|
مساهمة في طريق وحدة اليسار في فلسطين
بكر خلدون عبد الحق
الحوار المتمدن-العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20 - 21:35
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
لم تعد الاحزاب ذات التاريخ اليساري عنوان يجذب الاشخاص ذوي التوجهات اليسارية. اعني بالاحزاب ذات التاريخ اليساري اي الاحزاب التي كانت تحمل برامج يسارية تقدمية لم تستطع ان تجددها لتواكب العصر وتتحدى قوى الظلام والرجعية ومن ثم تراجعت. ثم ذابت في المؤسسات التي خلقتها لتكون رافد جماهيري لها واذرع عمل داخل المجتمع. فاصبحت المؤسسات والرواتب هي الجاذب الوحيد للشباب العاطلين عن العمل القادرين على الكلام دون الرغبة في فعل اي شييء لتغيير المجتمع. التاريخ اليساري للاحزاب لا يعطيها صفة اليساري، فاليسار يصبح محافظ اذا لم يجدد برنامجه بشكل دائم، فاليسار تغيير. الشعارات التي كانت تعتبر تقدمية يسارية في الخمسينات لم تعد كذلك الان. تقوقع اليسار الفلسطيني فترة المد الاسلامي وأغلق على نفسه داخل قوقعته حتى إختنق، من في الداخل يعون أن القوقعة فارغة ومنهم من يريد إيهام من في الخارج أن القوقعة مازال بها رمق. يتكلمون عن الاوزان و الأعداد و كأن لهم وزن في الشارع وكان لهم عدد في صندوق الاقتراع. الشرعية التي كانت في الماضي لم تعد تجدي اليوم، تاريخ الحزب الطليعي المناضل لا يعطيه الشرعية اليوم، عليه ان يجدد شرعيته لكي تلتف حوله الجماهير. على الاحزاب اليسارية ان تقود المجتمع نحو التحرير و التغيير عليها ان تثبت وجودها في شارع النضال لكي تكسب الجماهير و تكسب اصواتهم في الانتخابات. المجتمع الفلسطيني مبتور بحاجة الى يسار. بحاجة الى من يقود التغيير في المجتمع. بحاجة الى من يدافع عن مصالح الطبقات الفقيرة والمقموعين والمقهورين داخل المجتمع. بحاجة الى من يرفع راية الحرية، المساواة والعدالة الاجتماعية. كلنا نرى ان المجتمع يتجه نحو الليبرالية الامريكية التابعة المقلدة للغرب من جهة والى الاصولية المتطرفة بانواعها ومنها من تدعو الشباب لترك الدنيا ليعملوا لاخرتهم ومنهم من ينقطع عن الحياة العصرية ليعيش في ماض عفى عليه الزمن، و منهم من يكفر و يحلل سفك الدماء. كلنا نرى مظاهر الامركة والعولمة ما بعد المد الاصولي، تاتي على ارضية تخلوا من اليسار الفاعل و بزمن بدأت فيه الجماهير رفض المد الاصولي. ليس سرا ان امريكا و الغرب الاستعماري بشكل عام يشن حرب من نوع جديد يسميها هو نفسه الحرب اللينة حيث يستخدم بها القوة اللينة soft power بدل القوة العسكرية. تتمثل تلك الفعاليات بامور معلنة مكشوفة من قبيل النوادي و الجمعيات و البنية التحتية، و اخرى شبه سرية من خلال تأهيل كوادر منتقاة بعناية لتكون قيادات في المستقبل القريب او البعيد. هذا من جهة ومن جهة اخرى نرى مظاهر التخلف تطغي على حياة الناس. فظاهرة ترييف المدينة تشارك بها القوى ذات الماضي اليساري و الحاضر القبلي والغيبي في احيان كثيرة. تغيب عنا مشاهد النشاطات والفعاليات اليومية وكل المظاهر الثقافية التي كنا نراها في الماضي. لم يعد هناك اغان تقدمية او مسارح تقدمية او مهرجانات او اعمال تطوعية كلها اندثرت. في احلك ايام النضال الفلسطيني كانت الفعاليات الثقافية تؤكد على و جود الشعب الفلسطيني و تواكب نضاله من اجل التحرر. كانت تبدع في استخدام التراث لتقديمه بشكل تقدمي يؤكد على حق الشعب في الحياة ومقاومة الاحتلال. الحركة المسرحية على سبيل المثال منقسمة اليوم بين ما يموله الامريكان وبين الحركات الاصولية، و تغيب عن المشهد الاحزاب ذات التاريخ اليساري. نحن بحاجة الى يسار تقدمي جديد متجدد، يخلو من كل مظاهر التخلف كالقبلية و غيرها، يسار يستفيد من تاريخ اليسار الفلسطيني دون ان يكون اسيراً لهذا التاريخ. يطرح البعض فكرة وحدة اليسار للخروج من المأزق. كيف لهذه الاحزاب الضعيفة ان تتوحد وهي لم تدرك اسباب ضعفها بعد! ربما علينا ان نحترق لكي نتجدد، ربما علينا ان نموت كي نولد من جديد، ربما علينا ان نهدم لكي نبني من جديد. نحن الان امام مسؤولية تاريخية، ان لم نقم بدورنا في تجديد اليسار لن يرحمنا التاريخ ولن ترحمنا الاجيال القادمة ولن نرحم انفسنا حينما ندرك ان الاوان قد فات و ان فرص تقدم قد ضاعت من بين ايدينا و ان علينا مضاعفة الجهد كي ننقذ مجتمعنا من براثن الاستعمار والرجعية المتجددة المتطورة. من يمكنه ان يطور برنامج اليسار و ان يبني يسارا جديدا؟ لا احد سوى طليعة من الشباب الواعي المثقف، مبتعد عن الاسترزاق والفردية. نحن بحاجة الى وحدة اليساريين المؤمنين باليسار كطريق لتطوير المجتمع والانعتاق من الاحتلال و الرجعية و التخلف واعتبره امر ثانوي وحدة الاحزاب ذات التاريخ اليساري بكل ما فيها من معوقات تقدم، الا اذا استطاعت ان تجدد نفسها و تتحول الى يسار حقيقي.
#بكر_خلدون_عبد_الحق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|