|
موريتانيا عضوا في مجلس حقوق الانسان: هل هو انتصار سياسي؟ أم انها انتكاسة تاريخية لدورة المجلس الحالية؟|
عبيد ولد اميجن
الحوار المتمدن-العدد: 3008 - 2010 / 5 / 18 - 22:00
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
جريدة الحرية العدد180 الصادر بتاريخ 18 مايو 2010
"لقد حققنا انتصارا حقوقيا جديدا، تمثل في انتخابنا عن دائرة إفريقيا عضوا في مجلس حقوق الانسان" و "موريتانيا عضوا في مجلس حقوق الانسان" و"لا توجد في موريتانيا انتهاكات بعد أن نالت العضوية في المجلس" هذه مقتطفات من تصريحات لكبار المسئولين الحكوميين وأخرى من قصاصات الصحف الصادرة خلال الاسبوع، لكن في الوقت ذاته كان نشطاء حقوق الانسان يوصلون مساعيهم للوصول إلى الأمة (أغرمانية) الملقبة "البكمة" المحتجزة في حي الكبة بمقاطعة كيهيدي تحت عهدة السلطات الإدارية الجهوية والتي تمنع أي زائر غريب من رؤية الضحية الجديدة وابنائها (امبارك، لغظف، اسليلم، ابيليل، ابراهيم) الهاربين بها من جحيم العبودية لدى أسرة تقطن في "أرويبينة" التي تبعد 60 كلم عن عاصمة الولاية، أحد هؤلاء النشطاء علق قائلا: " كيف تنتخب موريتانيا عضوا في مجلس حقوق الانسان و هي دولة تمتنع عن تطبيق القوانين خلال الانتهاكات المتعلقة بحقوق مواطنيها" ويضيف " انا متابع خطوة بخطوة من قبل شرطي مكلف بذلك من قبل حاكم كيهيدي، وذلك حتى لا اتمكن من لقاء (أغرمانية)، في نفس الوقت كانت شرطة قصر العدالة تستجوب الصحفي محمد أمبارك من موقع التقدمي بتهمة تورطه في تصوير وقفة منظمة من قبل منظمتي المبادرة المقاومة من اجل الانعتاق التي يرأسها الناشط الحقوقي بيرام ولد الداه ولد اعبيدي ورابطة النساء معيلات الاسر المرؤوسة من قبل آمنة بنت المختار بمناسبة اعتداء تعرضت له الخادمة ياسين منت جعفر على يد مشغلتها المتهمة بمحاولة قتلها، اشبهت حالك حالي غير بعيد من قصر العدالة وعلى الجانب الأيسر من شارع جمال عبد الناصر كانت شرطة مكافحة الشغب تقمع بوحشية جموع الحمالين المسالمين والمضربين حتى تستجيب الحكومة لهم في فتح مفاوضات معهم حول أسعار التفريغ، وعلى نفس المنوال اتهم النقيب الساموري ولد بي الشرطة بإفراغ ذخيرتها الحية في وجوه الحمالين (منيفرات)، الذين تعرض العشرات منهم للضرب كما أصيب من بينهم 20 فردا بجروح وصفت بالبالغة مما يستدعى التدخل الطبي. ولعل من سخرية القدر أن يظهر في نفس المساء؛ مساء الخميس 13 من مايو 2010، مفوض حقوق الانسان والعمل الانساني والعلاقات مع المجتمع المدني السيد محمد الامين ولد داده ضمن نشرة المساء الرئيسية ليعلن نجاح قطاعه في إقناع الدوائر الحقوقية الدولية المجتمعة في مقر الامم المتحدة بنيويورك بإنجاح مسعاه القاضي بانتخاب موريتانيا عضوا في مجلس حقوق الانسان التابع لهيئة الامم المتحدة ولفترة ثلاث سنوات، وبأغلبية المصوتين أي 167 صوتا من أصل 183 دولة، فيما حصلت ليبيا على 155 صوتا في نفس الاجتماع وهو العدد الذي يزيد بكثير عن الاغلبية المطلقة واللازمة لإنتخاب الدولتين. فما هي خلقيات هذا الحدث "الهام" على حد تعبير المفوض؟ و هل هو انتصار حقا؟ أم ان وراء الاكمة ما وراءها؟ وصف المدافعون عن حقوق الانسان الانتخابات التي جرت داخل اروقة الامم المتحدة بأنها كانت خالية تماما من المنافسة الجدية بل وأنها مرتبة سلفا، بحيث تمكنت كل من ماليزيا والمالديف وقطر وتايلاند والتي رشحتها آسيا وانغولا وليبيا وموريتانيا وأوغندا التي رشحتها افريقيا واكوادور وجواتيمالا التي اختارتهما مجموعة أمريكا اللاتينية والكاريبي لتشغل مقعدين شاغرين وتمثل اسبانيا وسويسرا أوروبا الغربية وتمثل مولدوفا وبولندا أوروبا الشرقية، من شغل 14 مقعدا كانت شاغرة في عضوية المجلس المكون من 47 دولة، مدة كل واحدة منها ثلاث سنوات وأشار أنصار حقوق الانسان على وجه الخصوص إلي ليبيا وانغولا وماليزيا وموريتانيا وقطر وتايلاند واوغندا على خلفية سجلاتها