أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مازن لطيف علي - يهود العراق .. ذكريات وشجون














المزيد.....


يهود العراق .. ذكريات وشجون


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 3011 - 2010 / 5 / 21 - 00:07
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


نتابع وبشغف ما ينشر أ.د. سامي موريه من ذكرياته وشجونه المنشورة في موقع إيلاف ويتطلع الكثير من الأدباء الى قراءة هذه المذكرات بشكل كتاب ورقي ومطبوع ، وهذا ما حصل مع هذه المذكرات التي طبعت في بغداد قبل اسابيع قليلة وبدون عمل المؤلف الذي تأسف كثيراً على صدور هذه الطبعة البغدادية قبل مراجعتها وتصحيحها من حيث الاخطاء المطبعية وبعض التواريخ والاسماء والتي لم تكتمل حلقتها بعد .. صدر الكتاب بعنوان " يهود العراق .. ذكريات وشجون " تأليف شموئيل موريه" ووضعت صورة المؤلف على الغلاف.
يذكر موريه في مذكراته انه قضى طفولته الباكرة في محلة حنون في بغداد القديمة ، وأنتقلت عائلته عام 1936 الى منطقة البتاوين مقابل بستان مامو ، ويذكر هذه المنطقة في مذكراته مرات عديدة ويحلم ان تتكحل عيناه برؤياته ورؤية مدرسته " السعدون النموذجية " ومدرسته الست "فاطمة " و هي مدرسة التاريخ والطبيعة في مدرسة السعدون النموذجية في بغداد.. هاجر موريه قسراً من العراق الى اسرائيل بعد حملة التهجير القسرية ليهود العراق في منتصف القرن العشرين حيث يذكر "وضرب القدر ضربته ورحلنا إلى إسرائيل، وانهمكنا في الدراسة والعمل لنداوي بها جراحات الماضي وأهوال الحاضر بانتقالنا من عزّ العراق، مهما كان ثمنه، إلى ذلّ الحاضر في خيام معسكرات اللاجئين الجدد من جميع أرجاء العالم والوقوف في طوابير الماء وبيت الخلاء والخبز وشراء اللحم والبيض والزبد بالكابونات والعمل كعمال بسطاء، رغم ثقافتنا، في البناء لنقل أكياس الإسمنت والحصى والرمل على ظهورنا كما كان يفعل "العمالة" الذين كانوا يعملون عند والدي في البيوت التي كان يبنيها! بكيْتُ عندما جاء أخي ريمون يبشرني: "والله عندك حظ! أول يوم وشِفتْ (وعثرت على) شِغِل بالعمالة (البناء)!" قلت له: "ما هذا الفرح بعمل حقير حصلت عليه بعد عزّ العراق"، وما تعرف خيري لما تجرب غيري، صرنا نشتغل بالبناء مثل الفقراء؟" ويل العراق ماذا فعل بأبنائه المخلصين! قالت خالتي كرجية وهي امرأة متدينة تؤمن بالكتاب المقدس: "هذا قدر مكتوب علينا، لا يُشْتَرى خلاص بني إسرائيل إلا بالعذاب" ، هاجر وعيونه ترنوا نحو العراق، يحن ويئن على بغداد وفراقها " لـَيْـتـَنِي أعُودُ إلى العِـرَاقِ يَوْمًا، فَأُحَدّثـُهُ بـِمَا فـَعـَلَ الفِرَاق "
ويذكر موريه انه عند نشر الحلقات الاولى من مذكراته يعاهد نفسه دائماً على عدم العودة والكتابة عنها مرة اخرى، ولكنه ينكث عهده الذي قطعه على نفسه، إكراما لعيون القراء العراقيين الذين يتابعوناتها بشغف، وهو يتحدث عن والده ابراهيم المعلم حيث يذكر موريه "ومثل باقي اليهود الذين تعلقوا بالعراق ولم يفرطوا فيه، أبى والدي "تسقيط" جنسيته العراقية عام 1951 وفضل البقاء في بغداد، كان يقول لنا "يجب العمل بوصية التوراة والإخلاص للبلد الذي يأوينا. لقد تمتعنا بخيرات العراق وعلينا احترام قوانينها؟. ولما سألناه إذا كان مزمعا على إسقاط الجنسية العراق لأن الوالدة لا ترى لأبنائها مستقبلا زاهرا في العراق، قال لنا: "أنا عشت إلفين وخمسماية سنة بالعراق وأجي اتركا ابخمس دقايق، أنا أش أغوح أسوي ويا هذولي الصهاينة بأيرص يسرائيل ابهل عمغ؟ خو مبعدني شاب اللطيف مثلكم!" (عشت في العراق 2500 سنة وأتركها بخمس دقائق! ماذا سأفعل في إسرائيل مع هؤلاء الصهاينة في مثل سني، فأنا لم اعد شابا مثلكم). غضبت الوالدة، "أتتركنا لأجل عراقك الفرهودي؟"
قراءة مذكرات د. موريه توجع قلب قارئها وتدمع عينه ، فهو لفرط محبته وحنينه للعراق صار حجة ليهود العراق ومسليمه ومسيحيه ففي قصيدة مهداة الى جميع العراقي في كل مكان يقول فيها :
قالت لي أمي ، والأسى في عينيها:
"ظلمونا في العراق،
وضاقَ المُقامُ بنا يا ولدي،
فما لنا و"للصبر الجميل" ؟
فهيا بنا للرحيل!"
وعندما بلغنا الوصيدا،
قالت لي: "يا ولدي لا تَحزنْ،
إِاللّي ما يريدكْ لا تريدَهْ "،
هَمستْ: " يا حافرَ البير "
"بربكَ قلْ لي لهذا سببْ؟ "
ورَحلنا ...
الكتاب يتألف من 352 صفحة من القطع الكبير، حبذا لو انتظر الناشر نهاية المذكرات وتنقيحها والتعاقد مع المؤلف، خدمة للادب العراقي ولتاريخ العراق المجيد. ونحن بدورنا نشكر المؤلف على ذكرياته الصريحة التي كتبها للحقيقة والتاريخ، ونتمنى له الصحة وانجاز كتابة مذكراته على خير وجه لنتعرف على صفحة مجهولة من حياة يهود العراق لا نجد افضل من الاستاذ في تدوينها .



