أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد علي - الاغتيالات ما بين الاخلاق السياسي و التحزب














المزيد.....

الاغتيالات ما بين الاخلاق السياسي و التحزب


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3005 - 2010 / 5 / 15 - 19:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يتصف عالم السياسة بعدة مميزات ، او بالاحرى بالعديد من السمات التي لا يمكن ان نجدها في اي مكان اخر ، و تختلف مضمون و دلالات هذه الصفات التي يحملها من مرحلة لاخرى وفق تغيير جوهر هذا المفهوم المتغير الشكل و التركيب حسب ضرورات العصر و متطلبات الزمان و المكان .
و ما معلوم عن السياسة بذاتها انها تتحمل العديد من التناقضات و الازدواجية في التعريف و التعامل و التصرف مع الاحداث وفق المصالح المرعية من كل موقف مطلوب، و هي علم ممزوج بالتفاهمات و التضادات و الحيل و التمثيل و التبجح و التضليل ، و تتحمل في طياتها الفضائح و العقلاقات السرية و الخروج من اطر الاخلاقيات و الروابط الاجتماعية و الدينية و العقيدية من اجل اهداف و مصالح معينة، و لذلك يطلب اكثر المفتين و العلماء الدينيين عدم ادخال الاخلاقيات الدينية في السياسة التي لا يمكن ان تبقى بعيدا عن تلك المتطلبات.
تضم في تشكيلة الفرق السياسية لواعيب متمرسة في اللعب و المراوغة و اصحاب قدرات و امكانيات مختلفة وهي تتعامل مع ما يفرضه الوضع الاجتماعي الثقافي و ما يتقبله المجتمع و مستواه و عقليته. و ملعبه متعرج دائما و يحوي على متاهات لا نهاية لها، و تضاريس متموجة و في اجواء منقلبة من كافة الجوانب.
المطلوب من السياسيين هو الوعي و الحذر و تفهم الواقع و اتستقراء ما يمكن ان يحصل في غفلة من الزمن و الاستدلال من ما موجود على الارض و تحليل الاحتمالات و تحديدها بشكل دقيق و تفسيرات محتوياتها.
الصراع المستمر بين القوى المختلفة سوى كان داخل الحزب او خارجه يحوي على مواقف و افعال شرعية تعتمد على الاخلاق و العادات و التقاليد الاجتماعية حسب الممارس، او يمكن ان يخرج من تلك الاطر و يستعمل الضربات القاضية تحت الاحزمة و يستند على المؤآمرات محاولا تسقيط الاخر و انهائه مهما كلف الامر.
هناك طرق ملتوية يتبعها المعنيون في هذا الجانب منذ عصور مضت في الصراعات الكلاسيكية و حسب ممنوعات المرحلة .
تخللت الثورات العديد من اللاعبين الذين رفعوا من شانهم بتلفيق التهم من الخيانة الكبرى و عدم الاخلاص لمباديء الثورة و العمالة و الطابور الخامس و التجسس و الارتزاق و الى غير ذلك و لصقوها بمنافسيهم، اضافة الى العديد من المصطلحات الاخرى التي استخدمت للقضاء على المقابل و ان لم تكن حقيقة ولم يتصف بها المقابل ، او استنادا على تلك التلفيقات والتضليلات المختلفة نجحوا في واد الكثير من الحركات من منشاها . اليوم اختلفت الطرق و استجدت الوسائل و فيُعتمد على استغلال نقاط الضعف و ان كانت شخصية خاصة بالمقابل كالفضائح الجنسية وكل ما يخص الحياة الخاصة، و مستندين في عملهم على الفساد المالي و الاستاثار بالمواقع و الامور المتعلقة بالشان العام التي من الواجب الاهتمام بها، الادهى ان تستغل الوسائل العصرية في غير مكانها من حيث التقدم التكنولوجي و الصحافة و الاعلام في تحقيق تلك المرامات ، فلم يمر شهر الا و نسمع عن هذه الافعال في جميع بقاع العالم.
التاريخ شاهد على مثل هذه الافعال منذ القدم و خاصة بعد بروز الاحزاب كساحة للصراعات السياسية العامة و اتسعت رقعة الصراعات السياسية و من كافة الانواع و المشارب سوى كانت اليسار او اليمين ، و كانت الضحايا كثيرة بحيث لا تحصى و لا تعد.
اليوم استحدثت وسائل متنوعة و جديدة في هذا المجال و ادخلت اساليب حسب المرحلة و ما فيها و تغير جوهر المفاهيم المعتمدة حسب الزمان و المكان و التغييرات التي حدثت، لعلنا لا نبالغ ان قلنا ان ابشع الطرق المستخدمة في هذا المضمار كانت في الشرق الاوسط و ورائها العقليات الشرقية النابعة من الدوافع المعلومة بما فيها العقائد و الايديولوجيات ، و اخطرها هو الاغتيالات و التصفية الجسدية التي تعتبر من الاعمال التي تتجه اليها الجهات التي تكون في قمة الافلاس و لم تلائم بذاتها مع التغييرات و تخاف الانقراض .
