أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسقيل قوجمان - وأد ثورة تموز















المزيد.....



وأد ثورة تموز


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 918 - 2004 / 8 / 7 - 10:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وأد ثورة تموز
قرات في الحوار المتمدن قبل بضعة ايام كلمة الحزب الشيوعي العراقي بمناسة ذكرى ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ جاءت فيها عبارة تفيد ان ثورة تموز وئدت في انقلاب ١٩٦٣. جلبت هذه العبارة انتباهي وحفزتني على كتابة هذا المقال.
يبدو لي ان كلمة وأد غير موفقة في ذلك البحث. فوأد البنات في الجاهلية كان يعني قتل البنت فور ولادتها ولذلك يبدو لي ان كلمة الوأد ليست مجرد قتل بل تتضمن معنى القتل المبكر فور الولادة. والثورة لم تكن حديثة الولادة سنة ١٩٦٣ اذ كانت في السنة الخامسة من عمرها.
وهنا يمكن توجيه السؤال التالي : هل وئدت ثورة تموز وهي في المهد ام قتلت في انقلاب ١٩٦٣؟ لقد تحدثت عن ذلك بصورة مفصلة في كتابي "ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ في العراق وسياسة الحزب الشيوعي" ومع ذلك اجد بهذه المناسبة حاجة بان اعود الى هذا الموضوع نظرا لمرور اكثر من عشرن سنة على نشر الكتاب ونظرا لان الكثير من قرائي لم تسنح لهم فرصة قراءته.
لقد تعودنا على اطلاق كلمات الوأد والقتل والاعدام والشنق وغيرها على الانسان. فماذا يعني وأد الفتاة او قتل الانسان او اعدامه؟ يعني ذلك حرمانه من الصفة التي تجعل منه انسانا اي حياته. فالانسان بعد قتله، اي سلبه الحياة، لا يبقى انسانا.
هل يصح التحدث عن قتل الثورة او وأدها كما نتحدث عن وأد البنات او قتل الانسان؟ اعتقد ان ذلك ممكن. فقتل الثورة او وأدها يعني حرمانها من الصفة التي تجعل منها ثورة. فما هي الصفة التي تجعل من الثورة ثورة؟ ليسمح لي القارئ ان اكرر له امورا معروفة ومطروقة يعرفها حق المعرفة ومع ذلك اجد نفسي مضطرا الى تكرارها هنا لكي افلح في شرح القضية التي اود مناقشتها في هذا المقال. اود هنا ان اتحدث قليلا عن معنى كلمة ثورة بالمفهوم الماركسي لكي اتوصل من ذلك الى معرفة ماهية حياة الثورة.
الثورة بالعرف الماركسي هي حركة تهدف الى تحطيم نظام حكم معين وبناء نظام حكم جديد بدلا منه. وتعبر الماركسية عن ذلك بالمراحل لان الثورات في التاريخ مرت بمراحل معينة متميزة. انتقل الانسان من المجتمع الشيوعي البدائي الى النظام العبودي بدون ثورات معروفة. ولكن الثورات بدأت بعد تحول المجتمع من مجتمع شيوعي بدائي ليس فيه دولة الى مجتمع عبودي له دولة وطبقة حاكمة تمسك بزمام هذه الدولة. فهناك طبقة اسياد العبيد وهناك العبيد. ورغم ان هذا النظام كان نظاما اعلى في المستوى الحضاري من مجتمع الشيوعية البدائية وكان تحولا ثوريا في بدايته اصبح بعد قرون عائقا في سبيل تقدم المجتمع وحلت ظروف تتطلب تحطيم هذا النظام ورفعه الى مستوى حضاري اعلى. فكانت ثورات العبيد. تحول المجتمع الانساني الى نظام جديد هو النظام الاقطاعي الذي كان نظاما اعلى في مستواه الحضاري من نظام العبيد. ولكن تقدم المجتمع من حيث الانتاج وظهور قوى انتاج جديدة اصبح النظام الاقطاعي عائقا في سبيل تقدمها حتم حدوث ثورات تقضي على هذا النظام وترفع المجتمع الى مستوى حضاري اعلى. وكانت هذه الثورات هي الثورات البرجوازية وسميت مرحلتها مرحلة الثورة البرجوازية. وتقدم المجتمع في ظل النظام الجديد، النظام الراسمالي، ونشأت قوى انتاج جديدة اصبح النظام الراسمالي عائقا في سبيل تقدمها فحتمت الضرورة قيام ثورات تقضي على هذا النظام وتقيم نظاما جديدا يسمح للمجتمع بالتقدم والتطور بدون العوائق الراسمالية. وكانت هذه الثورات هي الثورات الاشتراكية او الثورات البروليتارية وسميت مرحلة التحضير لها مرحلة الثورة الاشتراكية. فتعريف الثورة بالمفهوم الماركسي هو "الحركة التي تهدف الى رفع المجتمع من مرحلة متأخرة الى مرحلة اكثر تقدما"
