أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - رئيس وزراء تسوية














المزيد.....

رئيس وزراء تسوية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3011 - 2010 / 5 / 21 - 15:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حالة التعاند والمواجهة بين رئيسي قائمتي دولة القانون والعراقية، المالكي وعلاوي، تزيد من تسويغ فكرة رئيس وزراء التسوية، اي شخص ثالث تتفق عليه القوى السياسية لتسنم منصب رئيس الوزراء، وهذه القوى السياسية قد تتمثل اساسا في التحالف المعلن بين دولة القانون والائتلاف الوطني اذا ما نجح هذا التحالف بالحفاظ على تماسكه وتوصلت لجنة حكمائه الى اتفاق، رغم تعثر تشكيل هذه اللجنة نفسها.
وقد يكون رئيس وزراء التسوية نتيجة لتوافق بين دولة القانون والعراقية اذا ما توصل الطرفان الى صيغة تحالف، لكن في كل الاحوال فأن اي رئيس وزراء تسوية لن ينتج بدون حصول موافقة جميع او اغلب القوائم الفائزة على الشخص المطروح، وبالتالي فأن التسوية لن تقتصر على تحالفين فقط.
صيغة رئيس وزراء تسوية تبدو هي الاقرب الى الواقع اليوم، فدولة القانون والعراقية متمسكتان برئسيهما كمرشحين للمنصب وهو يعني ان ايا منهما قد لا يحصل على تأييد كاف في مجلس النواب، كما ان الائتلاف الوطني بصورة عامة اعلن رفضه مسبقا استمرار شخص بعينه لولايتين متصلتين في رئاسة الوزراء وقدم الائتلاف الوطني وقتها سلسلة من مبررات رفضه، كما ان التيار الصدري مبدئيا رفض استمرار المالكي في رئاسة الوزراء وان كان اعضاء التيار يطرحون من وقت لآخر تصريحات تكشف عن مواقف لينة تجاه المالكي لكن يبقى الرفض هو الاساس وما عداه مناورات سياسية او تبدلات مرحلية بحسب ظروف التفاوض بين القوى السياسية.
القوى العراقية بعامة تنظر بحذر وقلق الى موقع رئاسة الوزراء بسبب خشيتها من تجيير الموقع وصلاحياته وامكانياته لصالح حزبه ولذلك قد يكون مرشح التسوية شخصا مستقلا ولكن ذلك لا يعني ان القوى السياسية ستنجح في تحييد رئيس الوزراء القادم حتى لو كان نتاج تسوية كما انها قد قد تحقق نجاحا محدودا في تقاسم السلطات معه او تلزمه بإشراكها في اتخاذ القرارات الا ان هذا الوضع سيكون لفترة محدودة، فالكرسي في العراق يعيد صياغة شخصية الجالس عليه ويعيد ترتيب علاقاته وافكاره، ومن يبدو اليوم مستقلا بلا حزب ينتمي اليه ولا جماعة تحيط به، سرعان ما سينظم جماعة من المستشارين والوكلاء والموظفين والمقربين والمنتفعين ليكونوا بذلك جماعة قوة تسيطر على مركز القرار وقد تتمكن هذه الجماعة من استمالة بعض الوزراء وجعل ولاءهم لرئيس الوزراء اكبر مما هو عليه لأحزابهم التي رشحتهم لمواقعهم الوزارية.
رئيس وزراء التسوية مهما كان ضعيفا أو مهادنا الا انه سرعان ما سيكتشف مفاتيح القوة التي بين يديه وسيكتشف ايضا هشاشة وضعف المعارضة التي قد تواجهه هذا ان وجدت اصلا وسيكتشف ايضا ان القوى السياسية غير قادرة على اتخاذ قرارات قوية مثل سحب الثقة منه وتشكيل حكومة جديدة او حل البرلمان والدعوة لإنتخابات قبل موعدها، كما سيكتشف لعبة ملفات المساومة وهي لعبة سهلة وتلقائية تمنح اي رئيس الوزراء القدرة على قهر خصومه ومعارضيه او على الاقل اسكاتهم.
فكرة رئيس وزراء تسوية هي نتاج واقع سياسي مشوه، تنعدم فيه الثقة بين القوى السياسية المتحالفة وتغيب عنه البرامج التي تكون محورا للتحالف كم تفتقد في هذا الواقع الحدود الفاصلة بين الشخص والحزب الذي ينتمي اليه والموقع الرسمي الذي يشغله الشخص فتبنى فيه التحالفات على اساس الصفقات والتعهدات الغامضة، وهو اساس لا يمكن الاستناد اليه حتى من قبل الاطراف المشتركة فيه لأنه سيطيح بسمعة الجميع.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاخطوط حمر ولا استثناء لأحد
- لقاء السحاب المستعصي
- مراجعة النظام السياسي
- تدفق الاسلحة على العراق
- إنهيار أمني وإنشغال سياسي
- عن التهديد والوعيد
- تدويل الازمة
- إطلاق سراح الابرياء
- شرعية قيد التشكيك
- متاهة عراقية
- ذبح الاطفال..خبر عابر
- صراع الأحقيات
- العناد السياسي
- الدور الاقليمي في تشكيل الحكومة
- أسس التفاوض والتحالف
- كثير من الضجيج الأجوف
- نتائج حرجة ومثيرة
- عندما لا نفهم النظام السياسي
- إنتخابات بدرجة فوضى
- الانتخابات.. الشك والتأجيل


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - رئيس وزراء تسوية