|
|
اليهودية بين التاريخ والتنزيل
طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3015 - 2010 / 5 / 26 - 01:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ظهرت اليهودية تاريخا بعد دعوة عيسى ابن مريم قبل ظهور الإسلام ... على اثر صراعات دينيه سياسيه إمبراطوريه وقعت على المؤمنين بدعوة عيسى بعد وفاته بحوالي ثلاثة قرون... وبالتحديد في القران الثالث الميلادي ... اليهودية هي إحدى طوائف بني إسرائيل .. ولكن من الخطاء التاريخي إن ننسب ظهورها إلى عهد التوراة(( دعوة موسى ))أو عهد الإنجيل ((دعوة عيسى)) أو عهد ما قبل نزول(( التوراة )) مثل داود وسليمان وأيوب ويونس ... كما إن الاتهام الموجه إلى اليهودية من قبل المسيحية بقتل عيسى ابن مريم فلا صحة له ... لان دعوة عيسى جاءت قبل ظهور اليهودية ... عادةَ في الصراعات الدينية السياسية الطائفية تحاول المذاهب والطوائف إن ترجع بأصول دعوتها إلى دعوات ظهور الأنبياء ونزول الكتب المقدسة .. لكي تستنبط أصالة ((عقائديه)) وتظهر بدين راقي تتميز به الطائفة عن الطوائف الأخرى .. ولم يقتصر هذا الأمر على أهل الكتاب بحسب بل حتى على المذاهب والطوائف الإسلامية ...ففي القران الثالث الميلادي تقريبا..وبعد وفاة عيسى ابن مريم تزامن ظهور النصرانية واليهودية في فتره واحده كطائفتنا دينيتان لهما أهداف سياسيه ومنها فرض السيطرة الدينية على الشعوب والمتدينة واستقطابهم .. للدين الطائفي حتى لو كان على حساب التهاون بالكتب المقدسة وتحريفا بما يخدم مصالحها الدنيوية التي تكتسبها عن طريق تلك السيطرة
بما إني لا املك شواهد من تلك العصور التي سبقت نزول القران ... فانا مضطر إلى استخدام الدليل ألقراني .. باعتباره كمرحله متقدمه عقبت تلك الديانات وتلك الكتب... ومن خلال دراستنا للقران سوف نتأكد انه لا يوجد لليهودية أي امتداد تاريخي أو ديني يعود إلى العهود التالية....
عهد ما قبل نزول التوراة .. عهد الأنبياء((داود وسليمان وأيوب ويونس))
القران.. عهد داود وسليمان
{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ }النمل15
{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ }النمل16
{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ }سبأ10
{يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }سبأ13
{اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ }ص17
{إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ }ص22
{قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ }ص24
{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }ص26
{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }ص30
القران ..عهد أيوب
{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }الأنبياء83
{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ }ص41
القران .. عهد يونس
وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ{139} إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ{140} فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ{141} فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ{142} فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ{143} لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{144} فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ{145} وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ{146} وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ{147} فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ{148}
{فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ }يونس98
تأكدنا إنه لا توجد أي دعوه تخص اليهودية في تلك الفترة التي سبقت نزول التوراة
عهد نزول التوراة (دعوة موسى)... وأخيه هارون
القران
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ }السجدة23
{أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ }الشعراء17
{قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي }طه94
{فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى }طه47
هكذا تبين لنا إن دعوة موسى وأخيه هارون جاءت على بني إسرائيل ولم تأتي على (( اليهودية))
عهد مابين التوراة والإنجيل .. عهد الملك داود
أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ{246} وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{247} وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{248} فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ{249} وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ{250} فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ{251}
نجد إن القران حدد فتره تاريخيه بعد موسى أي بعد نزول التوراة .. قبل دعوة عيسى وهي فتره تاريخيه مهمة وفاصله بين عهدين .. نجد إن الكتب ألمقدسه لأهل الكتاب تحمل تاريخا ذو اتجاهين ..الأول.. تاريخ ديني سياسي إمبراطوري يحمله أهل الكتاب ويعتقدون إن تلك الفترة هي قمة الحضارة الدينية وبداية أمجاد المسيحية أو ليهودية والصليبية .. ثانيا هذه الفترة الزمنية تحل الكثير من الإشكالات التاريخية والاشتباكات الدعوية بين أنبياء ورسل .. يمكن حصرها في النقاط التالية...
1- إن هذه الفترة تفصيل بين عهدين وداود وابنه سليمان .. والملك داود.. الذي حكم في بني إسرائيل..