هنا ينشأ السؤال "هل يجب ان تكون الحركة ناجحة لكي تصبح ثورة ام يمكن ان تكون الحركة ثورة حتى عند عدم نجاحها؟ ليس من الضروري ان تكون الحركة الثورية ناجحة لكي يطلق عليها اسم الثورة بل يمكن ان تكون هناك ثورات فاشلة ومع ذلك تسمى ثورة بالمفهوم الماركسي. فاطلاق اسم الثورة على حركة ثورية يتحدد باهداف الحركة وليس بنتائجها. فاذا كانت الحركة الثورية تهدف الى مجرد اجراء تغيير في صفوف الطبقة الحاكمة القائمة وهو ما يسمى صراع على السلطة فلا تكون هذه الحركة ثورة في العرف الماركسي، سواء أنجحت ام فشلت. واذا كان هدف الحركة الثورية الاطاحة بالنظام الطبقي القائم وانشاء نظام ارفع منه حضاريا تكون الحركة ثورة حتى لو فشلت. والتاريخ يعرف ثورات فاشلة ولكنها ما زالت حتى اليوم تسمى ثورات. اورد منها المثل الرائع لاول ثورة بروليتارية في التاريخ، الثورة التي تسمى كومونة باريس. فهي ثورة بروليتارية فاشلة ولكن الماركسية ما زالت حتى اليوم تمجد هذه الثورة وتتعلم من دروسها. والثورات البرجوازية الفاشلة كثيرة ايضا اذكر منها ثورة ١٩٠٥ الروسية. فقد كانت هذه الثورة تهدف الى اسقاط الحكم القيصري واقامة نظام جديد بدله، كانت ثورة برجوازية، ولكنها فشلت في تحقيق هدفها. ولكن الماركسيين ما زالوا حتى اليوم يعتبرونها ثورة فاشلة ويستفيدون من تجربتها. فالصفة التي تحدد ما اذا كانت الحركة مجرد حركة، ثورية كانت ام رجعية، وما اذا كانت الحركة ثورة، ناجحة كانت ام فاشلة، هو هدف الحركة المقرر قبل قيامها.
حدثت في العراق في تاريخه الحديث عدة حركات كان اكثرها على شكل انقلابات عسكرية أذكر منها الحركات البارزة. انقلاب بكر صدقي سنة ١٩٣٦، انقلاب رشيد عالي الكيلاني سنة ١٩٤١، وثبة كانون ١٩٤٨، انقلاب عبد الكريم قاسم العسكري ١٩٥٨، الانقلاب البعثي ١٩٦٣، الانقلاب البعثي سنة ١٩٦٨. فاي من هذه الحركات كان ثورة وايها كان مجرد انقلاب؟ نعرف طبعا ان كلمة ثورة اطلقت على عدد من هذه الانقلابات العسكرية. فلم يطلق على انقلاب تموز العسكري فقط اسم الثورة بل اطلق على حركة رشيد عالي اسم الثورة، واطلق على انقلاب ١٩٥٨ اسم ثورة تموز، واطلق على انقلاب ١٩٦٣ اسم الثورة بل حتى اسم ام الثورات، واطلق على انقلاب ١٩٦٨ اسم الثورة. فاي من هذه الانقلابات كان فعلا ثورة بالمفهوم الماركسي وايها كان مجرد انقلاب رغم اطلاق اسم الثورة عليه؟
لا اتذكر ان اي مصدر تحدث عن انقلاب بكر صدقي كثورة فهو كان حتى في عرف غير الماركسيين انقلابا. ورغم نجاح الانقلاب ودخول عناصر ديمقراطية او وطنية معروفة في الحكومة التي نشأت عنه واعتبار ثلاثة من السياسيين الكبار مثل نوري السعيد واعتقد المدفعي والسويدي اذا لم تخني الذاكرة اعداء الشعب رقم واحد واثنين وثلاثة، لم يطلق عليه اسم الثورة. ولكن الوضع فيما يتعلق بانقلاب رشيد عالي يختلف كثيرا. اذ اطلق عليه الكثير من الناس وما زال الكثيرون يطلقون عليه اسم الثورة. ولكن هذا الانقلاب لم يكن ثورة بالمفهوم الماركسي بل كان مجرد انقلاب عسكري عبر عن صراع على السلطة بين فئات مختلفة. فالحكومة التي نشأت بعد الانقلاب لم تغير شيئا من نظام الحكم وانما عينت شخصا كوصي على العرش بدل عبد الاله الذي طردته حكومة الانقلاب.
وجاء انقلاب ١٩٥٨ فاطلق عليه حتى الماركسيون الحقيقيون والماركسيون المزيفون اسم الثورة. فكان هناك اجماع على ان هذا الانقلاب كان ثورة. فما سبب هذا الاجماع؟ سببه ان هذا الانقلاب العسكري نجح وحقق اهداف الثورة البرجوازية بتحطيم نظام الحكم شبه الاقطاعي واقامة نظام حكم برجوازي. هذا هو السبب في الاجماع على ان انقلاب تموز كان ثورة. ولو ان الكثير ممن كتبوا عن ثورة تموز وجدوا اسبابا اخرى لاعتبار ثورة تموز ثورة. ففي هذا الانقلاب حققت البرجوازية هدفها الاسمى باسقاط نظام الحكم الاقطاعي الذي كان يعيق تقدمها ويحد من استغلالها للطبقة العاملة والشعب العراقي واصبحت هي، البرجوازية الوطنية، الطبقة الحاكمة في العراق. هذا التحول هو الذي أضفى على الانقلاب العسكري صفة الثورة.
