أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - هكذا يجب أن تكون الخُطب














المزيد.....

هكذا يجب أن تكون الخُطب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3008 - 2010 / 5 / 18 - 10:33
المحور: المجتمع المدني
    


الحمدُ لله على نعمة الحب التي وهبنا الله إياها , والحمدُ لله الذي أعطانا قلوبا نحبُ بها الوجوه الجميلة ونحيا بها حياة كلها طراوة وتلك القلوب إن لم نعشق بها سيحاسبنا عليها الله بسبب تجفيفها , ونحمده على نعمة الأدب الذي وهبتنا إياه الفلسفة ُ وحبُ الحكمة ِونحمده على نعمة الشعراء والأدباء وكُتّاب الحوار المتمدن , ونحمده ونشكره على نعمة اليسار وعلى نعمة المثقفين , ونعوذُ بالله من شرور القمع والجلادين واليمين المتطرف واليسار المُتطرف ومن كل فكرٍ متطرف,أما بعد: فإنني أوصيكم بأن لا تقطعوا شجرة أو نخلة وليس من الجائز قطع الأعناق والأرزاق وطرد العمال من أعمالهم وأنتم تتلون الكتاب أناء الليل وأطراف النهار, تطردونهم بحجة إنذارهم أكثر من مرة وبحجة إشعارهم أكثر من مرة , فإن كنتم لا تحبون قطع الأشجار كما تزعمون فبالله قولوا: _لي_ كيف تجيزون لأنفسكم قطع الأيدي الناعمة والأعناق والأرزاق , إنني أسألُ الله لي ولكم الهداية بأن يهدبنا جميعنا إلى الحرية والديموقراطية وأن تحترموا حقوق الأطفال والشبيبة.

لقد عشت عُمري وأنا بين ظهرانيكم أسمع الشيوخ وهم يفتخرون بديننا الذي لا يسمح بقطع أشجار الأعداء فكيف بالله يسمحون بقطع أيدي وأعناقَ الأصدقاء من أبناء دينهم وجلدتهم فاتقوا ربكم يوم تزلزلُ الساعة وأنتم عنها غافلون , لقد آن الأوان لنغيّر من أسلوب الخطاب الديني لنجعله يرتقي إلى مستوى لغة الحوار مع الآخر بدل لغة التصادم معه وأن نتقبل بعضنا دون حساسية أو كره ٍ للآخر لمجرد أن رأيه مختلفٌ عن رأينا.

فإننا نسأل الله العلي القدير أن يزيد في أعداد محبي الحرية والديمقراطية والتعددية الفكرية والثقافية وأن نتنوع في شهر رمضان في بث البرامج الثقافية لنا ولأحبابنا كما نتنوع في تقديم الأطعمة المختلفة على موائدنا فكما نُقدّمُ الأطعمة المختلفة على موائدنا لمعداتنا وبطوننا وكروشنا وألسنتنا على اختلاف أذواقها ومشاربها يجب أن نُقدم لأرواحنا وقلوبنا ثقافات مختلفة ومتنوعة , إن الثقافة اليوم ليست نوعاً واحداً فهي متعددة الألسن والأمزجة ولكل لسانٍ مذاقه الخاص مثلها مثل الألعاب الرياضية المتعددة ولكل إنسانٍ منّا في رأسه مدينة ٌ من الأفكار والمعتقدات يقفلها على نفسه ويطوفُ بها , ويجب أن نطلب الهداية من الله لتزداد رغبتنا بالمساواة بين كل أجناس البشر ,ونسأله أن يمد في أعمار كُتاب القصص القصيرة والطويلة وأن يجعل لنا في كل عاصمة عربية كاتباً للرواية يرسم بقلمه وجوهنا وكشراتنا وضحكاتنا وآلامنا كما يرسم الفنان بريشته الأهداب والعيون والمناظر الطبيعية , وأن يصور مناظرنا غير الطبيعية ونحنُ نقفُ طابوراً في المستشفيات إذ في كل لحظة نخافُ أن تنزلق أقدامنا فنقع في مستنقعات الدجالين والنصابين والمد بلجين لأفراحنا , ونعوذ بالله من الحاكم القصّاب والمستبد ونعوذ بالله من كل مستبدٍ برأيه ومن كل دكتاتور يحكم بالحديد وبالنار ويمنعنا من إقامة الأمسيات الشعرية والأدبية وتأسيس المنتديات الأدبية والاجتماعية, لقد حلّت اليوم نظرية العلم والمعرفة في الحُكم بدل القتل والجلد والصلب ونطلبُ من الرب ونحنُ وقوفًٌ بين يديه أن يهدي الرجال العرب فيمنحون النساء حرية الاختيار في كل شيء وأن يسافرن ويعبرن المحيطات وهن على ثقة بأنفسهن بلا خوف أو مِحرمٍ أو وجلٍ ,أو قلق من وجود عنترة العبسي تحت السرير أو خلف البطاقة الشخصية وجوازات السفر, ونعوذ بالله من شرور التخلف وأرقام التنمية الكاذبة , ونحمده على نعمة التعبير عن الرأي والرأي الآخر , ونسأل الله أن يزيد في أعداد مؤسسات المجتمع المدنية وأن يزيد من أعداد الملاهي الليلية لكي نجد متنفساً لنا يوم تذيق بنا الأرضُ بما رحبت , ونشكره على نعمة المطابع والصحف الإلكترونية والمدونات الثقافية ونشكره ولا نكفره على نعمة الأحزاب السياسية ونسأل المواطنين أحباب الله أن يدخلوا الأحزاب السياسية كما يدخلون المساجد ليجدوا فيها درسا نافعاً ينفعهم في الدنيا وفي الآخرة , فإن الأمة التي تخلو من الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدنية سوف تدخل النار دون حسابٍ فاتقوا ربكم ولو بمقالٍ واحد أو بقصيدة شعر تفضحون بها كل من تسولُ له نفسه الضرب بيد من حديد على رؤوس وأشهاد المثقفين.

