أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عدنان فارس - تناوُب التحكّم الاصولي.. ليس قدر العراق















المزيد.....

تناوُب التحكّم الاصولي.. ليس قدر العراق


عدنان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 915 - 2004 / 8 / 4 - 12:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ تحرّر العراق من التبعية العثمانية على يد الاستعمار البريطاني جوبهت مخططات بناء الدولة العراقية الحديثة بالعداء والرفض ( المُسلّح ) من قبل تحالف سدنة الاصوليتَين الدينية والاجتماعية المتمثلة بمشايخ الاسلام والعشائر، وما ثورة العشرين الا تعبير عن معاداة هاتين المشيختين للدولة العراقية الحديثة التي لابد وانها ستُقلّص من التحكّم المطلق لرجال الدين الاسلامي وشيوخ العشائر بمقدرات المجتمع العراقي. ولقد حققت ثورة العشرين أهداف هؤلاء في تقاسم ( السلطة والتحكّم ) مع المستعمر البريطاني بإن تولد الدولة العراقية الحديثة ولادة غير ناضجة ليس بوسعها تحقيق المصالح الاساسية للشعب العراقي في القضاء على مخلفات الهيمنة الظلامية والتخلف والاستغلال البشع لسلطة العثمانيين وأسلافهم... ورغم ذلك تمكن الشعب العراقي بفضل المصالح الحضارية للاستعمار البريطاني من الحصول على أرقى دولة في العالم الثالث ، أنذاك، حيث البرلمان والاحزاب والتعليم والمحاسبة والاعلام والفنون والقضاء... هذه المكاسب التي نجح مشايخ الاسلام والعشائر في الحد منها وعدم ( إستفحالها ). وماهي الا سنوات على مرور قيام الدولة العراقية الحديثة حتى وضع مشايخ الكرملين ( الفتيان ) عيونهم على العراق بأن أدخلوه في حساب توازن القوى الدولي لصالح صراعهم ضد المد الحضاري للغرب الديموقراطي... وشاعت الفوضى ( الوطنية ) في العراق ولم يهدأ بال ( وطنيي ستالين ) الا بتفكيك الدولة الدولة العراقية في ( ثورة ) 14 تموز 1958... لا أحد من العراقيين حتى الذين دعموه، فيما بعد، يعرف من هو المرحوم عبدالكريم قاسم قبل يوم 14 تموز 1958!! إنهم دعمو قاسم وحرّضوا على دعمه والتغني بثورته فقط لأن أحد معاقل الغرب ضدّ الاتحاد السوفييتي قد سقط !! فأية وطنية وأي ولاء للعراق في هذا الموقف وهذا النهج!؟ لو كان ( صالح جبر ) قد وقع معاهدة القواعد العسكرية في العراق عام 1948 مع ستالين لما كنا قد سمعنا بشيء اسمه ( وثبة كانون المجيدة ).. إنه الولاء لغير العراق !!
صفات عبدالكريم قاسم الشخصية النبيلة تؤهله أن يكون جاراً طيباً لعائلة عراقية أو صديقاً وفياً ولكن ماهي المؤهلات السياسية لهذا الرجل في أن يكون رئيساً لدولة العراق.. ماهي مبررات عبدالكريم قاسم في أن يحنث باليمين الذي أدّاه بأنه سيحمي الدولة العراقية.. أية وطنية يتمتع بها اؤلئك الذين باركوا تفكيك الدولة العراقية في 14 تموز 1958 ورقصوا لقتل مؤسسيها وسحل جثثهم... إنهم أنفسهم اؤلئك الذين اكتفو ( بوطنية ) الزعيم اللأوحد ولم تشغل ديموقراطية العراق أبسط حيّزٍ في اهتماماتهم الأممية.. وبذا تمهّد الطريق لسلطة ( حزب بعث الجريمة ) في دورتَيها عام 1963 ومن ثمّ في 1968.. ليس بوسع أحد أن ينكر أن صدام كان يسارياً، لا بل تنصيبه ( طليعية حركة التحرر الوطني العالمية ).. وما مُعاداة اليسار العالمي اليوم للعراق الجديد إلا وفاءً لهذه الرتبة التي منحها الاتحاد السوفييتي لصدام أحد أقرب أشباه ستالين.
لقد شاء الله أن يكون للعراقيين نصيب في غنيمة الانتصار التاريخي على مشعلي الحرب الباردة لصالح الحرية والديموقراطية حيث تم اسقاط نظام صدام وبعثه وتم إنقاذ الحياة في العراق ونجدة الشعب العراقي بعد أن وضعه الاصوليون اليساريون بشقيهما ( الأممي والقومي ) على طريق الانقراض.
ولكن وماهي إلا أسابيع على تحرير العراق في 9 أبريل 2003 من سلطة الشقاوات واللصوص حتى تحركت الاصولية الاسلامية ( السنية منها والشيعية ) لتعلن على الملأ والعراقيين أن ( إسقاط نظام صدام وبعثه ) هو ( غطرسة واحتلال ) وهو خروج على الشرعيتين الدولية و ( الاهية ) ولابدّ من المقاومة... وردّدوا يا عراقيين بعد الصلاة على محمد وآلِِ محمد وبلكنةٍ ايرانية : كلا كلا امريكا.. سنة وشيعة فد حزام ضد الحرّرنا من صدام.
تتميّز الاصوليات السياسية في العراق( الاممية والقومية والاسلامية) بالولاء لغير العراق.. وأنّ الذي يتهدّد العراق الجديد الآن هو خطر هيمنة الاصولية الاسلامية على الشارع العراقي تحت نداءات ( الاغلبية والمظلومية ) من جهة ونداءات الحفاظ على ( عِرض الاسلام وشرفه ) من جهة اخرى.
لا يخفى على أحد أن ( هيئة علماء المسلمين ) تُظلّل الآن ببركاتها جرائم الارهابيين الملثمين والارهابيين الوافدين لأن رئيس وأعضاء وأوغاد هذه الهيئة فقدوا ( ولي نعمتهم ) صدام حسين، وأنهم من جهةٍ أخرى يرون في الحرية والديموقراطية عدو للاسلام والعروبة و ( للعراق !! ) هذه الرؤية التي هي ذاتها لدى دُعاة ( الاغلبية والمظلومية ).
شيعة العراق هم الى جانب أكراد العراق الأكثر تضرراً من نظام صدام وبعثه... ولكن ردود فعل ( بعض) زعماء الشيعة على تصريحات وزير الدفاع العراقي عندما فضح فيها ايران ( الجارة الشيعية ) كعدو رقم واحد للعراق الجديد تدلّل على أن هؤلاء لا يهمهم سوى إثبات أنّ ايران هي الصديق ( الحقيقي والنزيه ! ) للعراقيين رغم أن ايران ناضلت وجاهدت، وعلى رؤوس الأشهاد، في سبيل انقاذ نظام صدام من السقوط ورغم أنّها قد تمّ تشخيصها كمحور شر في العالم والمنطقة وأن منظمة القاعدة الارهابية وزعيمها بن لادن قد اصبحوا في خبر كان لولا دعم وإسناد ايران.. شيعة العراق وكل العراقيين يعرفون جيداً أن فلول البعث المندحر والارهابيين الاسلاميين، المحليين منهم والوافدين، هم من ينفذ العمليات الارهابية ولكن ايران تُدير الارهاب في العراق.
شيعة العراق وسُنته ومسيحيوه وبقية ألوانه الدينية، عربه وأكراده وتوركمانيوه وكل قوميات العراق الجديد بصغيرها وكبيرها لن يُشفى غليلهم إلا ببناء عراق حر ديموقراطي فيدرالي مسالم.. يحب العالم والعالم يحبه !
العراق الجديد في طريقه لتأسيس الديموقراطية كنظام يكفل سيادة القانون والحرية السياسية والتداول السلمي للسلطة، وحتى لاتشكّل المراجع الدينية دولة داخل دولة مما يعرقل سيادة القانون ويهدد النظام الديموقراطي.. لابد وأن يُصار الى ربط علماء وأعضاء المرجعيات الدينية لكافة طوائف الشعب العراقي بالدولة بما يكفل :
1ـ التزام هذه المراجع بالنهج الديموقراطي العام للدولة العراقية.
2ـ احترام حرية ممارسة الشعائر والطقوس الدينية لكل طائفة صغُرت أم كبُرت.
3 ـ إشراف الدولة على التمويل المالي العام والنشاطات المالية لمؤسسات المرجعيات الدينية لمساعدتها على انجاز مهامها وكي لا تتعرض هذه المرجعيات للتأثير والابتزاز.