قبل الحديث عن قتل او وأد ثورة تموز من المفيد ان نتحدث قليلا عن الانقلابين العسكريين الاخرين. اطلق على انقلاب ١٩٦٣ العسكري اسم الثورة من قبل القائمين به. واطلق صدام حسين عليه اسم ام الثورات. فهل كانت لهذا الانقلاب اية صفة من صفات الثورة؟ بالطبع لا. فقد كان معبرا عن صراع على السلطة بين فئات مختلفة من البرجوازية. ولم يطلق الماركسيون الحقيقيون او حتى الماركسيون المزيفون اسم الثورة على هذا الانقلاب. ولكن الوضع يختلف حول انقلاب ١٩٦٨ لان الحزب الشيوعي حين دخل في جبهة مع حزب البعث الحاكم اشترك في اطلاق اسم الثورة على هذا الانقلاب وكثيرا ما سمعنا عن الاحتفالات بثورات تموز المجيدة. رغم ان العالم اليوم بما فيهم الحزب الشيوعي العراقي يعترفون بخطأ تسمية انقلاب١٩٦٨ ثورة. بل يعتبرونه كما كان هو على حقيقته حركة استعمارية جاءت الولايات المتحدة فيها بصدام حسين الى الحكم لاخضاع الشعب العراقي الى اظلم فترة من حياته لمدة خمسة وثلاثين عاما.
متى يمكن ان يكون الانقلاب العسكري ثورة؟
ليس كل انقلاب عسكري ثورة، فقد رأينا عددا من الانقلابات العسكرية في العراق ولم يكن سوى انقلاب عبد الكريم قاسم ثورة حقيقية. ولا يغير من ذلك اطلاق اسم الثورة على الانقلاب لان الثورة تتقرر ليس بتسميتها ثورة بل بكونها ثورة من الناحية العلمية. والانقلاب العسكري يمكن ان يكون ثورة اذا وجدت في المجتمع قوة او طبقة من مصلحتها ان تتحقق الثورة بشكل انقلاب عسكري. وفي المجتمع شبه الاقطاعي او الاقطاعي مثل العراق قبل ثورة تموز توجد مثل هذه الطبقة، الطبقة البرجوازية او البرجوازية الوطنية كما كنا نسميها انذاك. فهي برجوازية وطنية لان من مصلحتها كان تحول العراق من عراق اقطاعي الى عراق برجوازي.
هناك طريقتان لتحقيق الثورة البرجوازية، اي الثورة التي تحول العراق من بلد اقطاعي الى بلد برجوازي. وحين اتحدث عن بلد اقطاعي لا اقصد مجتمعا اقطاعيا. فهناك فرق بين مفهوم المجتمع البرجوازي والبلد البرجوازي او الدولة البرجوازية. فالمجتمع يتحول الى مجتمع برجوازي في ظل الحكم الاقطاعي نتيجة لتطور قوى الانتاج في المجتمع. وبلوغ تطور قوى الانتاج مرحلة يصبح فيها الاقطاع عائقا في سبيل تقدم المجتمع هو الذي يحتم قيام ثورة برجوازية ومجيء الطبقة البرجوازية الى الحكم وتحول البلد من بلد اقطاعي الى بلد برجوازي. فالمجتمع العراقي مثلا اصبح مجتمعا برجوازيا كاملا مرتبطا بالسوق الراسمالية العالمية قبل ثورة تموز وكان هذا التطور هو الذي حتم قيام ثورة تموز. فجاءت ثورة تموز لتحقق هذا الهدف، وحققته فعلا.
وكانت في المجتمع العراقي اضافة الى البرجوازية طبقة اخرى من مصلحتها قيام الثورة البرجوازية هي الطبقة العاملة العراقية بالتحالف مع الفلاحين. بل ان مصلحة الطبقة العاملة والفلاحين اشد الى قيام الثورة البرجوازية من مصلحة البرجوازية ذاتها رغم ان الثورة هي ثورة برجوازية. وكون العمال والفلاحين لهم مصلحة في الثورة البرجوازية معناه ان على العمال والفلاحين انفسهم ان يقوموا بالثورة. والعمال والفلاحون هم جمهور الشعب العراقي وغالبية الجيش العراقي المكون من ابناء العمال والفلاحين عدا قادته الكبار. وهذا يعني ان الثورة في عرف العمال والفلاحين هي ثورة جماهيرها المسلحة على السلطة الاقطاعية المسنودة من الاستعمار.
لذا فان مفهوم الثورة يختلف لدى الطبقة البرجوازية عما هو لدى الطبقة العاملة. فمفهوم الثورة لدى البرجوازية هو مجرد تحول السلطة من ايدي الاقطاعيين الى ايدي البرجوازية. وهذا كل ما يهم البرجوازية. اما مفهوم الثورة لدى الطبقة العاملة فهو القضاء على استغلال الطبقة العاملة والثورة البرجوازية خطوة في سبيل تحقيق هذا الهدف. فبالنسبة للبرجوازية تؤدي الثورة التي تحدث بشكل انقلاب عسكري تقوم به فئة من ضباط الجيش، منظمة من الضباط الاحرار، الى الهدف الذي تبتغيه ويكون افراد الجيش من ابناء العمال والفلاحين مجرد اداة يستخدمها الضباط الاحرار لتحقيق هدفهم بدون ان يقوم افراد الجيش بدور رئيسي في الثورة. انهم فقط ينفذون الاوامر التي توجه اليهم من قبل ضباطهم.
هذا هو السبب الذي جعل لينين وجميع الاحزاب الشيوعية في البلدان شبه الاقطاعية في المستعمرات واشباه المستعمرات يستنتجون ان في هذا المجتمع قيادتين مختلفتين للثورة البرجوازية. قيادة البروليتاريا التي تريد انجاز الثورة انجازا جذريا يمهد الطريق الى تحقيق مهمتها الاساسية، القضاء على المجتمع الطبقي وتحقيق المجتمع الاشتراكي، قيادة تعتمد في ثورتها على جماهير البروليتاريا والفلاحين والجنود البسطاء من ابناء العمال والفلاحين. وبالنسبة لهذه القيادة لا يصلح الانقلاب العسكري كوسيلة لتحقيقها. فالبروليتاريا لا تستطيع قيادة الثورة بشكل انقلاب عسكري لان الانقلاب العسكري لا يغير شيئا سوى استبدال قيادة الجيش بعدد من الضباط الاحرار وتحول استغلال العمال والفلاحين من الطبقة الاقطاعية الى الطبقة الراسمالية.
وقيادة اخرى برجوازية للثورة البرجوازية ليس باستطاعتها ان تنجز حتى الاهداف التقليدية للثورة البرجوازية. وهذه القيادة تخاف الشعب المسلح وتريد تحقيق الثورة بدون اشتراك الجماهير المسلحة في تحقيق الثورة. والبرجوازية تخاف الجماهير المسلحة لانها تخشى ان تنقلب هذه الجماهير المسلحة عليها لذا فان الانقلاب العسكري افضل شكل من شكلي الثورة بالنسبة للطبقة البرجوازية.
فالثورة البرجوازية اذن يمكن ان تتحقق بشكل انقلاب عسكري او بشكل ثورة جماهيرية مسلحة. ويتوقف ذلك على نجاح احدى الطبقتين القائدتين للثورة. فاذا نجحت البروليتاريا في تجميع العمال والفلاحين والجنود وقيادتهم في الثورة تتحقق الثورة بشكلها الجماهيري وتحقق الثورة البرجوازية باكمل صورها تمهيدا لتحقيق الثورة الاشتراكية. اما اذا عجزت البروليتاريا عن تجميع هذه الجماهير وقيادتها في الثورة فان البرجوازية تقود الثورة وتحققها بانسب الطرق اليها، بالانقلاب العسكري الذي لا يتطلب تسليح الجماهير وثورتها من اجل اسقاط الطبقة الاقطاعية بل حتى عن طريق المساومة بين الحكومات الاقطاعية والبرجوازية لجعل الدولة برجوازية اقطاعية بدلا من دولة اقطاعية صرفة. وحدثت ثورة تموز بشكل انقلاب عسكري وكانت نتائجها التاريخية حكومة عبد الكريم قاسم البرجوازية والحكومات البرجوازية التي اعقبتها من حكومة عارف الى حكومة صدام.
فالجواب على السؤال اذن هو ان بالامكان ان تحدث الثورة البرجواية على شكل انقلاب عسكري حين تكون البروليتاريا عاجزة عن قيادة الثورة بصورة ثورة جماهيرية وتكون البرجوازية هي قائدة الثورة. ولابد من التأكيد هنا على ان الانقلاب العسكري لا يمكن ان يكون طريقة البروليتاريا لتحقيق الثورة البرجوازية. ويرجع ذلك الى ان البروليتاريا لا تستطيع ادارة الدولة بنفس اجهزة الدولة القائمة وانما يجب عليها تدمير هذه الاجهزة واقامة اجهزة جديدة ملائمة لادارة الدولة تحت قيادة البروليتاريا على انقاضها. من الضروري ان نؤكد هنا ان هذا لا يعني ان الثورة التي تقودها البروليتاريا بهذا الشكل تتخذ صورة ثورة اشتراكية بل تبقى في حدود الثورة البرجوازية ولذلك اطلق لينين على الحكومة التي تنشأ نتيجة لنجاح مثل هذه الثورة اسم دكتاتورية العمال والفلاحين الثورية تمييزا لها عن دكتاتورية البروليتاريا.
يختلف سلوك الحكومة البرجوازية الناشئة عن ثورة تقودها البرجوازية، سواء أكانت بشكل ثورة جماهيرية كثورة الخميني في ايران او بشكل انقلاب عسكري كثورة تموز عن سلوك دكتاتورية العمال والفلاحين الثورية الناشئة عن الثورة البرجوازية التي تقودها الطبقة العاملة، مثل الديمقراطية الشعبية الصينية.
