الأزمة المقبلة ؟

سحر بعاصيري

الحوار المتمدن-العدد: 917 - 2004 / 8 / 6 - 09:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

عناصر كثيرة تتجمع لتوحي بان ايران ستكون عنوان ازمة جديدة في المنطقة مدخلها الملف النووي.

المناخ العام مناخ تحد. ففي الوقائع اعتبرت ايران ان اتفاق طهران الذي وقعته مع فرنسا والمانيا وبريطانيا اواخر العام الماضي وأتاح تفتيشاً دولياً لمنشآتها النووية انتهت صلاحيته وكسرت الاقفال التي وضعها المفتشون على أجهزة الطرد المركزي لتخصيب الاورانيوم ثم اعلنت اعادة تشغيل هذه الاجهزة. ولا يخفف وقع ما فعلت ان لها تفسيرها لانهيار اتفاق طهران وانها تريد الطاقة النووية لاغراض سلمية وليس لامتلاك قدرات عسكرية. فهي في نظر الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي نظر أميركا واوروبا واسرائيل، على اختلاف المنطلقات واساليب التعامل مع الملف، تتحدى او تخادع. والظاهر ان ايران تتحدى. فعلى رغم التحذيرات الاميركية من نقل القضية الى مجلس الامن والتهديدات الاسرائيلية لها، تمضي ايران في تحذير اسرائيل من مغبة اي اعتداء عليها وتسخر من اية عقوبات قد يفرضها المجتمع الدولي عليها.

فلماذا تتبع ايران هذه السياسة اليوم وهي تعرف تماما ان عين ادارة بوش عليها وعلى نظامها المحافظ منذ وضعها الاخير في محوره للشر وتعرف ان عين اسرائيل عليها باستمرار؟

لا شك في ان نتائج الحربين الاميركيتين على أفغانستان والعراق جعلت ايران تشعر بانها اقوى. ارتاحت من عدوين، طالبان وصدام، ولمست حاجة اميركا اليها للتهدئة في البلدين. وقد سايرتها اميركا لادراكها ان لايران قولا في افغانستان وكذلك في العراق حيث الغالبية من الشيعة وحيث تولى حلفاؤها مواقع اساسية في التركيبة الجديدة. لكن هذا لا يكفي لدوام ارتياح ايران. ففي النهاية باتت القوات الاميركية تطوقها عمليا في الخليج والعراق وافغانستان وآسيا الوسطى، وبدأت بعض الاشارات تصدر بما يثير الريبة لديها كأن يكون لاميركا دور في تعطيل اتفاقاتها التجارية مع تركيا، والاهم الانتقادات التي بدأ يوجهها اليها وزراء في العراق وتحديداً وزير الدفاع وهو شيعي واعتبرها عدوا. يضاف الى هذا ان قبضة النظام الايراني على الوضع الداخلي تتآكل.

ولعله لكل هذه الاسباب مجتمعة، وجدت طهران ان الفرصة ملائمة لتعزيز مكتسباتها في وقت انشغال ادارة بوش بالوضع العراقي الامني المتدهور وبالانتخابات الرئاسية المقبلة بما يرجح الا تدخل هذه الادارة في مواجهة جديدة والا يكون بوش في وارد ازمة مباشرة معها.

وهذا صحيح نظريا. لكن الملف النووي، تحديدا، هو ثغرة في الوضع الايراني تستغله واشنطن للضغط عليها وتستغله اسرائيل باستمرار لتقليب واشنطن عليها والنتيجة ظاهرة في المناخ العدائي جدا لايران في الكونغرس الاميركي وقد ازدادت حدته بعدما اتهم تقرير لجنة 11 ايلول ايران بالسماح بمرور بعض منفذي الهجمات من افغانستان عبر اراضيها. والخطورة في هذا الوضع لا تكمن في تحرك أميركي مباشر بل في احتمال تحرك اسرائيل لتنفيذ خططها القديمة بضرب المنشآت النووية الايرانية وهي لا تنفك منذ فترة تتحدث يوميا عن التهديد الايراني لقدراتها الرادعة. ويصعب ان يعارض بوش مثل هذه الضربة المحتملة بل قد تناسبه قبيل الانتخابات بصرف الاهتمام قليلا عن مشاكله في العراق.

#سحر_بعاصيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات