أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميرزا حسن دنايي - مراحل التحول السايكوسوسيولوجي وتأثيرها في مستقبل العراق















المزيد.....

مراحل التحول السايكوسوسيولوجي وتأثيرها في مستقبل العراق


ميرزا حسن دنايي

الحوار المتمدن-العدد: 916 - 2004 / 8 / 5 - 11:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مدخل:
كنت مطلع إندلاع حرب ما يسمى "تحرير العراق" مشغولاً بمستقبل الوضع النفسي-الاجتماعي للعراقيين ما بعد صدام، نشرت حينها بضعة مواضيع في الزمان والمؤتمر وصحف أخرى، وكانت الفرضية أن المجتمع سوف يمر بحالة من أزمة الثقة التي سيعيشها الشعب تجاه المرحلة السياسية ما بعد صدام، مما يسبب إسقاط قيمٍ سياسية هامة، والذي حدث مع الاسف كان أسوأ من تكهناتي، إذ أن أزمة الثقة تعدت المستوى الشعبي وتجلت حتى داخل أروقة مجلس الحكم المنحل، حيث كان المجلس أحياناً يصدر قرارات لا يؤمن بها ولايثق كثيرون من أعضاءه بجدواها. وأخذت السلبيات تتراكم من مرحلة النظام، الى مرحلة مجلس الحكم، لتمر بالانتقالي، وسوف تمر بالانتخابات ولما بعد الديمقراطية، وهي في مجملها تدور حول تجاهل الجانب النفسي من مختلف التكوينات الاجتماعية العراقية.
هذا البحث يحاول أن يسلط الضوء من زاوية سايكوسوسيولوجية على مراحل التحول في المجتمع العراقي، وذلك لفهم ما يجري الان ولتشخيص بعض الظواهر القائمة في المجتمع، يراها البعض منا غريباً عن العراق وآخرون يقدسون وجودها. فمن الناحية النفسية-الاجتماعية يمر أو سيمر المجتمع العراقي عبر ثلاثة مراحل رئيسية:
1. المرحلة الاولى/ مرحلة الكبت الموروث
تناول العديد من الباحثين هذا الجانب الذي تبلور في المجتمع العراقي، فحالة الكبت النفسي الذي تعرض له الشعب طوال سنين الحرمان والقهر الذي استمر كل تلك الدهور، حتى أصبحت سمة الكبت ليست فردية وليست مقتصرة على جيل واحد بل أصبحت موروثا إجتماعياً في العراق تناقلته الاجيال مئات السنين. فمنذ سقوط الامبراطورية البغدادية - العباسية- والشعب في محيط العراق يتعرض للإضطهاد، ربما إختلفت مجموعة عن أخرى بحجم ذلك الاضطهاد ودرجة قساوته، بدءاً بالعهد العثماني وأنتهاءاً بصدام، الذي خلق من الاضطهاد والكبت، ليس حالة سياسية فحسب بل أسس مدرسة ربى فيهما الاجيال، فأخذ يفرق بين نوعين من "الطلبة" في مدرسته. النوع الاول لخلق الجلادين المحترفين المقربين منه، والنوع الثاني لخلق مجتمع ذليل مكسور الجناح. وإستطاعت العقود الثلاثة من حكمه تثبيت الاتجاهين في الشخصية العراقية، فأما أن يكون المرء ظالماً أو مظلوماً. ومن أراد أن يكون محايداً أنهي وجوده أو طرد أو إضطر للهرب.
هنا أود الاشارة إلى جزئية هامة ضمن هذه المرحلة، وهي (سايكولوجية الحصار) التي بدأت تتبلور خلال عشرة بين 1993-2003 ففي هذه المرحلة لم يتعمق الاحساس النفسي والروحي العراقي بالقحط والقنوط فحسب، بل تغيرت ميزانية القيم وتثمين الاخلاق في نفسية الفرد، التي أصبحت بشكلٍ ما متلهفة بتشدق إلى إشباع غزيزي، وخاصة إشباع الجوع. فالجوع يسقط القيم مهما كانت، مما أدى إلى إزدياد نسبة الاجرام ومخالفة القانون في عموم العراق. وإنتهت هذه المرحلة مع سقوط تمثال رمز النظام، ليدخل المجتمع مرحلة جديدة حاملاً معه مخلفات الماضي وآثاره وتجاربه المريرة.

2. المرحلة الثانية/ المرحلة الهلامية
أسميها المرحلة الهلامية لأنها مرحلة خميرة غير ناضجة لا أحد يعرف ملامحها. وليس لها تعريف ثابت. فالمجتمع يعيش حالة من الفوضى في كل جوانب حياته، وهذه نتيجة طبيعية لنهاية المرحلة الاولى. فقد مرت بها أقوام الاتحاد السوفياتي السابق وبلدان الكتلة الشرقية بعد إنهيار النظام الشمولي الشيوعي. وهذه الفوضى الهلامية تنقسم بدورها إلى جزئيات مرحلية مر العراق ببعضها وبإنتظار أن يمر بالاخرى:
أ. الجزئية الاولى (الجزئية الفوضوية)
حيث تحكم الغرائز الاساسية للفرد والمجتمع. فحالة الفقر الشديد جعل اول هدف هو البحث عن الاشباع الغريزي، ومحاولة تأمين المستقبل وحمايته من جوعٍ قد يأتي لاحقاً. فكانت النتيجة أن حدثت أعمال السرقة والنهب والتخريب.
ب. الجزئية الثانية (المراهقة الدينية)
خلفية هذه الجزئية تعود إلى عصر الكبت والحرمان. فالنظام السابق تعامل مع المجتمع باسلوبين. ففي أحد الجوانب منع النظام البعض من أداء طقوسهم الدينية وحرمهم من أبسط حقوقهم في حرية العبادة، مما ولد تعطشاً شديداً لتقاليد الدين والطائفة وكل ما يرتبط به من الاحساس بالانتماء بغض النظر عن جدواها العصري. وحرمان الفرد من الجهر بإنتماءه الديني والطائفي وكبت إحساسه، جعله يتشوق وبلهفة لممارسه طقوسه الدينية المحرمة عليه، وكانت النتيجة أن أول شئ ظهر بعد سقوط النظام ما رأيناه في المجتمع الشيعي المضطهد. فبدلاً من أن يتم تعريف الناس بالجوانب الجمالية الفلسفية من تعاليم الامام علي، وجدنا ترسيخاً عفوياً لتقاليد ضرب السلاسل والقامات وجرح الجسد وسيل الدماء. هنا لاننسى الدور الخبيث لبعض وسائل الاعلام –وخاصة قنوات التلفاز- في تشويه صورة جزء مهم من المجتمع العراقي.
أما الجانب الآخر من سياسة النظام، فكان من خلال حملته الايمانية التشويهية، التي لعب فيها على وتر الدين لينشر الضغينة والاحقاد بين أطياف المجتمع العراقي، ليس لهدف تقريب الناس من الله والعبادة والايمان، بل لتأمين الولاء من خلال الدين. الامر الذي أدى إلى تشجيع مبدأ (العنف من أجل الله) في نفسية الفرد، حيث أخذت العدوى الغريبة تنتقل إلى نفسية العراقي والتي تفسر "الجهاد" على أنه (جواز قتل أي إنسان يختلف في الرأي).
ت. الجزئية الثالثة: (المراهقة السياسية)
هذه جزئية في غاية الاهمية، فقد كانت نتيجة ثقافة المونوبول وحرمان العقل العراقي من التعرف على الاختلاف ومبدأ تعدد وجهات النظر. وحرمان الفرد من إدراك التعددية في الفكر السياسي. الامر الذي أدى إلى ولادة مراهقة سياسية عامة، مبنية على أساس الانقسام والتشرذم من خلال ظهور مئات الاحزاب والتيارات وأحياناً كثيرة دون رؤية سياسية معينة، من أجل إشباع "الانا" الغريزية في "التعبير عن الذات" أو "لفت انتباه الآخر" التي تصل إلى حالة من الهستريا. خاصة وأننا نعلم أن "التعبير عن الذات" كان محرماً على العراقي. ولكن المشكلة لم تكن فقط على مستوى التيارات التي تشكلت بعد سقوط النظام