مازادت السياسة تعقيدا هي التعاريف المختلفة لهذا المفهوم و عدم الاجماع على جوهر واحد لها ، مع سيطرة مجموعة من الاقاويل و الافكار و النظريات التي تدفع نحو التشدد و الغاء الاخر ، و منها اتباع اية وسيلة ممكنة للفوز استنادا على ان الغاية تبرر الوسيلة ، و جاءت الافكار المعيقة للسمات الانسانية فازدادت العقدة تعقيدا كالافكار الشوفينية و المكيافيلية و الفاشية التي تبعد ما يمكن ان نسميه الاخلاق عن السياسة و التحزب.
بما يتميز به العصر الحديث من المفاهيم الانسانية التقدمية و المباديء العامة للديموقراطية و حقوق الانسان و الحرية ، فلابد ان يكون الاخلاق السليم شرطا لادارة الصراع و العملية السياسية برمتها في اية منطقة كانت، الا ان من عفى عنه الزمن و نفذت مدة صلاحيته و اصبح من الماضي و لم يقدر على التجديد و التغيير و الاصلاح سيتبع الطرق المتعرجة لتحقيق مرامه، و الحزب ليس ببعيد عن الشخصيات التي تعمل بهذا الاتجاه، فانها ستنال من اي معترض امام سبيل بقائه.
الاغتيالات التي تحدث في اي مكان في العالم تنبع من الدوافع التي تبنيها العوامل الموضوعية الدافعة لها منها التحزب بشكل كلاسيكي و قديم متبعها التقوقع حول المقدسات و الكاريزما و العشائرية و القبلية و الافكار البالية، و العوامل الذاتية النابعة من المحافظة على المصالح الشخصية و الحزبية و عدم التجديد و البقاء في الشكل و بقاءالعقلية في الماضي رغم وجودهم التركيبي و الهيكلي في هذا العصر. و هذا ما يفرض تناقضا كبيرا على المكون للاستناد على الصفات و الاخلاقيات و العادات و التقاليد البدائية عندما تكون لمصلحته و من اجل بقائه ، و انه يعمل بعكس التيار ويحاول الخروج من الازمة التي تخلقها له المستجدات و التغييرات الطبيعية لانه يحتك بها و تضر به و بمسيرته السياسية اليومية. فاقصر الطرق للوصول الى الهدف هو المستقيم، و ابسط وسيلة للنصر عند التنافس هو الغاء و انهاء الاخر باية طريقة كانت و منها الاغتيالات بكافة انواعها .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف المثقفين من الخروقات لحقوق الانسان في كوردستان
- قلنا فلتكن كوردستان بوابة للحرية و الديموقراطية!
- لماذا يُستهدف الصحفيين في اقليم كوردستان ؟
- المطلوب هو الفعل و ليس الفتاوى والوعاظات و الشعارات
- انتشار الفقر في اقليم كوردستان رغم الميزانية الهائلة له
- الفدرالية الحقيقة تنقذ العراق و تحافظ على وحدته
- من يقدٌر الكتٌاب و الادباء في حياتهم ؟
- ترسيخ التسامح يضمن التعايش السلمي في العراق
- في مثل هذه الظروف، من يفكر بالطبقة الكادحة في العراق ؟
- التحالف الكوردستاني و احتمالات تشكيل الحكومة العراقية المقبل ...
- ما يعيق النظام العالمي الجديد هو الازدواجية في النظرة و التع ...
- السيناريوات القابلة التطبيق لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة
- الصحافة الكوردستانية الى اين ؟
- هل يمتلك العراق ما ينقله الى مصافي الدول المتقدمة ؟
- كيف نغلق طريق الفساد المستشري في العراق ؟
- من يحدد هوية العراق ؟
- ما يحتاجه العراق هو الحوار ام المفاوضات ؟
- اهم نقاط التحول في تاريخ العراق الحديث
- التحزب و الثقافة السياسية في العراق
- هل مجتمعاتنا تتقبل الحداثة كما هي بشكلها الصحيح؟


المزيد.....




- بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من ...
- -روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي ...
- منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا ...
- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
- هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
- منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد ...
- وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن ...
- أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
- سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك ...
- حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر ...


المزيد.....

- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد علي - الاغتيالات ما بين الاخلاق السياسي و التحزب