#عدنان_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى انت يا رند رحيم.. يا فرانكي..!
- أوَليس مدينتا الثورة والفلوجة محتلتين..!؟
- فيدرالية كوردستان العراق في مهب الريح الإسلاموي والعروبي
- حكومة واحدة لا حكومتان
- سلاح جديد ولكنه خائب بيد الاعلام العروبي
- الأفاعي الطائفية تلتهم بلابل الديموقراطية
- جيش - البعث الجديد - يجب اجتثاثه
- التدخل السوري السافر والرد العراقي الخجول
- ساندوا قوات التحالف في حربها ضد -البعث الجديد-
- التحرير ومحاولات الإختطاف
- عطفاً على أبشع الجرائم في بلد العمائم
- أبشع الجرائم في بلد العمائم
- السيد السيستاني: لماذا لا تُخاطب العراقيين مُباشرةً؟
- غزو الديكتاتورية وإقامة البديل الديموقراطي
- ستنتصر ديموقراطية العراق الجديد
- الفيدرالية تمزيق، حقوق المرأة ضدّ الشريعة والشورى بدل الديمو ...
- دول الجوار العراقي.. الأكثر عداءاً للعراق الجديد
- لا العلمانية ولا العراق العلماني يُعاديان الدين
- فيدرالية كوردستان العراق دَعامَة لوحدة العراق
- مواقف -الأدب- العربي الرسمي و -المُعارض- أزاء هموم وطموحات ش ...


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عدنان فارس - تناوُب التحكّم الاصولي.. ليس قدر العراق