|
شكراً حماس
عطا مناع
الحوار المتمدن-العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20 - 13:34
المحور:
حقوق الانسان
حاولت أن اقنع نفسي وأنا أشاهد أخواني الفلسطينيين في قطاع غزة وهم يُنفسون عن المهم وقهرهم وهم يلملمون أشلاء ما تبقى لهم من وطن جراء إقدام أجهزة الحكومة المقالة في قطاع غزة على هدم منازلهم التي أقيمت بدوت تصريح على أراضي ما يسمى بالمحررات. ما يدمي القلب أن اذرع الحكومة المقالة مصممة على المضي قدماً في سياسته التعسفية تجاه المواطنين وهذا ما أكده رئيس بلدية رفح عيسى النشار الذي ادعى أن القرار يستهدف تجار الراضي، ولكنني شاهدت على شاشة الجزيرة تقرير ظهر فيه فقراء غزة متعبون ضائعون وكأن الدنيا اختصرت في عيونهم لخرم إبرة. إن سياسة هدم البيوت وخاصة في قطاع غزة المحاصر الذي ترفض دولة الاحتلال إدخال الاسمنت ومواد البناء إلية هي سياسة ارتجالية مجنونة تعبر عن أزمة وعي وسقوط قيمي، فلا يجوز أن ترفع الحكومة المقالة شعار إعادة البناء بالطين بعد العدوان الهمجي الإسرائيلي على قطاع غزة وتشريد عشرات الآلاف من الفلسطينيين جراء هدم منازلهم ويستكمل أبناء جلدتنا المشهد. أنا أحاول أن أجد مخرجاً لهذه السياسة العدمية ولكنني لا أستطيع، كيف يجرؤن على التنكيل بأبناء شعبهم المعذب باسم القانون؟؟؟ وهل القانون وجد للبناء أم للهدم؟؟؟؟ وأين القوانين التي تعزز صمود الشعب الفلسطيني المحاصر؟؟؟ ألم يكن أمام حكومة حماس مخرجاً أخراً؟؟ العشرات من الأسئلة تنهال على راسي كما المطرقة، هل فقدوا عقولهم باسم القانون, وما قيمة القانون الذي لا يراعي حالات الطوارئ الوطنية؟؟؟ أليس غزة في حالة طوارئ اقتصادية وأمنية واجتماعية ؟؟ أليس الاحتلال على الأبواب وما زال يتوغل ويهدم ويقتل ويعتقل. إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني وباسم القانون يحمل في مضامينه توجهات خطيرة تستهدف أسباب وجودة وهويته، وبغض النظر عن النوايا الحسنة هذا إذا وجدت فان النتيجة واحدة وهي التناغم مع سياسة التهميش والطمس وتحويلنا إلى مجرد عبيد نأتمر بأمر الأسياد الجدد الذي وضعوا أياديهم على مقدراتنا وباتوا يتحكموا بحياتنا باسم قانون سيقودنا حتما إلى مساحة التيه اللعينة. إن الهجمة المضادة التي تقوم بها اذرع الحكومة المقالة على منتقدي عمليات الهدم وإضفاء الصبغة السياسية على المنهج النقدي لسياسة هدم المنازل ما هو إلا قفزة في الهواء تعبر عن مدى الأزمة الأخلاقية التي تعاني منها المنظومة السياسية الفلسطينية وبالتحديد الطغم التي تتعامل مع أبناء شعبنا الفلسطيني ككائنات في مختبر دون التيقظ للواقع المأساة. ما المطلوب من الشعب الفلسطيني...؟؟ هل نشكر حكومة حماس على هدمها لعشرات المنازل الفلسطينية؟؟ إذا كانت تنتظر الشكر فهي واهمة لأنة وببساطة تورطت في المحرمات وتجاوزت الخطوط الحمراء. إذا كانت حكومة حماس تنتظر الشكر والإطراء على فعلتها وأنا اعني ما أقول فهي تعيش خارج الزمان والمكان الفلسطيني، وعليها التوجه لوقفة نقدية ودراسة حقيقة للواقع لأنها بنقد ذاتها تستطيع تجاوز الكثير من الأخطاء التي تصل لدرجة الخطايا. إن خطيئة هدم المنازل التي نفذتها الحكومة المقالة قدمت خدمة جليلة وعلى طبق من ذهب للدولة الصهيونية التي أعلنت أن سفن كسر الحصار لن تكسر الحصار عن القطاع لأنة غير محاصر، ما يؤكد أننا بصدد سياسة ارتجالية تنفذ دون عناء التفكير. سؤال لحركة المقاومة الإسلامية حماس؟؟؟؟ هل ما يسمى بالبناء الغير قانوني او الغير مرخص المشكلة الكبرى بالنسبة للفلسطينيين؟؟ إذا كانت كذلك؟؟ ما الموقف من اقتصاد الأنفاق الذي يتحكم برقاب العباد الذي يموتون في سبيل الحصول على رغيف الخبز؟؟؟ أعطونا الموقف من انتشار المواد المخدرة، يا سادتي شعبنا لا ينام الا بالمهدءات، وأطفالنا يعيشون الأزمة بأبشع أشكالها، نصيحتي لكم ان تتحدثوا مع الناس وخذوا من عمر ابن الخطاب الخليفة العادل نموذجا. يا سادة لماذا تستعبدون الناس باسم القانون، الم يقول لكم السلف ...متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، انا على يقين أنكم وأولادكم لا تناموا جوعي وأنكم تستمتعون بالدفيء في أسرتكم، وتفتخروا بقمع الحريات ومنع المسيرات وإحياء المناسبات الوطنية. على ماذا نشكركم،أنشكركم على جلجلت التي لو تحكمت في رقابنا لكان الحجاج ملاكاً مقارنة بها؟؟؟؟ تريثوا وفكروا فشعبنا يعيش على المساعدات ونحن وإياكم سواء، مخيماتنا وبالتحديد في قطاع غزة لن تقوى على الصمود في وجة الفقر الذي يحق لنا أن نرفع سيوفنا في وجهة. لماذا نشكركم ونحن منحناكم الثقة واكتشفنا أنكم تنتظرون اللحظة للانقضاض علينا باسم الديمقراطية والأغلبية؟؟؟ لماذا نشكركم ووطننا تحول إلى غابة تصول وتجول فيها القطعان التي تأكل لحم الميتة والأحياء؟؟؟ أنشكركم على الانهيار الكبير للقيم؟؟؟ أنشكركم على الاختراع الفلسطيني الكبير بحكومة في غزة وأخرى في الضفة؟؟؟؟ أنشكركم على ثقافة الموت التي ضربت جذورها عميقا في بلدنا؟؟؟؟ بلدنا الذي تحكمه الطغم دون رحمة، بلدنا التي تحول لمزارع من العبيد تسمى محافظات، بلدنا الذي تقام فيه الأفراح والليالي الملاح للكنافة والمسخن ويشيح بوجهه عن اللاجئين وحقهم بعودتهم إلى أرضهم، بلدنا التي لم تعد قضية وشعب وحقوق، بلدنا الذي اختصرتوه بالأنفاق ومبادرات حسن النوايا والمساعدات الدولية وقوات متعددة الجنسيات. لقد صدق عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عندما قال لا فرق بين برنامج حركة فتح وبرنامج حركة حماس.
#عطا_مناع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في ذكرى النكبة 62: كان المخيم
-
هل تنوفا ألذ من الجنيدي؟؟؟
-
في يوم تشيع شهيد معركة الأمعاء على الجعفري
-
مات على الحاجز؟؟
-
يا سيدي: من حقي أن أعود وأنت لا تمثلني؟؟
-
يوم الأرض 2010
-
لماذا تستهدف دولة الاحتلال أطفال فلسطين؟
-
الزميل عبد الناصر النجار: لا يكفي حرق أثاث النقابة
-
هل تريدون انتفاضة في مناطقC ؟؟
-
شعب بلا قيادة وقيادة بلا شعب
-
الثامن من آذار وجرائم..الشرف؟!
-
النقد عيب: لان السكوت...؟؟!!
-
الدكتور عزيز ألدويك صمت دهراً ونطق.....
-
الوقائي يعتقل والجبهة الشعبية تدين!!!
-
عن الشعار الشجب والاستنكار وأشياء أخرى
-
دكتور صلاح عودة : العيب مش في شعب فلسطين
-
سيدي محمود الزهار: كلنا قتلة
-
كيف الحال يا قدس
-
للموت في فلسطين طعم آخر
-
طز في القناة الإسرائيلية العاشرة
المزيد.....
-
أزمة الجوع والتجويع الإسرائيلي الممنهج تتفاقم في غزة وبرنامج
...
-
بين لهيب الحرب وصقيع الشتاء.. الجزيرة نت ترصد مآسي خيام النا
...
-
في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع
...
-
سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون
...
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|