أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - غربلة المقدسات -12- بين إساف ونائلة وما ورثه الدين الجديد















المزيد.....

غربلة المقدسات -12- بين إساف ونائلة وما ورثه الدين الجديد


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 915 - 2004 / 8 / 4 - 12:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المسلمون وحدهم الذين ينكرون ما أنجزه أسلافهم ثمَّ يجهلِّونهم كي يبدأ التاريخ من حضراتهم متجاهلين الحضارات السابقة التي لم يكونوا قادرين في ذاك الحين على معرفة تفاصيلها، والاستفادة من إنجازاتها، ويتناسون أن – محمد- ضَّمن الديانة الجديدة التي دعا إليها الكثير من أفكار، وممارسات، وعبادات، وشعائر، وطقوس، وخرافات أولئك الذين يصفهم، وينعتهم فقهاء الجهل الإسلامي بالجهالة، والتخلف، والكفر وذلك من أجل إبراز الدين الجديد بشكل أسطوري وإعطاءه ميزة التفرد..! وهم لا يجيبون حين يسألهم السائل: إذن كيف يأخذ محمد ما أخذه من حياة الناس ويبقي على معظم ما كانوا يمارسونه كما هو ويأخذ الباقي بعد تشذيب، وتلميع، وتعديل، قد يتطلبه الدين الجديد لإزالة التناقض، ومسح التعارض..!؟ لقد عمل الفقهاء منذ احترفوا مهنتهم الكلامية التي لا يقرها دين محمد أصلاً على طمس، أو تجاهل، أو تزييف ما ورثه محمد من القبائل العربية المنتشرة في أنحاء الحجاز وصولاً إلى اليمن وهم يرتعاون، ويصيبهم الوهن حين يتم نبش، وابراز، وكشف حقائق الزمن المحمدي لا بل يحاربون من يخوض في هذا الميدان، ويكفِّرونه..! لكن الحقيقة تظل تهوم حول عمائمهم شاءوا أم أبوا غير أنهم للأسف تمكنوا من إنجاز مهامهم على أحسن وجه وذلك بما أسعد الخلفاء السلاطين على تنوعهم، وتعاقبهم، وهذا تمَّ من غير شك على حساب الدين والعقل الذي استخدمهما محمد بعبقرية قلَّ مثيلها.. لقد أخذ النبي محمد ممن عاش قبله الكثير الكثير مما يندهش له الإنسان حين يعرف تفاصيل تلك الأمور وضروراتها والهدف الذي ابتغي من وراءها..! فهو أخذ على سبيل المثال موضوعة الحج بكل تفاصيله وبدَّل فقط بعض العبارات المحدودة غير التوحيدية كالتلبية، وأخذ شعيرة العمرة، وتقديس الكعبة، وتقديس شهر رمضان، وحرمة الأشهر الحرام، وتحريم الربا، و تحريم لحم الخنزير وغير ذلك.. وفي ميدان العقوبات التشريعية أخذ مثلاً الحدود المتعلقة بالزنا، والخمر، والسرقة،والقصاص، والدية، والقسامة ومن ثمَّ أقر محمد سلب الأعداء بعد قتلهم واقتسام الغنائم وغير ذلك كما أنه التزم بكامل ارث إسماعيل ووالده إبراهيم حتى أن –عمر – اقترح على – محمد- أن يتخذوا من مقام – إبراهيم – في الكعبة مصلى فوافقه- محمد- على الفور وسطر آية بهذا الخصوص [ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ] سورة البقرة الآية /125/
قبل الإسلام، ومنذ تاريخ بعيد كانت للقبائل القاطنة في أنحاء الحجاز، ولعشائر البدو المتنقلة طقوسهم الموسمية المرتبطة بدياناتهم هذا من جهة، وبمصالحهم التجارية من جهة أخرى.. وعرف عنهم الحج إلى أكثر من كعبة في مناطق مختلفة من الحجاز ( –21- كعبة) لكن كعبة مكة حظيت بشهرة طاغية نظراً لموقع المدينة من جهة ولمكانة أصنامها من جهة أخرى فمن جهة المصالح ترافقت مواسم الحج مع إقامة ما يشبه المعارض التجارية هذه الأيام وعرف منها معرض أو سوق- مَجَنّة- وسوق – عكاظ – وسوق – ذى المجاز –ومن الجدير ذكره لتأكيد أهمية المصالح وتأثيرها في هذا الشكل من الطقوس والعبادات هو مشاركة القبائل المتهودة و المتنصرة في فريضة الحج..!
أهم ما يمكن ذكره في موضوع الحج وبخاصة شعيرة الطواف بين الصفا ومروة الذي أبقاه و أقرَّه محمد كما هو ويمارسه المسلمون خلال حجهم كل عام حتى يومنا هذا، هو أصل الحكاية فقد بدأت القصة بغرام رجل يدعى إساف بفتاة تدعى نائلة و قد زنيا في الكعبة فمسخهما الله حجرين ( صنمين ) عقوبة لهما ووضع الصنم إساف على جبل الصفا والصنم نائلة على جبل المروة كي يصبحا عبرة للناس الذين يحجون إلى الكعبة ولكن مع مرور الزمن والتحوير الذي طرأ على الحكاية أصبحا إلهين يعبدهما الناس فيسعون، ويطوفون، ويتمسحون بهما والمسلمون الأن يسعون بين الجبلين اللذين يحملان أثار العاشقين إساف ونائلة كما كان أسلافهم يفعلون ولكن من دون أن يدري معظم الساعين بأصل وجذر هذا السعي ولا بحقيقة ما يفعلون..؟
ومما أقرَّه محمد من عادات، وسلوكيات، وخرافات العرب المنتشرة في أرض الحجاز وغيرها، خرافة الحسد [ قل أعوذ برب الفلق.. ومن شر حاسد إذا حسد ] من سورة الفلق..كذلك أقر ضربة العين وهي غير الحسد ويمكن الرجوع إلى كتاب الطب النبوي لابن قيم الجوزية للاطلاع على الطرق التي رسمها محمد شخصياً للوقاية من ضربة العين وأقر كتابة الرقى للعلاج من الأمراض، ولدغ الثعابين والعقارب، حتى أن محمدا طلب من الشفاء بنت عبد الله أن تعلم رقية النملة لزوجه أم المؤمنين-حفصة بنت عمر – وأقرَّ النفث* من العقد [ .. .. ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ].. وورث محمد كل ما يتعلق بموقف العرب من المرأة حتى أنه استبقى تعظيمهم للرجل الزوج ونظرتهم إليه بما يوازي الرب الأوحد للمرأة الزوجة والعرب قبل محمد كانوا يقولون عن الزوج: بعل والبعل بلغة أهل اليمن يعني الرب وذلك بالرغم من معرفة و إقرار محمد بأنَّ بعل هو أحد الآلهة [ أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين ] من سورة الصافات لكن في سورة النساء ورد: [ ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ] وقد ورد في حديث عن محمد أخرجه الترمزي والنسائي ( لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها ) ولنا أن نتخيل كيف ستسجد الوزيرة الفلانية لزوجها الفلاني..!؟ وورد في سورة النساء [ يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين ] وورد في سورة البقرة: [ فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ] وفي سورة النساء [ الرجال قوامون على النساء ] وفي سورة النساء أيضاً: [ فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ]وروى البخاري في صحيحه عن –محمد- قوله ( لن يفلح قوم ولو امرأة عليهم ) و ( النساء ناقصات عقل ودين ).. وهكذا فكل ما أوردناه من نصوص تؤكد ما قلناه عن أن محمد ورث عن العرب الكثير مما جاء به ولا يغِّير في هذه الحقيقة ورود غير ذلك في هذا الموضع أو ذاك وهو ما يراه الفقهاء فقط لا غير..!