2- تُحدد التاريخ الديني السياسي لبني إسرائيل وتُبعد الامتداد التاريخي للفكر الطائفي اليهودي والنصراني إليها
3- تفَّند هذه الفترة الامتداد التاريخي لليهودية والمسيحية والنصرانية الذي كان ينسب إلى عصر الحضارات القديمة .. مثل بابل.. وأشور .. وسومر.. وأكد
4- لم يذكر القران أي سيطرة إمبراطوريه دينيه لليهودية أو النصرانية في تلك الفترة .. بل كانت لبني إسرائيل
5- تفصل هذه الفترة بين الكثير من الاشتباهات التي وقعت بها الكتب المقدسة وخاصة في فصل ميلاد المسيح في التوراة عندما اشتبه في الملك داود وظن انه عهد داود وابنه سليمان.. حيث كان الترتيب ازدواجي عندما ذكر عيسى ابن يوسف يعقوب ابن داود ابن إبراهيم
6- يؤكد لنا القران إن هذه الفترة كان لبني إسرائيل الذين يحملون الفكر التوراتي... ولا يحملون الفكر الطائفي اليهودي أو النصراني.... والدليل...} وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{248}
7- تنفي هذه الفترة أي تواجد قومي أو امتداد ديني تاريخي لليهودية على ارض... مصر.. أو كنعان... أو فلسطين ..أو بيت المقدس
8- تفكك هذه الفترة الاشتباكات التاريخية التي تحملها الكتب المقدسة وتضع الفيصل بين عهدين .. عهد ما قبل نزول التوراة وعهد بعد نزول التوراة
اليهودية في عهد الإنجيل
لو درسنا الآيات التي ذكرها التنزيل والتي تخص دعوة عيسى ابن مريم لوجدنها كانت تدعوا بني إسرائيل .. والتي إرادات تصحيح ما كان يحمله بني إسرائيل من معتقدات توراتية تعرضت للتحريف بعد دعوة موسى وخاصة في مجال التحريم ....
{وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ }آل عمران50
{وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران49
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }المائدة72
استعرضنا الآيات أعلاه وتبين لنا لا وجود لليهودية في عهد الإنجيل ... وهذا دليل قاطع على تبرئة اليهودية من الاتهام الموجه إليها من قبل المسيحية بقتل عيسى ابن مريم ...أو صلب المسيح ..كما من الخطأ التاريخي إن ننسب التوراة إلى اليهودية ونقول ((التوراة اليهودية))
هكذا وضحنا الفترات التاريخية التي مر بها أهل الكتاب تبين لنا إن القران لم يذكر وجود للطائفه اليهودية في العهود التي مضت ابتداء من عهد ما قبل التوراة .. وعهد ما بعد التوراة .. وعهد نزول الإنجيل .. وهذا يعني إن اليهودية ظهرت في الفترة الزمنية ما بين دعوة عيسى ودعوة محمد
القران
عندما ظهر الإسلام وجد الطائفتين اليهودية والنصرانية من طوائف أهل الكتاب المتعددة ... تحملاني الأفكار السلفية الصحابية المنسوبة إلى التوراة والإنجيل .. ولقد كوَّن منظري ذلك الفكر قاعدة دينيه سياسيه لها ثقلها الديني والقومي استطاعوا من خلالها فرض السيطرة الدينية على أهل الكتاب عموماَ ...ولما بدا التنزيل بتصحيح ما كانت تحمله تلك الطائفتان من أفكار غير حقيقية عن الكتب ألمقدسه.. برزت اليهودية والنصرانية كقوى دينيه معارضه للتنزيل لكي تحافظ على مورثوها الديني ... هذه الآيات تأكد لنا إن اليهودية ظهرت بعد دعوة عيسى .. لان التنزيل ذكرها في عهد محمد
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }البقرة113
{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }المائدة18
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }المائدة64
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
 |
بحث
|
 إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رد على مقالة سعد علم الدين في أخطاء قرانيه .. إشكالية الشمس
-
سفينة نوح بين لأديان السياسية والتنزيل
-
رد على مقالة كامل النجار في القران وبنو إسرائيل (4-4)
-
رد على مقالة كامل النجار في القران وبنو إسرائيل (3-4)
-
رد على مقالة كامل النجار في القران وبنو إسرائيل (2-4)
-
رد على مقالة كامل النجار في..القرآن وبنو إسرائيل 1-4
-
عندما يكون رجل الدين .. ناقص عقل ودين
-
المرأة بين النظام القبلي والدين السياسي والتنزيل
-
إسقاط الابن من الثالوث المسيحي
-
التثليث وإلوهية روح القدس بين التحريف والتنزيل
-
الى رعد بطرس مع... التحيه
-
السقوط المدوي للإلهة المسيحية
-
رد على مقالة كامل النجار في... الإسلام يزرع الجهل والخزعبلات
...
-
رد على مقال ...في الصراع الإسلامي – المسيحي
-
تاريخ المسيحية بين الوهم والحقيقية
-
رد على مقال...خرافة العصر الذهبي في صدر الاسلام3-3
-
رد على مقال...خرافة العصر الذهبي في صدر الاسلام
-
رد على مقال ... تساؤلات حول اّي الكتاب المبين 2
-
رد على مقال.... ماذا لو تم تغيير كلمات هذه الآيات ؟؟؟
-
دابة الأرض بين الأديان السياسية والتنزيل
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
