|
جريمة البخاري على حرائر الباري
ذياب مهدي محسن
الحوار المتمدن-العدد: 917 - 2004 / 8 / 6 - 11:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المقدمة من يبحث في الأحاديث المتعلقة بالمرأة من ( صحيح بخاري ) وغيره بعمق وحياد يجد أن المرأة لا تتساوى مع الرجل وأنها في النسق الثاني دوماً ولا يمكنها أن تكون صفوة وذلك بالرغم من كل أساليب التلميع والتخريجات والتبريرات التي يتبناها السادة العلماء والمشايخ. والحقيقة التي يتوجب عليَّ ذكرها وبكل جرأة هنا إن دعاة المسلمين على اختلاف مستوياتهم قد نجحوا بزرع عقدة النقص والدونية في المرأة المسلمة لدرجة أنها أصبحت تدخل في بنيتها الجينية وأقنعوها بأن تلك العقدة المرضية هي ميزة تتمتع بها الأنثى المسلمة دون غيرها من نساء الأرض وجعلوا المرأة المسلمة منظَّرة في الاحتقار الذاتي والدونية بملىء أرادتها وكامل وعيها وتصميمها حتى أنك تجد المعلمة والمهندسة والطبيبة وعالمة الذرة والفنانة تقرّ بأن الرجل أفضل منها وأن له القوامة عليها وأن كان يفتقر إلى الحد الأدنى من العلم والثقافة. وكلمة أخيرة للمرأة التي أحبها من كل قلبي أحبها لأنها أمي وأختي وزوجتي وابنتي وصديقتي وحبيبتي وزميلتي ورفيقتي ودنيتي كلها عليك أن تطالبي بحقك الذي وهبك الله إياه وأغتصبه منك أصحاب التفكير الذكوري الممثل برجال الدين وأتباعهم الكثير عليك أن تعملي وتتعبي وتجتهدي للحصول على ذلك وأعلمي أن صاحب الحق هو الأولى بتحصيل حقه وتذكري أن الأم التي تعشق رضيعها وتدفع حياتها للحفاظ عليه قد تسهو عنه وتنساه إذا لم يشعرها بحاجته للعناية به وأرضاعه عبر بكائه وصراخه. والآن سوف أستعرض أحاديث وهي غيضٌ من فيض تؤكد أن المرأة مسلوبة الحقوق ومهمشة ومستبعدة في معضم الأحيان عن القضايا الأساسية والأمور الهامة . متن الحديث (1) عن أبي هريرة قال : قال النبي {ص} {{إذا بَاتَتِ المرأَةُ مُهاجرةُ فِرَاشَ زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجعَ }}000 (( أخرجه البخاري من 67 كتاب النكاح 85 باب إذا باتت الزوجة مهاجرة فراش زوجها )).
شرح ومناقشة الحديث يبين بوضوحٍ تام أن الملائكة هي عون الزوج على زوجته حيث تقوم بلعنها حتى ترجع إذا لم تلبي دعوته للفراش وقد وردت أحاديث مشابهة بمعاني مختلفة وجميعها تؤكد أن الجنس عند المرأة بهيمي مجرد من العواطف والمشاعر الإنسانية وعليها أن تكون جاهزة دوماً عندما يريدها الزوج وبدون أي تردد أو تذمر وهنا يحق لنا أن نسأل ما حال الزوجة الراغبة في الجماع التي يعرض زوجها عنها !؟؟ ما هو ؟! حكمها ومن سيدعمها ؟! ومن سيلعن زوجها معها ؟! أم أن أنوثتها وعفتها وكمالها وأخلاقها وحيائها ستمنعها من ذلك لتجنب زوجها لعنات الملائكة التي ما عرفناها إلاَّ مسبحة ذاكرة لأسم الله ولا عنة على لسان أبي هريرة !! متن الحديث (2) عن أبي هريرة عن النبي {ص} {{ لا تصومُ المرأة وبعلها شاهدٌ إلا بإذنهِ }} ((أخرجه البخاري في 67كتاب النكاح 84 باب صوم المرأة بأذن زوجها تطوعاً)). الشرح والمناقشة المرأة هنا لا تملك حق عبادة الصوم دون أذن زوجها وبالرغم من عمومية اللفظ (لا