محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)
الحوار المتمدن-العدد: 3006 - 2010 / 5 / 16 - 00:43
المحور:
المجتمع المدني
فجأة وبدون مقدمات انفجرت أزمة كبرى داخل مجلس الشعب المصري، ألا وهي كارثة العلاج على نفقة الدولة، وتورط بعض نواب الشعب في خلقها، والذي أظهر تلك المشكلة وجعلها تطفو على السطح، هو توقف الكثير من المستشفات خاصة الجامعية والتعليمية عن قبول المرضى ورفض القرارات التي يأتون بها، وذلك لعدم قيام وزارة الصحة بسداد الفواتير المتراكمة عليها، حيث أعطت مئات الآلاف من المواطنين قرارات علاج على نفقة الدولة برغم أن بند الحساب المخصص لهذا الغرض قد فرغ، لدرجة أن المبلغ المستحق على وزارة الصحة لصالح تلك المستشفيات قد فاق المخصص بمرتين، وبعد التحقيق المبدئي في تلك الحارثة الاجتماعية والصحية، اتضح أن هناك أعضاء من نواب الشعب حصلوا على قرارات علاج على نفقة الدولة بمبالغ مفزعة ومذهلة، وظهرت قرارات لعلاج أموات ماتوا منذ عدة عوام!، بل وهناك قرارات علاج لعمليات تجميل وتخسيس!
الأمر الذي دفع السيد وزير الصحة المصري الدكتور/ حاتم الجبلي، بإصدار قراراً وزارياً بإيقاف إصدار قرارات العلاج على نفقة الدولة، وعدم العلاج بها إلا في ستة أمراض فقد، حددها في قراره وهي الالتهاب الكبدي الوبائي، وأمراض القلب، والسرطان، والضغط، السكر، والفشل الكلوي. فجاء القرار بمعاقبة المجني عليه وترك الجاني ينعم بالأموال الحرام التي جناها من دماء وأرواح الناس من فقراء وأموات هذا الشعب المطحون!
هذا ما يحدث هنا، بينما لو ذهبنا إلى ما يحدث في نفس التوقيت إلى هناك، ونقصد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فنجد أن الرئيس باراك أوباما يوقع على أول واكبر وأهم انجاز قامت به أدارته، منذ أن وصل لرئاسة الدولة، ألا وهو قانون التأمين الصحي الجديد للأمريكيين، والذي صدق على الكونجرس الأمريكي، وقد ضم القانون الجديد ثلاثين مليون أمريكي كانوا خارج مظلة التأمين الصحي، وكان ذلك القانون من أهم الوعود الانتخابية في حملته الرئاسية، والمذهل في الأمر هو أن الرئيس الأمريكي أرسل بخطاب شكر وتقدير لطبيب مصري مقيم في الولايات المتحدة، يشكره فيه على وضعه قواعد قانون التأمين الصحي، وهو الدكتور/ سمير بانوب، فهذا الطبيب المصري حل مشكلة العلاج في أمريكا، ومازالت مصر تعاني وتشكوا من علاج مواطنيها!
#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)
Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