|
إلى المجلس العلمي المغربي: إذا اليوم التنصير فربما غدا نقل لجنة القدس
بوجمع خرج
الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 24 - 16:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
العلماء سيتصدون بحزم لكل من يحاول اغتيال إيمان الأطفال". هكذا تكلم السيد الكاتب العام للمجلس العلمي محذرا من "التبشير المتستر". وقال أيضا في كلمة خلال افتتاح الدورة العادية العاشرة للمجلس، "إن المبشرين يتسترون وراء هذه الأشكال (يقصد بها الخيرية والتعليم...) ليصلوا إلى أهدافهم مستغلين ضعف معرفة الأطفال بدينهم وعقيدتهم" مؤكدا أن هذا العمل يعتبر "قضية سرقة واختطاف وخداع". إذا كان لنا أن لا نجتمع على ظلال فنحن نعتقد أن ديننا الإسلامي أرقى من أن يواجه مثل هذه الأمور بالتهديد وبالتسويف وبمحاصرة أبنائنا عقائديا... نحن نقول على انه لدينا في تجربة الشعوب التي تحب أبنائها بالعقل والحقوقية واتلديمقراطي الطاهرة النظيفة كما هي أحد أهم صفات الإيمان إنتاجا طفوليا ما يغنينا عن مسئولين تحركهم العاطفة في ردود أفعال منها التهديد والطرد والفتوى... فبدل إصدار العنف علينا أن نقوي المناعة عند أبنائنا بالعمل والإنتاج ولنا في منتوجات الأطفال اليابانية (بوكيمون ) والمنتوجات الصينية (الألعاب) وشعوبا أخرى ستظهر من أمريكا اللاتينية ومن آسيا الجنوبية ... ما يليق لأن نقف عند ما عرف به أجدادنا ألا وهو الإنتاج الذكي والمفيد لشعوب العالم حتى نكون لهم من قبيل المثالية دينيا. ولعل أبسط صور ميوعة التداين عندنا هي أننا نسمع يوميا ظاهرة آذان كأنها نهيق الحمير أو نباح الكلاب تؤدى من طرف عدد كبير من المؤذنين بأبواق تكنولوجيا مزعجة بسبب ما تصدره من ضجيج مشوش على الصوت الذي هو بدوره غير مرتل ولا يليق بكلمات طيبة كالله أكبر والشهادة ومحمد... أيضا نحن نلاحظ نمطية التمظهر من مغربيتها إلى أفغانيتها وطبعا لست ضدها ما دامت تستجيب لقيم شريفة ونبيلة ولكني أقصدها من حيث صارت كاريكاتورية بشرية تتمشى في الشارع تمثل ديننا في الأمية الفنية وفي البداوة التقليدانية بل وحتى المساجد تبدو كأنها متاحف لبشر من الصناعة التقليدية.في الحين أن أطفالنا يفتحون أعينهم يوميا على جمالية الغربي في أناقته الكلية لباسا وهيئة وكلاما و وسائلا وعلما وتكنولوجية وفنونا وإنتاجا ... وعلى الخصوص إنسانية. أليس من العار أن لا يجد المغربي رأفة من مؤسسات وطنه؟ فكيف تريدونه منعشا غيرة على من يحمل التداين الإسلامي تمظهرا وفي الأفعال المؤسساتية والإدارية نحن اعلم بما تهمش به المواطنين والتآمر على حقوقهم من الثروة ومن الشغل ومن تكافئ الفرص ومن إعطاء المكان لصاحبه المناسب كفائاتيا وليس تجاوزا لحدزد الله والدستور...؟؟؟؟ إن أزمتنا أكبر من أن تحاصر بما يزيدها عبثا. فالمملكة المغربية معروفة بتفتحها وليس بتزمة الفاشلين في التداين. إننا أرقى من أن نخشى على ديننا غير أنفسنا الحكاماتية لان الإسلام أشمل وأكثر وسطية وأكثر مرونة وأكثر جمالية وفنية لأن الله جميل. ولكن للأسف أننا أصبحنا أشباه مسلمين أي موميائيات تمشي في الشارع وتدخل المساجد. نفشت فينا السلوكيات المتناقضة و روح الإسلام تحت ضغط الإقصاء والتهميش المؤسساتي...فلماذا البكاء الآن؟ لماذا هذا التعصب؟ نحن قلقنا حتى عند سماعنا التركيين يفكرون في الصلاة بلغتهم. لست أدري ما العيب في أن يعانق التركي الصلاة بما يليق بتسهيله على فهمه كأن يصلي بالتركية علما أنه الدين سيرشده إلى اللغة العربية بحكم أنها كلام الله غدا. فإن استطاع ترجمة ما يمكن فما العيب في ذلك في ضل تراجع الإنسان العربي الذي في الحقيقة يليق به قصيدة نزار قباني "متى يعلنون موت العرب." "المهم هو أن الرسالة بلغت ولا عيب باللغة المناسبة للناس. هذا الأمر نعاني منه حتى عربيا-عربيا بل مغربيا-مغربيا وكمثال أذكر ما يجري بوادنون الصحراء بحيث جاءنا مندوب الوزارة المعنية ليفرض علينا قراءة قرآنية ليست لآذاننا ولا تلاءم لغتنا الحسانية ولا تلاءم مسامعنا الصحراوية وكل هذا بحق يراد به باطل تحت