ماريو أنور
الحوار المتمدن-العدد: 3011 - 2010 / 5 / 21 - 04:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
على هذا السؤال أحددها بتقاط ثلاثة , وذلك بفضل الجهود المتقاربة التى أنجزها علم الفيزياء , وعلم الكيمياء , ومعلم الأحياء , وتاريخ الكواكب :
1 – أما من وجهة عامة فيمكننا القول إن الحياة ( إذا نحن حددناها بأخص صفاتها من هضم و تناسل وورائة ووعى ) تتمثل للعلم , لا كشذوذ فيزيو-كيميائى , ولكن كشكل أقصى ينبغى أن ينظر إليه من خلال شروط خاصة كالحرارة الملائمة , والديمومة الكافية , للتشكل . الخ .. ) على أن تكون هذه الشروط خاضعة لخاصية كونية , إن تكن على العموم مختفية بستار المادة الكونية . ومعنى ذلك أنه يمكن أن ينظر الى الحياة , وبشرعية تامة , وكأنها ما تزال تحت تأثير ما , منذ البدء , وحيث كان , فى الكون , فتولد عندما يتسير لها ذلك , وفى المكان الذى ظهرت فيه , ثم تشتد , قدر ما تستطيع , وذلك فى ضخامة الزمن و الفضاء الواسعة .
2 – بعبارة أوضح : إن الحياة تجنح دائماً الى أن تبدو لنا , من الوجهة العلمية , كنتيجة نوعية لتعقيد جسيمى مرتبط ببناء ضخم من الجزئيات المركبة . وعلى الرغم من وجود بعض البدايات الهامة , فان المنحنى الذى يقود الجزئيات الكبرى الى الكائنات المتعددة الخلايا : هذا المنحنى هو , على وجه الدقة , ذلك المنحنى نفسه الذى تظهر فى مسيرته العوامل الحيوية اللامتناهية و مظاهر الاكتفاء الذاتى و الوعى . وذلك خارجاً عن ألاعيب الصدفة أو الأعداد الضخمة .
3 – واستناداً الى ما تقدم , يجدر بنا أن نتساءل ما ذاذ كانت هنالك علاقة ما بين هذين الاتجاهين : الاتجاه الخفى للعالم نحو حالات تزداد تعقيداً و أنطواءً على ذواتها , وبين الاتجاه الآخر ( وقد محص ودرس أكثر من الأول ) الذى يجر العالم ذاته نحو حالات أكثر فأكثر مبسطة و خارجية ؟ إذا كان هنالك من علاقة بين هذين الانحرافين , فما هى ؟ أفلا تكون كل من هاتين الحركتين ( الحياة و القصور الحرارى ) المختلفتين , على أهمية من ناحية الكمية , متعادلتين سعة , متفقتين نظاماً , تكمل , بشكل ما , كل واحدة منهما الأخرى ؟ و إذا كان الأمر على ما ذكرنا فما هو الوجه المتوقع لتوازن هذه الظاهرة النهائية ؟ لعل لغز الكون الرئيسى يميل الى أن يلملم شتاته و يتخذ صيغته النهائية بالنسبة الى علم الغد , فى قلب هذا السؤال الأخير .
#ماريو_أنور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