أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ازهر مهدي - عندما يفخر الإسلاميون بمنجزات العلمانية














المزيد.....


عندما يفخر الإسلاميون بمنجزات العلمانية


ازهر مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3005 - 2010 / 5 / 15 - 08:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هنالك نغمة خفية او خجولة يرددها " بعض " الإسلاميين عند الإشارة بفخر الى دولتين مسلمتين وهما كل من تركيا وماليزيا وما تشهدانه من تقدم وتطور مدني وصناعي واعتبارهما مثلا قد يحتذونه إن وصلوا للسلطة لكن للأسف فأن إيراد اسم هاتين الدولتين لا يخرج عن باب التمويه والتضليل عندما يطالبهم البعض بالأدلة على قدرة الحركات الأصولية على خلق مجتمع مستقر ومتقدم ، فمن المعروف ان هاتين الدولتين هما دولتين علمانيتين بامتياز ورغم ديانة النسبة الأكبر من سكان هاتين الدولتين بالإسلام لكن ما من تعارض بين ان تكون مسلم من الناحية العقيدية و ان تكون علماني من الناحية السياسية وان التطور الذي تشهده تركيا قد سبق وصول حزب العدالة والتنمية المعروف بتوجهاته الإسلامية لتولي الحكومة ونلاحظ ههنا وجود خلط بين مفهومي الحكومة والدولة وربما يكون هذا الخطأ ناشئ من أن الحكومات في بلداننا هي الدول ذاتها لكن في الدول المتطورة والمتحضرة فالفرق كبير جدا فالأحزاب بتوجهاتها وايديولوجياتها لا تستطيع تغيير واقع الدولة الذي يشرف عليه القضاء والإعلام والمؤسسات المدنية – او الجيش أيضا في الحالة التركية – بما خولها الدستور العلماني المدني من سلطات وصلاحيات قوية.

لقد تحولت تركيا التي سادت العالم الإسلامي لقرون بالقوة والقهر تحت ما يسمى بالخلافة الى دولة متحضرة ومنتجة بمجرد تبنيها الفكر المدني الحديث وقد تحول الشعب التركي سليل الأقوام الطورانية البربرية من حالة التجبر والتسلط الى شعب متحرر لا يشكل عالة على البشرية كما هو حال جميع الدول التي خضعت لهم في السابق

في تركيا العلمانية والديمقراطية والمسلمة الشعب حر في اختيار معتقده ولباسه رغم ما شهدته من علمانية متخوفة من الدين بسبب الإرث العثماني وتحولها الى علمانية أكثر استقرارا وعدالة لكن تظل المخاوف من ان يتوسع حزب العدالة والتنمية في تمرير قوانين تهدف الى فرض سيطرته وأسلمة الدولة ذاتها وهو أمر ان حدث ستخسر تركيا كل مكتسباتها خلال التسعين عاما الأخيرة لتصبح مجرد دولة هشة ومتوترة ومتخلفة وقد أقارن تركيا التي لا تمتلك ارثا حضاريا إنسانيا ذي قيمة – باستثناء المباني الجميلة والفخمة في عاصمة الخلافة العثمانية او ما كانت تعرف بالاستانة – وإيران تلك الدولة التي أسهمت واسهم أبناؤها في التأثير عالميا على العلوم والفنون والآداب وحتى علوم الدين الإسلامي الشرعية كما نعرف ، عندما أقارن هاتين الدولتين فقد اصدم بمدى التطور الذي تشهده تركيا حاليا والتدهور الذي تهوى اليه الجمهورية الاسلامية الإيرانية ، لكن للأسف فروعة الاجداد ليست دليلا على نباهة الأبناء والعكس صحيح أيضا.

بالنسبة لماليزيا ذلك البلد الجميل والذي تعشقه منذ أول يوم تشاهده فيه فالقوانين ونظام التعامل والتبادل التجاري ونشاطات الاستثمار هي أنظمة عالمية وعلمانية بامتياز !!!! نعم يمكنك ان تشاهد الحجاب واللحى والمساجد والرموز والممارسات الإسلامية بصورة واضحة أينما ذهبت لكن عندما تدخل الى مكتبك فأنت ملزم باتباع نفس النظم المتبعة في تركيا فالبنوك لا تراعي القضايا الربوية الا ما ندر ومحلات الترفيه شائعة في اكثر المدن والولايات الماليزية وقوانين الاستثمار منفتحة على العالم فضلا عن ان القانون المدني العلماني الماليزي يسمح لنصف الشعب تقريبا بممارسة شعائره الدينية الوثنية كالبوذية والهندوسية والتاوية وهو ما لا تسمح جميع الأنظمة الأصولية بالتأكيد بل ان لهذه الفئات وبالأخص الجالية الصينية دور واضح في تنمية الحالة الماليزية وتطويرها .

كل ما أقوله ان ما من مانع لتبني نظام علماني وفي نفس الوقت المحافظة على الانتماء الديني للأمم المسلمة شريطة ان تقترن العلمانية بوضع ديمقراطي مستقر ان لم يكن نظام كهذا هو الامثل للمحافظة على الهوية الدينية الإسلامية وخلق مجتمع مرفه وحي لكن منظري الفكر الأصولي لا يتقبلون التعايش مع اي فكرة او نظام لا يكفل لهم ما يعرف بالممارسة الديمقراطية لمرة واحدة اي أنهم يسمحون بانتخابات توصلهم للسلطة لكنهم لا يقبلون بنفس الانتخابات ان قامت بإخراجهم منها هذا ان لم يستعملوا السلاح والبطش للتربع على مقادير الشعوب المقهورة اصلا



#ازهر_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور من ذاكرة الالم
- هنا علاوي من الفلوجة هل تسمعني؟؟؟
- جنس ونوبل وانترنيت
- العراق وحسابات بني هاشم


المزيد.....




- قوات جيش الاحتلال تقتحم مدينة سلفيت في الضفة الغربية
- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ازهر مهدي - عندما يفخر الإسلاميون بمنجزات العلمانية