بل حتى داخل صفوف الاحزاب المعارضة القديمة. فالتربية السياسية الشرقية جعلت تفكير قيادات الكثير من الاحزاب ضمن حدود ضيقة مقتصرة على دائرة العمل الفردي، والعمل من موقع القيادة من أجل تحقيق طموح مصلحي- ذاتي –أناني. وكان نموذج مجلس الحكم واختيار بعض الاعضاء أقاربهم وأولادهم في المناصب التي انبثقت من المجلس مثالاً واضحاً لهذا النوع من الهستريا الشرقية لمفهوم السياسة وقيادة الجماعة.
ث. الجزئية الرابعة: (الجنون الرباني)
يُعرِف علم النفس الاجتماعي ظاهرة الجنون الرباني بأنها نوع من الشخصية التي تعتقد أنها منزلة من الله، وقد إُختيرت لأداء مهمة معينة على الارض من أجل الله. وهذا النوع من "المرض النفسي" يختلف تماماً عن مبدأ الايمان بالله والعمل الصالح. إذ أن الجنون الرباني يخرج من طور (الدين يخدم الانسان من خلال حب الله)، إلى طور (الانسان يصبح قرباناً ووسيلة لتحقيق مأرب يتصور الفرد أنها مكلفة من قبل الله). وهنا تكمن المشكلة، إذ أن هذا النوع من الشخصية لاتعرف أنها مخطئة، لأنها مقتنعة أن الله يأمرها بكل ما فعلت أو تفعل، وذلك كله في خدمة الله، وليس هناك ضير في أن تدمر هذه الحياة، أية حياة... لأنها في كل الاحوال "فانية". فتراود هذه الشخصية أحلام وتصورات قد يعتقدها ميتافيزيقية وربانية. ويعتبر المراهقون والشباب اليافع قليلي الخبرة والاختلاط الارض الخصبة لمثل هذا الجنون الرباني. وعادة ما يحصل هذا الجنون للشباب الذكور فقط، وقليلاً مع النساء اللواتي نسبة هورموناتهن الذكرية (تيستوستيرون) أعلى من الحد الطبيعي، وخاصة بعد السن 16 وينتهي الاحساس بهذا الجنون الرباني عادة قبل 25 ، أو مع الزواج (وبالاحرى مع أول علاقة جنسية)، فالعلاقة الجنسية سواء كانت شرعية أو غير شرعية هي الحد الفاصل بين شعور الانسان بقدسية ذاته الربانية وإنسانيته الخاطئة. ولم يخطئ أجدادنا بتسمية الزواج أنها "دخول الدنيا".
ولو تتبعنا عمليات القتل الجماعي الانتحارية والمجازر التي حصلت في بغداد وكربلاء وأربيل، نجد أن المنفذين كانوا من الشباب اليافع المراهق، الذي كان مستعداً لأن يضحي بأغلى شئ في الوجود وهي حياته، لقتل أكبر عدد ممن يعتقد أنهم "أعداء الله".
أضف إلى ذلك، عدم معرفة الشعب العراقي الاسير بغايات الحرب، والرؤية الامريكية الغير ناضجة حول العراق والبرنامج الامريكي الغير متكامل عن مرحلة مابعد صدام، جعل دخول الافكار المتطرفة إلى العراق بحجة مقاومة أعداء العراق أمراً ميسوراً، ونجحت "القوى الخارجية" في زرع جذور حربهم الابدية مع قوى الشر الابدي (امريكا) حسب رايهم.
ج. الجزئية الخامسة: (جزئية تحويل العدوانية)
