أصدر عزيز الحاج ، في هذه السنة ، كتاباً جديداً اسماه " شهادة للتاريخ " يروي فيه سيرة حياته السياسية . ضمّنه الكثير من الأفكار والآراء حول الكثير أيضاً من القضايا الفكرية والسياسية وجلها يخص الشيوعية والشيوعيين بحكم عمله السابق في صفوف حزبهم استغرقت قرابة عقدين من الزمن .
قضى منها في السجن ، محكوماً بتهمتها ، قرابة تسعة أعوام . وهي فترة طويلة وقاسية جداً . فقد أخذت منه أحلى سنوات العمر .. جل العشرينيات . ولعله لهذا السبب لا يستطيع أن ينسى مرارتها رغم تكريم الحزب له ، بعد نجاح ثورة 14 تموز بمكانة أعطت اسمه شهرة بين العراقيين يباهي بها الآخرين لحد الآن وشرفّه بمركز حزبي رفيع المستوى وهو مرشح لعضوية لجنته المركزية . ثمَّ أرسله للدراسة العليا في الخارج وفرغه للعمل مع ممثلي شيوعي العالم وخيرة مثقفيه كممثل للحزب الشيوعي العراقي في مجلة قضايا السلم والاشتراكية الناطقة النظرية باسم الحركة الشيوعية العالمية . عاش خلالها في أوربا معززاً مكرماً قرابة ثمان سنوات . وبقيت تلك المرارة وتصاعدت مع تقادم الزمن حتى بعد تركه لحزب الشيوعيين والشيوعية منذ أكثر من ثلث قرن . طلق كل شئ عدا
" مرارة " سنوات السجن كونها لم تتحول إلى سندات " طابو " شاءت قوانين الشيوعية " المتزمتة !" أن تقصرها " ظلماً "! على الشهداء دون الآخرين !.
ولم تروِ غليل غضبه على الحزب الشيوعي والشيوعية جميع كتاباته ومقالاته ومذكراته السابقة التي خصص قلمه الغزير والجواد للتعرض بهما حتى وإن أهملوه . كان وراء جذوة غضبه الدائمة _ كما يفهم من كتابه الأخير _ عدم مطاوعة الشيوعيين لمزاجه وأفكاره وفهمه الخاص لسبل خدمة الشعب والعراق والأمة والإنسانية والشيوعية ذاتها ! . وهو حق له أن يفعل وأن يزيد ويزيد .
وأنا شخصياً أقول وعلى رؤوس الأشهاد ، وهو رأي شخصي وحسب ، بأن ما يقوم به الآن وما قام به الحاج خلال فترة ما بعد هجرته الرسمية للشيوعية في عام 1967 قد ألحقت أضراراً بالغة بالحزب الشيوعي العراقي وبالشيوعية ، لكنها ورغم جسامتها ، هي أقل بكثير وكثير من تلك الأضرار التي كان قد ألحقه بهما وبالحركة الوطنية ، لو ‘قـدّر له ، لا سمح الله ، البقاء عاملاً في صفوفه ! .
وسأقدم دليلي على صحة زعمي وتقييمي لنشاطه من خلال شهادة معززة بوثائق لا يمكن نكرانها كونها مستقاة من متن كتابه بالذات كمصدر رئيسي مع إضافة بسيطة من ذاكرتي وذاكرة الناس المواكبين للأحداث وأن نفيها لا يؤثر سلباً على مصداقيتها ولن تكون محل خلاف بيني وبينه كونه يعرفها أيضاً ورأى هو ، لحكمة ما ، تجاهلها وارتأيت تذكيره وتذكير القراء بها لحسن الشهادة وحسب . وهي في كل الأحوال من ضمن التفاصيل و " الرتوش " ولا تمس جوهر الأحداث وسياقها التاريخي . والقراء شهودي ، وما بعدهم من شهود .. وهم الحكم ، وما أكثر منهم عدلاً من حكام !.
القضية الرئيسية في الكتاب .
هي قصة الانشقاق الذي قاده عزيز الحاج ( رمزي ) عام 1967 عن الحزب الشيوعي العراقي أسس على أثره حزباً انتحل اسم الحزب الأصيل مع إضافة ـ القيادة المركزية لغرض التميز في العمل والنشاطات . وأستبق الأمر بالقول بأن هدفي من رواية الحدث ليس لتثبيت تواريخ وأحداث فهي معروفة للشيوعيين ولأعدائهم وللعراقيين . الهدف هو تقييم الحدث الذي لا يزال الحاج يعتز به ويجد مبررات له وفي هذه النقطة بالذات " التقييم " سيجد القارئ الكريم أن الحاج وأنا على خلاف كبير وهو _ القارئ _ مدعو ، مشكوراً ، للشهادة والفصل فيه !
ملخص قصة الانشقاق .