* = النفث هو بين النفخ والتفل تنفث الساحرة في عقد تكتبه بناء على طلب الزبون ويستعمل لإيذاء الآخرين واليوم يسمى (الحجاب) في سورية و( العمل) في مصر و( الكتيبة) من كتب يكتب في بعض الدول ومنها دولة بسنادة.
15/7/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غربلة المقدسات: تساؤلات مشروعة
- الفرجة بالمجان
- غربلة المقدسات -11-
- من أجل حفنة من الدنانير
- غربلة المقدسات - توضيح لا بد منه
- غربلة المقدسات -10-
- خامس المستحيلات
- غربلة المقدسات-9-
- غربلة المقدسات-8-
- غربلة المقدسات -7-
- رجل الدولة
- غربلة المقدسات -6-
- الأيهم صالح شكراً ...ولكن
- الجزء الأخير من مذكرات المفرج عنه أبو يسار دريوسي
- غربلة المقدسات -5-
- وهل ينهض الموتى..؟
- من مذكرات أبو يسار
- غربلة المقدسات-4-
- المثابرة الكلكية
- غربلة المقدسات -3-


المزيد.....




- ثبتيها الآن وفرحي أولادك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 بإشارة ...
- كيف أحيا المسلمون الشيعة ذكرى عاشوراء؟
- مستوطنون محتلون يقتحمون المسجد الأقصى
- جيمس ديفد فانس.. نائب ترامب المؤيد لإسرائيل والمسيحية
- المقاومة الاسلامية تنفذ سلسلة عمليلات ضد مواقع وانتشار جيش ا ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: تنفيذ عملية مشتركة مع الحوثي ...
- «حدثها الآن» إليك تردد قناة طيور الجنة بيبي نايل سات 2024 ال ...
- بزشكيان: دعم إيران للشعب الفلسطيني المظلوم مستمد من تعاليمنا ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف إيلات وميناء حيف ...
- المقاومة الاسلامية بالعراق تستهدف إيلات المحتلة بالطيران الم ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - غربلة المقدسات -12- بين إساف ونائلة وما ورثه الدين الجديد