تصوم امرأة) دون استثناء لشهر رمضان أو غيره فأن صيام رمضان يبقى استثناء كونه فرضاً في الذكر الحكيم على كل المسلمين والمسلمات . ومع ذلك فأن لا يمكنها أن تجتهد وتزيد في عبادة صيامها إلا بأذن من سيدها (( زوجها )) أما الزوج فلا عذر له ولا حرج يصوم ويفطر متى شاء وأن شاء وكيفما شاء ! مع الإشارة إلى أن المرأة أدنى في ذلك لأنها تحتاج الى تعويض أيام إفطارها وقت حيضها. متن الحديث(3) حديث أبي هريرة أن رسول الله {ص}قال{{المرأة كالضَّلع إن أقمتها كسرتها وأن استمتعت بها استمتعت به وفيها عوجٌ}} (( أخرجه البخاري في 67 كتاب النكاح 79 باب المداراة مع النساء)). الشرح والمناقشة المرأة حسب الحديث أعلاه معوجة لا أمل فيها وعلى الرجل أن يستمتع بها وكأنها قطعة حلوى أو لفافة تبغ أو سيجار فاخر وفيها ذلك العوج ، ولقد جاء في كتب الأثر في شرح الحديث السابق حيث نلاحظ تأكيد السادة العلماء والفقهاء والمشايخ على ذلك العوج وعلى طيش وسذاجة المرأة وفي هذا الحديث ملاطفة النساء والإحسان إليهن والصبر على عِوَج أخلاقهن واحتمال ضعف عقولهن وكراهة طلاقهن بلا سبب و أنه لا يطمع في أستقامتهن. متن الحديث(4) عن أبي هريرة عن النبي{ص} قال (( لولا بنُو إسرائيل لم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخنْ أنثى زوجها ))..(أخرجه البخاري في 60 كتاب الأنبياء 1- باب خلق آدم وذريته). الشرح والمناقشة من الناحية العلمية والعملية يخنز اللحم (أي ينتن) وكذلك المرأة تخون زوجها كحقيقة علمية وموضوعية حسب رأي أبو هريرة فكما أن اللحم ينتن فأن المرأة تخون ومن هي الخائنة للزوج تحديداً ؟! من هي خائنة بيت الزوجية ؟! أليست الزانية !! فما رأيك سيدتي المرأة ؟ وما هو مبرر صلاتك وصيامك وحجابك مادمت خائنة لزوجك دوماً. أكــتفي بهذا البعض مـن الأحاديث ومـن يـريد المزيد فليراجع كتاب الصحيح للبخاري والأقسام التالية كتاب الأنبياء كتاب النكاح كتاب مناقب الأنصار كتاب الحيض كتاب الجهاد كتاب الصلاة كتاب فضائل القرآن كتاب الطلاق وأقسم أن المتمعن في هذه المجاميع من الأحاديث بعقل إسلامي متنور ويحتكم في متن الحديث مع النص القرآني والذي لا يوافقه يرميه عرض الجدار لشطب أو يصل إلى حد الكفر بهكذا كلام ينسب لرسول كريم صاحب رسالة أممية إنسانية لا تفرق بين أحد وأحد وبين أسود وأبيض آلا بالتقوى فكيف من يلغي نصف الدين نصف المجتمع نصف الكون فكيف يلغي من كانت الجنة تحت أقدامها ماذا نقول عنه حسبنا العقلِ والضمير والإنسانية نحتكم. مسك الختام أنني إذ أرى في أبو هريرة بكل حيادية وموضوعية وبعد دراسة سيرته وشخصيته وحياته رجلاً مليئاً بالعقد والأمراض النفسية الناجمة عن مظهره ونشأته وأصوله والتي عبر عنها بهجومه على المرأة أحياناً وعلى بعض الصحابة أحياناً وبوقوفه مع بعض الخلفاء أحياناً أخرى. فأن القرآن قد خالف كل ما جاء عن المرأة في تلك الأحاديث كما يلي : 1. أن آيــة القوامة التي يحتج بها أصحاب الفكر الذكوري مـؤيدو الأحاديث السابقة هــي {{ الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ..النساء … 34}} ، نلاحظ فيها أن الله قال ( بعضهم على بعض ) ولم يقل (بعضهم على بعضهن) (نون النسوة) مما يبين أن التفضيل قائم بين كافة أفراد البشر ذكـــوراً وإناثا وهو يأتي من العمل والعلم والتطور وغيره. والقـوامـة تأتـي مـن الأنفاق المادي ( المال ) ولا عـلاقة لـها بتميز الرجل عن المـرأة فـالـيد العـليا هـي صـاحبة القوامة دائماً وعـندما أعمل بشركة تمتلكها سيدة تصبح صاحبة القوامة عليَّ لأن مصدر دخلي منها. 2. آيــة الشهادة { وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى } البقرة 282 مشروطة بقولهِ تعالى (أن تضل إحداهما) وعليه فإذا لم تضل إحداهما عندئذٍ يكتفي بامرأة واحدة وينتفي الشرط من الآية وهذا هو الحال اليوم فقد كانت المرأة سابقاً بشكل عام ولا تهتم في الأمور المعيشية خارج نطاق بيتها و أسرتها لذلك كانت معرضه للسهو والنسيان والخطأ في تقييم الأمور المادية المتعلقة بالتجارة والصناعة وغيرها وكان الرجال معصومون من هذه المفردات … أما اليوم فهي معلمة ومهندسة وطبيبة وعالمة وقاضية !! وعليه فأنها لن تضل بشهادتها وهنا يطرح السؤال التالي على المرأة المسلمة الملتزمة حصراً : هــل تقبل المرأة أن تتقاضى في عملها المهني مهما كان ( عاملة ــ فنانة ــ أديبة ــ طبيبة محامية.. الخ نصف أجر الرجل ؟! وهل تعتبر ذلك تطبيقاً لسنة الله وسنة الرسول؟! وأذكر هنا أن دية المرأة (( ما يدفع لأهل المقتولة خطأ )) هي نصف دية الرجل. حسب رأي الفقهاء والعلماء والمشايخ الأفاضل ؟ فهل تقبل المرأة بذلك.
أورد أخيراً بعض آياتٍ من الذكر الحكيم تبين مكانة المرأة عند خالقها ومبدعها حيث يقول تعالى { يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور}الشورى(49) ، وكما نجد فالهبة عطاء محبة وتقدير حيث يقال أهبك مالاً أهبك حباً …. ونجد أن الله قدم الإناث على الذكور في هبته لما في الأنثى من خيرٍ وعطاء للأبوين يفوق عطاء الذكور في كثير من الأحيان وأن رأي العامة غير ذلك . وفي قوله تعالى { وليس الذكر كالأنثى}آل عمران(36) نلاحظ أن المستثنى أولاً ( الذكر ) هو الأقل مكانة أو قيمة من الثاني (الأنثى) كما في قوله { وليس الأعمى كالبصير } حيث البصير أفضل من الأعمى . ولابد من الإشارة في نهاية المقال إلى أن ما يسمى بالحجاب الشرعي وهو أهم ما يأسر المرأة المسلمة اليوم ويجعلها بعيدة عن العمل والحياة والمجتمع وممارسة الحقوق وقد يصل إلى حد جعلها حبيسة بيتها بحجة أنها كلها عورة من صوتها إلى أخمص قدمها( لا يوجد أي حديث في صحيح البخاري يصفه أو يتحدث عنه ) علماً أن الحجاب في اللغة هو الساتر ( الحاجز ) وليس غطاء الرأس بأي حالٍ من الأحوال . والحديث الذي روي عن النبي (ص) في ذلك هو : { لا يصلح لامرأة عركت أن يظهر منها إلا هذا وهذا وأشار إلى الوجه وكفيه } أخرجه أبو داود في سنته هو حديث آحاد مرسل رواه خالد بن دريك عن عائشة مع أنه لم يعاصرها ولم يرها قط علماً أن أحاديث الآحاد لا يؤخذ بها في أمور العقيدة والحدود ويعمل بها على سبيل الاستئناس كما أن مفهوم عبارة أشار إلى هذا وهذا في الحديث أعلاه مفهوم ضبابي وغير واضح وأن المرء يتساءل لماذا أشار النبي ولم