في 17/9/1967 ‘فوجئ الشيوعيون وأبناء الشعب العراقي بنبأ انشقاق الحزب الشيوعي إلى شطرين ادعى خلالها الشطر المنشق تمثيله للغالبية العظمى منهم وهم لا يعلمون ! .
كان الخبر بمثابة نذير شؤم خبره الشيوعيون والشعب والقوى الوطنية من قبل . ودون أن يعرف العراقيون آنذاك ما يخبأ لهم القدر من أحداث ساد لدى الناس شيوعيين وغيرهم إحساس بالقلق وتوجس بقرب هبوب عاصفة سوداء في سماء الوطن تستهدف حياة الشعب وثرواته وسعادته . بعدها حل التشاؤم واليأس والخوف بدلاً من الآمال المتواضعة التي وجدت طريقاً لها بين الناس من خلال إشارات متعددة صادرة هنا وهناك عكستها بعض التطورات الإيجابية طرأت على الحياة السياسية والقوى الوطنية . كان الحزب الشيوعي العراقي خلالها يمر في فترة نقاهة بعد خسائره الجسيمة في نكبة ردة 8 شباط وتداعياتها المأساوية عليه وعلى الشعب . وأخذت تلوح في الأفق آنذاك إمكانية تحسن وتحول إيجابي في الوضع السياسي العام . كانت بوادر ومؤشرات أولية فقط نحو الشفاء لم تتحول بعد إلى معافاة تامة . وفي ذلك الوقت كانت قد هدأت ريح العاصفة الصفراء التي لفت الوطن والشعب منذ ردة 8/شباط / 1963 المشؤومة . وكان لانتكاسة القوى السياسية الحاكمة في الدول العربية في حرب 5حزيران أن تعصف بهيبة السلطة العارفية زادتها ضعفاً على ضعف وعززت بالمقابل الآمال في تغيير _ما نحو الأفضل .
وعلى الرغم من تواضع التطلعات وبساطتها ، ورغم إيقاعها البطيء ، لكنها كانت كافيةً لبث الرعب والحقد لدى أعداء الوطن والشعب من آفاقها ومستقبلها . فعلا صوت النفير وتحرك أيتام الردة بسرعة ودب النشاط في تحركهم بعد سبات مريب في انتظار الظرف المناسب . وهو ما حصل بصورة واضحة في مظاهرات الاستنكار والاحتجاج قاد إحدى تجمعاتها أحمد حسن البكر
" المجمد " ! ضمت أفاعي الماضي في خطوة واضحة وجلية نحو تحرك يستهدف إجهاض أي تحرك جماهيري واحتوائه وتوظيفه للهيمنة على السلطة واستبدالها بنظام حكم بتنا نعرف طبيعته الآن . لقد جاء البيان كنذير شؤم بعد شهرين وبضعة أيام فقط على ذلك التحرك .
وبعد عشرة أشهر بالتمام والكمال هبت العاصفة السوداء في سماء الوطن في 17/7/ 1968 .
تلك العاصفة / الكارثة التي مازالت تلف الوطن والشعب وتعصف به كل يوم وكل ساعة .
لقد انتصر الحس السليقي لدى الشعب والخبرة الكاوية على كل النظريات والتنظير والتبريرات . وكان ذلك التوافق في الأحداث أول إدانة ملموسة وشاخصة لعملية الانشقاق التي يراد الآن بالذات إعادة الاعتبار لها بعد أن طواها الزمن والنسيان . وقد خلفت تلك الأحداث بجانب الكوارث والآلام تجربة مريرة حارقة يراد لها الأخرى أن تغتال الآن بالذات و‘تضيّع ، لحكمة ما ، لا يعرفها إلا الحاج الجواد بالخبر والعبر والتجارب الغزيرة !.
وهو الكريم بعواطفه الجياشة حد الدموع على شعبه المظلوم المكتوي بنار شاء لها القدر أن تتقد بعد عشرة أشهر فقط بغفلة من الشيوعيين العراقيين والقوى الوطنية الأخرى . والشيوعيون ، يا سادتي الكرام ، كما قال ويذكر التاريخ ، هم عين الشعب الساهرة واليقظة ، ولهذا .. نعم ولهذا كان لا بد لها من أن ‘تفقأ في تلك الفترة بالذات كي تمر العاصفة السوداء بهدوء . وهكذا كان !.
كيف حدث الانشقاق وما هي خلفياته ؟
لقد أعقبت الردة فترة جزر في الحياة السياسية وانتكس الحزب الشيوعي أيما انتكاسة كان يراد لها أن تكون قاضية ولو إلى حين . ولكن النفس الشيوعي لا يستكين ولا يموت كما قالها بصدق وبحق وبإيمان ووعي مؤسس حزب الشيوعيين المجيد من فوق منصة القيادة .. الرفيق فهد ..الخالد للأبد .
