|
جريمة تفجير الكنائس لا تختلف عن جريمة تفجير الاحياء السكنية والمناطق الشعبية
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 916 - 2004 / 8 / 5 - 11:40
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
سيبني العراقييون دولتهم المستقلة الديمقراطية التعددية الفدرالية الموحدة
لم يكن مستبعداً ان تطال يد الجريمة المنظمة والارهابية اماكن العبادة للاديان الاخرى وفي مقدمتهم المواطنيين العراقيين المسيحيين، لأن المجرمين الذي يرون في قطع رأس أي انسان بدون رادع من ضمير انتصاراً لدينهم ومعتقداتهم لا يتورعون في التجاوز و الاعتداء على كل مقدس ومحرم اذا استطاعوا الوصول اليه.. وان المجرمين قتلة الاطفال والنساء والشيوخ الذي يرون في تفجير الاحياء السكنية واماكن العبادة والمحلات التجارية والفنادق ومراكز الشرطة والدفاع المدني والجيش العراقي وانابيب النفط ومحطات الكهرباء والماء وذبح الناس الأبرياء بحجة الانتقام من الاحتلال ومن اجل تطبيق الشريعة الاسلامية فهم مستعدون ليبيع نفسهم الى الشيطان من أجل تحقيق مطامحهم ومصالحهم الانانية التي تتسلق رقاب الناس اجمعهم لقطعها ولا يردعهم لا دين ولا شريعة ولا قانون وضعي ولا اية رجفة من ضمير انساني.. ومثلما لم يكن مستبعداً تفجير اماكن العبادة للمسلمين والسعي لخلق الفتنة الطائفية والمحاولات الدنيئة لإشعال حرب اهلية لا حدود لكوارثها ومأساتها، ولحرب قومية وفتن طائفية فأن الامر بالجريمة سيبقى متوقعاً ممن لا ضمير ولا وجدان لهم ولا دين على الرغم من ادعائهم الكاذب بالدين والايمان واتهام الآخرين بالكفر والالحاد.. هؤلاء الذين يقومون بارذل الاعمال واخسها ضد الجماهير الشعبية العراقية ويطربون في تعذيب الآخرين ويتفننون في التدمير والتخريب.. منذ ان سقط النظام الشمولي وبدأت الاوضاع تعود الى طبيعتها واستعداد القوى الوطنية والشعب العراقي للعمل المتأني من اجل انهاء الاحتلال وعودة السيادة للعراقيين وصولاً الى اجراء الانتخابات الديمقراطية الحرة راحت المجموعات الارهابية وفلول النظام الشمولي والعصابات الاجرامية المنظمة بتفعيل وتصعيد اعمالها الاجرامية وتوسيع وتنويع ارهابها بكذبة محاربة وطرد قوات الاحتلال، لكن الوقائع المادية اثبتت بدون اي شك ان جوهر اعمالهم المجرمة كان هدفه على ابقاء الاحتلال اطول فترة ممكنة لكي يتخذ هذا الاحتلال ذريعة في في تنفيذ مخطاتهم الاجرامية بعدما فقدوا مصالحهم بانهيار النظام الشمولي، فبدأ ت خطط الاغتيالات والتفجيرات وضرب البنى التحتية وعرقلة اعادة بناء العراق وغيرها من الاعمال الارهابية المنافية لكل القيم الاخلاقية والدينية والانسانية.. ان الاعمال القذرة لا تختلف في شكلها او جوهرها وهي متساوية مهما بالغ الذين يتحججون بها ويفلسفونها من بعض رجال الدين على مختلف مشاربهم ومعتقداتهم، فالتحريض على المقاومة المسلحة ومسلسل التفجيرات الدموية بالسيارات المفخخة التي تصيب 99% من المواطنين العراقيين وبخاصة الفئات الشعبية واتهام الحكومة الانتقالية الموقتة بالعمالة ما هو الا ذر الرماد في العيون لأنه تشجيع على استمرار قتل العراقيين الابرياء وتهديم منازلهم واماكن عملهم ومنع يد العمران من المواصلة لبناء العراق الذي عانى من حكم الطاغية صدام حسين وحزبه البعثفاشي العراقي. هؤلاء الذين تضررت مصالحهم وفقدوا موائد ارتزاقهم من قبل النظام البعثفاشي، هم كانوا مستفيدين مترفيين يحمدون ويسبحون بأسم صدام حسين ويمجدون في تفسير اقواله التي كانت تسبق كل قراءة أي آية من آيات القرآن الكريم، الكل يتذكر خطب ايام الجمعة من قبل هؤلاء الذين لم يتورعوا في تلك الخطب الدينية بمناسبة وغير مناسبة من تمجيد اسم الرئيس المؤمن حتى وضعوا مقامه كمقام الانبياء ، انهم يتساوون مع القتلة لأنهم يحرضون من جهة ويستنكرون من جهة أخرى كذباً وبهتاناً وزرواً . لماذ لم يقف احدهم في يوم من الايام الا القلة القلية التي لا تتعدى اصابع اليد في وجهه الطاغية وحكمه الظالم؟ ولماذ لم يقوموا بالتحريض ضده في خطبهم ويستنكروا الجرائم التي تقشعر لها الابدان، من تهجيرالناس وقتلهم واغتيالهم ومن الحروب الداخلية والخارجية التي افتعلها، واحتلال بلد عربي مسلم ونهبه وتدميره وقتل وسبي اهله المسالمين، وكذلك الكيمياوي الذي استعمله في كردستان العراق والانفال ضد الكرد والمذابح الجماعية في الجنوب والغرب وسحق ومحو مدن بأكملها وهد منزلها فوق رؤوس ساكنيها ، وهدم آلاف القرى وحرق المزارع والبساتين والسجون التي كانت تمتلأ بالسياسين او الاعمال الموشينة اللاخلاقية التي كان اولاده وافراد عائلته وعشيرته يمارسونها بدون اي رادع او خوف من قانون؟ لماذا لم يحتجوا ضد حكمه الجائر والاكثر من الكافر؟.. أكان ذلك مطابقاً للدين الاسلامي؟ أولأنهم كانوا مستفيدين ويقبضون بالعملات الصعبة لكي يفتوا له بالحكم ويعتبرونه حاكماً عادلاً يطالبون باطاعة أمره؟ ولماذا الآن بعد ان تحررت البلاد من غيه وظلمه وعاد للعراقيين حقهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم بدون وصاية من حزب أو رجال دين مخادعين مع شديد احترامنا للشرفاء منهم او عشيرة او عائلة.. ان الانتقال الى اماكن عبادة الاخوة المسيحيين وتفجير اماكنهم وارتكاب المجازر الدموية بحقهم ما هي إلا اعمال اجرامية مرفوضة من كل الشرائع السماوية والانسانية ، وهو ان يدل، يدل على مدى استهتار الارهاب بالقيم الاسلامية الحقة التي تفرض على الانسان احترام حق الناس في الاعتقاد وحرية الرأي ، انه عمل لا اخلاقي هدفه استمرار القتل والتدمير ، لقد كانت حججهم انهم يحاربون القوات المحتلة فأي قوات محتلة يتحدثون عنها وهم يقتلون ابناء شعبنا العراقي ويدمرون ويخربون اي بناء يهدف مصلحة العراق والعراقيين. لن يرحمهم التاريخ ولا المستقبل ولا تعاليم الدين الاسلامي وغيرها من الشرائع السماوية والوضعية السمحة والمحبة للخير والسلام.. لن يموت العراق ولن يحكم مرة ثانية بالدكتاتورية لا بحجة القومية ولا بالدين او مسميات سموها هم وابائهم ، سيعيش العراق لكي يحقق العراقيون قيم العدالة والقانون في دولة تضم كافة القوميات والاديان والطوئف المتآخية.. سيبني العراقييون دولتهم المستقلة الديمقراطية التعددية الفدارالية الموحدة مهما كانت العواقب والصعوبات التي يزرعها دعاة الشر والجريمة.. ----------------------------------------------
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا تريد القوى المحافظة في ايران من العراق والعراقيين؟
-
مازال يوم 14 تموز مشرقاً ومشمساً في سماء العراق - رد على الس
...
-
رد على السيد مصطفى القرة داغي - لقد كان ذلك اليوم مشرقاً ولي
...
-
البيئة في العراق ومحاكمة صدام حسين وسلطته الدكتاتورية القمعي
...
-
فتوى السيدة صون كول جابوك عضوة مجلس الحكم السابق في محاكمة ص
...
-
من المسؤول عن استشهاد عائدة ياسين وصفاء حافظ وصباح الدرة ومئ
...
-
المرهون إلى الباب المحكم
-
فاقدين الشيء.....شعر
-
رواية بهية مادليني في ايلاف عن مشعان الدليمي -جميس بوند- جدي
...
-
المحاكمة التي يجب ان تكون اكثر من عادلة
-
يا سيدتي الشبق المتخفي خلف الجفنيّن
-
سفر الحلم
-
كل السلطة للحكومة العراقية المؤقتة
-
بغداد المطلية بالبرق القادم
-
طالبان في الفلوجة مجدداً
-
لاتراجع عن نقل السلطة للعراقيين وإنهاء الاحتلال الاغتيالات و
...
-
لا تخافي
-
آيار الرمز والأمل والغبطة والفرح القادم
-
رنين القادم في التأويل....!
-
رؤيا في ظلال العراق الحزين
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|