شاكر عامل
الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 00:14
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لقد بات جليا ان ازمة تشكيل الحكومة العراقية ستستمر الى ما شاء ارباب السياسة والمتنفذون,ومن يدعمهم في السر والعلن.فلقد مضى اكثر من الشهرين على اجراء الانتخابات,واعلان نتائجها,وما رافق ذلك من تداعيات انعدام الثقة بين الاطراف المتنافسة,بالاضافة الى عمليات الغش والتزوير,وما الى ذلك,من اتهام وتخوين تلك الاطراف بعضها البعض,وصل حد التناحر,واقامة حفلات المذابح والتفجيرات بحق الاخر.لقد مضى زمن طويل على اعلان نتائج الأنتخابات,ولكن القوى الفائزة لم تستطع لحد الان من تشكيل الحكومة.ولقد قيل وكتب الكثير عن ذلك,ولكن الازمة ما زالت مستعصية,والساسة المتنفذونما زالوا متمسكين بمواقفهم حول السلطة بكل ما اوتي كل منهم من قوة ودعم وامكانيات ,لحفاظ وتأمين مصالحهم الشخصية والذاتية,وليتهم تمسكوا بمصلحة العراق وشعبه,ولكن هيهات,فالوطن العراق لايهمهم ألا من حيث هو كرسي حكم,وملذات سلطة,وملئ الجيوب..الخ,وها هو العراق ينحر مرة اخرى,ولكن هذه المرة ليس على يد الامريكان,بل على يد الطائفيين بكل تنويعاتهم, وتياراتهم, واحزابهم,وشخوصهم,والجهات التي تدعمهم,والدول التي تقف وراءهم,وتحمي ظهورهم,وتعمل على توجيههم,فعلى ايديهم يذبح العراق وطنا وشعبا,وتذبل ملامحه الجميلة,وتكتم انفاس الحياة فيه,ويتحول الى سجن كابوسي رهيب,تقتل فيه كل مقومات التحضر والتمدن والثقافة,وعلى ايديهم تقتل الديمقراطية كذلك.تلك الديمقراطية الكسيحة اصلا,فعلى الرغم من انهم لا يؤمنون بها,لأن الطائفية والديمقراطية الحقة لايلتقيان,ولكن انتهازية الطائفيين وطموحهم في الوصول الى السلطة بأي ثمن ووسيلة,جعلهم يركبون موجة الديمقراطية,تلك التي يمقتونها اصلآ,وذلك من اجل الحصول على السلطة.ولم يكتف الطائفيون بكل الذي فعلوه في الفترة ما بعد الأحتلال,وهذا معروف للقاصي والداني,تراهم الأن يغلبون صراعاتهم ومصالحهم الخاصة على المصلحة الوطنية العليا للشعب العراقي,تاركين البلاد والعباد,تتخاطفها تيارات الأرهاب الأعمى والفساد, والرشوة,وتخريب الأقتصاد الوطني,والمرتكزات الأقتصادية,بشكل متعمد,والتدخل الخارجي المباشر بشؤون جهارا نهارا,هذا بالأضافة الى جملة مشاكل كارثية,مثل البطالة,والفقر,والجوع والأمراض التي تعصف بالملايين من فقراء شعبنا.والملاحظ ازاء كل ما جرى منذ الأحتلال ولغاية الآن,هو غياب قوى اليسار الديمقراطي العراقي عن هذا المعترك الصاخب,باستثناء بعض البيانات,والكتابات المستنكرةوالرافضة لهذه الحالة,وهذه لاترتقي الى مستوى مواجهة المشكلة او حلها,بسبب ابتعاد تيار اليسار العراقي في التأثير على مراكز صثع القرار,ما عدا بعض اطرافه,مثل الحزب الشيوعي العراقي,وهو ايضا في حالة لايحسد عليها.ان قوى اليسار الديمقراطي العراقي,هي القوى المناضلة الفعلية من اجل تقدم العراق وتطوره,واستقلاله واسترجاع سيادته ,وهي المعروفة بأخلاصها للوطن,والمشهود بوطنيتها تاريخيا,والمعروف عنها دفاعها عن مصالح الفقراء والكادحين من ابناء شعبنا.لقد عانى اليسار الديمقراطي العراقي الأمرين على يد النظام الدكتاتوري البائد,سجنا وتقتيلا وتشريدا,مما اضطره للجوء الى العمل السري,ما ادى به في النهاية الى العزلة ولو بشكل مؤقت,كذلك عانى هذا التيار من محاولات التهميش والأبعاد ,وبالأخص من قبل القوى الدينية والمذهبية ايام معارضة النظام السابق والان تعمد القوى الطائفية المتنفذة,الى محاولات جادة,ليس الى تهميشه فقط,بل ولعزله وتحجيم قدراته,ومن ثم الغاء دوره في الحياة السياسة العراقية الراهنة.