكتب لي بشكل خاص. أما السيد طلال شاكر فعلق تحت عنوان «تدقيق مفاهيم»، فكتب: «إنها رؤية متوازنة لا تخلو من جرأة مثقف يحسب على (التيار الإسلامي المنفتح)، وهذا نوع من الإثارة الفكرية المطلوبة التي ينبغي توسيعها وتعميمها، وبخاصة عندما تأتي من شخصية إسلامية معتدلة، وهذه الرؤى وإن بدت غير عميقة في نظر البعض، لكنها تستحق التأمل وتثير الكثير من الأسئلة المهمة عند جمهور واسع من المسلمين الباحثين عن المعرفة خارج المسلمات، وبخاصة تلك التي تقوم على منطوق ديني مبهم وضيق. تحياتي للأستاذ المحترم ضياء الشكرجي». فأردّ على تحية العزيز السيد طلال شاكر بأحلى منها، لكني أصحح أني لست «مثقفا أحسب على (التيار الإسلامي المنفتح)»، ولا «شخصية إسلامية معتدلة». نعم كنت كذلك لسنوات طويلة، وكانت طروحاتي لفترة طويلة من عمر إسلاميتي قريبة مما أتبناه اليوم كعلماني ليبرالي، وليست متناقضة معه، لأن النزعة كانت معي دائما، ولو احتاجت إلى وقت حتى تنمو وتتخذ ملامحها الواضحة، حتى حسمت خياري العلماني عام 2006، لأني اعتبرته خيار العقلاء، وخيار الإنسانيين، وخيار العصر، وخيار الحداثة، بل هو حسب عقيدتي خيار الإيمان العقلي، والخيار المحبب إلى الله، دون دعوى امتلاكي لعلم مباشر من الله، فلست ممن يدعي النبوة والمعاذ بالله، أو الاتصال بالله، بل هو فهمي البشري النسبي لله ولجماله وجلاله. 24/05/2010
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مع تعليقات القراء المحترمين
-
مقولات فيها نظر
-
العلمانية والدين
-
فلسفتي في الحرية والمسؤولية
-
فلسفتي في الوطنية والإنسانية
-
ماذا يعني توحيد (دولة القانون) و(الوطني)؟
-
وجهة نظر عراقية في الفيدرالية 2/2
-
وجهة نظر عراقية في الفيدرالية 1/2
-
شكر للقوى الشيعية والسنية لإنهائها الطائفية السياسية
-
مع الأستاذ الحراك والحوار حول المشروع الوطني الديمقراطي
-
الخطاب السياسي المغاير ما بين الدبلوماسية المفرطة والهجوم ال
...
-
العلمانية والديمقراطية والليبرالية بين الإسلام والإسلامسم 2/
-
لماذا نقدي المتواصل لتسييس الدين والمذهب والمرجعية
-
الملحدون الإلهيون والمرتدون المتدينون
-
ثورة إيران في ذكراها السابعة والعشرين
-
نداء تاريخي إلى الحزب الإسلامي العراقي وحزب الدعوة الإسلامية
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|