في مجال حقوق الانسان، و وصفت السيدة :بيجي هيكس مديرة الشعبة العالمية بمنظمة هيومان رايتس ووتش لوكالة ارويترز العالمية انتخابات المجلس بأنها "أصبحت عملية مرتبة سلفا تسلب معايير العضوية التي وضعتها الجمعية العامة معناها." وقال الشيخ حسن شيري، مدير منطقة الشرق والقرن الافريقي للمدافعين عن حقوق الإنسان ان "الجمعية العامة كانت قد حددت عتبة عالية للراغبين في الحصول على عضوية المجلس ، وعليه كان من المفروض تطبيقها"، غير ان التنظيمات السياسية القارية كمنظمة الوحدة الإفريقية على غرار مثيلاتها الأخريات كانت قد لجأت إلى حيلة مبتكرة تقضي بإرسال قوائم ممثليها إلى المجلس وهو ما حصل خلال هذه الانتخابات التي فاجأت نتائجها دعاة الحقوق، وكان تحالف يضم 30 منظمة غير حكومية في جنيف قد دعا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى منع انتخاب ليبيا، كما انتقدت هذه المنظمات دولا أخرى بما في ذلك موريتانيا لعدم احترامها حقوق الإنسان ولكن الاتحاد الإفريقي قد حسم الخيار من خلال "قائمته" النهائية، ولتضيع لأول وهلة معايير العضوية والانتخاب الموضوعة سلفا لاختيار "القوائم النظيفة". ولكن هذا النداء لم يلقى صدى إيجابيا وحصلت كل من ليبيا وموريتانيا على العضوية في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة. موريتانيا أمام آلية الاستعراض الدوري الشامل وكان مجلس حقوق الإنسان قد تأسس تبعًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (GA res. 60/251) لعام 2006، ليحل محل لجنة حقوق الإنسان المنتهية ولايتها بتأسيس المجلس الذي عد ساعتها أعلى سلطة في نظام الأمم المتحدة نظراً لتبعيته المباشرة للجمعية العامة وليس للمجلس الاجتماعي الاقتصادي كسابقته (اللجنة)، وهو يجتمع ثلاث مرات على الأقل خلال العام الواحد ولمدة لا تقل عن العشر أسابيع، وينتقد عليه نشطاء حقوق الإنسان كونه يبقى جهازا سياسيا يقع تحت إمرة الدول الأعضاء. وقد لعب مجلس حقوق الإنسان أدورا مؤثرة من الجدير ذكر بعضها فقد حصل نص القرار الخاص بـ "التشهير بالأديان" على تأييد أغلبية أعضائه البسيطة، فيما عدت موافقته على تقرير القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد غولدستون بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة انتصار تاريخيا للمجلس برغم تحفظ ومعارضة الدول الكبرى ومن بينها الولايات المتحدة، كما يعمل حاليا المجلس على تضمين بعثة المينورسوا العاملة في مجال حفظ السلم والأمن في الصحراء الغربية مهاما إضافية من بينها مراقبة حقوق الإنسان في المناطق الصحراوية بالرغم من معارضة فرنسا والمغرب لذلك، أخيرا ستقدم الجمهورية الاسلامية الموريتانية تقريرها الدوري عن حقوق الإنسان خلال دورة الاستعراض الدوري الشامل UPR في دجمبر 2010 بجنيف، وكانت موريتانيا في وقت غير بعيد قد أعلنت عن تعيين السفير ولد الزحاف سفير لها بجنيف حيث من المفترض ان تتعرض موريتانيا للمساءلة امام المجلس نفسه خلال مارس 2011 بنيويورك
#عبيد_ولد_اميجن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر: جدل بسبب تصريحات قديمة لوزير الأوقاف عن فتاوى الشيخ الس
...
-
ماذا بقى من القواعد العسكرية الفرنسية في أفريقيا بعد انسحابه
...
-
محكمة روسية تدين مواطناً هولندياً بتهمة الاعتداء على ضابط شر
...
-
كله إلا سارة.. نتنياهو ينتقد وسائل الإعلام دفاعًا عن زوجته:
...
-
يورونيوز نقلا عن مصادر حكومية أذرية: صاروخ أرض جو روسي وراء
...
-
إطلاق نار في مطار فينيكس خلال عيد الميلاد يسفر عن إصابة ثلاث
...
-
إعادة فتح القنصلية التركية في حلب بعد 12 عاماً من الإغلاق
-
بوتين: روسيا تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
-
ماذا تنتظر عمّان من الشرع و ترامب؟
-
-يديعوت أحرونوت-: إسرائيل تهاجم اليمن بـ 25 طائرة مقاتلة
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|