لقد ان الاوان لتيار اليسار الديمقراطي العراقي للنهوض من جديد,وكسرطوق الجمود والعزلة,والخروج الى دائرة الضوء,واعلان حضوره واثبات وجوده,كما وان الفرصة سانحة,وظروف البلاد تستدعي بالحاح تكاتف قواه الفاعلة,وضرورة الأتفاق على برنامج عمل, او مشروع يساري,لأنقاذ الوطن وتخليصه من براثن الأحتلال والطائفية والأرهاب,ان هذه المهمه ليست بهذه السهولة,وبألتأكيد هناك الكثير من العوائق والصعوبات تقف امام تحقيق هذا الهدف النبيل,ولكن بالمقابل فأن أي جهد يصب بأتجاه التنسيق والنشاط المشترك,والأتفاق على برنامج عمل يوحد كل جهود قوى اليسار ,بألتأكيد سيختصرالطريق لأنقاذ شعبنا من الكارثة التي تحيق به,كما وستضيق مساحات التحرك للقوى الطائفية,اذن لابد من المباشرة بالعمل الجاد,لتوحيد عمل قوى اليسار العراقي المشتت,من خلال توسيع الممارسة الديمقراطية داخل قوى اليسار,والاصغاء الى الرأي الاخر,واعتماد اسلوب الحوار البناء والهادف لجعل تيار اليسار قوة فاعلة في الحياة السياسية العراقية وليس قوة هامشية,واليسار العراقي بامس الحاجة لبناء الديمقراطية الحقة,والعمل على تحقيقها,وجعلها البديل عن الديمقراطية الطائفية,ان الديمقراطية التي ينشدها اليسار العراقي,هي حاجة ماسة وقيمة لاتقدر بثمن اذا ما احسن ادارتها,وفي الوقت الذي يعمل فيه اليسار على اقامة الديمقراطية الحقة,فيجب قبل كل شيء ان تكون هذه الديمقراطية هي الية العمل داخل صفوف,وتنظيمات اليسار وقواه واحزابه المتعددة.يتوفر شعبنا العراقي على طاقات وامكانيات وطنية وتقدمية,لاحدود لها,متمثلة بقوى منظمات المجتمع المدني,والاتحادات والنقابات المختلفة,والتي تمثل مختلف شرائح المجتمع العراقي,وهذه المنظمات المختلفة يجري تغليفها بالصبغة الطائفية,ويجري العمل على شل حركتها واضعافها وتهميشها,من قبل التيار الطائفي,واليسار العراقي مطالب الان ايضا بالعمل الجاد والمخلص بالكشف عن تلك الطاقات واحتوائها وتوجيهها الوجهة الوطنية السليمة للعمل من اجل انقاذ الوطن.ومن اكثر المهمات التي تقع على عاتق قوى اليسار العراقي الحاحا هي- البدء بأعادة النظر بتركيبة القيادات والتنظيمات لقوى اليسار,وتنقية صفوفها,وجعلها ملائمة ومتجاوبة لظروف وتعقيدات الحاضر,ومستعدة لمعارك المستقبل.-رفد قيادات اليسار بالعناصر العمالية ذات الخبرة السياسية والنقابية,-تعزيز حضور اليسار وتكثيف العمل بين المثقفين,والطلبة,والعمال,وتقوية العضوية داخل تنظيمات اليسار كما ونوعا.-الارتفاع بمستوى الاعلام لليسار الديمقراطي,وتحريك الجماهير تجاه تحقيق مطالبها المشروعة,التي عجزت الحكومات السابقة عن تحقيقها.-العمل الجاد والدؤوب داخل منظمات المجتمع المدني ونقابات العمال.-طرح برنامج وطني شامل لتثقيف الجماهير بروح المواطنة العراقية الحقة,وليس مواطنة الطائفة او العشيرة او المذهب,-اعتماد برنامج عمل واقعي,واضح,وممكن التطبيق, يتلاءم مع ظروف وامكانيات المجتمع العراقي,تكون الجماهير الكادحة قاعدة تنفيذه,ويكون الهدف النهائي للبرنامج هو تحقيق مصالح وطموحات هذه الجماهير الكادحة,- زيادة الحركة والنشاط داخل المحيط الأجتماعي الواسع,والانتهاء من حالة الأنغلاق والعزلة عن الجماهير,-الأنفتاح على المكونات الأجتماعية والسياسية المختلفة بما فيها الدينية والقومية,وخصوصا تلك المتنورة منها,لغاية تحشيد اكبر ما يمكن من القوى لصالح تعزيز قوى اليسار العراقي,-هذه وغيرها من المهمات التي تهدف الى تضافر جهود اليسار العراقي,وجعله قوة لها حضورها في الشأن السياسي العراقي,فهل يتحقق هذا الهدف؟ امل ذلك في القريب العاجل.
#شاكر_عامل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