|
أخر ما حرر ...
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 3008 - 2010 / 5 / 18 - 08:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
.....ميتشيل سيعود إلى المنطقة مجدداً وكل المؤشرات والدلائل تقول " تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي" فإسرائيل ستستقبله كالعادة بالإعلان عن مشاريع استيطانية جديدة في القدس،ولكن هذه المرة على نحو أكثر ضخامة فالحديث يدور عن مشاريع استيطانية ومجمعات تجارية ملاصقة للأقصى،وبالمقابل العرب سيستقبلونه بالمزيد من التنازلات تحت حجج وذرائع الواقعية والعقلانية من أجل كشف إسرائيل وتعريتها وفضحها وشل عرضها وحشرها في الزاوية كرافضة للسلام، ولسان حالهم يقول"اللهم لا نسألك رد القضاء بل اللطف فيه" و"اللهم لا تزيد من خزينا وذلنا وفضحنا أمام شعوبنا" و"اللهم أرحنا من فلسطين والفلسطينيين الذين ينغصون علينا حياتنا". في ملف المصالحة الفلسطينية تبذل جهود شعبية وحزبية فلسطينية من أجل طي صفحة هذا الملف،ورغم الحديث عن اجتماعات جمعت بين قياديين من حماس وفتح،فمن المؤكد أن صفحة هذا الملف لن تطوى قريباً،فعدا العامل الذاتي والمتمثل في الحسابات الخاصة لكل من فتح وحماس فإن العامل الموضوعي يكتسب أهمية خاصة،حيث أن أمريكا تضع فيتو كبيرة على ملف المصالحة ولن تسمح بتحقيقها قبل الانتقال إلى المحادثات المباشرة وحدوث اختراق فيها يقوى من سلطة الطرف الفلسطيني المفاوض،ناهيك عن أنه لهذا الملف الكثير من الاستحقاقات المالية والسياسية،والتي لا يستطيع أي طرف فلسطيني حزبي أو شعبي مهما كان مخلصاً أو لديه من الغيرة والحرص الكثير على المصلحة الوطنية،فهو غير قادر على تقديم ضمانات بشأنها،ولذلك فالمصالحة لن تسوق أو تباع إلا عربياً وإقليمياً ودولياً. في الوقت الذي تدخل فيها الكثير من دول العالم موسوعة "دينس" للأرقام القياسية من باب أخر الاختراعات العلمية والتطورات التكنولوجية مثل أحدث وأضخم طائرة أو سفينة أو أسرع وأحدث حاسوب أو صاروخ وغيرها،يتفوق عليهم العرب النشامى ونسور الجو والبر والبحر ويسجلون انتصارات هامة في هذا المضمار،حيث يدخلونها من باب بطونهم وفروجهم،فلدينا أكبر سدر كنافة وأكبر صحن حمص وأكبر قالب حلاوة والحبل على الجرار،وفي باب الفروج فمن المتوقع أن نسجل رقماً قياسياً في باب أطول ق...،وحبل الانتصارات طويل في هذا المضمار. على صعيد الذهب الأبيض وتجارة الجنس ودور البغاء والتحرش الجنسي فلدينا أرقام قياسية ولا ينازعنا فيها أحد فالتقرير الدولية في هذا الجانب تشير إلى أن دولتين عربيتين تحتلان المركزين الثاني والسادس عالمياً على صعيد تجارة الجنس،بل وأكثر من ذلك من أصل 350 قناة جنسية يمتلك شيوخنا وأمراؤنا ورجال أعمالنا أطال الله في أعمارهم وأدامهم سنداً وذخراً لهذه الأمة 280 قناة جنسية،طبعاً تبث فقط لدولنا ولدول جنوب شرق آسيا،وأبعد من ذلك فدولة عربية لا يزيد عدد سكانها بأجانبها عن مليون ونصف مليون نسمة فيها 30000 عاهرة،وتصوروا الرقم لو كانت تلك الدولة بحجم الصين الشعبية،وأيضاً في أكثر الدول العربية تمسحاً بالدين وإصداراً للفتاوي تشير الاستطلاعات إلى أن 25 % من طالبات المدارس هناك يتعرضن إلى التحرش الجنسي،وبما يؤشر إلى مرض الهوس الجنسي العصابي في بلادنا،فكل أنثى مستهدفة طفلة أو مراهقة أو سيدة وحتى عجوز،ولا فرق إن كانت سافرة أو محجبة وحتى منقبة على طريقة "النينجا"،وطبعاً كل ذلك يحدث في بلاد الإسلام والمسلمين والعرب العاربة والمستعربة،بلاد الأخلاق والعفة والشرف وليس في بلاد الكفر والإلحاد وانعدام الأخلاق والقيم،وفي هذا المجال نسجل إنجازاً لأحد التيارات الدينية في دولة عربية أو أكثر، حيث قامت بتخصيص محامين يقومون بمتابعة اللقطات الجنسية في الأفلام المعروضة وبعد الاستمتاع بالمشاهدة،يقوموا بعرضها على جماعتهم، لكي يقوموا لاحقاً برفع دعاوي في المحاكم عن الفجور وانهيار القيم والأخلاق،أو دعوة ممثليهم في البرلمان لطرحها في المناقشات البرلمانية،باختصار"اللي ما شافش يشوف ويتفرج"، ومن بعدها نقول بأن مجتمعاتنا والحمد لله متدينة ولا توجد وتتفشى فيها الأمراض الاجتماعية الموجودة في الغرب المنحل وعديم الأخلاق والقيم،تماما كحال النعامة التي تضع رأسها في الرمال وباقي جسمها مكشوف. مع اشتداد حرارة الضيف تزداد حرارة المشاكل الاجتماعية "الطوش" والفزعات،ويتحول دعاة أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة،وخير أمة أخرجت للناس إلى مجموعات من القبائل والعشائر،بحيث تشعر في كثير من الأحيان أنه لا رابطة دم ولا دين ولا انتماء تجمع بين أبناء هذه الأمة،حيث ترى في الكثير من الأحيان أن العديد من الأرواح تزهق على قضايا خلافية لا تستحق حتى مجرد التلاسن اللفظي وليس القتل،فتسمع أن فلان قتل على خلفية شجار عائلي أو على ميراث أو حدود أرض أو أولوية مرور أو مجرد كلمة غير لائقة أخلاقياً واجتماعيا،ناهيك عن حرق البيوت والممتلكات وعدم احترام حرمات البيوت ودور العبادة والمشافي والمؤسسات التعليمية،ولا نستمع الى أو نحترم لا نص قرآني أو حديث نبوي أو رأي عاقل أو مثقف،بل نترجم الحديث النبوي الشريف" أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " وفق تخلفنا الاجتماعي فبدل رفع الظلم عن المظلوم نزيد من ظلمه،وكذلك في الكثير من مشاكلنا الاجتماعية التافهة والبسيطة والشخصية نخرجها عن إطارها وسياقها ونحولها إلى حروب قبلية وجهوية وعشائرية وطائفية على غرار حروب داحس والغبراء،وتحت يافطة كاذبة ومخادعة اسمها التسامح والأخوة والكرم والشهامة نستحضر كل الأحاديث والآيات القرآنية من أجل أن لا يتعرض الجاني أو المتسبب في المشكلة لأي نوع أو شكل من أشكال العقاب أو المساءلة،ونمنع أيدينا عن شرب فنجان القهوة صاحب المفعول السحري في حل أي مشكلة مهما كبر حجمها حتى يستجاب إلى طلبنا فنشربها وندفن النار تحت الرماد وهكذا دواليك, نكبة شعبنا مستمرة ومتواصلة،حيث الإحتلال يصعد من إجراءاته وممارساته القمعية،والتي أصبحت تأخذ شكل التشريعات والقوانين العنصرية المستهدفة لشعبنا الفلسطيني وجوده،فهناك تشريعات عنصرية من أجل طرد وترحيل أهلنا في الداخل الفلسطيني،وأخرى خاصة بالمقدسيين وحتى المحاصرين في قطاع غزة كان لهم نصيب من "خيرات"الاحتلال فعدا الحصار والتجويع كان قانون أو قرار 1650 والذي ينص على طرد وترحيل كل من يحمل هوية القطاع ويقيم في الضفة أو القدس بشكل غير قانوني على حد زعمهم،والأسرى في سجونهم لم يسلموا من ذلك،حيث تمت مساومة العديد منهم بعد أن انتهت فترة حكمهم إما بقبول الطرد والترحيل إلى قطاع غزة أو الخارج أو البقاء في المعتقل بشكل دائم ومفتوح إلى أن يشاء الله. الأسرى في سجون الاحتلال ما زالت معاناتهم مستمرة ومتواصلة والذين منهم يدخلون كتاب "دينس" للأرقام القياسية بطول عدد سنوات حكمهم التي يقضونها في السجن في تزايد مستمر،والذين يتحولون من شهداء مع وقف التنفيذ إلى شهداء فعليين يزدادون أيضاً،وكذلك أعداد المعزولين منهم تزداد،ناهيك عن الحرمان من زيارات الأهل للكثير منهم ولسنوات طويلة ...الخ،ومن غير المتوقع لهذا الجرح النازف في الجسد الفلسطيني أن يغلق قريباً.
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نتنياهو متصالح مع ذاته ..
-
أضحكوا على الشعب تسعة وتسعون مره وصارحوه بالحقيقة مره ..
-
النكبة متواصلة ومستمرة ...
-
حرب على الأسرى .....حرب على قيادات الداخل الفلسطيني...
-
اسرائيل والترجمة الفورية لإستئناف المفاوضات ..
-
عندما لا يتحدث البعض من فمه
-
في ذكرى عيد العمال العالمي/ واقع الطبقة العاملة الفلسطينية
-
سعدات عزل مستمر ومتواصل ..
-
صارحوا الشعب بالحقيقة ..
-
يوم استقلالهم .....يوم نكبتنا ...
-
أزمة الصواريخ السورية / والتعديل في ميزان القوى ..
-
دعم القمم العربية ..
-
لننتصر لأسرانا في معاركهم النضالية ..
-
القدس/ المطلوب حالة نهوض وتوحد ..
-
قمم بلا معنى وبلا قيمة ..
-
الأسير المناضل ابراهيم مشعل/ يدخل عامه الإعتقالي العشرون ..
-
في يوم الأرض .....ماذا تبقى من الأرض ...؟؟
-
تجارة المراكز الطبية
-
في عيد الأم/ ماذا بشأن الأم الفلسطينية ...؟؟
-
القدس / صدر مكشوف لخناجر التهويد..
المزيد.....
-
ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف
...
-
زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
-
-خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
-
الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
-
ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات
...
-
إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار
...
-
قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
-
دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح
...
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|