أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جمشيد ابراهيم - معاني الكلمات














المزيد.....

معاني الكلمات


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 24 - 19:23
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


كيف يمكن لكلمة او مجموعة من الاصوات تتبع بعضها في ترتيب معين او رموز او حروف مكتوبة على الورق ان تحمل معنى؟ طبعا توجد بعض الكلمات التي تدل اصواتها على معناها مثل (غرغرة) اي هناك علاقة بين المشير و المشار اليه و لكن معظم كلمات اللغة ذات طبيعة اخرى.

هناك كلمات هي اسماء لاشياء او اشخاص, كلمات تدل على الكمية و النوعية و الحجم و الشكل والعلاقة بين الكلمات , كلمات تشير الى الزمان و المكان و العدد والجنس , كلمات تشير الى الاتجهات , كلمات للسؤال و النفي اي ان للكلمات دور مساهم في تكوين المعنى. هناك كلمات لتعريف معاني الكلمات فمثلا (البرتقال) فاكهة من عائلة الحمضيات و لكن التعريف ليس اساس معاني الكلمات و الا لقمنا بالدوران باستمرار في نفس الحلقة. يجب التوصل الى كلمات لها معاني مباشرة لاتحتاج الى تعريف.
فمثلا لو قلنا (برتقال) لفكرنا في شجرة الحمضيات لها اوراق خاصة و ثمرها يأكل كفاكهة او يستعمل في صنع المربى و الاكل , تأكل في الشتاء اي ان لحظة سماع كلمة (برتقال) يفتح لنا خبرتنا تأريخ هذه الفاكهة في الماضي و الحاضر في جميع انحاء العالم من ضمنها معرفتنا ان هذا الاسم تحريف لكلمة برتغال تجار البرتقال في الماضي.

كيف تستطيع كلمة واحدة تتكون من ستة احرف امتلاك هذا البعد الشاسع العالمي؟ بالطبع ليست هناك علاقة مع اصوات هذه الكلمة و ليست لها علاقة بكمية البرتقال التي تأكله او الموجودة في البيت. لهذه الكلمة معنى عام تشترك فيها كل الناس في جميع انحاء العالم اي علاقة غير مباشرة تستند على فكرة او مبدأ تتيح لنا الدخول الى عالم هذه الفاكهة. هل توجد هذه الفكرة في ذهننا بغض النظر عن جنسياتنا و ثقافاتنا رغم وجود كلمات مختلفة في لغاتنا تشير الى نفس الفكرة؟ و لكن ماذا يوجد في ذهننا؟ ماهي الصورة؟ هل هي صورة شكل ام طعم ام رائحة خاصة؟

السر في المعنى هوانه لا يمكن تعين مكانه في موقع خاص - لا في الدنيا اي خارج وعينا و لا في داخل الوعي و لا في الفكرة. يسرح التعبير في مكان ما بين الوعي و الفاكهة رغم ذلك نحن قادرون على استعمال اللغة للتعبير عن افكار معقدة عبر مسافات شاسعة في الزمان و المكان. و لكن ابعاد الافكار في اللغة هي عادة ضيقة: فلو قلت (اعطني القلم) ليس هناك بعد عالمي للقلم في هذه الجملة. تستعمل الكلمات بين البشر كوسيلة او آلة. اذا قرأت على لوحة او لافتة كلمة (قف) او رأيت اشارة اوعلامة تدل على الوقوف اليست اللغة فيها عبارةعن نظام من العلامات او الاشارات و رد الفعل مثلما تعلمنا كلمة (ماما) او(بابا) او (نعم) او (لاء) للايفاء بغرض معين فقط ام تمتد المعاني ابعادها العالمية لتعريف العالم حولنا بصورة عامة؟

المهم في اللغة هي انها ظاهرة اجتماعية لا تخلق لايفاء اغراض فردية او شخصية فالطفل يتعلم اللغة للانظمام الى نظام معين عاشت بلايين الناس في ظله منذ قديم الزمان واستعملت نفس الكلمات للتفاهم مع البعض. عندما استعمل كلمة (لبن) فاستعملها لعلمي بانها تستعمل من قبل جميع الناطقين بالعربية و لكن حل المشكلة ليس بهذه السهولة. كيف تستعير كلمة (لبن) معناها العالمي في اللغات الاخرى وتتطور الى معنى يقع في مكان ما بين جميع لغات العالم؟ مشكلة اللغة مع العالم تبقى نفسها. ان الكلمات لا تحتوي على المعني الفعلي الذي يكون فقط جزء بسيط من المعنى الاجمالي فحسب بينما جميع استعالاتها الصحيحة و الخاطئة. نحن كائنات صغيرة بسيطة و لكن كلماتنا باصواتها و رموزها و حروفها تغطي العالم الكبيرحولنا و كثير من الظواهر فيها من ضمنها تلك التي ليست لها وجود او مقابل (هناك كلمة الله للتعبير عن خالق لم نراه في حياتنا).

و اخيرا ان المعنى لا يتكون في المفردات و الجمل و انما في السياق و النص بسبب الغموض و الملابسة فاذا قلت: (الشمس حارة) فاني لااعرف ماذا تعني. هل تعني: الشمس كجرم سماوي ام تريد ان تنصحني على استعمال شمسية لوقاية بشرتي او تريد ان تقول لا تخرج الان. ولكن هذه هي طبيعة اللغة تتعدد المعاني في الغموض لتجعلها اقوى اختراع بشري ليومنا هذا نستقي من عينها جميع علومنا و هويتنا كبشر.



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دائرة الوعي البشري 2
- دائرة الوعي البشري
- راود و بغى
- سقوط نجم سماء كردستان 2
- سقوط نجم سماء كردستان
- القرار و الحكم في المنطق
- في ظل الجاسوسية 1
- الوحدة العربية اللغوية
- تأريخ الغذاء الانساني 2
- البداية و النهاية 5
- تأريخ الغذاء الانساني
- لاتصلنا الا الخ...؟
- سقوط طفل
- البداية و النهاية 4
- في الضحك و البكاء
- في السكوت و الكلام
- الرجل من المرأة
- حبر على ورق
- جنون المسلمات
- البداية و النهاية 3


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جمشيد ابراهيم - معاني الكلمات