الأصل والبقية تتبع

احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 916 - 2004 / 8 / 5 - 11:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات

الأصل والبقية تتبع
نحن الآن في الألفية الثالثة وتجادل الأوربيون مع الأمريكيين وتبادلوا التهم على أعلى المستويات ومما رشح عن تلك التهم كون القارة الأوربية هي ذلك الهرم العجوز أمام العنفوان الأمريكي, يوجد من يقول الآن: أوربا يا رجل.أوربا الحضارة والتاريخ بأسره وهو منبهر, بلا داع أو مبرر (أمريكا صعلوك, أمريكا مافيا, أمريكا رعاة بقر..وأمريكا هجانه..)وكل هذا حق يراد به باطل.مقدمة صحيحة ونتيجة خاطئة ,وهذا مخالف لأبسط قواعد المنطق الرياضي السائد في الوقت الحاضر .
قوتان فتيتان نشأتا مع القرن العشرين هما روسيا وأمريكا وقد اضطرتا للتدخل بقوة لإنقاذ أوربا العتيقة من الهلاك المحقق , أما الأولى فقد عادت لتحتل حجمها الطبيعي , وأما الأخرى فقد تعدت حدود الطبيعة .
مشروع مارشال الذي أعاد أوربا من غرفة الإنعاش إلى ممارسة حيا ة جديدة واهنة, وربما يعود الشيخ إلى صباه, ولكنه يظل شيخا بكل معنى الكلمة. ومما عرف عن الأمريكي السائح في أوربا أنه يسأل كأي مقاول , وهو يقف أمام احدى القلاع الأوربية الشامخة:
- كم تساوي هذه القلعة بالدولارات الأمريكية.
وإذا كان الحارس تقليديا. أي أوربيا بحكم العادة فسيجيبه ساخرا
- هل تحسب الدولارات الأمريكية قادرة على شراء كل شيء ؟!
ويصّد عنه المقاول الأمريكي قائلا في نفسه
( لقد فاتك القطار أيها الأوربي العجوز.. ولن تدرك ذلك لأنك ستكون عما قريب في ذمة التاريخ نفسه)
ماذا تقول بنفس الطريقة عن واقعنا العربي؟
إذا وقف الشيخ والأمير ناهيك عن الملك على آثار مصر( العظيمة )والعراق (العظيم) فماذا سيقول...
سامحوني, سأقولها....
سيعيد الموقف نفسه .. .....
بل سيزيد عليها من عنده:
- اشبعوا الخبز....ثم بعد ذلك قدسوا التاريخ كما شئتم...
هذا إذا لم يقل:
- إن علاقتكم بمصر والعراق هي مجرد علاقة مكانية .
فاحرسوها جيدا ولكم الشكر

احمد مصارع
الرقة 2004

#احمد_مصارع (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات