أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جميل جابر - سورية: بين السياسة الخارجية والداخلية - 1















المزيد.....

سورية: بين السياسة الخارجية والداخلية - 1


جميل جابر

الحوار المتمدن-العدد: 915 - 2004 / 8 / 4 - 12:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قبل بدء الغزو الأمريكي للعراق وحتى فترة قصيرة كان وزير خارجية صدام حسين ناجي صبري الحديثي يجوب الدول العربية والأجنبية بحثاً عن تضامن عربي ومساندة دولية ضد الغزو العسكري الأمريكي المرتقب. ما زلنا نذكر ما قاله وزير الخارجية العراقي السابق للتلفزيونات الأجنبية بعد لقائه بزملائه وزراء الخارجية العرب الذين بحثوا التهديدات الأمريكية للعراق، قال: "الوضع العربي اليوم مختلف تماماً عن الوضع العربي قبل حرب الخليج الثانية ( تحرير الكويت) حيث كان العرب مختلفين، اليوم كل الدول العربية بلا استثناء تقف مع العراق". وبالفعل صدر بيان لوزراء الخارجية العرب يعلنون رفضهم القاطع للتدخل الأمريكي و تضامنهم مع العراق. لم يكن أحد في العالم ينظر بجدية لهذه الإعلانات الرسمية فالحكومات العربية كانت ماضية في التحضير والإعداد لاستحقاقات فترة ما بعد صدام حسين والبعث في العراق، وكما اتضح لاحقاً فقد ساهمت دول عربية بتقديم المساعدات والتسهيلات للقوات الغازية بينما امتنعت أخرى خوفاً من رد الفعل الداخلي، في كل الأحوال لم يدافع الجيران العرب عن العراق. النظام العراقي كان في عزلة عربية ودولية خانقة وعزلة داخليه مزمنة، سمعته الخارجية سيئة والداخلية أسوأ. حافظ النظام العراقي على نهجه في القمع والعنف ونفي ثابت للآخر حتى آخر لحظة، لم يكن هناك معارضة معترف بها فهي غير موجودة في نظره ولا حاجة للوطن لمعارضة لأن النظام البعثي "مستقر" وبقي على "استقراره" حتى سقط. كانت أمريكا واثقة من قوتها الدعائية المبنية على سمعة النظام السيئة دولياً وداخلياً وكان الأمريكان يعتمدون في خطابهم على إبراز سوابق النظام وشخص صدام حسين من أجل تعبئة الرأي العام العالمي لإيجاد تحالف دولي واسع.

بعد نهاية الحرب على العراق مباشرة ظهرت التهديدات الأمريكية ضد سورية. كولن باول يطلب من سورية بلغة واضحة إعادة النظر بمواقفها. وآري فلايشر، المتحدث باسم الرئيس الأمريكي جورج بوش، يقول في منتصف أبريل2003: "سورية هي فعلا دولة مارقة" ولم يكن نصيب سورية من التلميحات البريطانية بعدم الرضا عنها أقل وطأة إذ يقول وزير الخارجية البريطاني جاك سترو: "من المهم جداً أن تحترم سورية الواقع الجديد وأن تعمل معنا ومع الولايات الأمريكية بطريقة بناءة". من هنا، ووسط الضغوط القوية التي تمارسها الإدارة الأمريكية وحليفتها بريطانية على سورية، تبرزفي الرأي العام الغربي أسئلة كثيرة في هذا الخصوص: هل سورية معزولة ومهددة جديا بعد الغزو الأميركي؟ هل تصل أوضاع سورية الداخلية والخارجية إلى وضع يشبه وضع العراق قبل سقوط بغداد؟ هل يختلف نظام بعث العراق جوهرياً عن بعث سورية؟
صحيفة دي تسايت الألمانية تطرقت لهذا الأمر بالمقارنة في مقال للصحفي ألبرشت متسغر (17/7/2003) الذي يبدأ باقتباس من رأي مفكر سوري:

" صادق جلال العظم، الفيلسوف والناقد السوري، يرى المشهد الخارجي مظلماً:(إذا عقدت الحكومة العراقية الجديدة اتفاقية سلام مع إسرائيل فإن هذا سيجعل حياة السوريين صعبة، لأنه يمكن أن ينشأ عنه محور قطر، الكويت، العراق، الأردن، إسرائيل). وهناك آخرون يتحدثون عن سورية الواقعة بين فكي كماشة، العراق المحتل وفلسطين المحتلة. وترى مجموعة من داخل النظام السوري أن سورية في خطر وأن كل الإحتمالات مفتوحة". وتتابع الصحيفة الألمانية القول: "..الكثيرون من المعارضين العراقيين رحبوا بالهجوم الأمريكي لأنهم لم يروا إمكانية أخرى لإسقاط نظام البعث الدموي. في سورية توجد أيضاً مقابر جماعية وسجون مظلمة عذبت فيها عشرات الآلاف من البشر وأعدم الكثيرون دون محاكمة. لكن الأزمنة الأكثر سوءاً مضت ومقارنة بالعراق فإن سورية تكاد تكون بلدالعجائب في الديمقراطية لكن هذا يجب ألا يضلل رؤية أنه لم يحصل أي تغيير في الوضع الأساسي للسلطة. إنها نفس العائلات التي تحكم اليوم كما في زمن حافظ الأسد. الآن استلم الأبناء دفة القيادة بدءاً من منصب الرئيس.
البعض من المعارضين يعتقد أن بشار الأسد يمتلك الإرادة الجيدة ويرغب بإصلاح البلد ولكن تنقصه قوة التنفيذ. آخرون يرون الرئيس كممثل للنظام ليس له مصلحة فعلية في التغيير. على أية حال يزداد تفشى الفساد. إنهم أبناء الحرس القديم الذين يحتكرون فروع الاقتصاد المدرة للربح مثل شبكة التلفون النقال(الموبيل). في نفس الوقت ترغم البطالة 20% السكان إلى البحث عن منفذ خارج البلاد. من يعتقد في هذه الظروف بالإصلاح التدريجي يحتاج إلى الكثير من التفاؤل. هناك فرق بين الأبناء والآباء من قيادي البعث القدماء: الأبناء يعتبرون بعيدين إلى حد كبير عن الأيديولوجيات وينحصر اهتمامهم بعقد الصفقات التجارية وممارسة حياة مكلفة. الأبناء، هذا ما يقال قي دمشق، يسخرون من إيديولوجية الآباء البعثية. (إني متأكد أنهم سيعقدون صلحاً مع إسرائيل إذا كان هذا مربحاً لهم) يقول صحفي سوري (وسوف يتخلون حتى عن الجولان في هذه الحالة). "


يساهم في تعقيد المشهد الخارجي إزدياد إهتمام الرأي العام الأوربي بقضايا حقوق الأنسان في العالم العربي وسورية خصوصاً وتتسع الدوائر التي ترى في حقوق الأنسان بطاقة تعريف للأنظمة السياسية. وقد يشكل هذا الموضوع إلى جانب مواضيع أخرى عقبة أساسية للتفاهم مع الغرب الأوربي.
يقول الكاتب العراقي حسين المزاني في صحيفة فرانكفورته آلغماينه تسايتونغ (وهي من أكبر الصحف إنتشارا وربما تأثيراًً في ألمانيا) بتاريخ 17/05/2004 تحت عنوان التعذيب وأخلاق بيت الزجاج "من سورية تأتي باستمرار تقارير مثيرة للقلق، ليس فقط بسبب إعتقال رياض سيف عضو مجلس الشعب، ترمي ظلالاً طويلة على طرق عمل أجهزة الأمن التي ادعت باطلاً "أن رياض سيف شارك بالتخطيط لإسقاط السلطة باستخدام العنف "وإنما أيضاً حملة الإعتقالات التي طالت المعارضين الأكراد مباشرة بعد أحداث الفوضى الأثنية في آذار. جريمة رياض سيف كانت ملاحظة مقتضبة لكنها صائبة قالها في مجلس الشعب:"الحكومة السورية هي أكثر سعادة في العالم لأنها لا يوجد ما يزعجها لا أحزاب معارضة ولا إضرابات عمالية ولا قضاء مستقل أو صحافة حرة" كذلك إعتقل رئيس اللجان للدفاع عن حقوق الإنسان في سورية المحامي أكثم نعيسة" بتهمة مناهضة أهداف الثورة". السبب الحقيقي وراء إعتقاله هو مطالبته السلطات بالكف عن تعذيب السجناء السياسيين. إنه يعلم من تجربته الخاصة (اعتقل سابقاً من 1991-1998) كيف تعامل أجهزة الأمن ’المعارضين‘". هل شكلت سياستنا الداخلية حائطاً منيعاً وعالياً يعزلناعن العالم ولا يحمينا؟ هل يمكن ترقب نجاحات خارجية إذا لم نراجع بجدية سياساتنا؟ا



#جميل_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب القائد والجبهه الوطنية
- الإصلاح في سورية ولعبة الكشتبان


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جميل جابر - سورية: بين السياسة الخارجية والداخلية - 1