وكان من الطبيعي أن تظهر بعد النكبة وفي مثل تلك الظروف القاسية مظاهر مرضية عديدة نتيجة للخسائر الجسيمة التي لحقت بقيادته وكوادره ومنظماته وفي الطليعة منهم قائد حزبهم الشاب المبدع سلام عادل حامل مشعل معلمه الأول سالكاً سبيله نحو المجد والخلود .
ومن تلك المظاهر المرضية التكتلات التي أخذت طريقاً لها في عملية إعادة التنظيم واقتصرت على العاصمة تقريباً حيث يعمل مركز الحزب الجديد وحيث يتركز عادة نشاط جميع القوى السياسية بما فيهم الشيوعيين وأعدائهم .
ومن خلال توحد وتقارب ثم تجميع عدة تكتلات انبثق منها تنظيم انشقاقي ، نشأ ونمى داخل صفوف الحزب الشيوعي العراقي وصولاً إلى الإعلان الرسمي والعلني عنه في 17/9/1968 . وكان السيد عزيز الحاج هو الممثل الرسمي لذلك التنظيم الانشقاقي وأبرز منفذيه وتمَّ اختياره سكرتيراً لقيادته المركزية . وكان عند الإعلان الرسمي عن الانشقاق يشغل مركزاً متقدماً في قيادة الحزب الشيوعي كعضو في المكتب السياسي . كان قد رُقّيَ إليه في اجتماع للجنة المركزية عقدته في شباط عام 1968 ، أي قبل الانشقاق بسبعة أشهر فقط . وكانت صفته التنظيمية حتى انقلاب الردة في 8 شباط عام 1963 هي " عضو مرشح " لعضوية اللجنة المركزية . التي حصل عليها في الاجتماع الموسع لها المنعقد في تموز عام 1959 ، أرسل بعده مباشرة إلى الخارج في مهمة حزبية كان لها أن تمتد حتى عودته في بداية عام 1967 بسبب انعدام الحد الأدنى من شروط العودة الآمنة والصيانة لعمله الحزبي ، قبل ذلك الحين كما قيل .
وكان ذلك المركز الهام ( عضوية م.س ) عاملاً رئيسياً في اختياره قائداً للكوادر الحزبية الطامحة منذ عدة سنين للسيطرة على قيادة الحزب وعثرت فيه على ضالتها المنشودة بعد عودته . ووجدت في مركزه وموقعه كمشرف على لجنة منطقة بغداد " العاصمة " ما يمهد لها الطريق الأسهل نحو تنفيذ طموحها بطريقتها الخاصة . وأصبح بالنسبة لها بمثابة الواجهة الشرعية للانقلاب الذي خطط له بسرية تامة بمعزل عن معرفة كافة منظمات الحزب خارج العاصمة وبتكتم شديد أيضاً عن جميع اللجان المحلية التابعة مباشرة لمنطقة بغداد ذاتها ، معقلهم التنظيمي الرئيسي ، باستثناء عدد قليل من الكوادر والأعضاء تمَّ اختيارهم بحذر شديد لتنفيذ عمليات اختطاف واعتقال وحجز أعضاء اللجنة المركزية المتواجدين في بغداد آنذاك في أماكن آمنة تجنبهم خطر اعتقال السلطة لهم وكلهم مطلوبون لها ومستهدفون من قبلها كونهم يمثلون أخطر قوة سياسية معارضة وأكثرها جماهيرية !
وكانت تلك السرية ضرورية لإخراج عملية الاستيلاء على قيادة الحزب وتصويرها وكأنها عملية تنظيمية طبيعية جرت وفقاً للنظام الداخلي والعرف السائد في ظروف العمل السري . ومن ثم لمواصلة العمل بهدوء تحت اسم الحزب الشيوعي الأصيل . ولم ينجلي لنا لحد الآن الجانب الآخر من الخطة الموضوعة مسبقاً وهي على قدر كبير من السرية في تفاصيل التنفيذ ، وهو الجانب المتعلق بمصير القادة والكوادر الحزبية المعارضة للقيادة الجديدة المختطفين منهم أو من غير المخطط لاختطافهم والذين قد يصرون على المعارضة والمطالبة بتطبيق النظام الداخلي وهو احتمال وارد بالطبع .
ولا يعقل افتراض أن قادة الانشقاق كانوا على ثقة مطلقة من أن جميع المنظمات الحزبية الأخرى ستهرع إلى إرسال برقيات التأييد والترحيب على غرار ما يجري عادة في الانقلابات العسكرية . ذلك في حكم اللامعقول !