يلعب المبدأ الذي يعرفه علم النفس التحليلي ب(تحويل العدوانية) الدور الرئيسي في تجذر العنف والقتل في العراق. ففي هذا المبدأ الذي تكون مرجعيته على الاغلب عقدة الشعور بالنقص، تحاول (الأنا) التخلص من القلق وعدم الاستقرار النفسي الناجم عن وجود عدو مكروه غير مقدور عليه، من خلال صب جام الغضب والحقد على عنصر غير مكروه ولكن مقدور عليه. وفي العراق، حصل أن تحولت العدوانية النفسية والمعركة ضد العدو (أمريكا) الغير مقدور عليها إلى العدوانية ضد عراق جديد، يُعتَقَدُ أنه مخلوق أمريكي، وطبعاً كل من يرتبط بالعراق الجديد وببناء حجره الاساس ولو إرتباطاً وظيفياً سيكون هدفاً محللاً، فذلك هو خلاص مؤقت من العقدة النفسية بالنقص (عقدة عدم إمكانية التغلب على العدو القوي). ولهذا الامر تداعياته المستقبلية الخطيرة. فمع الاسف يخطئ من يتصور أن العراق بخروج الاحتلال سيأخذ معه هذا النوع من العنف المقابل. لأن علم النفس التجريبي يعطينا نموذج (الإشراط)conditioning . فقد أجريت في هذا النموذج تجارب على كلبٍ، كان السيد كلما يجلب الطعام يدق ناقوساً، وكان لعاب الكلب يسيل –طبعاً من اجل الطعام-، ولكن بعد عدة مرات، أخذ لعاب الكلب يسيل مع دق ذلك الناقوس حتى بدون وجود الطعام. وهنا أصبحت الاشارة الثانوية المرادفة (الناقوس) مفرزة لنفس التفاعل الفسلجي (سيل اللِعاب) الذي تحدثه الاشارة الرئيسية (الطعام). والتيارات التي تسبب العنف الان في العراق بهدف محاربة أمريكا، سرعان ما يحصل لهم هذا (الإشراط النفسي)، فيتفاعلون بنفس العدوانية مع العراق الجديد (كإشارة مرادفة) حتى بزوال الاشارة الرئيسية (أمريكا). وهذا يعني أن قيادة العراق إن لم تقم بتطوير مناهج نفسية-إجتماعية-سياسية تحميه من حالة (الإشراط النفسي)، فإنها لن تجد نفسها إلا وهي تسبب سيل لعاب أعداء أمريكا فيكون العراق عشاً تجتمع فيه كل صنوفهم.
ح. الجزئية السادسة: (الطور الهَش للإستقرار)
هذه الجزئية هي المرحلة الاولية من إنتقال المجتمع العراقي من طور الفوضى إلى مرحلة تكوين القالب النهائي أو النضوج –والمقصود هنا ليس معنى النضوج الايجابي فقط-، بل أن جزئيات مرحلة الفوضى وميزانها ومدى تسببها في تكوين مستقبلٍ معوق تُحدِثُ الشكل النهائي لذلك النضوج أو الاستقرار. لا ننسى أيضاً أن إيجابية وسلبية الاستقرار والنضوج هي حالة نسبية، فكل تيار أو جهة تمثل عقلية مختلفة سوف ترى الاستقرار إيجابياً إذا ما وافق أجندتها وتراه سلبياً إذا ما خالفها. وتأخذ هنا لعبة الوصول إلى السلطة الدور الرئيسي، فكل طرف ينوى أن يحصل على ثقله في الموازنة الاخيرة، فنرى اللجوء إلى كافة الاساليب من قبل القوى المتنوعة، التي تترواح بين التنافس الحزبي الشريف وعمليات إزاحة الآخر وتصفية الخصوم والاغتيالات.
تجدر الاشارة إلى أن الجزئيات الخمسة الاولى من مرحلة الفوضى قد تزامنت مع بعضها في نفس المكان ونفس الزمان، وقد عاصرها العراق ويعاصرها، أما الجزئية السادسة فهي زمنياً الاخيرة من مرحلة الفوضى، ولكنها هشة ومتقلبة، ولايمكن من خلالها التكهن بخاصية مرحلة الاستقرار، فمثلاً شكل الحكومة الانتقالية الحالية من –نموذج توافقي ليبرالي متفتح- لايعطينا تكهناً أن هذا النموذج باقٍ في مرحلة الاستقرار، لأن الحكومة نفسها طرف واحد من عشرات الاطراف التي تدخل الميزان.

