أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادر عبد الأمير - الحملة على التنصير














المزيد.....


الحملة على التنصير


نادر عبد الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 3006 - 2010 / 5 / 16 - 03:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتصاعد هذه الأيام خصوصا في بلدان المغرب العربي أصوات استنكار و احتجاج ضد ما يسمى بحملات التنصير. فنسمع من هذه الجهة أو تلك أن عددا من الأشخاص خصوصا الشباب اعتنقوا المسيحية سواء أثناء تواجدهم في الخارج، أو نتيجة اشتغال المبشرين في الداخل. بل إن سلطات إحدى بلدان المغرب العربي قد أقدمت مؤخرا على طرد العشرات من الأجانب دفعة واحدة بتهمة التبشير، كما خرجت أصوات تفسر تواجد المبشرين على انه مؤامرة الغرب المسيحي ضد الإسلام والخطر المتربص بشباب الأمة، و غير ذلك من الأقوال التي ألفناها في بعض وسائل الإعلام الإسلامية.

لكن تنسى هذه الجهات أن قرار اعتناق دين آخر أمر يدخل في صميم حرية الفرد التي تضمنها جميع المواثيق الدولية، و على رأسها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان الذي يكفل حق الإنسان في اختيار عقيدته، و هو ميثاق التزمت به البلدان الإسلامية. فكيف نطرب و نهلل لاعتناق نصراني دين الإسلام، و نجعل من ذلك حدثا إعلاميا، متجاهلين حتى أن نحيي بلد هذا النصراني الذي لم يقم الدنيا و يقعدها لأن أحد مواطنيه اعتنق دينا آخر. ثم نهدد و نتوعد كل من سولت له نفسه من المسلمين فعل نفس الشيء.

كيف نشيد المساجد لدى ما نسميه الغرب المسيحي، و نؤسس الجمعيات الإسلامية، و نطبع المصاحف بملايين النسخ و نوزعها هناك، و يتحرك الدعاة بكل حرية دون مضايقة من أحد، بل كيف يقيم فوق أرض هذا الغرب قادة الجماعات الأشد غلوا الذين ضاقت بهم حتى دار الإسلام، ثم ندعو بالويل و الثبور إذا اكتشفنا في بلدنا الإسلامي أن بعض الشباب لهم علاقة بجماعة مسيحية أو توصلوا بنسخ من الإنجيل أو اختارو أن يعتنقوا المسيحية، و نمضي بعد ذلك في مضايقتهم بكل ما نملك من وسائل حتى يتخلوا عن اعتقادهم أو يمارسوا شعائرهم خفية في سراديب البيوت بحيطة و حذر و خوف. إنها ازدواجية في التعامل خطيرة و مقيتة و لا تخدم الإسلام و لا الحضارة في شيء.

ثم هل دخول نصراني في الإسلام يعلي من شأن الإسلام، و هل خروج مسلم من الإسلام يقلل من شأن الإسلام. لا أظن أن مسلما واحدا يجيب هنا بالإيجاب. الإسلام بما هو عقيدة و فكر و مبادئ و حضارة أعلى من أن يعلي من شأنه فرد بدخوله الإسلام، و أكبر من يحط من قيمته اعتناق مسلم لعقيدة أخرى. ثم إن القرآن مثلما قال المفكر جمال البنا تكلم عن حرية الاعتقاد باعتبار أنها مطلقة "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".. بل أكثر من هذا اعتبرها الإسلام مسألة شخصية لا دخل فيها للنظام العام ولا أن تتدخل فيها أي هيئة أو أفراد "فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها".. إنها قضية ضمير. يبقى القول أن كل عقيدة تلجأ إلى القمع و التهديد و المنع لضمان استمرارها لا تستحق أبدا البقاء.



#نادر_عبد_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنامي شعور العداء والرعب تجاه المسيحيين: الحملة على أكاديمية ...
- الطفل ع وتلفيق تهمة التنصير لأكاديمية جورج واشنطن


المزيد.....




- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادر عبد الأمير - الحملة على التنصير