أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - منذر الحلولي - التحول الديمقراطي














المزيد.....

التحول الديمقراطي


منذر الحلولي

الحوار المتمدن-العدد: 3007 - 2010 / 5 / 17 - 17:15
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


التحول الديمقراطي

بقلم/ منذر السيد الحلولي

إن مفهوم التحول الديمقراطي يعني بدلالاته اللفظية المرحلة الانتقالية بين نظام ديمقراطي ونظام غير ديمقراطي، فالنظام السياسي الذي يشهد تحولاً ديمقراطياً، يمر بمرحلة انتقالية بين نظام غير ديمقراطي في اتجاه التحول إلى نظام ديمقراطي، مرحلة التحول الديمقراطي بهذا المعنى هي مرحلة تمر بين حدي نقيض، وهي مسكونة بتركيبة تجمع خصائص من كليهما، وفي المراحل البدائية لهذا التحول تكون الغلبة لخصائص مرحلة ما قبل التحول، هذا إذا كان ذلك التحول يحدث بشكل متدرج وليس من خلال تحول جذري يقلب الأمور رأساً على عقب، ويحول النظام السياسي من نظام غير ديمقراطي إلى نظام ديمقراطي .

وبهذا المعنى فأن البدء في إحداث التحول الديمقراطي، يعني في إطار موحد بداية تحطم النظام التسلطي القديم، والأمر هنا نسبي بمعنى أنة ليس بالضرورة أن تشكل كل مرحلة انتقالية للتحول الديمقراطي أن تصلنا بالفعل إلى درجة الديمقراطية، لان التحول الديمقراطي قد يقف عند حدود معينة من تحقيق الانفراج السياسي، ولا ينتج نظام ديمقراطي، بل من الممكن أن يشكل التقدم الذي تم تحقيقه في سياق هذا التحول انتكاسة لاحقاً، وهذا بالطبع أمر ذو صلة وثيقة بنمط التحول الديمقراطي وقبل ذلك العوامل والمداخل التي دفعت في سبيله .

ويمكن النظر إلى الأسباب التي تدفع في سبيل حدوث التحول الديمقراطي، بالرغم من اختلاف هذه الأسباب من حالة إلى أخرى، إلى تشابه السياقات المجتمعية لمجموعة من النظم السياسية، وتشابه خبرات عملية التطوير السياسي في هذه النظم مما يؤدي بالتبعية إلى تشابه هذه الأسباب، وتنقسم أسباب التحول الديمقراطي إلى مجموعتين:-
المجموعة الأولى : تنبع من بيئة النظام السياسي الداخلية .
المجموعة الثانية : تنبع نتيجة التدخلات الخارجية .

إن مستقبل الديمقراطية في أي بلد من البلدان يرتبط بمسار تجربتها السياسية، وما انتهت إلية هذه التجربة من محصلة في مجال المشاركة السياسية وحقوق الإنسان والحريات العامة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وكذلك إلى نوعية البنى المشتركة ما بين الدولة والمجتمع وعلاقتهما الداخلية وارتباطاتهما الخارجية، لهذا فأن مصير الديمقراطية مرتبط بنتائج معركة فكرية وسياسية، فهي لا تولد من تلقاء نفسها بصورة عفوية، ولست مفهوم جاهز وثابت لا يحتاج إلى تطبيق ولكي تنجح فيلزم العمل على جبهتين :-
الجبهة الأولى : جبهة تحييد النفوذ الخارجي .
الجبهة الثانية : جبهة الإصلاح المؤسساتي للدولة .

من الممكن أن يحدث التحول الديمقراطي عن طريق الدعم الخارجي، والمال السياسي، للقوى التي تطمح في الوصول إلى النظام ، لكن لا يمكن لهذه القوى أن تكون ديمقراطية، ولا يقتصر التعامل مع الديمقراطية على اختزالها في الانتخابات، لأنها تعني في ابسط معانيها صيغة القبول بالأخر، وبالتالي إتاحة التداول السلمي للسلطة بين قوى المجتمع المتعددة، كانت أحزاب أم جماعات، ومن الملاحظ أصبحت الانتخابات في اغلب البلدان مطلب أمريكي، قبل أن تكون مطلب جماهيري شعبي، وتتم في ظل عدم القبول بالآخر، مع أن هذه المقولة يستند عليها النظام الديمقراطي ليؤكد صفة التعددية السياسية التي يقول بها ويقوم عليها .

إشكالية التحول الديمقراطي تتعثر نتيجة العديد من المداخل التي تؤثر وتتأثر بها، بدأً بالوحدات الصغيرة من الأسرة والمدرسة حتى جماعة الأصدقاء وصولاً إلى النقابة والجمعية والحزب السياسي، كما تشكل سيطرة الحزب الواحد على مقاليد الحكم إلى هشاشة هذا التحول، وبالتالي هشاشة القوى السياسية الأخرى، مما يؤثر على الإرادة الشعبية الحرة، وبالتالي على السيادة الوطنية .

إن إمكانية تعزيز التحول الديمقراطي لا يمكن أن تتم في غابة شرعية القوة، لان اغلب القوى السياسية تتخذ من القوة شرعية للحفاظ على سلطتها، على الجميع أن يدرك أن التحول لا يتم إلا بتفعيل آليات الإصلاح السياسي، دون الدخول في الأزمات الاجتماعية والسياسية، نحن بحاجة إلى تحديد الأهداف و بلورة آليات التحول الديمقراطي، لكننا أيضاً في أمس الحاجة إلى بلورة الرؤية، و كذلك تحديد آليات التغيير .



#منذر_الحلولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.2 مليون حبة كبتاغون ...
- القبض على وشق بري يتجول بحرية في ضواحي شيكاغو
- إصابة جنديين إسرائيليين في إطلاق نار قرب البحر الميت .. ماذا ...
- شتاينماير يمنح بايدن أعلى وسام في البلاد خلال زيارته لبرلين ...
- كومباني: بايرن يسير في الطريق الصحيح رغم سلسلة نتائج سلبية
- سرت تستضيف اجتماعا أمنيا
- انطلاق الاجتماع السنوي لمجلس أعمال بريكس
- ميزة جديدة تظهر في -واتس آب-
- يبدو أنهم غير مستعجلين.. وزير الدفاع البولندي ينتظر -أغرار- ...
- قوات اليونيفيل: تم استهدافنا 5 مرات عمدا


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - منذر الحلولي - التحول الديمقراطي