يقل صراحة ؟! ولكي أمسك الختام أحلم للمرأة المسلمة والعربية أن تعي حاضرها ومستقبلها في صدق مشاعرها في الحياة الرغيدة فالكائن الأنثى تتخلق في الطبيعة وتسفر عن نفسها لهذا فأن نفس الأنثى البشرية سافرة ولأن الطبيعة فصيحة فأنها مقتضبة ومكثفة وكذا الأنوثة التي تتبدد فصاحتها في الثدي الناهد الذي ينغرس في الفضاء وفي الحيز. وأن المرأة هي الخالق وكل خلق هو أنثوي وإذا كانت الأنوثة الخفاء فأن هذا الخفاء يتجلى شعراً والشعر أغنية الغموض المرموز له بالحياة حاضنة الزوال ـ المرأة. وعليها أن تفكر وتعمل بذهنية الإبداع واضعة لمساتها الرقيقة ثابتة للجميع كما أثبتت في العقود الماضية (وأولهم الرجل ) مقدرتها العقلية في إثبات جدارتها والتي أكدت وعلى جميع الميادين والأصعدة أنه أهل للفكر المثمر المعطاء وهكذا هي حواء كانت ولا تزال وتبقى الطبق اللذيذ لا تخلو منه أي مائدة في العالم والذي لولاه لم يكن للحياة طعم أو ذوق أو رائحة .
هــوامش 1. راجع فقه السنة. 2. يراجع أصول الفقه الإسلامي زكريا البري الإسلام عقيدة وشريعة ـ محمد شلتوت. 3. إذا كان البخاري لن يحرم من أجره عند الله لأنه عمل وأجتهد وسعه فأن الإنسان يحق له أن يقبل أو يرفض عمله إذا لم يرَ فيه ما يحقق طموح ورغبات الأمة المشروعة في التطور والتقدم. 4. يراجع كتاب جناية البخاري زكريا أوزون وأنا منه أجني الثمر.
#ذياب_مهدي_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سبعة ايام من عمري لذكرى ميلادك كفاح
-
حبيبتي ثورة وعيد ميلادها14تموز
-
زفرات حب
-
تجيئين....شعلة وجلنار
-
لأننا مخيرين مما هو متاحٌ لنا ....
-
العقل هو الطريق
-
عَوْ
-
تعالوا نصحوا تعالوا للسلام يا عبد المنعم يا بن الفراتين
-
هكذا تتأكد دكتاتورية النص
-
فكرة الثورة واسـتقامة الحكم عند الغزالي
-
بطاقة حب للمرأة
-
من أجل بناء دولة ديموقراطية فدرالية عراق جديد
-
عـبـد الـكـريــم كــل القـلـوب تـهـواك في الذكرى 41 على استش
...
-
الشورى مفهوم شمولي رأسمالي
-
عراق جديد عن الحداثة وإشكاليتها وأفكار أخرى
-
ابو صابر ....والعراق الجديد
-
دكتاتورية النص وديمقراطية التأويل
-
هي قديستي فلا تظلم يا مجلس الحكم
-
هل للعولمة مستقبل في العراق ؟
-
نقاط ثقافية في الجمهورية العراقية الجديدة
المزيد.....
-
المرشد الأعلى لإيران: يجب إعدام نتنياهو
-
تعهد بدعم المجتمع اليهودي.. كوشنر يكشف عن أول تحرك بعد مقتل
...
-
ضربات المقاومة الاسلامية تفشل العدوان.. النصر أقرب
-
مصر.. شيخ الأزهر يعلق على قرار رفع أسماء مئات الأشخاص من قوا
...
-
مجلس الكنائس العالمي يطالب بتحقيق العدالة والسلام في فلسطين
...
-
مصر.. شيخ الأزهر يعلق على قرار رفع أسماء مئات الأشخاص من قوا
...
-
-مسجد فوق معبد-.. مقتل 4 أشخاص في تجدد المواجهات ذات الصبغة
...
-
مجسم للكعبة ورموز إسلامية: هل كانت ضمن فعاليات موسم الرياض ا
...
-
فؤاد حسين: العراق يعمل مع الدول العربية والإسلامية على إيقاف
...
-
إعلام أفغاني: شويغو يعلن عزم روسيا على استبعاد حركة طالبان م
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|