بالنسبة للبرجوازية يكون استلام السلطة هو الهدف النهائي للثورة البرجوازية. فليست للبرجوازية اهداف ابعد من هدف اسقاط السلطة الاقطاعية وانشاء سلطة راسمالية. ويكون سلوك هذه الدولة الراسمالية تحقيق استغلال الطبقة العاملة وسائر الكادحين بصورة تحقق المزيد من الارباح للبرجوازية وفي الوقت ذاته اتخاذ كافة الوسائل العنفية وغير العنفية الممكنة لمنع تحول الطبقة العاملة والكادحين الى قوة سياسية تهدد مصالحها ونظامها. واذا تحدثنا هنا عن ثورة تموز التي تحققت على شكل انقلاب عسكري فان هذه الثورة انتهت بالنسبة للبرجواية يوم ١٤ تموز ١٩٥٨ بوصول البرجوازية الى الحكم وانشاء اول حكومة برجوازية في تاريخ العراق. وقد عبر عن ذلك محمد حديد باوضح صورة ممكنة حين قال ان الجبهة الوطنية قد حققت اهدافها.
اما بالنسبة للبروليتاريا فان الثورة البرجوازية لا تشكل سوى خطوة اولى في طريق تحقيق هدفها. فهدف الطبقة العاملة كما هو معروف تحقيق مجتمع خال من الاستغلال بجميع اشكاله. ولكن تحقيق ذلك غير ممكن بخطوة واحدة من الاقطاع الى الاشتراكية ولذلك فان الطبقة العاملة تريد الثورة البرجوازية لانها خطوة حتمية تقربها الى هدفها الاساسي. ولذلك فان الاحزاب الشيوعية في المستعمرات واشباه المستعمرات كانت تتحدث عن مرحلتين في الثورة، مرحلة الثورة البرجوازية ومرحلة الثورة البروليتارية. وهذا الشعار كان يرعب البرجوازية الوطنية في العراق بحيث ان كامل الجادرجي وضع التخلي عن التحدث عن المراحل احد الشروط الضرورية لقبول الحزب الشيوعي في جبهة ١٩٥٧. فالثورة البرجوازية اذن بالنسبة للطبقة العاملة ما هي الا مرحلة اولى في سبيل ثورتها البروليتارية التي تأتي بحكومة للطبقة العاملة، دكتاتورية البروليتاريا. ولذلك فان انتصار الثورة البرجوازية باي شكل كان يعني تحول الطبقة العاملة من مرحلة الثورة الاولى الى المرحلة الثانية، مرحلة الثورة الاشتراكية. ولا يعني هذا اعلان الثورة الاشتراكية وانما يعني الانتقال الى فترة التحضير للثورة الاشتراكية بصرف النظر عن الوقت الذي يستغرقه هذا التحضير. وعليه فعلى الحزب الذي يمثل الطبقة العاملة حقا ان يعلن يوم انتصار الثورة البرجوازية عن انتهاء المرحلة الاولى، مرحلة الثورة البرجوازية، وابتداء المرحلة الثانية، مرحلة الثورة الاشتراكية. واعظم مثل على ذلك كان اعلان لينين فور قراءته في الصحف السويسرية عن نجاح ثورة شباط ١٩١٧ التحول من مرحلة الثورة البرجوازية الى مرحلة الثورة الاشتراكية وكان هتافه الاول عند وصوله الى بتروغراد تحيى الثورة البروليتارية.
والان ينشأ السؤال الاساسي: هل وئدت ثورة تموز فور ولادتها ام قتلت سنة ١٩٦٣؟
ما هو الشيء الذي يجعل الانقلاب العسكري ثورة؟ انه رفع المجتمع العراقي من النظام الاقطاعي الى النظام البرجوازي. وكيف يمكن التعبير عن ذلك بالمفهوم الماركسي اللينيني؟ بالاعلان عن ان المرحلة الاولى، مرحلة الثورة البرجوازية بالنسبة للطبقة العاملة قد انتهت يوم الثورة وابتدأت مرحلة الثورة الاشتراكية. وليس في نيتي ان اناقش هنا التغييرات السياسية والاقتصادية التي ينبغي اتخاذها تعبيرا عن بداية المرحلة الاشتراكية والتغيرات الاساسية في التركيب الطبقي للمجتمع العراقي بعد الثورة. فالهدف الاساسي الذي دفعني الى كتابة هذا المقال هو البرهنة على ان الثورة في الحقيقة وئدت يوم ١٤ تموز ١٩٥٨ لان الطبقة العاملة او من كان من المفروض ان يمثلها لم يدرك التحول الذي طرأ نتيجة للثورة وبذلك سلب الثورة من الشيء الذي يجعلها ثورة وليس انقلابا عسكريا عاديا، حياة الثورة.
اكرر هنا: ان ثورة ١٤ تموز وئدت صباح ١٤ تموز ١٩٥٨ ولا علاقة لذلك بانقلاب ١٩٦٣ البعثي.
