أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ستار عباس - حقوق الانسان بقات حزن تنثر على السكك الحديدية















المزيد.....

حقوق الانسان بقات حزن تنثر على السكك الحديدية


ستار عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 23 - 20:31
المحور: حقوق الانسان
    


تعتبر السكك الحديد من أقدم المنشاة في العراق فقد تم إنشائها في1916من قبل القوات البرطانية ثم انتقلت الى الادارة المدنية البرطانية1920وفي السادس عشر من نيسان 1936الى الادارة العراقية واصبح هذا اليوم عيدا للسكك وكانت اول رحلة الىمدينة سميكة جنوب مدينة سامراء عام1914,وشارك العراقيون في عملية البناء وتحملوا العباءة الأكبر بعد أن كانت القاطرات تعمل بالفحم الحجري والبخار وتحتاج إلى أدارة وجهد استثنائي ,العراقيون أحبو هذا العمل الغريب الحديث العهد عليهم وتعلقوا به, بالمقابل العمل والمشرفين علية وفرو لهم المرتب الشهري والمسكن وضمنوا لهم وللعوائلهم مستقبل يعيشون فيه ببحبوحة, فقد دخلت هذه الإله الغريبة القادمة من الغرب في تفاصيل ومفردات المجتمع العراقي فتغنت بها الشعراء وكتبت علية القصص والحكايات وكان الناس في الصحراء التي يمر بها القطار يخافون منه ويهرعون هم وحيواناتهم عندما يأتي ويفتح صوته الأجش وشكله المخيف ودخانه المتطاير وكان يسمونه الريل ويطلبون منه أن (لايجعر) أي لا يطلق المنبه وبمرو الزمن تعودوا عليه وآخذو يستعملونه للنقل وتعرفوا على المشرفين علية فقد كان اغلبهم من العراقيين الذين تعلموا المهنة من الانكليز والهنود وتدرجوا في استلام بعض انمناصب منهم ,العراقيون اعطو هذه المؤوسسه كل شي فكانوا يحبون عملهم كحبهم للاولادهم ولا يزال البعض يتذكر تلك الأزمان بعذوبة ولم يجد مقارنة بين الحاضر والماضي ,فقد همشت الانظمه الشمولية دور هذه المؤسسة وقللت من الاهتمام بها, فالذي كانوا يحصلون عليه من الأجانب أفضل بكثير مما حصلوا عليه من أبناء جلدتهم ,ولكن خيبة الأمل وما أ فرزة عنه الاجرائات التي مارستها عليهم الانظمه المتعاقبة تجعلهم يترحمون على أيام زمان فقد أقصتهم الأنظمة الشمولية وهمشتهم ولم تنصفهم الديمقراطية, فكثير من القصص المؤلمة التي يندى لها جبين الإنسانية وأغفلت عنها المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان ولازالت,تعاني من الضيم والحيف,فقد كان الأجنبي يشرف على من يكون على أبواب الإحالة على التقاعد ويهتمون به ويؤمنون له ولعائلته العيش بكرامة ويسألونه انكانت له بنت أو ولد يوظفونه بدلا عنة من اجل الحفاظ على مستحقاته وتعويضا وتقديرا لسنين العمر التي قضاها في خدمة المؤسسة ومن اجل إبقائه في المنزل المخصص لعاملين في قطاع السكك الحديدية الذي يعتبره الكثير منهم بمثابة الوطن, اماليوم فيقول فرات الابن الوحيد لسائق القطار الذي وافاه الأجل بمرض عضال قد يكون العمل احد أسباب وفاته,كان أبي سائق قطار وأجدادي سواق قطار منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر اى مع بدايات تشكيل السكك الحديدية وكان جدي والد أبي من ضمن المجموعة الأولى التي افتتحه الجسر الحديدي في بغداد,وتناقلت هذا الحدث جميع وسائل الإعلام في العراق وقي الخارج كونه حدث فريد أن يسير قطارين محملين ببضائع فوق الجسر وكانت في عام1948واثنى جميع المسئولين على جهودهم ومنحوهم مكافئة قدرها خمسة دنانير وشكر من المهندس السويدي المشرف على بناء الجسر,نحن عائلة يعمل جميع إفرادها في السكك الحديد فعمي الكبير استشهد في حادث تصادم قطارين وترك عائلة كبير وانقطعت صلتهم بالسكك بسبب عدم الاهتمام بهم والسؤال عليهم سوى الراتب التقاعدي المتواضع وعمي الأخر يعمل في الشالجية وتم فصله في زمن النظام السابق ولم تمم أعادته ويقولون له أنت مفصول بدون سبب سياسي وخوالي وجدي والد أمي وأقاربنا أكثرهم يعملون في السكك ومنذ زمن بعيد,أما عن أبي فقد منحته السكك منزل صغير (كارفان) فرحنا كثير بهذا المنزل الذي سوف يؤمن لنا حيتنا بعد أن كنا نتوجس خيفة من الأيام القادمة خصوصا وان والدي كان يعرف انه مصاب بمرض عضال قد يفاجئه الموت في أي لحظه.