|
اللادينيين آخَر الآخَر!
صابرين عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 14:59
المحور:
المجتمع المدني
المنظومات الدينية في احسن حالاتها وعلى احسن الفروض و مع كل حسن الظن بها كمنظومات انسانية تعني بالانسان -و تنظيم حياته كفرد في المجتمع و تتوعده عسير الحساب اذا اخفق في تنفيذ تعليماتها -هي منظومات نوعية تحزبية تتعامل مع الفرد لا كمواطن انما كتابع لتلك المنظومة و توجه عنايتها في الاصل له ... اما الفرد خارجها فهو انسان من نوع مختلف و على افراد منظومتها ان يتعاملوا حتى على المستوى الشخصي معه من خلال تعليمات تلك المنظومة
الاسلام الحق، و المسيحية السمحة ،و البهائية التي لم تصنف "علنا" بعد،، و ما قد يُستجد....
هي منظومات تشترك في كونها دينية مقدسة -بالنسبة لأفرادها- ذات طابع اجتماعي تنظيمي اصلاحي،، و تختلف في منهجها اختلافا يجعل كل غير منتمي لكل منها هو "آخر" في نظر ال "الآخر"... بل و تجعل كل غير منتمي لأي منها هو "آخر" غير "الآخر" و تتعامل معه على اسس اكثر اقصاءا لكونه "آخر" يختلف عن "الآخر"!
(و دون الخوض في تفاصيل نهج ووثائق تلك المنظمات، و ممثليها و مسؤولي توصيل تعليماتها بشكل رسمي لأفرادها... و بصرف النظر عن مهاترات الفرق بين اصل التعليمات و بين فهم كل فرقة و كل مذهب و كل فرد لها ... و بغض النظر عن المستغلين و المتاجرون و المرتزقة المنتفعون من هذه الفُرقة و هذا التمييز)
تتأرجح التعليمات للتعامل مع "الآخر" -على اختلاف مستوى فهم الافراد لها - بين النبذ و الرفض الذي قد يصل في اقصاه للقتل المشروط و بين "التسامح" معهم و تركهم يعيشون سواء في ظل شروط، او تحت بنود آلية خاصة للتعامل
لتجد نفسك و انت " آخر آخر" واقع تحت تأثير تلك المنظومات الاجتماعية جمعاء شئت ام ابيت -رغم عدم انتمائك لأي منها- بصفتك فرد في مجتمع هي مسيطرة عليه كليا،، هي تصنفك و تتعامل معك بشروطها و حسب رؤيتها و تحرض المنتمين لها على رؤيتك كـ "آخر" بشكل كلي، و تحرم عليهم و تجرمهم اذا ما تعاملوا معك على انك منتمي انسانيا في بعض الحالات، فأنت لا تصلح للزواج بهم و لا للإرث منهم و لا حتى للدفن معهم بعد مماتك!!ـ
على أرض الواقع
نتاج طبيعي لسيمفونية النبذ و الاقصاء التي يعزفها الدينيين على اختلاف عقيدتهم ،، فالانتماء لأحد هذه المنظومات هو مفروض عليك شكلا و موضوعا و بالوراثة، انت على المستوى الاجتماعي لا تستطيع المجاهرة بقناعاتك بعدم الانتماء لأي من المنظومات و بالتالي فكل تعليمات المنظومة سارية عليك و انت مطالب بالعمل بها او بعضها على اقل تقدير و طبقا للقوانين "الوضعية" التي وضعها "الدينيين"! فأنه يتم تجريمك للتعبير عن رأيك -مكتوبا منشورا- في افكار هذه المنظومات برغم كل ما لها من تأثير مفروض من جميعها على جميعها و عليك
محاولة للتغيير
كل ما سبق من معطيات يدفع بنا دفعا كلادينيين لمحاولة تغيير فكرية لبنية ثقافة المجتمع الدينية الطاحنة التي لا تضع اي اعتبار لانسانيتنا و حقنا في "اللا انتماء" الديني الغير مقنع فكريا لنا فاختلفنا على اختلاف ثقافاتنا و توجهاتنا الشخصية في فكرتنا عن "الحل" او لنقول التغيير مع الاخذ في الاعتبار المصلحة العامة للجميع دينيين و لا دينيين،، ففي النهاية نحن لسنا بحزب آخر يبحث عن مصلحة شخصية و تمييز لأتباعه انما نحن مجموعة انسان يحلم ان يرى الحب و السلام النفسي الاجتماعي يسود بين الجميع انطلاقا من حرية شخصية فكرية عقائدية لأتباع جميع الاديان وللخارجين على جميع الاديان ايضا
و الآن السؤال الذي يطرح نفسه بشكل مُلح بعد كل ما تقدم من تمييز انساني اجرامي يتم بشكل طبيعي و تلقائي و بديهي تماما في حق كل مختلف عقائديا هل محاولة التغيير من ارضية دينية في محاولة مجتهدة لتأويل نصوص الدين -بما يدعم حرية الفرد و المساواة و نبذ التصنيف و تبعاته- فعلا ممكن برغم الهالة المقدسة حول الرؤية المتراكمة لعموم تفاصيل الدين و تعليماته ؟؟
ام ان مواجهة غول تلك المنظومات بأفكار لا دينية الحادية بحتة و تفنيد العقيدة و محاولة هدم قدسيتها من الاساس هو الاجدى على المدى البعيد؟؟
ام تراه نشر الفكر الالحادي فيه خطورة على المجتمع كما يزعم البعض من اللادينيين انفسهم؟؟
الكل مدعو ليدلو بدلوه ...
#صابرين_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على ما الصراع؟
المزيد.....
-
الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
-
الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
-
معاناة النازحين اللبنانيين مستمرة
-
الأمم المتحدة: غوتيريش يرحب باعلان وقف اطلاق النار بين -إسرا
...
-
المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدين الهجمات الإسرائيلية على لبن
...
-
وزير الخارجية الإيراني يلتقي الامين العام للأمم المتحدة
-
الوفد الجزائري يطرد تسيبي ليفني من منتدى الأمم المتحدة لتحال
...
-
وفد جزائري يطرد وزيرة خارجية إسرائيل السابقة من منتدى للأمم
...
-
عراقجي يؤكد على التنفيذ الفوري لأمر المحكمة الجنائية الدولية
...
-
معاناة النازحين في غزة تتفاقم مع قسوة الطقس
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|