ليس في نيتي هنا ان اناقش سياسات الحزب الشيوعي خلال فترة حكم عبد الكريم قاسم كفقدان الشعار الاستراتيجي للحزب ووضع شعار صيانة الجمهورية كشعار استراتيجي وشعار الدعوة الى استعادة الجبهة بشكلها الذي كان قبل الثورة وغير ذلك مما ناقشته مفصلا في كتابي المذكور. وانما اود ان اشير باختصار الى بعض المفاهيم التي نشأت كنتيجة لتجاهل التحول من المرحلة الاولى للثورة الى المرحلة الثانية لها.
المفهوم الاول هو مفهوم استكمال الثورة الديمقراطية من اجل التحول الى الثورة الاشتراكية. ومحتوى هذا المفهوم هو ان علينا ان ننتظر من البرجوازية ان تستكمل مهمات الثورة البرجوازية التي تعتبرها البروليتاريا من مهام الثورة البرجوازية كالاصلاح الزراعي الجذري مثلا. وطبيعي ان البرجوازية تتخذ كل الاجراءات الممكنة لكي تمنع تقدم البروليتاريا وتحولها الى قوة تستطيع اسقاطها. فمفهوم استكمال الثورة الديمقراطية مفهوم لا معنى له بموجب النظرية الماركسية لان البرجوازية في عصر الامبريالية اصبحت عاجزة عن تحقيق الاهداف التقليدية لثورتها البرجوازية. واستكمال مهام الثورة البرجوازية يقع على عاتق الطبقة العاملة الظافرة. فمن اول مهام الثورة البروليتارية استكمال مهام الثورة البرجوازية التي عجزت البرجوازية عن تحقيقها. وثورة اكتوبر اكبر مثل على ذلك اذ ان من اهم مهامها بعد الثورة كان تحقيق مهام الثورة البرجوازية الذي ظهر واضحا في مرسوم الارض الذي اتخذته حكومة الثورة في اول اجتماع لها وفي السياسات التي طبقت في السنوات الاولى للثورة بحيث ان البعض استنتج من ذلك ان ثورة اكتوبر لم تكن في الواقع ثورة اشتراكية بل ثورة برجوازية فوقية نظرا لانها في السنوات الاولى كانت تنفذ مهام الثورة البرجوازية التي عجزت الثورة البرجوازية عن انجازها.
والمفهوم الثاني هو مفهوم امكانية عقد الجبهة مع السلطة الحاكمة. فالسلطة الحاكمة هي العدو الاساسي للثورة اذ انها هي التي تقاوم نضالات الشعب وتحاول الوقوف في سبيل تقدمه. فالشعب، بصرف النظر عن طبيعة الحكومة القائمة وانتماءاتها وتحالفاتها، لا يجابه في نضالاته ضد الاستعمار مثلا جيوشا استعمارية او سجونا استعمارية او شرطة استعمارية بل ان نضالاته تقمع من قبل السلطة الحاكمة بجيشها وشرطتها ووسائل قمعها وسجونها ومحاكمها. كان هذا صحيحا في فترة الحكم شبه الاستعماري في العراق وكان صحيحا في فترة حكم عبد الكريم قاسم وكان صحيحا في فترة حكم صدام حسين. ومفهوم التحالف مع السلطة ضد الاستعمار مفهوم لا معنى له في العرف الماركسي. فالسلطة الحاكمة هي المسؤولة عن الدفاع عن كافة القوى التي تستغل الشعب سواء اكانت بقايا الطبقات الاقطاعية ام النفوذ الاستعماري وان الثورة لا تتحقق الا باسقاط هذه السلطة الحاكمة. وما التحالف مع السلطة الحاكمة سوى تحالف مع عدو الثورة ضد قوى الثورة مهما اضفي على التحالف من صفات واسماء.
والمفهوم الثالث هو مفهوم الجبهة العريضة. فهذا المفهوم يضع للجبهة نطاقا اوسع من نطاقها حتى قبل الثورة البرجوازية. فهي جبهة تضم كل من يريد الانتماء اليها بصرف النظر عن طبيعته السياسية وانتمائه الطبقي واتجاهه الديني. وهذا ما لم يكن مقبولا حتى في فترة الحكم شبه الاقطاعي. بل ان الجبهة العريضة من المفروض ان تضم الى جانب حزب البروليتاريا احزابا تعلن صراحة معاداتها للشيوعية. وفي مثل هذه الجبهة لا يكون الحزب الشيوعي، حتى اذا كان حزبا شيوعيا حقيقيا، سوى جزء صغير ملحق بمجموعة من الاحزاب والمنظمات المعارضة للطبقة العاملة وللثورة الاشتراكية التي يريد الحزب تحقيقها.
