أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلام كوبع العتيبي - ضياع عمامة شيخنا الجليل ..!!















المزيد.....

ضياع عمامة شيخنا الجليل ..!!


سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 918 - 2004 / 8 / 7 - 10:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في ساعات العوز التي تحرج البطون يكون لدراهم الشيخ قدسية وقيمة كبرى خاصة امام مطاعم الدرجة الاولى بعدا أن تكون الدراهم قد نفذت في طرقات الليل امام غنج النساء اللواتي يكون همهن الدراهم وكؤوس لونها بلون خشب البلوط الكردستاني .. لكن شيخنا الجليل القادم من مدن الرمل واكواخ الصفيح المتلاصقة ببعضها البعض بجانب ناطحات السحاب وفنادق –شيراتون -واللاند مارك -وملاهي الفايف ستار- كان كريما على نفسه ليلة البارحة ..
الزمن ساعات الصباح الأولى التي أخذت تنادي على عصافير الحب للخروج من بيوتها لتغني ليوم جديد بعد خراب ( البصرة ) مع رحلة سكر قام بها شيخنا الجليل القادم من ديار المسلمين .. نهار جميل تقول العصافير لبعضها البعض ... نهار المحبة والسرور على سكارى ليلة البارحة .. نهار المستحيل الساكن تحت اقدام الشيخ ؛ تقول القردة الراقصة على اغصان شجر الموز !!
لم يكن يسكر شيخنا الجليل المتعلم على يد شيخه بن تيمية الذي قال له : أن الله سبحانه شاب أمرد أجعد الشعر !! يحرق السكيرين وسهارى الليل وحتى اللذين يسرقون رغيف الخبز من أجل أن يسكتوا جوعهم بعد أن تقطع يدهم من مفصلها دون رحمة من ايها الشيخ ؛ بعد ان يمليء ربك الجنة بثلاث أرباعها من بنات حواء!! اللواتي لم يتعلمن شيئا من الدين كما تعلمته أمك !! لكن الشيخ تورط ليلة البارحة وشرب اكثر من السكيرين بعد اول خروج له من الصحراء الى مدن الأضواء .. يقول شيخنا الجليل : أن الأنبياء لو كان في زمانهم هذه الأضواء والملاهي وخمارات ليل ( بانكوك ) لما بقى من الديانات شيء يذكر .. لكن بسبب جفاف الحياة في الصحراء دفعهم الى بناء مؤسسات تتناسب مع حياتهم الصحراوية نتيجة الفراغ وعبث العقل ؛ بعد أن سنوا سننا تناقلها أبنائهم إلى يومنا هذا .. لكن ما أن تغيرت الدنيا وبانت الأضواء الليلة حتى ( حصحص الحق !!) هكذا قال الشيخ ؛ بعد أن رمى عمامته على راس أحدى بنات بانكوك ( مونيكا ) لتضعها فوق راسها كما يضع الموك التيجان على رؤوسهم .. قال شيخنا الجليل أن مونيكا بعد أن لبست العمامة جللها الله بهيبة كبيرة ؛ لكنها بعد ان تعبت من الرقص وطرحت عمامة الشيخ من فوق راسها تلاشا ذلك الجلال الذي كان يزينها بعيون الشيخ بعد أن تغير لونها إلى الإحمرار !!
شيخنا الجليل أصبح منطقي جدا هذه الليلة خاصة بعد أن أكمل كاسه العاشر ؛ تحول من شيخ دين إلى عراف يتنبأ عن الإزمنة القادمة وحياة الأجيال التي سوف تضعها بطون أمهاتها على الأرض وكيف سيكون الحال بعد ذلك .. تكلم كثير الشيخ السكران عن هموم الصحراء وسكلنها والخوف الساكن في صدور أهلها بعد أن يوفاهم الله .. بكى الشيخ بعد ان اكمل كاسه الحادي عشر .. ليتحول إلى واعض في الحياة وكيف علينا أن نستثمر لحضات السعادة القليلة التي تمر علينا لنجعلها كنوز روحية وأن ننسى ماقله قبل أن يسكر ( أنسوا ماقلته في بداية الأمر !!) لاني وبصراحة كنت أجهل أسرار مدن الأضواء ؛ السعادة تمر علينا شبه طيف وعندما ترحل تترك في مكانها ذكرى جميلة .. وهكذا الخمر ؛ عندما نشربه نعيش لحضات السعاد أكثر تقديحا وعندما ننام ونصحوا نتذكر الليلة الماضية وكانها طيف جميل جاء ورحل ؛ هكذا عرف لنا الشيخ بعد أن تناول من هذا المشروب المرة الاولى في حياته ..
تتفاوت كمية الدموع المتساقطة من العيون حسب حجم الحزن ؛ لكن بعض الأحيان عندما يكون الحزن في أعلى مستوياته يتلاشى الدمع بسبب تضخم الغدد الدمعية في تلك اللحضة التي تعجز فيها عن طرحه افرازاتها ..