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو نهضة جديدة لليسار في العالم العربي
- كاظم مرشد السلوم : التدخل الحكومي أسهم في تدهور السينما العر ...
- مقام التحول.. هَوَامِشُ حَفريّةُ عَلَى المتنِ الأدُونِيسيّ
- تاريخ التعليم في العراق واثره في الجانب السياسي
- الإعلامي محمد السيد محسن : الإعلام التلفزيوني اخذ مني الكثير ...
- طبعة بغدادية جديدة لكتاب البروفسور ميثم الجنابي- الإمام علي ...
- محمد شرارة .. من الإيمان إلى حرية الفكر
- عمارة .. ومعماريون
- العراق ..الشعب والتاريخ والسياسة
- حمودي الحارثي... يستذكر سليم البصري و حسين مردان
- سليم البصون.. سجل حافل في الصحافة العراقية
- جدل العقلانية في الفلسفة النقدية لمدرسة فرانكفورت
- صدور العدد الأول من مجلة اطياف
- مذكرات دولة..السياسة والتاريخ والهوية الجماعية في العراق الح ...
- يهود الديوانية .. اسماء وذكريات
- الحداثة في العمارة الاسلامية
- رأس اللّغة جسمُ الصّحراء
- سيد محمود القمني : بلادنا لم تعرف نظام الدولة العلمانية منذ ...
- مروة كريدية: المعارضة لا تعني الطمع بالسلطة لان مفهوم الدولة ...
- غادا فؤاد السمان : خالفت العُرف والمألوف والمُعتاد الذي تدخل ...


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مازن لطيف علي - يهود العراق .. ذكريات وشجون