والمفهوم الرابع هو مفهوم سلوك الطريق اللا راسمالي صوب الاشتراكية. ان المجتمع العراقي اصبح مجتمعا برجوازيا كاملا وناضجا قبل قيام الثورة البرجوازية. وهذا النضوج في المجتمع العراقي هو الذي حتم قيام الثورة البرجوازية. وبعد قيام الثورة اصبح المجتمع العراقي مجتمعا برجوازيا تحكمه سلطة برجوازية. فكيف يمكن بعد هذا سلوك الطريق اللاراسمالي صوب الاشتراكية؟ هل بامكان سلطة برجوازية او بتي برجوازية ان ترفع المجتمع الى الاشتراكية في حين لا تستطيع حتى انجاز مهام الثورة البرجوازية؟ هذا المفهوم ايضا لا اساس له من وجهة نظر الماركسية.
مر على ثورة تموز ستة واربعون عاما وقد تعرض الشعب العراقي من ذلك الحين الى يوم اسقاط حكم صدام الى افظع فترة من حياته بحيث ان البعض اخذ يترحم على الحكم الملكي ويصفه بالديمقراطية والدستورية ويطالب بالعودة اليه. فهل من الضروري اليوم ان نحلل ثورة تموز ونقرر ما اذا كانت قد وئدت صباح ١٤ تموز ام قتلت سنة ١٩٦٣؟ وهل يفيدنا هذا التحليل في تقرير اوضاع العراق الحالية وتحديد استراتيجي وتكتيك الثورة او مستلزمات نضال الشعب العراقي للخلاص من الوضع الذي يعيشه اليوم؟ فما هو وضع العراق اليوم؟
بعد تفكك الجبهة القومية التقدمية سنة ١٩٧٩ هرب كل من استطاع الهروب الى شتى بلدان العالم ولم تبق عمليا مقاومة منظمة داخل العراق. ونشأ ما سمي بالمعارضة في الخارج استغلتها الدولتان الامبرياليتان الطامعتان باحتلال العراق واغدقتا عليها الاموال. وافشلت الولايات المتحدة وبريطانيا كل محاولة انقلاب عسكري ضد صدام حسين وفرضتا حصارا ظالما على الشعب العراقي وشنتا حربا دائمة على كل ثابت ومتحرك في العراق بعد حرب الخليج الثانية او حرب تحرير الكويت. وقامت الولايات المتحدة مع حلفائها بريطانيا واستراليا وغيرهما بشن حرب على العراق استعملت فيه اشد انواع اسلحة الدمار الشامل فتكا وتدميرا وراح ضحيتها الالاف من ابناء الشعب العراقي بالقصف العشوائي على الاهداف المدنية. واعتبرت المعارضة هذه الحرب تحريرا للعراق من صدام. وفعلا تحرر الشعب العراقي من صدام ولكن لكي يبتلي بالاستعمار من قبل القوة العظمى الوحيدة في العالم. واجبرت الولايات المتحدة مجلس الامن على اصدار قرار يعترف بان العراق بلد محتل اي انه مستعمرة مباشرة للولايات المتحدة الاميركية.
ولكن الشعب العراقي لم يستقبل قوات الاحتلال بالزهور والزغاريد كما كانت قوى المعارضة تعد الغزاة به. فظهرت مقاومة للاحتلال منذ اليوم الاول. ولكن هذه المقاومة غير المنظمة اتخذت اشكالا مختلفة. فهناك مقاومة شعبية معادية للاستعمار الاميركي البريطاني وهي مقاومة شرعية ومن حق كل شعب يبتلى بالاستعمار. وظهرت مقاومة اخرى ذات طابع ديني تهدف الى تحويل المجتمع العراقي الى حكم ديني اسلامي رجعي شبيه بالدول الاسلامية الاخرى سواء منها الشكل الايراني او الشكل السعودي او الشكل الطالباني او غيرها ممن يزعمون انهم يحكمون وفقا لاحكام القرآن بالشكل الذي يفسرونها وفقا لمصالحم السياسية والاقتصادية. وهناك عمليات تخريبية يصفها منفذوها بالمقاومة وهي بعيدة كل البعد عن المقاومة وكل غرضها هو تشويه المقاومة الحقيقية. وهذه المقاومة تنفذ لمصلحة المستعمرين بصرف النظر عن الشخصيات او الجماعات المنفذة لها. فمصلحة المحتلين هي ان يخلقوا ظروفا تصبح فيها كلمة مقاومة مقرونة بالاعمال الاجرامية التي يقوم بها هؤلاء لكي يجعلوا الشعب العراقي كله عدوا للمقاومة بكل اشكالها وخصوصا ضد المقاومة الحقيقية للمستعمرين الاميركيين والبريطانيين.
