|
لم نلمس الردود الفعل الاقوى ازاء ما تعرضت اليه كوردستان ايران من الجريمة
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 17:55
المحور:
القضية الكردية
على الرغم من كل الادعائات السياسية و العقيدية و الفكرية التاريخية حول تقارب الاعراق و تشابه الاصول في ايران، فان التاريخ يدلنا الى ان التعامل مع الاخرين من قبل السلطة كان دائما مصدرا للقمع و القهر و الحصار و الاستغلال والتعدي على الحقوق و الحرق على نار هادئة والغش و التضليل بكل انواع الحيل و الخداع ، و في مقدمتها الاغتيالات بكل السبل المتاحة لديها داخل و خارج ايران . عندما تعرضت خمسة من الشباب المناضلين لابشع انواع الغدر و التعذيب ، و اخيرا تم تنفيذ حكم الاعدام بهم صباح يوم 9 /5 /2010 على ايدي جلاوزة النظام الايراني، فكانت اربعة منهم من القومية الكوردية و بينهم مناضلة شجاعة مدافعة عن حقوق امتها بكل جراة و اثبتت انه لا فرق بينها و بين المناضل في مقارعة العدو و التضحية. عدا السلطة الحاكمة في اقليم كوردستان العراق التي لم تدن هذه الجريمة البشعة بشكل صريح و لاسباب و اعتبارات سياسية كما تدعي( و هذه ليست بحجة تذكر) ، فجميع الاتجاهات و الاحزاب و التيارات التحررية و الجماهير الغاضبة في مقدمتهم في كل مكان عبرت عن موقفها الرافض و المدين لهذا الغدر و الجريمة التي ترتكبها سلطة الملالي في عصر حقوق الانسان ، و هي تتعامل بجنون مع القضايا وفي وقت هي التي ترزح تحت الضغوطات المختلفة من قبل القوى في العالم، و في وقت و هي محصورة في زاوية حرجة جراء الاعتراضات المستمرة من حركة الخضرالمحتجة بعد الانتخابات الرئاسية منذ حوالي سنة تقريبا، فانها لم تكف عن ظلمها للشعب الايراني كافة و المتطلعين للحرية و الديموقراطية بشكل خاص . تنفيذ هذه الجريمة البشعة جاءت في وقت اصبحت مفاجئة للجميع و حتى من قبل اهالي و مقربي الضحايا الابطال ، و اصطدم الراي العام العالمي بهذه الحادثة المثيرة للقلق في القرن الواحد العشرين، ويروا اسوا تعامل من خلال حكم و تنفيذ الاعدام بحق المعارضين السياسيين و طلاب الحرية و حقوق الانسان و الشعوب المضطهدة. تغيرت الاوضاع في كوردستان الشرقية بشكل كبير و اصطدم الجميع و تحولت البيوت كافة الى مجالس للعزاء على الرغم من منعها على اهاليهم، الا ان ما اثلج قلوب المتابعين للقضية هو التوجه المدني العصري للشعب الكوردستاني من الاحتجاج على هذه الجريمة التي اقترفت بحق الانسانية، و توحدت الفئات و الشرائح كافة و استصرخوا الضمير العالمي بعيدا عن العنف، الا انه للاسف لم يتلقوا اي رد فعل عالمي يوازي حجم الجريمة من قبل اية جهة كانت، و كما هو المعلوم ان لسيطرة المصالح السياسية على المواقف دورها الفعال كما كان حال الكورد في جميع اجزاء كوردستان في التاريخ . ما لفت النظر في ما اعترى هذه الحادثة و ما استوضحت بعدها من الابعاد و المعطيات هو مشاركة الاكثرية المطلقة من الشعب الكوردستاني في المدن الكوردية من كوردستان الشرقية قاطبة في الاحتجاجات و التعبير عن سخطهم، و كل بشكل من الاشكال متحدين الضغوطات و العراقيل و التشدد و حالات الطواريء و الانتشار العسكري الكثيف في كل بقعة و المستمر لحد اليوم، و انهم اثبتوا للعالم انهم متوحدون و يفدون بكل ما يملكون من اجل تحقيق اهدافهم ، و ينتظرون الظروف و الفرص السانحة لازاحة الستار عن تعاملهم الصحيح المناسب و اندفاعهم لتحقيق استراتيجياتهم في التحرر و اتباعهم الديموقراطية و السبل التقدمية للحصول على حقوقهم المشروعة . و ما اتجهت اليه السلطة الايرانية في تعاملها مع ردود الافعال الداخلية هو تصدير الازمة الى خارج حدودها في هذا الوقت و كل ما عملت هو تفعيل حادثة و توجيه الانظار اليها لتخفيف الضغوطات الداخلية ، و هذا ما اقدمت عليه من اسرها لضابط حرس حدود اقليم كوردستان و خرقها