أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - العراق والسرقة الأدبية... !














المزيد.....

العراق والسرقة الأدبية... !


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3012 - 2010 / 5 / 22 - 23:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكد لي صديق عزيز وهو حزين لم يعد شيئاً في العراق لم يسرق, حتى الكتب بدأت تسرق وتطبع دون علم المؤلف أو الدار التي تعاقدت على نشره. فكل شيء مباح في العراق في ما يمكن تسميته فوضى الحرية أو حرية الفوضى.
نحن أمام مجتمع عانى من هيمنة واستبداد الدكتاتورية ما يزيد على أربعة عقود, وبالتالي ضاعت الكثير من القيم والمعايير في خضم غرها وقمع وبؤس وفاقة المجتمع. وهناك سعي من أجل تغيير هذه الحالة وسوف تستغرق وقتاً ليس بالقصير لكي تستقر معايير وقيم حضارية جديدة تستجيب لطموحات وإرادة وحقوق الإنسان ويفترض وضع العراق على السكة الصحيحة فيندفع إلى الأمام ويتخلص من اثار الماضي المرير.
عاش العراق سنوات عديدة حيث كان الإنسان يقتل على الهوية الدينية والمذهبية أو الفكرية والسياسية , أو من أجل الاستيلاء على ما في جيبه من نقود, أو من أجل الثأر والانتقام الشخصي دون الذهاب إلى القضاء, أو بتكليف من جهة أو الاختطاف والتغييب أو السطو على البيوت وسرقة ساكني الدار وربما قتلهم من الوريد إلى الوريد, كما حصل مع بعض أفراد عائلتي وعائلات عراقية كثيرة لا تزال يلفها الحزن والأسى على موت أحبتهم.
كلفني صديق في بغداد أن أرسل كتاباً لصديق طُبع في بغداد دون علم وأذن المؤلف الصديق. والكتاب لا يحمل اسم دار للطباعة أو دار نشر ولا مكان وسنة النشر. والكتاب وضع له عنوان من عنديات "حرامي بغداد" الذي قام بتنزيل المقالات التي نشرت تباعاً في مؤسسة إيلاف الإلكترونية والتي تتحدث عن ذكريات الصديق العزيز والكاتب المبدع والمتخصص باللغة العربية وآدابها والمحقق للكثير من كتب العرب الأولين الأستاذ الدكتور شموئيل موريه (سامي المعلم).
كتب لي الصديق شموئيل موريه يحتج على طبع مقالاته في كتاب دون علمه وبأخطاء فادحة وطباعة غير جيدة. كتبت له أواسيه وأبين له بأني قد نقلت له الكتاب من بغداد, وناقل الكتاب المسروق لصاحبه ليس بسارق الكتاب أو مسؤول عن سرقته. وطيبت خاطره بالكتابة له بأن كتبي التي وصلت نسخ قليلة منها إلى العراق طبعت دون علمي أو إعلامي بصدورها, وهكذا جرى التعامل مع الكاتب الروائي والشاعر المميز الصديق الدكتور فاضل العزاوي والصديق الدكتور رشيد الخيون وغيرهما من الكتاب. كان هذا يجري ضمن الفترة التي هيمن فيها صدام حسين على العراق ومنعت كتبنا بل كان يحكم من يعثر في بيته على أحد كتب ما يقرب من 1000 كاتب وكاتبة عراقية وعربية وأجنبية. وكان طبع كتبنا بهذه الطريقة مقبولاً, ولكن لم يعد هذا الأمر مقبولاً الآن لأن إمكانيات طبع ونشر ووصول الكتب إلى السوق العراقي لم يعد صعباً أو ممنوعاً.
وكتبت له: أخي الفاضل كل شيء غير محرم في العراق الراهن, كل شيء حلال بما فيها سرقة الكتب, دع عنك سرقة الناس والأموال ودور السكن والمقابر وما إلى ذلك, فلا تحزن على كتابك المسروق مع سبق الإصرار. المحرم في العراق هو أن تكون لك حريتك في اختيار مسيرتك وما تمارسه, يحاول البعض منع ما لا يمكن منعه, ومنها المشروبات الكحولية, رغم أن من يحاول أن يمنع يعرف مقولة العراقيين الشهيرة على مدى قرون: "ما دام بالنخل تمر .. ما جوز من شرب الخمر". أما ابن خلدون في مقدمته فقد ذكر ما مضمونه: "أن العراقيين كانوا أذكياء فأطلقوا على المشروب الكحولي اسم "العرق" بدلاً من "الخمر" لأن العرق لم يذكر في القرآن ولم يحّرم.
المحرم في البصرة الجميلة وفي بعض مناطق العراق المشروبات الروحية ونزع العباءة التي كافح من أجل نزعها العراقيات والعراقيون منذ أوائل العشرينات من القرن الماضي, وها نحن في العشرية الأولى من القرن الحادي والعشرين والعراقيات يجبرن على ارتداء أشكال من الأغطية السوداء التي تحجب الشمس والحرية وجمال الحياة عن عيون المرأة وتسلبها إرادتها وكرامتها وتمنعها من رؤية الناس مباشرة, علماً بأن كلا الجنسين يولدان عراة وليس بينهما من يرتدي العباءة أو الجادور أو القناع أو الپوشية حين ولادته. متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً.
لا تغضب عزيزي سامي المعلم فسارق مقالاتك يبقى أفضل بما لا يقاس من ذلك المجرم الذي يختطف الإنسان ويقتله أو يفجر نسفه ليقتل عشرات ومئات من الناس أو من يستعبد المرأة !



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى العاشرة لوفاة عامر عبد الله / عامر عبد الله الكاتب ...
- مات صديقنا العزيز أبو عشتار ... مات عبد الرحمن الجابري..
- أصوات الشهداء تتصاعد من مقابرنا الجماعية, فهل نحن صاغون لها؟
- جريمتان ترتكبان في العراق , فما هما؟
- هل ناضلنا حقاً من أجل هذا الواقع التعليمي المزري في العراق؟
- اتساع الفجوة الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء في العالم الرأ ...
- الخواء والاغتراب هي من أبرز سمات الخطاب السياسي للمؤتمر القو ...
- هل يمكن مواجهة وجود الطائفية السياسية بشعار -الدين لله والوط ...
- خلوة مع النفس : صراع الأجيال وتجلياته الإيجابية والسلبية !
- هل يمكن بناء الديمقراطية في العراق ؟
- هستيريا الصراع على السلطة في العراق ... إلى أين؟
- رسالة إلى رابطة الأنصار الشيوعيين فرع ألمانيا
- هل سيبقى الهم العراقي خلف ظهور الفائزين بالانتخابات؟
- أيها الناس احذروا ثم احذروا ثم أحذروا .. فميليشيات جيش المهد ...
- الفاشيون المجرمون يوغلون بدماء الشعب العراقي...!
- هل من جديد في تجربة القوى الديمقراطية – العلمانية في العراق؟
- رسالة شكر وتقدير واعتزاز
- قراءة حزينة في كتاب -شاهد عيان: ذكريات الحياة في عراق صدام ح ...
- المرأة والكتابة والنشر في موقع الحوار المتمدن
- هل من علاقة بين نتائج الانتخابات والإرهاب الدموي في العراق؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - العراق والسرقة الأدبية... !