ذهبت مونيكا برفقة الشيخ بعد أن خبأ عمامته في كيس بلاستيكي أثناء خروج الشمس ؛ بعد أن دفع للكرسون حساب الكؤوس الذي تناولها ومونيكا لينقل ليلته الى غرفته التي حجزها داخل احد فنادق بانكوك ذات النجوم الخمسة ؛ قال زميل سكرنا احمد ياشيخ عندما تصل غرفتك إتصل بنا لنطمئن ؛ هز راسه بالموافقة ونقل خطواته بتثاقل واضح ليغيب عن أنظارنا بعد أن تعدى بوابة المشرب ذات الضوء المعتم ..
غنت العصافير وغنت البلابل ونحن نغني معا ( الراحلون الى جهنم عودوا لتخبروننا ) كانت هذه الاغنية يرددها البوذيين التايلنديين عندما يكون نقاشنا معهم عن اليوم الآخر وعن ديننا ودينهم وهم الذين يؤمنون بتناسخ الارواح وعودتها مرة اخرى .. مرة اثناء نقاشنا حول طرق العبادات الإسلامية والطرق العبادات البوذية ؛ سألني ( موجان ) عن السبب الذي يجعل المسلمين يرجمون الفتاة الزانية كما نسميها نحن المسلمين والتي تمارس الحب كما يسوها البوذيين ؛ قلت له لانه الزنا حرمه الله ؛ قال لي منذ متى ؛ قلت له بعد أن هبطت الرسالة على النبي ؛ قال لي تستطيع ان تحدد الزمن الذي هبطت به هذه الآية بالتمام ؛ قلت له أجهل ذلك ؛ قال لي لوكنت لم تجهل ذلك وربطة نزول النص مع أحدى الحوادث التي تعرضت لها أحدى زوجات رسولكم لما قلتلم على من تمارس الحب إنها زانية !! حاولت أن أجرجره للحديث أكثر لكنه توقف وقال لي هذا دينكم وعليكم أن تتحروا أكثر عن الوقائع والأحداث التي بسببها تعيشون الجرائم بحجة الدين والطهارة !!
الساعة السادسة مساء رن الهاتف سمعت على الجانب الآخر صوت الشيخ يسالني عن المركز الاسلامي لغرض كتابة عقد نكاح على مونيكا بعد أن أحبها كما يقول ولم يستطع أن يتخلى عنها بعد أن منحته ليلة لم يتعرف عليها من خلال زوجته التي تزوجها دون أن تراه أو يراها بل ترشحت له من خلال أهله نتيجة نرابط القبيلة وعاداتها وتقاليدها .. قلت له كيف تتزوجها ياشيخ وانت لم تعرفها سوى ليلة واحدة ؟ قال من عرفتها ليلة واحدة واتزوجها أفضل من لا أراها واتزوجها . لكن ماذا عن زوجتك المسكينة ؟ قال : أن الله حلل لي ذلك وكان الرسول وآل بيته تزوجوا أكثر من أصبع جسم الإنسان وأنا لم اعمل ذنبا ولم استطع أن أترك مونيكا التي أعادت لي ما سرقه مني في صحراء السعودية والآن أرجوا أن تسأل عن شيخ الإسلام لغرض أن يسجل زواجنا .. وإن لم يكن هنالك شيخ سوف اتزوجها بيني وبين نفسي والشاهد الله والله خير الشاهدين ..
قال موجان التايلندي بعد أن سمع بزواج شيخ الدين السعودي من مونيكا .. هكذا أنتم تتنافخون كذبا وتستعرضون زورا لكنكم مثل الخشبة بعد أن ترمي في النهر تغطس في أول الأمر لكنها سرعان ما تطفوا على السطح وتبان للناظرين عن عيوبها ومساوئها .. قلت له يا موجان هذا لم يمثل الدين ولم يمثل عامة المسلمين ؛ قال ومن هو الذي يمثل الدين ؛ قلت له كتاب الله ورسوله .. قال أذا كان على رسول الله فهو قد رحل إلى الرفيق الإعلى وأما عن كتاب الله فأنتم تحتفضون بأوراقه وليس بما يحتوي مثلما يحتفض البوذيين بصنم لبوذا في بيوتهم ويصلون له لكن في النتيجة أنهم يحتفضون به فقط وهذه هي الأديان ..
وصل الشيخ برفقة زوجته الجديدة مونيكا التي لفت على رأسها شال لتعلن إسلامها من داخل الحانة بعد زواجها من عربي مسلم مهنته شيخ دين في صحراء الرمال .. قال الشيخ هنا الحياة أرحم من جهنم التي نسكن بها في دولنا والزواج هنا أرخص ثمنا حيث لم يكلفني زواجي من مونيكا سوى ألف دولار ومن ضمنها ما دفعته ليلة تعارفنا بمدام مونيكا .. أصبح لمونيكا لقب مدام يسبق أسمها الذي نعرفها من خلاله .. طلبت مونيكا كاس بيرة ( سنكا بير ) قال لها طالما تريدين أن تشربي عليك أن تنزعي الحجاب حتى لا يكون المسلمين عرضت للنقد من خلال الحجاب ؛ أن الرسول الكريم يقول : رحم الله إمرأ جب الغيبة عن نفسه .. شرب الشيخ وزوجته مونيكا إلى أن طلع الفجرعلينا من ثنايات الصباح ..



