|
حول اغتيال- سردشت عثمان -
مسيرة الاشتراكية العمالية
الحوار المتمدن-العدد: 3004 - 2010 / 5 / 14 - 22:50
المحور:
حقوق الانسان
بعد عام 2006، بدأت المظاهرات في معظم المدن والقصبات والقرى في كردستان العراق ضد الفساد وانعدام الخدمات الاجتماعية والحاجات الاساسية لديمومة الحياة. الوتيرة التصاعدية والانعطافية للنقد امتد ليشمل شرائح واسعة من الكتاب والمثقفين في كردستان ضد سلطة الحزبين الحاكمين في اقليم كردستان "الحزب الدمقراطي الكردستاني" و "الاتحاد الوطني الكردستاني". رغم ان محتوى ومنطلق هذه الانعطافة وهذا النقد لم يكن سوى ضد الفساد والتسلط وحتى السرقة الواضحة للمال العام من قبل المسؤولين الحزبيين والحكوميين والمتنفذين، ولم يتعدى كونه انتقادا ليبراليا وذات طابع دمقراطي، الا انه لم يعد باستطاعة المسؤولين تحمله، فكيف الحال بالنسبة للنقد الراديكالي اليساري، العمالي والشيوعي! أولئك المسؤولين الذين ذاقوا للتو طعم وحلاوة هذه المائدة الممتدة امامهم بطولها وعرضها، يمثلون، ودون خبرة، مصالح الرأسمال والرأسمايين في كردستان. ان السنوات الاربعة المنصرمة كانت سنوات التضيق على الاجواء الفكرية والسياسية المنفتحة في كردستان والتي جاءت ضمن التغييرات التي عمت العراق باكمله. لقد كانت سنوات الضغط والتضييق وقولبة حرية الرأي ضمن اطار قانون الصحافة في كردستان ودستور رجعي تحت غطاء المقدسات القومية والدينية. لم تكن هذه السنوات الاربعة في كردستان سنوات لمنع تسريب ما يجري داخل المؤسسات الحكومية والحزبية فقط، بل كانت سنوات توهين وتهديد وخطف الصحفيين ومصادرة وكسر كامراتهم وضربهم واغتيالهم . ان ماتم توثيقه لحد الآن من تجاوزات بحق الصحافة والصحفيين من قبل منظمة ترعاها هذه السلطة "نقابة صحفيي كردستان" هي اكثر من 350 حالة. هذه الحالة دلالة واضحة لما ذكرناه آنفا، وليس اغتيال سردشت عثمان سوى واحدةً ضمن هذه العملية وجزء من هذا السيناريو الذي ما زال يجري ولم تسجل وقائعه بالكامل. ان مايميز هذا التطاول وهذا الاغتيال عن سابقاته هو اختطاف سردشت عثمان في وضح النهار امام كلية الآداب في جامعة صلاح الدين في اربيل في الرابع من هذا الشهر واجباره على ركوب السيارة وامام الملأ والعثور على جثته في مدينة الموصل بعد يومين على اختطافه، وكأن الحزب الحاكم في اربيل وصل الى مرحلة من التغطرس لا يبالي ولا يأبه بالقيام بهذه الجريمة وينوي اطلاق العنان لمؤسسته القمعية "الباراستن" لقمع واسكات أي صوت حر معارض. ان اغتيال سردشت عثمان هو انذار خطير لمجتمع كردستان بأسره يتزامن مع صيحات تيارات الاسلام السياسي وفتاوى أئمة المساجد ضد الكتاب والمؤسسات الثقافية تحت غطاء التجاوز على "المقدسات الاسلامية " . رغم ان هذه الافعال وتلك الصيحات تصدر من قوتين ساسيتين مختلفين ولتحقيق أهداف مختلفة وبطرق مختلفة، الا انها تشكل نفس المحتوى والمضمون وهو توسيع أجواء الرعب والقمع وسيطرة الرجعية الفكرية وترسيخ الاستبداد البرجوازي وانهاء الاجواء الفكرية والسياسية المنفتحة نوعا ما في هذه الحقبة من تأريخ كردستان. رغم ان انتقاد المثقفين والكتاب التحررين والليبراليين أثر بشكل ايجابي على وعي العمال والكادحين في كردستان حول مصداقية السلطة البرجوازية وازال، نوعا ما، الاوهام من اذهانهم بهذه السلطة الحزبية والمليشيا المحلية، الا انه في نفس الوقت "اغتال" ان صح التعبير، شخصيتهم السياسية المستقلة وجعل منهم وسيلة بيد التيارات والفئات البرجوازية الاخرى وهذا هو مايجري في كردستان بعد عام 2006. انه ليس الاغتيال الجسدي للمثقفين واغتيال اقلام الكتاب فحسب، بل انها اعملية مزدوجة، في جانبها الآخر يشمل اغتيال الشخصية السياسية لجماهير العمال والكادحين في كردستان وبهذا جعل من اعتراض هذه الجماهير ملحقا ببديل التيار القومي- اليبرالي لـ "قائمة التغيير" ان انتماء الكتاب والصحفيين في كردستان الى منظمات ونقابات مهنية خارج النقابات الصفراء التابعة للاحزاب الحاكمة وذلك للوقوف بوجه اغتيال الاقلام الحرة والاغتيال الجسدي لهم، ورغم اهميته، الا ان الأتيان بقانون حضاري متمدن عصري وتحرري في مجال الاعلام والمطبوعات وفرضه على حكومة الاقليم يأتي عن طريق تخندق العمال والكادحين في صفوفهم السياسية المستقلة من اجل ضمان حرية التنظيم وحرية التعبير والوقوف بوجه اغتيال الكتاب ومنع تكراره. نحن في "مسيرة الاشتراكية العمالية " رغم ادانتنا الشديد لهذه الجريمة، نشارك عائلة الضحية و زملاءه واصدقاؤه احزانهم ونحمل حكومة الاقليم مسؤلية تعقيب المجرمين والكشف عن ملابسات الحادث واعتبار ذلك من أولويات مهامهم. - الخزي والعار للاغتيال - عاشت الحرية السياسية والفكرية غير المشروطة مسيرة الاشتراكية العمالية www.rewend.info 7-5-2010
#مسيرة_الاشتراكية_العمالية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول اغتيال- سردشت عثمان -
المزيد.....
-
المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا
...
-
المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا
...
-
إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا
...
-
إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد
...
-
مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
-
مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك
...
-
اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر
...
-
ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا
...
-
بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
-
مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|