3. المرحلة الثالثة / مرحلة الاستقرار أو النضوج
لاأستطيع أن أتكهن نقطة مستقبلية يصلها العراق، ولاحتى شكلاً نهائياً من النموذج النفسي للشخصية العراقية. فالانتخابات نفسها وخروج الامريكان وحكم الشعب.. كل ذلك لن تكون مؤشراً نفسياً-إجتماعياً للنضوج، لأن النضوج بشقيه –السلبي والايجابي- هو حالة الاستقرار النهائي. فمتى ما إستقر العراق على نموذج معين، بغض النظر عن صورته، سوف تكون تلك النقطة الوصول إلى خط النهاية والتكوين المتكامل –مرة أخرى أنوه إلى موضوعية المصطلح المجرد دون الحكم عليه بالسلبية أو الايجابية. فحتى الحكم على هذه المرحلة، إن جاءت، سوف يكون متفاوتاً، فعلى سبيل المثال، التطبيع النفسي العراقي على حالات القتل والقتال ومشاهد الدم، يجعل من وجود هذه المشاهد حالات "طبيعية" بالنسبة لهم، حيث تتأقلم النفسية العراقية على وجود تلك المشاهد، فيظر الاحساس المبكر بالاستقرار في نفسية الفرد، في حين أن المتتبع الغريب سوف يرى أن الفوضى لم تنتهي. ورغم خطورة هكذا تأقلم، ولكن الانسان العراقي يحتاج إلى الوصول "بحالته النفسية" إلى الاستقرار ولو ظاهرياً.
وأرى من واجب السلطة أن تراعي عدة نقاط، لإيصال الشعب إلى بر الامان:
1. العراق بحاجة إلى عمل مؤسساتي ومراكز بحوث لتفعيل دور الخبراء في مجال علم النفس الاجتماعي، وذلك لمتابعة وقراءة المجتمع من كافة جوانبه، وتوظيف تلك البحوث في خدمة الرفاهية النفسية للإنسان العراقي، المهدم المحطم. فكل بيت عراقي يحتاج اليوم إلى رعاية نفسية وإجتماعية للتخلص من إوجاع الماضي ومخلفاته، وإلا فكل بيت عراقي معرض اليوم للأنهيار.
2. الشاب اوالمراهق العراقي محتاج إلى الاهتمام الكامل به، لتوظيفه في صالح المجتمع وتثقيفه لكي يكون منتجاً ومبدعاً، ولحمايته من التطرف الديني والقومي والعنصري. وهنا تقع المسؤولية الاكبر على عاتق التيارات الحزبية التي ستكون مدارس تثقيفية للشعب، والتي من واجبها أن تضع أول هدف أمامها هو تثقيف كوادرها على أساس النزاهة ونبذ العنف والاحقاد وتشجيع مبدأ حقوق الانسان وحرية وإحترام الآخر، حتى ولو إختلفت أجندتها.
3. العراق في أمس الحاجة إلى منع ظاهرة (ترسيخ الاشارة الثانوية)، لكي لاتجتمع الدبابير والعقارب التي تقصد لدغ أمريكا فتنساها فتلدغ العراق إنتقاصاً من أمريكا. فالقيادة العراقية الحالية والمستقبلية بحاجة إلى أن تثبت كفاءتها السياسية لكسب ثقة الشعب بقدراتها في الدفاع عن مصلحة الوطن حتى بدون أمريكا.
4. قيادة العراق لاتحتاج فقط إلى فتح صفحة جديدة مع مراكز وقوى الشر في المنطقة، بل تحتاج إلى فتح صفحة جديدة مع شعوبها من خلال إختراق وسائل إعلامها وكسبهم إلى صفها، فليست الحكومات وحدها هي التي تصدر العنف إلى العراق، بل هناك مؤسسات شعبية منظمة أو شبه منظمة تفعل ذلك، أحياناً بسبب عدم فهمها الواقع. فقناعتي بأن الكثير من مُصَدري العنف لو قرأوا الشعب العراقي البائس على حقيقته، لتراجعوا عن أساليبهم في تدمير العراق. ومسؤولية العراق هي أن تظهر ذلك. فإذا كان صدام مثلاً يدفع الملايين لوسائل الاعلام كالجزيرة وغيرها لتحسين صورته القبيحة، فما الضير من أن تصرف الحكومة العراقية بضعة دولارات على أصحاب هذه الابواق التي تنعق منذ أن قطع رزقها، لكي تحافظ على صورة عراق جميل بعد أن ولى عهد الحرمان.


ميرزا حسن دنايي (باحث في قسم الطب النفسي) - المانيا



#ميرزا_حسن_دنايي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هدنة بين السنة والشيعة في باكستان بعد أعمال عنف أودت بحياة أ ...
- المتحدث باسم نتنياهو لـCNN: الحكومة الإسرائيلية تصوت غدًا عل ...
- -تأثيره كارثي-.. ماهو مخدر المشروم المضبوط في مصر؟
- صواريخ باليستية وقنابل أميركية.. إعلان روسي عن مواجهات عسكري ...
- تفاؤل مشوب بالحذر بشأن -اتفاق ثلاثي المراحل- محتمل بين إسرائ ...
- بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في ل ...
- برلماني أوكراني يكشف كيف تخفي الولايات المتحدة مشاركتها في ا ...
- سياسي فرنسي يدعو إلى الاحتجاج على احتمال إرسال قوات أوروبية ...
- -تدمير ميركافا وإيقاع قتلى وجرحى-.. -حزب الله- ينفذ 8 عمليات ...
- شولتس يعد بمواصلة دعم أوكرانيا إذا فاز في الانتخابات


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميرزا حسن دنايي - مراحل التحول السايكوسوسيولوجي وتأثيرها في مستقبل العراق