للحدود و قصفها المستمر للقرى و الارياف في المناطق الحدودية في اقليم كوردستان لاهداف سياسية بحتة و بحجج واهية. ما يُسجل بشكل ايجابي للقوى الكوردستانية المعارضة هو تعاملهم الصحيح مع الحادث بعيدا عن التصرفات العاطفية و ما تنتج عنها من الامور و الافرازات الثانوية غير المطلوبة، على الرغم مما ينتقدون عليه من الضعف في الاثارة و التعبئة و تهيج الشارع و اختفاء دورهم الاعلامي، عدا ما تنتقد عليه الصحافة و الاعلام الكوردي بشكل عام و بالاخص القنوات الفضائية في اقليم كوردستان العراق سوى التابعة للسلطة او المعارضة، بحيث لم يهتموا بما حدث في كوردستان الشرقية ، على الاقل بشكل مماثل لما حدث ازاء الجريمة النكراء لاغتيال الصحفي الشاب سردشت عثمان و التظاهرات و الاعتصامات التي رافقتها. اما الصحافة و الاعلام العالمي و منها العربي اصموا اذانهم على الرغم من خلافاتهم مع السلطة في ايران و انما ازاء قضية لا تخصهم فيكموا افواهم و يعصبوا اعينهم . و يجب ان يعلم الجميع ان دماء الشباب المعدومين المغدورين ليست باقل من اية ضحية اخرى في تاريخنا و كانوا يستحقون ردود الافعال و الاعتراضات القوية كي لا تتجرا هذا النظام الراقد على صدور الشعوب الايرانية ان تعيد الجريمة او تفكر ثانية في هذا الاتجاه، و يجب ان تتوقف كثيرا مستقبلا ازاء اية خطوة تنوي اتخاذها في هذا الاتجاه. كما اعتقد، يجب ان تعلم السلطة في ايران انها ان استغلت المعادلات التي في صالحها في هذه الظروف في المنطقة و اقدمت على مثل هذا الفعل ، فانها ستتعرض لما هو المناسب في الوقت المناسب و يجب ان تنتظر الرد المناسب في وقته المناسب ايضا و في ظروف مغايرة تماما ، و يجب ان تتعلم الدرس من الدكتاتوريات التي اطيحت بها فكانت الاقوى منها، وهي تعاملت ايضا بغرور مع القضية الكوردستانية المحقة . لذا اننا حقا كنا ننتظر ردود فعل اقوى من القوى العالمية، و لكن المصالح السياسية العالمية خذلت كافة القوى التحررية في العالم و وقفت مكتوفة الايدي ازاء جريمة القرن الواحد و العشرين في الشرق الاوسط. و النقطة الايجابية بعد هذه الحادثة هو تقوية وحدة الصف الكوردستاني في كوردستان الشرقية .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اين وصلت حركة الخضر الايرانية؟
-
هل من المعقول ان تبدا و تنتهي الاحتجاجات العفوية بامر خاص
-
هل حقا لا يريد الشعب الكوردستاني ممارسة حقه في تقرير المصير
-
اسرع انجاز سياسي في تاريخ العراق الحديث !!
-
مقومات بقاء فاعلية الايديولوجيا او استنفاذها
-
هل يتجه العراق الى الحداثة في التعامل مع الواقع الجديد ؟
-
هل بالامكان توفير فرص العمل لكافة العراقيين ؟
-
تسييس الفعاليات المدنية لمصلحة من ؟
-
ما التيار الفكري المناسب لهذه المرحلة في الشرق الاوسط
-
منع الانتقاد هو الخطوة الاولى نحو الدكتاتورية
-
لم يدان تطاول تركيا و ايران على اقليم كوردستان!!
-
الاغتيالات ما بين الاخلاق السياسي و التحزب
-
موقف المثقفين من الخروقات لحقوق الانسان في كوردستان
-
قلنا فلتكن كوردستان بوابة للحرية و الديموقراطية!
-
لماذا يُستهدف الصحفيين في اقليم كوردستان ؟
-
المطلوب هو الفعل و ليس الفتاوى والوعاظات و الشعارات
-
انتشار الفقر في اقليم كوردستان رغم الميزانية الهائلة له
-
الفدرالية الحقيقة تنقذ العراق و تحافظ على وحدته
-
من يقدٌر الكتٌاب و الادباء في حياتهم ؟
-
ترسيخ التسامح يضمن التعايش السلمي في العراق
المزيد.....
-
أزمة الجوع والتجويع الإسرائيلي الممنهج تتفاقم في غزة وبرنامج
...
-
بين لهيب الحرب وصقيع الشتاء.. الجزيرة نت ترصد مآسي خيام النا
...
-
في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع
...
-
سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون
...
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|