اثبتت الظروف التي مرت على العراق منذ الغزو الاميركي البريطاني ان هذه الجيوش التي احتلت كل شبر من ارض العراق غير قادرة على حكمه مباشرة فاضطرت الى خلق حكم محلي يتخذ شكلا عراقيا في الظاهر ويكون اداة طيعة لتمشية سلطة الجيوش المحتلة في الواقع كما ظهر فيما دعي مجلس الحكم الذي اثبت فشله التام ثم اضطرت قوى الاحتلال الى خلق مؤسسة اوسع من مجلس الحكم تتخذ اكثر منه شكل حكومة عراقية. فعينت رئيس جمهورية ورئيس وزراء ومجلس وزراء وخلقت جيشا اسمته الجيش العراقي وشرطة تسمى شرطة عراقية وحرسا وطنيا وهي كلها عبارة عن بيادق تلعب بها الولايات المتحدة يراد منها ان تكون درعا يحمي قوى الاحتلال من غضب الشعب العراقي ومن المقاومة العراقية الحقيقية للاستعمار. وقد اعلن رئيس الجمهورية المعين فور تسلمه السلطة ان الاحتلال قد انتهى ولم يعد لمن كانوا يدعون انهم يقاومون الاحتلال حق المقاومة وان هذه الجيوش التي تحتل كل شبر من ارض العراق اصبحت يوم تعيينه رئيسا للجمهورية قوى متعددة الجنسيات دعاها هو من الامم المتحدة.
فما هو الوضع السياسي الحقيقي للعراق في هذه الحالة وما الشعار الذي يجب ان تتخذه اية قوة تريد تمثيل الشعب العراقي والطبقة العاملة العراقية في هذه المرحلة من مراحل تطور المجتمع العراقي؟
في رأيي ان الاحتلال وتحول العراق الى مستعمرة مباشرة ليس من شأنه ان يعيد المرحلة التي يمر بها العراق الى الوراء. واقصد بهذا ان الاستعمار المباشر الذي يعاني منه العراق اليوم لا يعيده الى مرحلة الثورة البرجوازية لان الثورة البرجوازية تحققت يوم ١٤ تموز ١٩٥٨ وليس هناك عودة الى هذه المرحلة. فالمرحلة الحالية هي ما زالت المرحلة التي نشأت يوم ثورة تموز، مرحلة الثورة الاشتراكية. ولم يعد العراق الى نظام حكم شبه اقطاعي كما كان قبل الثورة حتى اذا شاء رئيس الجمهورية ان يرتدي زي المشايخ. فهذه الملابس ليس بمستطاعها ان تعيد العراق الى المرحلة الاقطاعية. ولكن التغير الذي نشأ عند تحول العراق الى مستعمرة اميركية مباشرة هو ان الصراع ضد الاستعمار اصبح مرتبطا بمرحلة الثورة الاشتراكية وليس بالثورة البرجوازية كما كان قبل ثورة تموز. فالمنظمة التي تنشأ لقيادة الطبقة العاملة وسائر الكادحين ينبغي ان تتخذ شعار الثورة الاشتراكية شعارها الاستراتيجي للمرحلة التي يمر بها العراق حاليا. هذا الشعار الاستراتيجي هو الشعار الذي يكون البوصلة التي تهدي هذه المنظمة في نضالها الطويل والقاسي الذي تتطلبه المرحلة. بدون اتخاذ هذا الشعار الاستراتيجي لا تستطيع اية منظمة تريد فعلا قيادة النضال من اجل تحرير العراق من الاحتلال وقيادة مقاومة الاحتلال ومن اجل انقاذ الشعب العراقي من استغلال القوى البرجوازية التي تسير في ركاب الاستعمار وتساهم في استغلال الشعب العراقي واخضاعه لمذلة الاحتلال بمختلف الحجج والمزاعم.
ليس في مثل هذا المقال مجال بحث مستلزمات اقامة مثل هذه المنظمة واساليب عملها الضرورية وساترك ذلك الى مقالات تالية اذا سنحت لي فرصة تقديم بعض الفائدة في هذا المجال.
حسقيل قوجمان
٥ آب ٢٠٠٤



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي كتاب فهد (حلقة اخيرة) شخصية فهد
- من وحي كتاب فهد (الحلقة السادسة عشرة) سياسة فهد الاقتصادية
- من وحي كتاب فهد (الحلقة الخامسة عشرة) الاممية الشيوعية
- استشهاد وحيد منصور
- وجاء الفرج
- كيف يصبح الانسان ماركسيا
- من وحي كتاب فهد (الحلقة الرابعة عشرة) مزورو التاريخ
- من وحي كتاب فهد (الحلقة الثالثة عشرة) التطور العقلاني في الص ...
- النقابات العمالية، مصادر قوتها واسباب ضعفها
- من وحي كتاب فهد (الحلقة الثانية عشرة) سياسة لينين الاقتصادية ...
- ِتحية اجلال واكرام للفيلق السادس
- من وحي كتاب فهد (الحلقة الحادية عشرة) اخيانة عظمى ام تصفيات ...
- من وحي كتاب فهد (الحلقة العاشرة) الانتقاد، اغراضه وفوائده
- الاحتفال الاول بعيدنا الوطني الجديد
- من وحي كتاب فهد (الحلقة التاسعة) فهد الستاليني
- مرحلة الثورة الاشتراكية وموعد اعلانها
- من وحي كتاب فهد (الحلقة الثامنة) الجبهة الوطنية والنضال ضد ا ...
- من وحي كتاب فهد (الحلقة السابعة) العقيدة الجامدة
- من وحي كتاب فهد (الحلقة السادسة) الستالينية
- من وحي كتاب فهد (الحلقة الخامسة) الميثاق الوطني


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسقيل قوجمان - وأد ثورة تموز