ذريعة تسايسية في المغربة. إن هذه جريمة في المغربة وجريمة في التداين لأن المذهب المالكي هو من الصحراء ولأن الأنبياء من الصحراء. فنحن لسنا في حاجة لأن نسلم على يد أحد أو نتعلم الدين من عند أحد. فأما ما كان يفترض فهو احترام الطريقة الحسانية لأن المغرب فسيفساء من الثقافات وفي ذلك قوته وغنائه لكن حينما تسلم الأمور لغير أناسها فطبيعي أن يستنزف الدين وأن يختطف أبنائنا أمامنا كما هو الحال قبل المسيحية بدليل أن في مدينة كلميم على صغرها تجد فيها عشرات الماسونيين من الشباب ويتزايدون. ولعل المصيبة هو انه شباب طيب وذكي فكيف لي كجمعوي وكمثقف وكفنان وكمفكر وكسياسي وكباحث أن أعيد إدماجهم في ثوبهم الإسلامي وقد تراجعت جودته وبهثت ألوانه ومزق نسيجه وتآكلت حياكته في ظل عقم الفكر الديني والتدبير الحكامي والإدماج المجتمعي بالمغرب بسبب تمركز ذاتي لوصوليين وتسلقيين في كل المجالات جلسوا على كراسي المسؤولية كما لو أنها إماراتهم يجتهدون ليل نهار في إبعاد من هم قادرين على رفع التحدي وجعل المملكة المغربية سويسرا أخرى في قدسية التداين... فلا تعتقدوا أنكم بعاطفية مندفعة و ردود الأفعال ستحمون الأطفال من الانجراف العقائدي.إن في القرآن وصفات حميدة يجدها أطفالنا عند المسيحي ولا يجدونها عند المسلم فقط لأن المسلم لم يعد سوى شكل مسلم في وثنية المذاهب بما أنه يتقاتل مع أخيه المسلم فقط لأنه يختلف عنه مذهبيا والله واحد. إن المسألة في حاجة إلى تشكيل هيئة وطنية لتدارس كيفية رد الاعتبار للعقائدي الذي فشلت فيه أحزاب وجماعات ووزارة بكاملها مع كامل الاحترام والتقدير. ويبقى السؤال الأكبر كيف ونحن في هذه الحالة الاندفاعية التي نرتجل فيها ردود الأفعال سنتحمل الأمانة ونرد الاعتبار للقدس كنقطة ارتكاز العقائدية في كونيتها. وعلى ذكر هذه إذا استمر الوضع هكذا فتوقعوا يوما ما يطالب غيرنا بنقل لجنة القدس إلى غير المجال العربي والإسلامي.
#بوجمع_خرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن الكفايات بالمغرب: بين السياسي و التعليمي أزمة أم *مأزمة(1
...
-
نداء الإصلاح التعليمي موجه للمجلس الأعلى للتعليم
-
تحرير الرياضيات من الاستغبائية التقناوية
-
مصوغة تكوين المدرسين وسذاجة التصور
-
الصحراء من وادنون: ليثها ثورة أرفع بها راية حكم تحرري جديد
-
للإدماجية: التعليم العالي في الماقبل مدرسي...
-
لأجلك يا قدس:هل أعود لجاهليتي؟
-
القدس دوما في عربية الأمانة المعروضة
-
إلى السيد وزير التعليم و...أزمة التعليم بالمغرب: التشكيل يعي
...
-
لجمالية المتمدنين شكرا جميلا بأكثر من ألوان الطيف
-
عن طبيعة النشأة وداروينية التطور -التقدمية كتفكير مستقبلي في
...
-
التقدمية كتفكير مستقبلي في الحاضر المستدام(الحلقة 2):التقدمي
...
-
التقدمية كتفكير مستقبلي في الحاضر المستدام
-
عن الصحراء: لا قيمة للظهائر الملكية
-
الحل الفلسطيني في تضاد الأطراف
-
قراءة في بيداغوجيا الإدماج بالمغرب:نها أشبه بحكاية أشيل الذي
...
-
رسالتين مفتوحتين إلى ملك المغرب ورئيس جبهة البوليزاريو
-
المأسسة بالمغرب:هل سذاجة اقتصاداوية أوحكاماتية؟
-
عن الصحراء:كفى من التلاعب بثقة الشعب المغربي وعرقلة الاتحاد
...
-
عن تفاعلات الأحداث بالصحراء:
المزيد.....
-
قائد الثورة الاسلامية يوافق على عفو و تخفيف عقوبة اكثر من 3
...
-
قائد الثورة الاسلامية يوافق على عفو وتخفيف عقوبة أكثر من 3 آ
...
-
الإخوان في سوريا.. بين محاولات التسلل وحتمية الإقصاء
-
عراقجي: موقف ايران واضح من السلاح النووي وفتوى القائد حسمت ا
...
-
قائد الثورة الاسلامية يعين الشيخ نعيم قاسم ممثلا لسماحته في
...
-
وفاة الزعيم الروحي لطائفة الإسماعيليين النزاريين حول العالم
...
-
مليارديرة يهودية تكشف تفاصيل ضغوط ترامب على نتنياهو
-
عراقجي: الجمهورية الاسلامية اوفت بدورها في دعم المقاومة
-
كيف يُعاد تشكيل صورة الإسلام في أوروبا؟
-
-دجال فاشل-.. خبير مصري يرد على حاخام يهودي متشدد
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|