#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمائم العراقيين تتراقص على أنغام عمائم إيران ..!!
- أيها العراقيين أقتلوا الزرقاوي وعصابته قبل أن ينالوا من أهلن ...
- الأحزاب العراقية والجهاد الأعور وعهر دول الجوار ..!!
- الكوميديا الالهية بين ابي العلاء المعري ... ودانتي ..!!
- مقتدى الصدر يشكل محكمة شرعية لإجهاض الحلم العراقي ..!!
- سفر إلى السماوات في سفينة رسالة الغفران ..!!!
- حروب الردة على أجهزة الكومبيوتر الكافرة يشنها المغفلون ..ّّ! ...
- مواخير السياسة السورية .....وعلاقة الشعوب ..!!
- ( ما معنى يتفاوض الفلبينيون مع السوريين حول إطلاق سراح ارهين ...
- ثورة الرابع عشر من تموز شمس العراق التي لا تغيب ..!!
- اختلاف فلسفة الأديان هل تؤدي إلى توحيد المعبود ..؟!!
- إزدواجية المعايير بين الدين المحمدي و الدين السياسي الجديد . ...
- التطبيل لحكومة منفى ... غطاء مفضوح بعد أن سقطت الأقنعة وبانت ...
- رجال قرية الوداع يشربون القهوة ويدخنون التبغ الرخيص .!!
- حكومة علاوي تمارس المقايضة السياسية على حساب الأمن الدائم .. ...
- حكومة أياد علاوي توعد البعثيين في العودة من جديد ..!!
- شرف الفتاة العربية يغسله سكين المطبخ ..!!
- قال يا بني لا تقص رؤياك على أخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان ...
- سورية وإيران محور الشر الثنائي على العراق ..!!
- كيف كانت تستحرم نكاح الطيور على الشجرة .؟!!


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلام كوبع العتيبي - ضياع عمامة شيخنا الجليل ..!!