كنت في وقتها صغير لم يتجاوز عمري ثمان سنوات أخبرتني والدتي عن هذه الإحداث, تفاقم المرض واضطرابي الدخول إلى مستشفى اليرموك ووفاه الأجل وكان والدي شاب لم يتجاوز سن الأربعين في عام1994 ,العادات والتقاليد والشريعة حتمت علينا الانتقال إلى مسكن جدي والد أمي فقد كان عليها أن تكمل العدة ثلاثة أشهر لا ترى غير المحرم أي تبقى ملازمه لمنزل جدي,أصدقاء أبي في العمل وقفو موقف جيد بعد وفاته فقدم مايستطيعون تقديمه,أما دائرة السكك الحديد فكان شأ لم يكن,والأكثر من هذا أنهم اعطو الضوء الأخضر إلى احد الموظفات الملتزمة من قبل بعض المسئولين آنذاك أن تستولي على المنزل الصغير الكارفان الكائن في منطقة الداودي مجمع السكك الحديد , وبقيت أنا ووالدتي تضرب بنا الأحداث ذات اليمين وذات الشمال وتألمنا كثيرا وراجعنا المسئولين ولم نجد أذان صاغية فمن دائرة إلى أخرى,وميعت القضية ووضعت في طيات النسيان, الإحداث المؤلمة بدأت تتواتر وكأني ولدت لها أو لائجلها فوالدتي هي الأخرى أصيبت بمرض عضال بسبب الكتمان والضغط النفسي والخوف من غدا المجهول وما سوف يحمل لنا القدر من مفاجئات واستشهد خالي سائق القطار نتيجة الإحداث الإرهابية التي عصفت في البلاد في عام 2006 وترك سبعة أيتام وقبله توفي جدي وجدتي اللذان كنى نعيش في كنفهم ,فقد أصبحنا عاجزين أن نوفر سعر الادويه الخاصة لمعالجة هذا المرض ولا مورد لنا سوى الراتب التقاعدي المتواضع الذي نتقاضاه كل شهرين ولا يكفي لسد رمق العيش هذه الأسباب انعكست على المستوى الدراسي لي وللأبناء خالي فقد اضطرت إلى ترك الدراسة أو عدم التفرغ لها والبحث عن العمل للأوفر جزء من مصاريف العلاج , ,حدثني أصدقاء أبي بعد ان كبرت وحاولت المطالبة بحقنا الضائع عسى أن أجد من ينصفنا من النظام الديمقراطي الجديد بعد أن ظالمنا وهمشتنا و أقصتنا الانظمه السابقة فقالو لي انتم واحدة من ألاف القضايا التي أكل عليها الدهر وشرب ,فحمد الله أنكم وجدتم من يعيلكم, غيركم ذهب في أدراج الرياح أما عن التعين فقالو هذا آمر أصبح من ضروب المستحيل,أناشد الضمير الحي في العراق والعالم وأناشد منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني وكل الشرفاء أن ينظروا إلى هذه العوائل التي ذهبت نتيجة الظلم والاقصاء والسياسات الخاطئة ,فهل يجوز أن يكون الأجنبي منصف وابن البلد ظالم ,نأخذ معانات هؤلاء الأيتام وأمهاتهم الأرمل ونضعها في قوائم الأرامل والأيتام مع أبناء العراق ممن ظلمهم الإنسان وسرق حقوقهم ولم ينصفهم من المسئولين الأولين ومن تبعهم,نأخذها بقات زهور حزينة نثرها على أطراف السكك الحديدية لتكون شاهد أمام التاريخ أو عسى أن تجد من يرويها ويعيد البسمة إلى شفاه هذه الشريحة الكبيرة التي لم ينصفها المجتمع. ويعوضها عن جزء من حقوقها.



#ستار_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كردستان العراق تاريخ وحضاره
- الديمقراطية الشرق أوسطية وطرق معالجة الفساد الإداري والمالي
- لماذا انتهج العراق سياسة أستثمار النفط والغاز
- نقابات العمال في العراق حضور متواضع في عيد العمال العالمي
- حقوق الإنسان العراقي في الصحافة العراقية
- دور المرأة العراقية في الانتخابات البرلمانية
- المثقف والهوية الضائعة
- وفاة فيصل الأول ملك العراق والشكوك التي رافقتها
- مفوضية الانتخابات جهود كبيرة ضيعتها الإعلانات الجزئية


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ستار عباس - حقوق الانسان بقات حزن تنثر على السكك الحديدية