وهذه النقطة بالذات لم يذكرها الكتاب بالتفاصيل التي تستحق . وأود هنا أن استبق الأمور مؤكداً أن ملاحظتي ليس وراءها إطلاقاً أي قدر أو نوع من الشك والريبة في أن يكون ضمن حسابات جميع الانقلابيين احتمال اللجوء إلى التصفية الجسدية أو تمكين السلطة من اعتقالهم وغيرها من الاتهامات الرخيصة . تلك قضية محسومة عندي ، بشكل قاطع وبات ، وما أملكه من معلومات عن العديد من تلك الكوادر المخلصة والصادقة والأمينة للمبادئ الإنسانية النبيلة ما يكفي أضعاف المرات لنقض كافة الاتهامات وجميعها هي بمثابة التجني عليهم والإجحاف بحقهم . كل ذلك لا يعني تبرئتهم من جريرة الانشقاق وتداعياتها المأساوية . وقد عمّد بعضهم شرفه وقيمه بدمه وبصموده أمام الجلادين في مسلخ قصر النهاية المشؤوم .
إن هدفي الرئيسي من وراء إثارة هذه النقطة هو التنقيب بدقة اكبر للتعرف على جميع العوامل المساعدة أو المشجعة على عملية الانشقاق بصورة غير مباشرة من دون إدراك من قبل أكثرية منفذي الانشقاق للنوايا والدوافع الحقيقية لمن كان وراء مثل ذلك التشجيع والتيسير .
والقادر على كشف جميع خلفيات وأسرار تلك العملية الانشقاقية في مثل ذلك الوقت بالذات هم المشاركون بنشاط في عملية الانشقاق والقريبين منه وفي مقدمتهم المؤلف الذي أراه قد أغفل هذه النقطة بالذات على أهميتها القصوى في البحث التاريخي الرصين الهادف إلى استخلاص العبر والدروس بشكل جاد ومفيد .
كيف يمكن تقييم عملية الانشقاق بموضوعية ؟
إنها فعل سياسي هادف لتحقيق نتائج محددة مسبقاً . والتنظيم هو وسيلة وأداة للوصول أو الاقتراب من الهدف .
فهل كانت عملية الانشقاق وتأسيس القيادة المركزية في تلك الفترة التاريخية من حياة الشعب العراقي مجديةً ومفيدةً لنضاله من أجل مستقبل أفضل له وللوطن ؟
هل ساهمت تلك العملية في تطوير وتعزيز نضال القوى التقدمية والوطنية أم العكس ؟
من كان المستفيد الأول من وراء تلك العملية ؟ الشعب وحركته الوطنية ؟ أم من ؟!.
لا أؤمن بوجود رأي قادر على إنكار الأضرار الجسيمة التي ألحقتها تلك العملية المأساوية بنضال الشعب وقواه الوطنية في ذلك الوقت ، دع عنك الحركة الشيوعية . لقد بدأت الحركة في الظهور إلى العلن في 17/أيلول /1967 وانتهت نهاية مأساوية أيضاً على أيدي السلطة الجديدة ، التي اغتصبتها زمرة من القتلة والمجرمين أيتام ردة 8شباط 1963 المنبوذين من قبل القوى الوطنية وجميعها تقريباً رفض التعاون معها وصدت رغبتها بحزم ، وهي رغبة قد ظهرت لديها فجأة على أعتاب الانقلاب مباشرة !
وهي لم تستثنِ من الرغبة في التعاون المشترك ضد السلطة تياراً شيوعياً ، القيادة المركزية ، يمارس أعلى أشكال الكفاح المسلح ويضع في برنامجه شرطاً رئيسياً لطبيعة السلطة البديلة القادرة على إنجاز مهمات المرحلة الوطنية الديمقراطية وهو شرط قيادة الطبقة العاملة لها أي الشيوعيين ! .
لقد اغتصبت تلك الزمرة السلطة بانقلاب " أبيض "! بالتعاون الوثيق مع عملاء الاستعمار المكشوفين والمعروفين للجميع . ووقع هذا الحدث الكارثي الجلل بعد عملية الانشقاق بعشرة أشهر فقط . لقد حدث الانشقاق في فترة التحضير المتقدم جداً للإجهاز على الحكم العارفي الضعيف الذي زادته ضعفاً ووهناً تداعيات انتكاسة حرب 5حزيران 1967 . وشهدت على أثرها مباشرة أول تحرك علني لزمرة عفلق تأهباً للإجهاز على بوادر تحرك جماهيري واسع باتت تلمسه الناس والقوى الوطنية بما فيها القيادة المركزية كان من أبرز مظاهرها الفوز الساحق الذي حققته جماهير وأنصار الشيوعية والقوى التقدمية والثورية في انتخابات الطلبة في وقت انشغال القادة إما في معالجة تداعيات الانشقاق أو في تعزيز أركانه !
من حقق ذلك النصر ؟ الجماهير أم القادة ؟ الكتاب يقول .. القيادة المركزية حديثة الولادة !
ومن ضيع النصر ؟ الكتاب يقول الحزب الأصيل ! نريدها شهادة للتاريخ صادقةً وأمينة وموضوعية لا سواها ؟! " والإجابة الصحيحة واضحة وهي أن الجماهير بنفسها قد حققت النصر والقيادة المركزية هي التي ضيعته . والمشاركون يتذكرون صراعات القادة في ذلك الوقت .
وفي تلك الفترة بالذات ظهر وتصاعد نشاط عصابات زمرة عفلق في تعاملها مع الطلبة ومساهمتها مع السلطة في قمع نشاطاتهم لتفويت فرصة تناميها وتصاعدها بعد الانتصار المتميز ، فما هو دور القادة في ذلك الوقت في حمايتهم وهم بين خاطف ومخطوف؟! .
كل تلك الأحداث وغيرها ورد ذكرها في الكتاب بالتفصيل ، ولكن من دون تقييم جاد للدور السلبي ، بل الموغل في السلبية حتى النخاع ، لعملية الانشقاق على تطور الوضع السياسي وتغيره لصالح أحقر أعداء الشعب العراقي وأكثرهم شراسة وحقداً على جميع قواه الوطنية والحركة الشيوعية وأنصارها بالأخص . وعلى خلاف الحقيقة والواقع يضع الكتاب اللوم على الحزب الأصيل وقادته ! الذين رفضوا الانصياع لإرادة المنشقين وقائد منظمتهم !.
أليس من الأمور البديهية لدى الأعداء أن في مقدمة مستلزمات نجاح مخططهم بإيصال الزمرة إلى سدة الحكم وتمهيد الطريق لها لاغتصاب السلطة هي في إضعاف الحزب الشيوعي العراقي أولاً وفي تفريق القوى الوطنية وإبعادها ومنعها ، بالدرجة الأولى ، من الائتلاف مع الشيوعيين أخيراً ؟.
وفي هذا الشأن أيضاً كان للقيادة المركزية دورها المتميز والبارز من خلال رفع شعارات يسارية متطرفة هي في حقيقتها وأد مسبق لكل محاولة أو إمكانية لأي شكل من أشكال التحالف والتعاون بين أي من القوى الوطنية الأخرى ( بما فيها القوى والمنظمات اليسارية ) مع الشيوعيين وهو التحالف الذي يرعب الأعداء أكثر من أي تحالف آخر بدونهم . وما أكثر القوى الراغبة آنذاك في التعاون معهم وخاصة حزب البعث المناهض بعناد _ وهو الأكثر معرفةً ببواطن الأمور _ لجناح عفلق الوثيق الارتباط بأجهزة المخابرات الأجنبية والأمريكية منها بالتحديد .
تلك من أبرز خطايا الانشقاق . وأن نتائجه التي أشرت إليها وغيرها كانت ظرفاً مناسباً لتمرير وترويج إشاعة مبتذلة عن تعاون عزيز الحاج مع المخابرات المركزية الأمريكية والتي أشار إليها بصورة عرضية في كتابه دون أن يعطيها حقها في التأمل لمعرفة الهدف الحقيقي من وراء إطلاقها وتسريبها إلى أوسع الأوساط وفي صفوف الجماهير وقواعد الشيوعيين قبل اعتقاله بعدة أشهر لا بعده كما جاء خطأً في الكتاب .
فبعد اعتقاله كانت الإشاعة قد أنجزت مهماتها ومنها ، وليس كلها ، تبرير الحملة الوحشية لتصفية الكوادر الشيوعية المخلصة التي انجرت بحسن نية إلى الانشقاق دون معرفة وإدراك ودون حس ويقظة ثورية هي من أهم صفات الشيوعي الواعي دع عنك الكوادر والقادة .
وفي نفس الوقت كانت تجري تصفية شرسة في أقبية نفس القصر المشؤوم لحزب البعث العربي الاشتراكي / جناح سوريا مع تمهيد مماثل في إطلاق وترويج إشاعة مشابهة بحقهم وبحق " النظام السوري العميل !" . والمقصود طبعاً في الحالتين هو تحويل الأنظار عن العملاء الحقيقيين .
وكان بودي أن يتناولها الكاتب ويعطيها أهميتها المناسبة وحجمها الحقيقي في تلك الظروف .
إن التاريخ يثبت الحقيقة التالية ـ لقد انبثقت القيادة المركزية في أوج النشاط التآمري المعادي للشعب والوطن وهي بذلك الانشقاق قد سهلت كثيراً لأعدائه تحقيق أهدافهم ودفع الوطن والشعب نحو الهاوية التي يعيش فيها الآن شاء منفذو الانشقاق الإقرار بذلك أم ادعوا العكس .
الحقائق صلدة والادعاءات هشة وهزيلة !.
والآن .. لماذا ‘تنكأ الجراح ؟! .. عفواً ؟! لنقرأ ولنرى ونحكم !.
الدرس الأول ـ يقول الحاج ص 16 : ( التشديد مضاف وكذا العلامات ما بين قوسين )
" أجل تعاونت مع السلطة وكنت من ممثليها رغم أن البعثيين ظلوا يعتبرونني " الطائر الغريب " ! تعاونت كفرد ، وكتبت الكثير في تزكية مواقفهم حتى اعتبرني مَن أراد بأنيّ من أقلام السلطان . وقد تعاون الآخرون مع السلطة لا ، أفراداً ، بل كأحزاب بقضها وقضيضها من عراقية وكردية . وانتقدت في ندوتي التلفزية السيئة أوجهاً من الثورة الكردية وتصرفات قيادتها ، ولكن هناك أحزاباً حملت السلاح مع السلطة ضد تلك الثورة ، ولم يندر أن نقرأ في بلاغاتها العسكرية خبراً من قبيل : ( اعتقلنا عدداً من المتمردين وسلمناهم للسلطة . ) " والمقصود هنا عدداً من الثائرين الأكراد " ." ( انتهى )
ماذا يعني ذلك ؟! ـ في الوقت الحاضر يتعاون الشيوعيون مع جميع القوى الوطنية الكردية في مواجهة ظروف معقدة وبالغة الخطورة " النظام من أمامكم والأمريكان من ورائكم" ومن جميع الجهات قوى إقليمية لها سياساتها ومصالحها الخاصة بها وتتعامل مع قضية الشعب الكردي من زاوية تلك المصالح . كل تلك حقائق معروفة للجميع وللحاج بصورة خاصة .
وهنا يبرز السؤال الرئيسي أو المركزي .
كيف ينبغي التصرف في مثل هذه الظروف المعقدة وأقصد بالتحديد سياسة ونهج الحزب الشيوعي العراقي ؟
الجواب الشائع والمعروف هو التعاون وتمتين التحالف بين القوى الوطنية وسد الثغرات ومقاومة الضغوط الخارجية المختلفة واليقظة والحذر من مناورات السلطة وغدرها وكذا من كل القوى الخارجية و..الخ . تلك الحقيقة تعرفها وتقرها جميع القوى السياسية العراقية والكردية يمينها ويسارها وهي في صلب سياساتها الرسمية ولا خلاف تقريباً عليها . ومن الصعب جداً حرفها عن بديهيات في السياسة ورائها دموع ومآسي .
أين عقدة العقد وموطن الضعف الذي يمكن للأعداء النفاذ منه لقلب الطاولة رأساً على عقب ؟
إنه يكمن بالتحديد في قضية أساسية يتميز بها الشيوعيون تميزاً خاصاً وهي أن الشيوعيون يؤمنون أكثر من غيرهم بأن السلاح الرئيسي والحاسم الذي تملكه القوى الوطنية لتحقيق كل تلك المهام بما فيها وحدتها موجود وممكن التحقيق بنجاح فقط من خلال أقصى " تعبئة جماهيرية " حولها .
هنا سر ومكمن النجاح أو الفشل .. لا في السلاح ولا في الخطط ولا في المناورات مع الخارج ولا .. ولا .. ففي شرط فاعلية ونجاح جميعها أو أي منها هو تحقيق أوسع تعبئة جماهيرية حول كل القوى الوطنية . استنفار الشعب والشعب بالدرجة الأولى والرئيسية في كوردستان المحررة وفي العراق عامة .
هنا ينبغي الإقرار للعدو بكل تواضع تفوقه الكبير في إدراك الخطر الرئيسي عليه وعلى مخططاته وهو خطر التعبئة الجماهيرية . لقد تفوق العدو على جميع القوى الوطنية ، بما فيهم الشيوعيين ، في إدراكه لسر " المهنة " وعندما نجح في حرف القوى الوطنية جميعها عن هذا النهج بعد ثورة 14 تموز تهاوت الثورة بنفس سرعة انتصارها الصاعق بفضل سلاحها الرهيب " التعبئة الجماهيرية " !
هنا .. وهنا فقط مربط الفرس وبيت القصيد وفيها سر النجاح والفشل والغلبة ، في الصراع بين قوى الشعب وأعداءه ، هي لمن يحقق أوسع تعبئة أو أكبر تشتيت ! والشيوعيون أشد أنصارها !
وللأعداء " الميدان الرئيسي " في الصراع ونحوها ينبغي تصويب جميع السهام المسمومة المتاحة !
ماذا يستهدف الحاج في الوقت الراهن بأقواله المقتطفة ؟
إنه يستهدف جماهير كل القوى الوطنية ويدفعها للتشكيك في بعضها البعض وبالأخص بالشيوعيين ويفتعل لهم بيانات عسكرية مزورة عن تسليم الثوار الأكراد إلى السلطة ، أي تحميلهم أوزار السلطة وتصفياتها الواسعة ومساواة الشيوعيين بفاشست العراق لتأليب القوى الكردية ضده !
إنه يستهدف بيت القصيد " التعبئة الجماهيرية " وأشد أنصارها . وهي القضية المركزية في الظرف الراهن عندما يتصاعد صراخ الأجهزة الإعلامية المعادية وتتكاثر سيناريوهات التغيير !.
فهل هناك مبالغة أو اتهامات اعتباطية ؟! . إنه بحق جرم مشهود !
ففي مثل هكذا ظروف تبرز ، بصورة استثنائية أهمية دور " قائد شيوعي سابق !" خبير في الإعلام الداخلي والخارجي في المساهمة في تفتتيت التعبئة الداخلية وزرع الشكوك حول الشيوعيين ونواياهم وتوظيف أخطائهم وأخطاء الآخرين في الوقت المناسب وفي الاتجاه الأنسب من خلال طبع وتوزيع آلاف النسخ بواجهة بريئة مسكينة مظلومة خدمت وتابت (!!) وهي من ضحايا الآخرين ! .
إنها بحق طعنة " معلم " في الصميم !. لست أشكك ، يا سادة ، ولا أتهم ، بل أدين !
والدرس والعبرة الثانية :- يقول الكاتب في ص 18 . ( التشديد مضاف وكذا القويسات )
".. وأما هل كنت أنا ضحية ؟ فنعم : كنت ضحية للنظام القمعي وبطشه وقسوته السادية .
وكنت لحد كبير (!) ضحية التحريضية التشويشية لثنائي (فقط ؟!) المكتب السياسي للجنة المركزية والمسؤول عن تقليد فبركة الكثير من الحكايات البائسة عن الحاج وإشعال الأحقاد ضده لكونه قاد حركة جّرت ورائها أكثرية (؟!) الحزب ، ولا تزال (!) هذه العقدة تنخر في نفوس العديد من المثقفين الشيوعيين السابقين والحاليين من العاملين في حزب اللجنة المركزية . ولو دقق الباحثون عن المصادر الأولى لبث الإشاعات ضدي وإثارة الأحقاد حتى اليوم وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً فإنهم سيصلون إلى من عنيت أولاً ، وكذلك إلى فئة من القوميين الذين صبوا حام حقدهم على الحاج أكثر من أي شيوعي آخر بسبب كتاباته ( .. تِه !) في تلك الحقبة . "
ويواصل قائلاً " .. غير أنني ضحية نفسي قبل أية جهة أخرى .. ضحية أخطاء كبرى انجر الحزب وراءها دون أن أقصد هنا إنكار البطولات الفذة للرفاق ، ولكن البطولة بلا حساب دقيق للأوضاع
وموازين القوى ورغم نبلها وشرفها تضحية في غير محلها . وأذكر للمقارنة النسبية بطولات الرفاق في السجون عام 1953 في مواقف مجازفة ومعارك محسومة الفشل سلفاً . أجل كنت الضحية
والجاني على نفسي ، وعلى القواعد ، والمتعاطفين جراء بقاء ( ؟!) التقولات وانتشار ثقافة العنف والتخوين والتجريم ، والعقد الشخصية والحزازات القديمة . ولكن التاريخ هو الحكم في نهاية المطاف ." ( انتهى الدرس الثاني ) .
ماذا يعني ذلك ؟!
المقصود بثنائي المكتب السياسي هما المرحوم زكي خيري الراحل عام 1995 . وقد شغل عضوية م.س حتى المؤتمر الرابع في منتصف الثمانينات . والثاني هو السيد بهاء الدين نوري الذي غادر قيادة الحزب في الثمانينيات أيضاً وغادره لا حقاً مؤسساً حزباً شيوعياً عراقياً ثورياً حسب اسمه الرسمي . وهما " الثنائي " ! المختلفان كثيراً فيما بينهما بالأفكار والمتخاصمان في المذكرات ، كان لهما دور ثنائي في رعايته وتقديمه عام 1968 بعد نجاح ثورة الردة في عام 1963 ومنح بفضل جهودهما المتميزة عضوية اللجنة المركزية والمكتب السياسي بعد أن كان مرشحاً لها حتى نجاح الردة . ومن المفارقات الطريفة حقاً أن " الثنائي " الذي طوره ورعاه قد نال القسط الأكبر من التجريح . كما كانا الوحيدين ممن طالهم الحجر والاعتقال عند بدء الانشقاق وكانت فترة إقامة الأول ، المرحوم زكي خيري ، حوالي عشرين يوماً وهي الأطول كي تتناسب طردياً مع ما أبداه من رعاية واهتمام أكثر من زميله بهاء (!) والكثير من الرفاق يعرف كيف ساعد زكي خيري الحاج في إعداد تقييم شامل لسياسة الحزب السابقة لعرضه على الكونفرنس الثاني لتعزيز مكانته داخل الحزب وكيف سعى لخطف التقييم واستغلاله لغير الأغراض المعد لها ـ تقوية وتنشيط عمل الحزب ـ فاستخدمه بدلاً عن ذلك لتنفيذ الانشقاق على الحزب ومحاولة اغتصاب قيادته بالتعكز على الأخطاء والنواقص المشخصة من قبلها!.
ولهذا كله يمكننا حصر المعنيين بالنصيحة والغمز واللمز بكلمات من قبيل .. ببقاء ، .. ولا يزال ، .. ورغم مرور ثلاثين عاماً .. بـ" العاملين حالياً " أين ؟ في اللجنة المركزية وليس في الحزب الشيوعي العراقي ! فالمرحوم زكي خيري اختطفته يد المنون ولم يعد بمقدوره سماع النصائح كما أن السيد بهاء له حزبه الشيوعي الخاص .
ومن هنا يمكن إدراك مغزى الحديث عن أكثرية الماضي المزعومة . ومن المقصود بالغمز والتحريض والاستعداء . فما دام كل شئ على حاله ، كما يدعي ، في القيادة وفي الأحقاد و.. الخ فالأكثرية لا تزال تنتظر المنقذ الجديد ! أهي دعوة جديدة لممارسة سياسة الانقلابات الداخلية استجابةً " لرغبة الأكثرية " ؟! اللهم لا تجعلها غيبة ! إنها مجرد أحلام ! ولا يصح مواصلة سياسة التجريم والتخوين و .. الخ إنها حقاً مجرد أحلام رجل تأصل فيه مرض الانشقاق ورحمة به يا " شيوعي اللجنة المركزية ! " فهو رجل مظلوم وفي خريف العمر !.
ومن ضمن هذا الدرس العام هناك درس خصوصي للرفيق ( أبو مخلص ) الذي أراه أن يستوعبه بصورة جيدة . وعليه أن يكون في منتهى الحذر والسبب لا يعرفه كل القراء ولكن الأستاذ الحاج يتذكر جيداً المواقف الإنسانية النبيلة لهذا الرجل تجاهه بالذات . الرجل الذي تحمل مشقة ومعاناة وعتاب من بعض رفاقه ومن الناس بسبب تسامحه ورأفته ومحاولته تقريب الحاج إلى الشيوعيين والناس عسى أن يدخل الدفء الإنساني على قلبه كي يكف ـ على الأقل ـ عن مواقفه المرنة تجاه السلطة والقاسية ( المبدئية !) بحق من اسماهم في كتابه الأخير بـ " شيوعي اللجنة المركزية " والرفيق ( أبو مخلص ) واحد منهم وهو من أبرز أولئك الشيوعيين ومن المحبوبين من قبل الأكثرية كما يعلم الحاج نفسه قبل غيره .!
ألا يذكر الحاج ما حصل له في لندن قبل سنتين وكيف بادر الشيوعيون للدفاع عنه وحمايته من غضب بعض الحاضرين ؟ وكان (أبو مخلص) نفسه قد رد على سؤال وجهه له الحاج مستفسراً منه ، قبل بدء الاجتماع مباشرة لإلقاء محاضرة للحاج ، عن حدود الكلام المسموح به فقال له بالنص " قل ما تريد وما تشاء .. فقط ، لا تهاجم الحزب و لا تدافع عن السلطة " . وقد قالها الرجل ناصحاً استجابة لطلب النصيحة وحسب . فكيف نفهم إذن كلمات من قبيل لا يزال .. و بقاء .. و رغم مرور ثلاثين عاماً و.. الخ ؟ أنه درس لأبي مخلص العزيز عبر عنه المتنبي قبل قرون !.
هذا بخصوص الجزء الأول من المقتطف . وفي الجزء الثاني " بيت القصيد " .
إنه ينصح الشيوعيين بحساب دقيق لموازين القوى دون أن يشير بين من ؟ ومن ؟ هذه الموازين والتعميم ليس عفوي أو نتيجة خطأ . إنه شئ مقصود خلاصته " على شيوعي اللجنة المركزية ! عدم هدر الطاقات عبثاً فموازين القوى ليس لصالحهم في الوقت الحاضر وهو حريص على ادخار الطاقات وتجنب الخسائر فهي وإن كانت بطولات فذة ! لكنها ذهبت هباء ". أهناك أكثر إيغالاً في الدعوة للاستسلام والخنوع وانتظار تبدل موازين القوى ( من يبدلها ؟ !) . لقد خبر الشيوعيون أمثال الحاج من أبطال التغيير بواسطة الكلمات الثورية غطاءً للاستسلام والتخلي عن النضال .
ولكن لِمَّ الآن بالذات ؟! أهي صدفة أن تأتي في فترة يشتد فيها تصاعد نشاط جميع القوى الوطنية والمعادية والسلطة والأمريكان والأتراك وينشغل كل العالم في قضية السلطة في العراق ؟ أيراد من وراء ذلك إبعاد الشيوعيين عن المسرح ليختلي به الأقوياء !. صحيح إنها مجرد دعوة قد لا تؤثر ، ولكن أليس هو نشاط ضمن السياق ؟!
درسان وهما غيض من فيض يزخر بها الكتاب في هذا الوقت بالذات !
التاريخ لا يشكك ولا يتهم .. إنه يدين !
وقد قدمت من جانبي قراءة موثقة هي شهادة للحاج وليس للتاريخ !
14/تموز/2002
عادل ياسين .