أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ابوذر ياسر - لماذا يتهم البعض (امريكا) بتدبير الاعمال الارهابيه في العراق؟















المزيد.....

لماذا يتهم البعض (امريكا) بتدبير الاعمال الارهابيه في العراق؟


ابوذر ياسر

الحوار المتمدن-العدد: 918 - 2004 / 8 / 7 - 10:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في البداية اود ان اوضح انني كنت ( ولازلت مقتنعا" بموقفي) من الرافضين لاسقاط نظام صدام حسين عن طريق التدخل العسكري الخارجي ولست متعاطفا مع الامريكان فلقد نشأت في بيئة تكره بشكل تقليدي الامريكان والراسمالية وتحب السوفيت والاشتراكية فكانت امريكا تعني بداهة (الشر) ولقد تأثرت كغيري بهذه البيئه عاطفيا وعندما تبلور وعينا السياسي بدأنا نشعر بكراهية اكبر للامريكان. كيف لا وهم (كنظام وليس كشعب) من ساهم وساعد في حصول انقلاب 8 شباط الاسود وهم من دعم اسرائيل في سياستها التوسعيه ثم تحريض صدام واسناده في الحرب الغبية ضد ايران والتي ازهقت ارواح مئات الالاف من ابناء الشعبين العراقي والايراني ودمرت اقتصاد البلد.
ولاننسى طبعا دور الولايات المتحدة في انقلاب شيلي عام 1973 الذي اطاح بالنظام الديمقراطي هناك وبالرئيس المنتخب سلفادور البندي واغرق تلك البلاد في بحر من الدماء كما انني لايمكن ان انسى الحرب العدوانية الامريكية ضد فيتنام وتدخلاتها في شؤون هذا البلد اوذاك لمصلحة حكامها الديكتاتوريين من امثال لون نول في كمبوديا وسوموزا في نيكاراغوا.
اما دور الولايات المتحدة في انشاء واسناد المنظمات الارهابية في افغانستان في الثمانينات من القرن الماضي وعلى رأسها القاعدة فهو غير قابل للنسيان ونحن نكتوي وشعبنا العراقي بنيران هذا الارهاب الارعن الذي يحصد ارواح العشرات من العراقيين يوميا".
واذا كان العداء للولايات المتحدة يستند الى هذه الخلفيه الراسخه من الحقائق فأن ذلك لايعني بالضرورة تأييد ما يسمى (بالمقاومة العراقية المسلحه) والدعاية المتهافته التي تنطلق من هنا وهناك والتي تحاول تبرير نهج هذه (المقاومه) واتهام الرافضين لها بالعماله للامريكان.
ورغم قناعتنا ان هذه المقاومة هي مزيج من الفكر الديني المتعصب والفكر القومي الشوفيني و هي تنظيميا تضم اربعة مجاميع من اشد الجماعات السياسية عداءا للديمقراطية (جماعة القاعدة ،الصداميون ،انصار الاسلام ،انصار مقتدى) الا اننا لا نريد ان نسلم من البدايه ان هذه (المقاومه) هي المسؤوله عن الاعمال الارهابيه التي تطال العراقيين يوميا" و لا تميز بين المرأه والطفل والشيخ.
واني اذ لا استبعد ضلوع أي طرف محلي او اقليمي او دولي في هذه الاعمال الشريره الا اننا يجب ان نضع في حسباننا ان للاشياء منطقها الخاص الذي لابد له ان يعيننا على التحليل الصائب لاية ظاهره والتوصل للاستنتاج الصحيح بصددها . وفيما يتعلق بموضوع الاعمال الارهابيه في العراق يجب ان نضع الحقائق الآتيه نصب اعييننا:
1- ان تأريخ الصداميين بشكل خاص والبعثيين بشكل عام حافل بالاعمال الاجراميه التي لاتقل بشاعة عن ما يجري الآن في العراق ففي عام 1963 اصدر البعثيون القرار رقم 13 الخاص بأبادة الشيوعيين ( نعم ابادة) في وقت كان الشيوعيون يمثلون اقوى التنظيمات السياسيه في العراق واكثرها شعبية واعقب ذلك حصول مجازر رهيبه ضد كل القوى الوطنيه والديمقراطيه بحجة مكافحة الشيوعيه وارتكب البعثيون جريمة (قطار الموت) الشهيره في تموز عام 1963 حيث تم زج المئات من خيرة الضباط والاطباء والمهندسين والشعراء الشيوعيين والقاسميين والوطنيين ( من بينهم الدكتور والفنان قتيبه الشيخ نوري والشاعر مظفر النواب) في قطار الحمل المتوجه من بغداد الى البصره في رحله طويله وقاسيه كان الهدف منها اهلاك هذه النخبه الطيبه من العراقيين والتي كادت ان تحقق اهدافها لولا فطنة سائق القطار وشهامة اهالي السماوه الذين هرعوا لنجدة السجناء وانقاذ حياتهم .وبعد استيلاء الصداميون على حزب البعث اصبح القتل والاجرام هو السياسة الرسميه لهذا الحزب فبوشر في اليوم الاول لاستلام صدام للسلطه باعدام العشرات من قادة حزب البعث بتهمة الاشتراك في مؤامرة مزموعة مدعومه من لدن حافظ اسد. ثم تلا ذلك التصفيه الجسديه لكل القوى السياسيه العراقيه وشملت التصفيه الاحزاب الدينيه الشيعيه منها والسنيه والحزب الشيوعي العراقي ( الذي كان طرفا" في تحالف سياسي مع البعثيين!) وشمل القمع بقسوة اكبر الحركه الكرديه حيث تم استخدام الاسلحة الكيمياويه وحرق القرى وتهجير المواطنين الكرد .وابتكر النظام اساليب فظيعة في القتل حيث تم اعدام الدكتور راجي التكريتي بدفن جسمه الى المنتصف في حفره واطلاق عدد من الكلاب البوليسيه لالتهام الجزء البارز من جسده. ولم يتورع النظام في اعدام الاطفال والعوائل بالجمله! وعندما شن النظام حملة التهجير ضد العراقيين من اصل ايراني( او هكذا يدعي النظام) تم رمي النساء والشيوخ على الحدود في حين تم اعدام الشباب دون أي تهمه!
2- اما تاريخ تنظيم القاعدة واستخدامها للعنف وقتل الابرياء فهو معروف للقاصي والداني وهي ( أي القاعدة) لا تخجل من الاعتراف بذلك بل انها تحاول تبرير ذلك ايديولوجيا"لكن غير المعروف ان القاعدة استطاعت ان تقيم لها في العراق تنظيمات واسعة جدا" تضم بشكل اساسي عراقيين متعصبين دينيا" ومتضررين من سقوط نظام صدام حسين ومن خلال العزف على الوتر الطائفي .
3- ان الاطراف المستفيده من تدهور الوضع الامني في العراق هي تحديدا" اسرائيل وبعض الدول الاقليميه والقوى المحليه المتضرره من سقوط نظام صدام حسين والتي لازالت تحلم بالعوده للحكم وكذلك المنظمات الاسلاميه المتطرفه التي تريد تصفية حساناتها مع الولايات المتحدة.اما الامريكان فلا يبدوان لهم( من وجهة نظر منطقيه ) اية مصلحة في استمرار حالة التدهور الامني بل على العكس فأن من مصلحة الامريكان نجاح مشروعهم في العراق لكي يكون مثالا" يحتذى في المنطقه.
وتاسيا" على النقاط المشار اليها اعلاه يبدو لنا ان تحميل الصداميين وتنظيم القاعدة مسوؤلية الاعمال الارهابيه في العراق هو امر منطقي ومقنع رغم عدم استبعادنا لضلوع قوى اقليميه (وفي مقدمتها اسرائيل) في اسناد هذه الاعمال . وتتضح سذاجة الرأي القائل ان العراقيين لايمكن ان يقوموا بمثل هذه الاعمال فلقد قام الصداميون بما هو ابشع واكثر عنفا" وهم في وضع مستريح فكيف وقد خسروا كل امتيازاتهم وتلاحقهم لعنة الناس وغضبهم ويبدو لنا ان محاولات البعض اتهام الامريكان بالضلوع في هذه الاعمال (رغم انهم لايتورعون القيام بمثلها اذا اقتضت مصالحم ذلك) هي محاوله لتبرئة الصداميين وانصار القاعدة من المسوؤليه.



#ابوذر_ياسر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ابوذر ياسر - لماذا يتهم البعض (امريكا) بتدبير الاعمال الارهابيه في العراق؟