وإن الرب يا أيها الأخوة قد سلك بنا طريقاً نحو الرومانسية فلا تصدوا أبناءكم ولا جيرانكم ولا إخوانكم في المجتمع المدني عن ممارسة حقوقهم الرومانسية في الحب والأشعار والكتابات الساخرة , فأي أمة لا يوجد بتا كاتبٌ ساخر فهي أمة بلا مستقبل وأي أمة لا يوجد فيها شاعر مرهف الحس تكون أمة كأمة الحيوانات ليس لها مشاعر ولا أجنحة طائرة تطير عبر الفضاءات الرحبة إلى عوالم الحس والفن والتذوق , وفي النهاية نسأل الله أن يقربنا من اخواننا المسيحين في العادات والتقاليدغير الضالين وأن ينور قلوبنا بالمحبة كما نوّر لهم قلوبهم بالحرية وبالمساواة وبالتعدديات الثقافية والسياسية وأن يمنحنا الله حكومات تحب الثقافة ورفع مستوى شعوبها كما يفعلُ الأسبان والألمان , وأن يزيدوا لنا من دعمهم للرفاهية لنا ولأبنائنا وأن يرينا الله دربنا إلى ملكوته الذي لن يدخله في هذا الزمن إلا الأحرار والمدافعين عن حقوق الإنسان وأن يوفقنا الله كما وفق الأمريكان والإنكليز إلى درب السعادة الأبدية وأن يدخلنا في ملكوته السرمدي وأن يسامحنا على ألف عامٍ قد مضت دون أن نحقق للشعوب العربية الرفاهية , أقولُ ما تسمعون وسلامٌ على الديمقراطيين ,وكفى بالله شهيدا على عذابنا اليوم



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى من يهمه الأمر
- هل أنا مواطن أردني؟
- في حاره مليانه إبساس
- الكتب التي أكلتها
- إدعاء النبوة والكذب على الله
- اليوم عيد ميلادي
- الزوجة والخادمة
- في ناس هيك, وفي ناس هيك
- العائلة المسيحية والعائلة المسلمة
- تعليم القيم وتعلمها
- لساني
- باركني
- المثقف المبدع
- تصاعد أعمال العنف المجتمعي في الأردن
- المرأة وحرية الاختيار
- احنا وين والعالم وين!
- الدين المُحرف
- كيف تختارين زوجك؟
- مشكلة الفقر والفقراء
- إسماعيل ياسين الضاحك الباكي


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - هكذا يجب أن تكون الخُطب